محمد باقر الحكيم.. الرئيس السابق للمجلس الأعلى الإسلامي العراقي
الخميس 29/أغسطس/2024 - 10:15 ص
طباعة
علي رجب
حياته
وُلد محمد باقر الحكيم بن محسن مهدي بن صالح بن أحمد بن محمود بن إبراهيم بن علي الحكيم الطبطبائي النجفي في النجف الأشرف، ويرجع نسبه إلى الحسن المثنى بن الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب، يوليو 1939 الموافق 25جمادى الأولى عام 1358هـ، وفي مدينة النجف الأشرف ليكون الولد الخامس لمرجع الطائفة الشيعية الإمام محسن الطباطبائي الحكيم.
تعليمه
دخل مرحلة الدراسة الابتدائية في مدرسة منتدى النشر وأنهى الصف الرابع وتركها متوجهًا نحو الدراسات الحوزية في سن الثانية عشر من عمره، فتعلم علي يد آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم، حيث درس عنده بعض المقدمات. كما درس على مستوى السطح العالي عند آية الله السيد محمد حسين ابن السيد سعيد الحكيم، وآية الله السيد يوسف الحكيم، وآية الله محمد باقر الصدر، ثم حضر درس (خارج الفقه والأصول) لدى كبار العلماء والمجتهدين أمثال آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي وآية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر، حيث حضر عنده في بداية تدريسه لبحث الخارج، واستمر بالحضور لدى هذين العلمين الكبيرين فترة طويلة، ونال في أوائل شبابه عام 1384هـ شهادة اجتهاد في علوم الفقه وأصوله وعلوم القرآن من المرجع آية الله العظمى الشيخ مرتضى آل ياسين.
في الحوزة:
في نطاق مرجعية والده آية الله الحكيم كان باقر الحكيم مسئولاً مباشراً عن الطلبة العراقيين وغيرهم ممن هم جديدو العهد بدخول الحوزة العلمية في النجف الأشرف.
كما كان مسئولاً عن بعثة الحج الدينية لتسع سنوات متوالية (1960 ـ 1968م) التابعة لوالده آية الله الحكيم، وحصل حينها على وكالة مطلقة مؤرخة في 11 ذي القعدة 1383هـ من الإمام الحكيم.
كان أحد المشرفين على مجلة "الأضواء"، وتم انتخابه للتدريس في كلية أصول الدين في بغداد التي كانت ضمن المشروع الثقافي والاجتماعي العام لمرجعية الإمام الحكيم ومؤسساتها، فانتدب أستاذًا لقسم علوم القرآن الكريم والشريعة والفقه المقارن وهو في الخامسة وعشرين عامًا، وافق على الانضمام إلى اجتماعات الهيئة التدريسية والإشراف على مجلة (رسالة الإسلام)، حتى تم مصادرتها من قبل نظام حكم حزب البعث عام 1975م 1395هـ وإغلاق الكلية.
وعلى الصعيد الرسمي مثل الإمام الحكيم في عدد من الأنشطة الرسمية، كحضوره في عدة مؤتمرات واجتماعات، منها حضوره مع العلامة الشهيد السيد محمد مهدي الحكيم ممثلين والدهما في المؤتمر الإسلامي الذي عقد في مكة المكرمة سنة 1965، والمؤتمر الإسلامي الذي عقد في عمان بالأردن في أعقاب نكسة 5 يونيو عام 1967م – 1387هـ.
وحين قام نظام حزب البعث العراقي بعملية تسفير واسعة لعلماء وأساتذة وطلاب الحوزة العلمية في النجف الأشرف من الإيرانيين المقيمين في العراق، والعراقيين ذوي الأصول الإيرانية- احتج الحكيم في العشرين من صفر عام 1389هـ، فعاد مسرعاً إلى النجف، وتم إعلان ذلك على الناس. وعقد اجتماعاً كبيراً للعلماء لمتابعة هذا الأمر، فيما اضطر النظام الحاكم في العراق إلى إرسال وفد كبير من بغداد برئاسة خير الله طلفاح محافظ بغداد وعضوية الوزير حامد علوان الجبوري، ومتصرف كربلاء آنذاك عبد الصاحب القرغولي وبعض المسئولين الآخرين للتفاوض حول الأحداث، وهنا قدم محمد باقر الحكيم في محضر الوفد الأدلة الثبوتية على وجود قرار للنظام بمحاربة الإسلام والدين، بعد أن أنكر الوفد ذلك، وعلى أثر هذا اللقاء تم إيقاف التسفيرات بصورة مؤقتة.
المعارض السياسي
لعب محمد باقر الحكيم دورًا قياديًّا في الانتفاضة التي شهدتها مدن جنوب العراقي في 1977 وكان قد سجن من قبل الحكومة العراقية في عام 1972 و1977 و1979.
وشارك باقر الحكيم في تأسيس التنظيم الإسلامي (حزب الدعوة الإسلامية) سنة 1378هـ، مع علماء آخرين منهم آية الله محمد باقر الصدر، ومحمد مهدي الحكيم، ومرتضى العسكري.
للمزيد عن حزب الدعوة اضغط هنا
تم اعتقاله عدة مرات في العراق وكان أولها عام 1972 وأطلق سراحه. ففي فبراير 1977، شهد العراق تحركات عبرت عن نفسها في مظاهرات غاضبة ضد أجهزة حزب البعث التي ضربت طوقاً أمنياً وعسكرياً لمحاصرة حشود كانت تتجه من النجف إلى كربلاء، فاعتقلت الآلاف، من بينهم محمد باقر الحكيم الذي اتهم بإثارة الاضطرابات وواجه حكماً بالسجن المؤبد، ولكن سرعان ما أطلق سراحه في عفو عام عن السجناء السياسيين بمناسبة الذكرى العاشرة لانقلاب 17 يوليو 1968 في ذلك الوقت بالذات، كان منحى التشيع المسيس يتصاعد بين صفوف العلماء الشيعة على نحو ملحوظ، وبدأ نفوذ «جماعة علماء النجف» يتزايد من خلال كتابات الحكيم وغيره في مجلة «الأضواء الإسلامية»، وانتقلت هذه الكتابات تدريجاً إلى الدعوة الصريحة إلى إقامة نظام حكم إسلامي في العراق.
كان لا بد أن يدفع انتصار الثورة في إيران عجلة التيار الشيعي السياسي في العراق إلى الأمام، طبعاً لم تر سلطة حزب البعث في بلاد الرافدين في هذا التيار تحدياً شيعياً عراقي المنشأ فحسب، بل اعتبرته مجرد امتداد لـ«الأطماع الفارسية» التقليدية أيضاً، فسارعت إلى مواجهته بمزيد من الشدة والعنف، فاعتقلت الآلاف وأعدمت الكثيرين من بينهم آية الله محمد باقر الصدر، وهجرت الألوف بذريعة أنهم من ذوي الأصول الإيرانية.
عقب اغتيال آية الله محمد باقر الصدر، استطاع محمد باقر الحكيم في مطلع يوليو 1980 الإفلات من قبضة السلطات والهروب إلى خارج العراق. وبعد محطات مؤقتة عدة، وصل إلى طهران في أوائل أكتوبر من العام ذاته، ولم يكد يمضي على اندلاع الحرب العراقية- الإيرانية سوى بضعة أيام، حيث كان عضوًا مؤسسًا في 1982 للمجلس للثورة الإسلامية في العراق (شيعي)، وترأس جناحها العسكري "فيلق بدر" عام 1982.
للمزيد عن محمد باقر الصدر اضغط هنا
بالإضافة إلى تشكل جناح عسكري لمجلس الأعلى للثورة الإسلامية، كان يقوم محمد باقر الحكيم بدور سياسي كبير ضد نظام الرئيس العراقي صدام حسين قبل سقوطه على يد الاحتلال الأمريكي في 2003، فقد كان يبعث برسائله ومذكراته إلى الأمم المتحدة وأمينها العام، وملوك ورؤساء البلاد العربية والإسلامية في كل مناسبة، يطالبهم فيها باتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة نظام صدام حسين.
وعلى هذا الصعيد، فقد قدم أبعد حدود الدعم لتأسيس المركز الوثائقي لحقوق الإنسان في العراق، وهو مركز يعتني بجمع الوثائق عن انتهاكات نظام صدام لحقوق الإنسان في العراق والاستفادة منها في فضح النظام في أوساط المجتمع الدولي، كما شجع على التحرك في أروقة الأمم المتحدة، وتحرك بنفسه حتى التقى بالأمين العام (خافيير بيريز ديكويلار) في عام 1992م. وشجع كذلك على إرسال الشهود والوثائق المرتبطة بالسجناء إلى مؤسسات الأمم المتحدة المعنية، وكذلك التحرك على منظمات حقوق الإنسان في البلدان الأوروبية وبعض البلدان الآسيوية.
عاش باقر الحكيم ثلاثة وعشرين عاماً، وتعرض لسبع محاولات اغتيال فاشلة، حسب تقديرات المراقبين العراقيين، حتى اغتياله في 31 أغسطس في 2003.
المعارضة في الخارج
مع اندلاع الحرب "العراقية- الإيرانية"، تبنى السيد باقر الحكيم الكفاح المسلح ضد نظام العراقي الحاكم برئاسة صدام حسين.. في طهران تولى مهمة تأسيس تنظيم سياسي جديد أطلق عليه اسم «جماعة العلماء المجاهدين في العراق»، تحول لاحقًا إلى تنظيم «مكتب الثورة الإسلامية في العراق»، ثم أصبح المجلس الإسلامي الأعلى للثورة الإسلامية بتاريخ 17 نوفمبر 1982، الذي اضطلع بدور سياسي بارز في معارضة نظام صدام حسين، وأصبح له جناح عسكري عُرف بفيلق بدر بادرة من الاستخبارات الإيرانية، وبمعاونة بعض المنفيين العراقيين في إيران، بغية الاستفادة من أسر المئات من عناصر الجيش العراقي من ضباط وطيارين وجنود وأفراد من قبل القوات الإيرانية، لأهداف دعائية وسياسية وعسكرية واستخباراتية تخدم الجانب الإيراني.
وعهد النظام الحاكم في إيران بقيادة الموسوي الخميني إلى "باقر الحكيم" الإشراف على الفيلق، وساعده لسنوات عدة، "محمود الهاشمي"، أحد أعضاء مجلس القضاء الإيراني حاليًا، وكانت البداية بلواء انضم إليه من ارتضوا طائعين أن يكونوا رأس الحربة في محاربة نظام "صدام حسين" في العراق، ثم تحول إلى فرقة، قبل أن يصل إلى فيلق..
للمزيد عن فيلق بدر اضغط هنا
وأصبح "فيلق بدر"، قوة قتالية تتألف من آلاف الشيعة، وعهد إليه لاحقًا متابعة الأسرى، والضغط عليهم، وإهانتهم، وتعذيبهم وتجنيدهم، وإغرائهم لطلب اللجوء السياسي، وإلحاقهم قسرًا، أو طوعًا بالاستخبارات الإيرانية للعمل ضد بلدهم.
أما في الداخل العراقي فقد شكل قوات المقاومة الإسلامية والجهاد، حيث نفذت عمليات كبيرة داخل العراق وكان لها صدى أكبر في مناطق الأهوار خلال الحرب العراقية- الإيرانية، لكنها بعد انتفاضة شعبان عام 1991 تطورت وانتشرت داخل المدن العراقية المهمة وقامت بعمليات كبرى، منها قصف القصر الجمهوري بصواريخ الكاتيوشا ثلاثة مرات خلال عام 2000 و2001.
وكان موقف الحكيم من أسرى العراقيين في الحرب مع إيران، يُعد أكثر مرحلة مهمة في تاريخ العراق الحديث، في هذه الحرب كان للحكيم موقف مخزٍ من العراقيين؛ حيث إن المجلس الأعلى للثورة الإسلامية الذي ينتمي إليه الحكيم متهم بتورطه بالعديد من جرائم الاغتيال السياسي والتفجيرات التي حصلت في العراق، وقد كان لقوات بدر الجناح العسكري للمجلس الأعلى دور كبير في تعذيب الأسرى العراقيين إبان الحرب العراقية- الإيرانية وكانت أول مقبرة جماعية ارتكبها فيلق "بدر" هي قتل أسرى عراقيين في معركة "البسيتين" في الأول من ديسمبر 1980، والتي قتل فيها أكثر من 1500 أسير عراقي.
وفي عام 1986 اصبح الحكيم رئيسا للمجلس وبعد ذلك تجدد انتخابه لرئاسته.
عودته إلى العراق
بعد 23 عامًا من العيش في منفاه في إيران عاد آية الله محمد باقر الحكيم إلى العراق في 10 مايو2003 الماضي، وبعد أقل من أربعة أشهر من عودته إلى بلاده قتل في انفجار سيارة مفخخة استهدف حياته.
وحظي الحكيم لدى عودته باستقبال حاشد في البصرة التي كانت مدخله إلى العراق، ومن ثم في المدن والبلدات التي مرّ بها في طريقه إلى النجف الأشرف، حيث قتل بعد إمامته صلاة الجمعة في مرقد الإمام علي، أكثر الأماكن قدسية في لدى المسلمين الشيعة.
وكان الحكيم من الداعين إلى الإسراع بقيام حكم عراقي مستقل، فقد قال في خطاب بعد عودته: إن العراقيين يرغبون في حكومة مستقلة، وإنهم لن يقبلوا بأي حكومة تفرض عليهم من الخارج. ودعا إلى "تشكيل حكومة ديمقراطية تمثل الشعب العراقي برمته".
لكنه أوكل، أثناء وجوده في العراق، لأخيه عبدالعزيز الحكيم مهمة النشاط السياسي المباشر وتمثيل المجلس الأعلى في مجلس الحكم العراقي المؤقت.
للمزيد عن عبد العزيز الحكيم اضغط هنا
مؤسسات
كما اهتم بإنشاء المؤسسات ذات الطابع الخيري، فأسس "مؤسسة الشهيد الصدر" والمؤسسات الصحية، ثم المركز الوثائقي لحقوق الإنسان في العراق، ومنظمات حقوق الإنسان في العراق المنتشرة في أرجاء العالم. على الصعيد الإنساني أيضاً شجّع أنصاره على تأسيس لجان الإغاثة الإنسانية للشيعة المتضررين من نظام الحكم، والتي قدمت خدمات جليلة للعوائل المستضعفة وعوائل القتلى والمعتقلين، حيث تقدم هذه المؤسسات سنوياً المبالغ الطائلة رعاية لهم. على الصعيد الثقافي أسس مؤسسة دار الحكمة التي تقوم بتخريج طلبة العلوم الدينية للمذهب الشيعي وإصدار الكتب والكراسات الثقافية والدورات التأهيلية، وكذلك أسس مركز دراسات تاريخ العراق الحديث، وهي كلها مؤسسات يقوم سماحته بالإشراف عليها وتوجيهها والانفاق عليها؛ من أجل خدمة قضايا المسلمين الشيعة في العراق.
صراع "الصدر" و"الحكيم"
هناك علاقة غير طيبة دائمة بين آل الصدر وآل الحكيم في العراق، حيث تحسب الأولى على الشارع العراقي وتمثل التيار العربي في المرجعية الشيعية بالنجف الأشرف، فيما ينظر إلى الثانية إلى أنها إيران الهوى والوجدان، ودائمًا بين آل الصدر وآل الحكيم صراع على النفوذ في مرجعية النجف التي تمثل الثقل الأكبر، ومن يهمين عليها يهمن على غالبية الشيعة في العالم الإسلامي، وليس في المنطقة فقط.
في أعقاب سقوط العراق في أيدي الأمريكان وصل محمد باقر الحكيم إلى مدينة النجف بأسبوع واحد وبعد الحشود التي استقبلته، حركت جماعة مقتدى الصدر حشود جديدة للتظاهر، ولكن ليس تأييدًا للحكيم، بل احتجاجًا عليه؛ حيث هتف هؤلاء المتظاهرون "لا للحكيم"، ومزقوا صوره.
والتنافس كان وما زال قائمًا بين آل الصدر، وبين آل الحكيم. وفي الأيام الأولى للاحتلال الأمريكي للعراق، كان الاثنان يتطلعان للهيمنة على مرجعية النجف وتحويل وارداتها الضخمة إلى حسابات سويسرية، أو في بنك ملي إيران.
ولم يكن الموقف متوازنًا بينه وبين الراحل محمد باقر الحكيم الذي قدم خدمات كبيرة للنظام الإيراني وعاش في كنفه أكثر من عشرين عامًا.
كما أن الخلاف حول طبيعة نظام الحكم العراق الذي يحكمه الشيعة؛ فبينما يميل الحكيم إلى الفيدرالية أو الكونفيدرالية أو استقلال الجنوب العراقي نجد أن الصدر يميل إلى حكم الشيعة لعراق موحد، وتنبع رؤية الحكيم أنه يرى أن الواقع يجبر الشيعة على اتخاذ هذا الموقف، ففي المدى البعيد ستزداد الصراعات مع بقية الطيف العراقي من سنة عرب وأكراد.
الحكيم والأكراد
كانت علاقة آل الحكيم بالأكراد قوية وجيدة في ظل مواجهة الاثنين: النظام العراقي السابق، عبد العزيز الحكيم، وهو نجل المرجع الشيعي السابق محسن الحكيم، صاحب فتوى "الشيوعيّة كفر وإلحاد" و"تحريم مقاتلة المتمرّدين الكرد في شمال العراق"، الذي توفي عام 1970 قد فارقوا الحياة.
وقال رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، في ذكرى اغتيال محمد باقر الحكيم: إن شهيد المحراب استمر على نهج والده محسن الحكيم في مساندة الأكراد حتى تمكنا من هذا التلاحم الذي لم يكن محل ترحاب من قبل الأعداء؛ حيث قاموا في مثل هذا اليوم بفعل جريمتهم. وتابع: إن ذكرى استشهاد ابن العراق البار يجب أن تكون نهجًا للحوار واحترام حقوق الإنسان وقبول الآخرين.
الحكيم وإيران
تعتبر علاقة محمد باقر الحكيم وإيران وخاصة في عهد المرشد الأعلى موسوي الخميني، علاقة قوية، وتعتبر علاقة تابع وأحد رجال وأذرع إيران في مواجهة النظام العراقي السابق والذي سقط علي يد الاحتلال الأمريكي.
فقد استقبلت إيران محمد باقر الحكيم، وبدعم منه أسس الحكيم ميليشيات مسلحة من الشيعة لمواجهة الدولة العراقية، وترأس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق بالمنفي؛ حيث وفرت له إيران الدعم المادي والسياسي والإعلامي.
وضعت إيران خططها أن يكون محمد باقر الحكيم المرجع الأعلى في العراق، لكن موقفها سرعان ما تغير بسبب تصريحات للحكيم، بفعل إقراره بالواقع العراقي ونزولا عند رغبة الأمريكيين، أعلن فيها رفضه لولاية الفقيه وعدم سعيه لإقامة حكومة إسلامية، فتمت عملية تصفيته وبالقرب من المرقد.
وجد النظام الإيراني نفسه في موقف حرج. يقول المعارض الإيراني الدكتور علي رضا نوري زاده في موقعه الإلكتروني: إن عبد العزيز الحكيم لم يصل إلى مستوى المرجعية الدينية، وطهران تصر على أن يكون المجلس الأعلى ليس تنظيمًا سياسيًّا يمثل الشيعة الموالين لإيران فحسب، بل أن يكون دوره في الميدان الديني، مؤثرًا ونافذًا، ولن يحصل ذلك إلا بوجود مرجع بمستوى آية الله محمد باقر الحكيم. وعلى الحائري حسب رأي القيادة الدينية في إيران مؤهل لتولي هذا الدور.
الحكيم وأمريكا
شهدت الفترة قبيل الاحتلال الأمريكي للعراق في 2003، اتصالات مكثفة وقوية بيت محمد باقر الحكيم وصانعي القرار في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما يتمثل في تقديم آل الحكيم الدعم لواشنطن في إسقاط نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، فقد نسقت الولايات المتحدة قبل الغزو مع جماعة الحكيم وفيلق بدر كجزء من تنسيقها مع إيران.
وحتى الآن يتمتع آل الحكيم بعلاقة قوية مع الولايات المتحدة الأمريكية في مواجهة الجماعة الإسلامية السياسية وخاصة التيار الصدري.
الحكيم والدول العربية
كان لديه اتصالات بشكل جيد مع الدول العربية، بما يخدم أهداف في إسقاط نظام الرئيس الراحل صدام حسين، فطلب الدعم من الدول العربية فزار السعودية، وسوريا والكويت، والتقى برئيس الوزراء السوداني، وتحدث مع الملك حسين ملك الأردن الراحل.
المؤلفات
ولباقر الحكيم تقريرات للدروس التي تلقاها على مستوى المقدمات والسطوح وبحث الخارج؛ تركها في النجف بسبب الهجرة من العراق، فاستولى عليها رجال صدام ضمن مصادرتهم لممتلكاته.
وله مؤلفات عديدة وكثيرة، بعضها تمّ طبعها، وبعضها الآخر في طريقها إلى الطبع، والكتب المطبوعة هي:
1- الامام الشهيد الصدر، 2- المجتمع الإنساني في القرآن الكريم، 3- الأربع عشرة مناهج ورؤى، 4- المنهاج الثقافي السياسي الاجتماعي، 5- تفسير سورة الصف، 6- تفسر سورة الحديد،7- تفسير سورة الممتحنة، 8- تفسير سورة الحشر، 9- القصص القرآني، 10- الوحدة الإسلامية من منظور الثقلين، 11- الحج، تاريخه أبعاده أحكامه، 12- الزهراء، أهداف مواقف نتائج، 13- بين مقاومتين، 14- الإمام الحسين، 15- دور أهل البيت في بناء الجماعة الصالحة، 16- المرجعية الدينية، 17- الأصالة والمعاصرة، 18- دور الفرد في الاقتصاد الإسلامي، 19- وبشر الصابرين، 20- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، 21- شيعة العراق، تاريخ مواقف، 22- الشعائر الحسينية، 23- ضوء على القتل،24- التوبة، 25- الخطاب الإعلامي وسر النجاح، 26- انتفاضة صفر، وشهيد المحراب،27- رفض الطغيان، 28- الحب في الله، 29- نافذة على الإنفاق، 30- الإمامة وأهل البيت، النظرية والاستدلال، 31ـ الحكم الإسلامي بين النظرية والتطبيق.
مقتله
وفي يوم الجمعة 29 أغسطس في الأول من شهر رجب وبعد خروجه من صلاة الجمعة من صحن الإمام علي، تعرض الحكيم لعملية اغتيال بانفجار شديد لسيارة مفخخة أدت إلى مقتله هو والعديد من المرافقين له وعشرات المصلين.
ودفن محمد باقر الحكيم في مقبرة مخصصة لهم في النجف الأشرف.