محمد باقر الصدر.. مؤسس حزب الدعوة في العراق
الخميس 09/أبريل/2020 - 10:57 ص
طباعة
علي رجب
مع إطلالة الذكرى الخامسة والثلاثين لاغتيال آية الله السيد محمد باقر الصدر، مؤسس حزب الدعوة العراقية وأحد أشد معارضي نظام حزب البعث العراقي، وأحد أهم رجال الدين الشيعة الذين بدأوا المعارضة ضد الرئيس نظام البعث والرئيس العراقي صدام حسين.
حياته
ولد آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر، في مدينة الكاظمية المقدسة في الخامس والعشرين من ذي القعدة سنة 1353 هـ،1935 م وكان والده العلامة المرحوم السيد حيدر الصدر ذا منزلة عظيمة، وقد حمل لواء التحقيق والتدقيق والفقه والأصول، ومن علماء الاسلام البارزين.
وكان جده لأبيه وهو السيد اسماعيل الصدر; زعيماً للطائفة، ومربياً للفقهاء، ضالعاً بالفقه والأصول، وأحد المراجع العِظام للشيعة في العراق.
بعد وفاة والده تربى السيد محمد باقر الصدر في كنف والدته وأخيه الأكبر، ومنذ أوائل صباه كانت علامات النبوغ والذكاء بادية عليه من خلال حركاته وسكناته.
دراسته:
- بدأ بدراسة المنطق وهو في سن الحادية عشرة من عمره، وفي نفس الفترة كتب رسالة في المنطق، وكانت له بعض الإشكالات على الكتب المنطقية.
- في بداية الثانية عشرة من عمره بدأ بدراسة كتاب معالم الأصول عند أخيه السيد اسماعيل الصدر، وكان يعترض على صاحب المعالم ، فقال له أخوه : إن هذه الاعتراضات هي نفسها التي اعترض بها صاحب كفاية الأصول على صاحب المعالم.
-في سنة 1365 هـ وهو في الثانية عشر من عمره غادر الكاظمية المقدسة إلى النجف الاشرف; لإكمال دراسته، وتتلمذ عند شخصيتين بارزتين من أهل العلم والفضيلة وهما: آية الله الشيخ محمد رضا آل ياسين وآية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي.
- وهو في الرابعة والعشرين من عمره تقريبا أنهى دراسته الأصولية عام 1378 هـ والفقهية عام 1379 هـ عند آية الله السيد الخوئي.
بدأ السيد الصدر في إلقاء دروسه ولم يتجاوز عمره خمس وعشرون عاماً، فقد بدأ بتدريس الدورة الأولى في علم الأصول بتاريخ 12 / جمادي الآخرة / 1378 هـ وأنهاها بتار يخ 12 / ربيع الأول / 1391، وشرع بتدريس الدروة الثانية في 20 رجب من نفس السنة، كما بدأ بتدريس البحث الخارج في الفقه على نهج العروة الوثقى في سنة 1381هـ.
باقر الصدر معارض
يعتبر آية الله السيد محمد باقر الصدر من أشد المعارض للنظام حزب البعث العراقي والرئيس صدام حسين، في عام ـ 1969 م، حاولت قيادات حزب البعث على الإسلام والمسلمين توجيه ضربة قاتلة لمرجعية المرحوم آية العظمى السيد محسن الحكيم، من خلال توجيه تهمة التجسس لنجله السيد مهدي الحكيم، الذي كان يمثل مفصلا مهماً لتحرك المرجعية ونشاطها، فرفض بقار الصدر هذه الاتهامات وكان له دوره في دعم المرجعية والسيد محسن الحكيم ضد اتهامات حكومة حزب البعث، فأخذ ينسق مع المرجع السيد الحكيم لإقامة اجتماع جماهيري حاشد، ويعبر عن مستوى تغلغل المرجعية الدينية وامتدادها في أوساط الأمة، وقوتها وقدرتها الشعبية وحصل الاجتماع في الصحن الشريف لمرقد الإمام امير المؤمنين علي بن أبي طالب ندد من خلال باتهامات حكومة حزب البعث لنجل السيد محسن الحكيم.
ولم يقف دعمه عند هذا الحد، بل سافر إلى لبنان ليقود حملة إعلامية مكثفة دفاعاً عن المرجعية، حيث قام بإلقاء خطاب استنكر فيه ما يجري على المرجعية في العراق، وأصدر كثيراً من الملصقات الجدارية التي ألصقت في مواضع مختلفة من العاصمة بيروت.
واستمر معارضته للنظام العراقي، بعد حادثة اغتيال الشهيد مرتضى المطهري في ايران على أيدي القوات المضادة للثورة الإسلامية في ايران، قرر السيد الصدر إقامة مجلس الفاتحة على روحه الطاهرة وذلك لأنه كان من رجال الثورة ومنظريها.
وتصاعدت مواجهته مع النظام الحاكم في سنة 1968 واتخذت أشكالاً جديدة وخطيرة، خصوصاً بعد مواقفه المؤيدة والمساندة للثورة الإسلامية في إيران.
وتصدى باقر الصدر كأحد أهم رجال الدين الشيعة الي حزب البعث عبر الفتاوي ، والتي كان أهمها، الإفتاء بحرمة الانتماء لحزب البعث، حتى لو كان الانتماء صورياً، وأعلن ذلك صراحة، كما دأيب علي اصدار بيانات يطالب فيها الشعب العراقي بالثورة علي نظام صدام حسين.
الاعتقال
أقدمت سلطات حزب البعث العراقي، على اعتقاله أربع مرات وفرضت عليه الإقامة الجبرية المشددة في بيته لمدة ثمانية أشهر وفي المرة الأخيرة، حيث كان صدام حسين قد أرسل إليه موفداً من قبله يطلب منه أن يتراجع عن مواقفه المؤيدة للخميني وسحب فتاويه في تحريم الانتماء إلى الحزب الحاكم وغير ذلك من أمور ولكن هذه الطلبات جوبهت بالرفض، فأدي إلى اعتقاله واعدامه في 1980.
الصدر والخميني
ارتبط السيد محمد باقر الصدر بعلاقة قوية بقائد الثورة الإسلامية في إيران، آيه الله الموسوي الخميني، منذ أن جاء الخميني إلى العراق لاجئا من نظام البهلوي، وساهم الخميني في الخلافات التي نشأت بمرجعية النجف وخاصة بين السيد الخوئي (بشكل خاص) ورجال النجف (بشكل عام)، وكان السيد محمد باقر الحكيم ضمن رجال الخميني وأحد المقربين منه فأدي ذلك إلى غضب السيد الخوئي منه وطرده من المرجعية
ودأب الخميني علي مهاجمة الخوئي، لأنه كان يسعي للإقامة "ولاية الفقيه" التي ستهمش دور المرجعيات الدينية وتجعلها تابعة لولاية الفقيه، وتنقل مركز القيادة الشيعية إلى إيران، هذا الأمر لم يجد قبولا لدى معظم رجال الدين في النجف ومنهم الخوئي الذي رفض فكرة التنازل عن سلطة مرجعيته لصالح ولاية الفقيه، الخميني وجد بـ "محمد باقر الصدر" وسيلة لضرب مرجعية الخوئي وإشعال نار الفتنة بين رجال الدين النجفيين، وكانت فعلا كما أراد الخميني وجماعته.
بعد وصول الخميني للسلطة في إيران وقيام نظام ولاية الفقيه، أصبح من الضروري أن ينتهي دور "محمد باقر الصدر" وتسدل الستارة عن شخصيته، ولأسباب عديدة، أولها وأهما جذور آل الصدر العربية، والخميني شخص شعوبي مؤمن بأن المرجعية الشيعية يجب أن تكون للفرس فقط، ورغم العداء الكبير بين الخميني والخوئي إلا أن الفرس يفضلون بقاء الخوئي على استفراد الصدر بالمرجعية النجفية رغم ولاءه الأخير للخميني وولاية الفقيه، فعلى أقل تقدير أن الخوئي ضمان لبقاء المرجعية والحوزة العلمية بعيدة عن التعريب، وهناك أمر آخر له أهمية، فالخميني لا يريد له منافسين لا على الصعيد الديني ولا السياسي، فهو يرى نفسه قائداً ثورياً دينياً لا يقارن به أحد، فيذكر السيد "موسى الموسوي" في كتاب (الأستاذ الخميني في الميزان) أن الخميني أنزعج كثيراً بسبب ذكر اسم الإمام "الطباطبائي القمي" مع أسمه في كتاب (إيران في ربع قرن).
كل البرقيات التي قد أُرسلت له من ايران، ومنها برقية الإمام الخميني، علماً أن جميع تلك الرسائل والبرقيات لم تصله باليد، لأن النظام العراقي كان قد احتجزها، لكن السيد الشهيد كان يجيب عليها بعد سماعها من إذاعة إيران / القسم العربي، والتي كانت أحد أدلة إعدامه لدي القضاء العراقي.
وكان الخميني يخشي من شخصية السيد محمد باقر الصدر ومكانته وكاريزما التي كان يطل بها في المرجعية الشيعية وبين عوام الشيعة وتأثيره الكبير ، وما يمتلكه الصدر من مقومات البروز والقيادة من تصديه للمرجعية الدينية، خلفيته الحزبية، مواقفه السياسية وغيرها من مقومات القيادة، التي يخشاها الخميني، فكان لابد أن ينتهي دوره قبل أن تتسع قاعدته الجماهيرية وينافس الخميني، خصوصاً أنه كان ينوي تكرار دور الخميني في العراق.
الصدر وحزب الدعوة
وكان السيد محمد باقر الصدر له دور كبير في إضفاء الشرعية علي حزب الدعوة وتأسيسيه، ذلك في ظل المرجعيات الشيعية في ذلك الوقت، حيث قام الأخوين (مهدى محسن ومحمد باقر الحكيم) بمفاتحة محمد باقر الصدر عام 1958 ليكون غطاء دينيا شرعيا حتى تنال فكرة تأسيس حزب الدعوة قبولا حوزيا ومرجعيا لأنها ترفض كل جديد خصوصا السياسي منها فكانت جلسة الحزب عام 1959 حول كتاب (فلسفتنا) للصدر وضرورة تدريسه ونشره.
وكان الصدر من ضمن المؤسسين للحزب والمنظر والزعيم الروحي له، وجه الصدر خطاب إلى حزب الدعوة جاء فيه.. "أنا معكم ولن أتخلف عنكم لحظة واحدة، غير أني رأيت في الوقت الحاضر أن الحركة الإسلامية لا تؤدي دورها المنشود إلا بدعم المرجعية لها، كما لا غنى للمرجعية عن الحركة الإسلامية، فكل منهما يدعم الآخر، وأنا أرى من الآن التصدي للمرجعية هو الوظيفة الشرعية وهو المطلوب، والمطلوب منكم دعم هذه الفكرة"، فحصل الصدر على دعم "الدعوجية" الذي كان يتزعمهم "محمد هادي السبتي" في حينها، وقد لعب الحزب دوراً كبيراً في الترويج لمرجعية الصدر على حساب المرجعية النجفية.
ويقول السيد محمد مهدي الحكيم: أن فكرة تأسيس حزب إسلامي طرحت خلال عام 1956، واستمرت التحركات والاجتماعات التحضيرية أكثر من سنة، تباعدت فيها الأفكار وتقاربت، وتراجعت شخصيات وثبتت أخرى، وحتى تم في النهاية الاتفاق على شكل العمل وطبيعة تحرّكه. وكانت أول قضية طرحت على طاولة البحث (قبل التأسيس) هي مشروعية قيام الحكومة الإسلامية في (عصر الغيبة)، فكتب آية الله السيد محمد باقر الصدر( وهو الفقيه الوحيد بين المؤسسين دراسة فقهية برهن فيها على شرعية قيام الحكومة الإسلامية في عصر الغيبة، وكانت هذه الدراسة أول نشرة حزبية يتبناها " حزب الدعوة".
ولكن في 1960خرج محمد باقر الصدر من حزب الدعوة كليا مراجعة نقدية ثم تحريمه لحزب الدعوة كليا وطلبه من قيادات الحزب الخروج منه لتصوره أن الحزب يتجه نحو الحزبية والشخصية والذاتية الدنيوية بعيدا عن الأهداف الرسالية ولا مبرر له شرعا خصوصا وقد كان الاستدلال الشرعي له بآية الشورى وأمثالها حيث ثبت بطلانه عنده. طلب باقر الصدر من مريديه وتلامذته ترك الحزب .
فكر باقر الصدر
سعى السيد الصدر إلى تحقيق العديد من الأهداف، تمثل خلاصة فكرة، في مقدمتها، قامة حكومة اسلامية، فقد كان السيد الصدر يعتقد بأهمية وضرورة إقامة حكومة إسلامية رشيدة، تحكم بما أنزل الله عز وجل، تعكس كل جوانب الإسلام المشرقة، وتبرهن على قدرته في بناء الحياة الانسانية النموذجية، بل وتثبت أن الإسلام هو النظام الوحيد القادر على ذلك، وقد أثبت كتبه ( اقتصادنا، وفلسفتنا، البنك اللاربوي في الإسلام، وغيرها ) ذلك على الصعيد النظري.
وكان الصدر يعتقد أن قيادة العمل الإسلامي يجب أن تكون للمرجعية الواعية العارفة بالظروف والأوضاع المتحسسة لهموم الأمة وآمالها وطموحاتها، والإشراف على ما يعطيه العاملون في سبيل الإسلام في مختلف أنحاء العالم الإسلامي من مفاهيم، وهذا ما سماه السيد الشهيد بمشروع « المرجعية الصالحة ».
من الأمور التي كانت موضع اهتمام السيد محمد باقر الصدر، وضع الحوزة العلمية، الذي لم يكن يتناسب مع تطور الأوضاع في العراق ـ على الأقل ـ لا كماً ولا كيفاً، وكانت أهم عمل في تلك الفترة هو جذب الطاقات الشابة المثقفة الواعية، وتطعيم الحوزة بها.
والمسألة الأخرى التي اهتم بها السيد الصدر هي تغيير المناهج الدراسية في الحوزة العلميّة، بالشكل الذي تتطلبه الأوضاع وحاجات المجتمع لأن المناهج القديمة لم تكن قادرة على بناء علماء في فترة زمنية معقولة، ولهذا كانت معظم مدن العراق تعاني من فراغ خطير في هذا الجانب، ومن هنا فكّر (رضوان الله عليه) بإعداد كتب دراسية، تكفل للطالب تلك الخصائص; فكتب حلقات ( دروس في علم الأصول ).
أمّا المسألة الثالثة التي أولاها الصدر اهتمامه فهي استيعاب الساحة عن طريق إرسال العلماء والوكلاء في مختلف مناطق العراق، وكان له منهج خاص وأسلوب جديد، يختلف عما كان مألوفاً في طريقة توزيع الوكلاء، ويمكننا تلخيص أركان هذه السياسة.
كما رأى باقر الصدر، أن العراق يعتبر مجتمعاً متنوعاً في مذاهبه وطوائفه، فقد راعى الصدر في حركته السياسية المناهضة للنظام الحاكم الوحدة الإسلامية القائمة على التنوع، محافظاً في الوقت نفسه على الرمزية الخاصة التي تمسك بها مختلف الشرائع الاجتماعية من قيم مشتركة، فيخاطب المسلمين في العراق: يا أخي السني ويا أخي الشيعي فيربط الشيعي بالإمام علي عليه السلام كما يربط السني مثلاً بالخلفاء، معتبراً أن الصراع ليس موجهاً إلى السنة في الحكم، بل وجهه الحقيقي هو الاستبداد. و من ناحية أخرى يلفت إلى ضرورة تكتل كل الشرائح في سبيل قضاياها الكبرى في الوحدة، وهذا ما يدل عليه قوله: "إني منذ عرفت وجودي ومسؤوليتي في هذه الأمة بذلت الوجود من أجل الشيعي والسني على السواء، ومن أجل العربي والكردي على السواء، حيث دافعت عن الرسالة التي توحدهم جميعاً وعن العقيدة التي تهمهم جميعا".
مؤلفاته:
ألّف محمد باقر الصدر العديد من الكتب القيمة في مختلف حقول المعرفة، وكان لها دور بارز في انتشار الفكر الإسلامي على الساحة الإسلامية وهذه الكتب هي:
1 ـ فدك في التاريخ: وهو دراسة لمشكلة ( فدك ) والخصومة التي قامت حولها في عهد الخليفة الأول.
2 ـ دروس في علم الأصول الجزء الاول.
3 ـ دروس في علم الأصول الجزء الثاني.
4 ـ دروس في علم الأصول الجزء الثالث.
5 ـ بحث حول المهدي: وهو عبارة عن مجموعة تساؤلات مهمة حول الإمام المهدي ( عجل الله فرجه الشريف )
6-نشأة التشيع و الشيعة.
7- نظرة عامة في العبادات.
8 ـ فلسفتنا: وهو دراسة موضوعية في معترك الصراع الفكري القائم بين مختلف التيارات الفلسفية، وخاصة الفلسفة الإسلامية والمادية والديالكتيكية الماركسية.
9 ـ اقتصادنا: وهو دراسة موضوعية مقارنة، تتناول بالنقد والبحث المذاهب الاقتصادية للماركسية والرأسمالية والإسلام، في أسسها الفكرية وتفاصيلها.
10 ـ الاسس المنطقية للاستقراء: وهي دراسة جديدة للاستقراء، تستهدف اكتشاف الأساس المنطقي المشترك للعلوم الطبيعية وللايمان بالله تبارك وتعالى.
11 ـ رسالة في علم المنطق: اعترض فيها على بعض الكتب المنطقية، ألفها في الحادية عشرة من عمره الشريف.
12 ـ غاية الفكر في علم الأصول: يتناول بحوثا في علم الأصول بعشرة أجزاء، طبع منه جزء واحد، ألفه عندما كان عمره ثماني عشرة سنة.
13 ـ المدرسة الإسلامية: وهي محاولة لتقديم الفكر الإسلامي في مستوى مدرسي ضمن حلقات متسلسلة صدر منها:
أ ـ الإنسان المعاصر والمشكلة الاجتماعية.
ب ـ ماذا تعرف عن الاقتصاد الإسلامي؟
14 ـ المعالم الجديدة للأصول: طبع سنة 1385 هـ لتدريسه في كلية أصول الدين.
15 ـ البنك اللاربوي في الإسلام: وهذا الكتاب أطروحة للتعويض عن الربا، ودراسة لنشاطات البنوك على ضوء الفقه الإسلامي.
16 ـ بحوث في شرح العروة الوثقى: وهو بحث استدلالي بأربعة أجزاء، صدر الجزء الأول منه سنة 1391 هـ.
17 ـ موجز أحكام الحج: وهو رسالة عملية ميسرة في أحكام الحج ومناسكه، بلغة عصرية صدر بتاريخ 1395 هـ.
18 ـ الفتاوى الواضحة: رسالته العملية، ألفها بلغة عصرية وأسلوب جديد.
19 ـ بحث فلسفي مقارن بين الفلسفة القديمة والفلسفة الجديدة: ألفه قبيل استشهاده ولم يكمله، تحدث فيه حول تحليل الذهن البشري، ومن المؤسف جداً أن هذا الكتاب مفقود ولا يعرف أحد مصيره.
20 ـ بحث حول الولاية: أجاب السيد في هذا الكتاب عن سؤالين، الأول: كيف ولد التشيع؟ والثاني: كيف وجدت الشيعة؟
21 ـ تعليقة على الرسالة العملية لآية الله العظمىالسيد محسن الحكيم ( قدس سره )، المسماة ( منهاج الصالحين ).
22 ـ تعليقة على الرسالة العملية لآية الله العظمى الشيخ محمد رضا آل ياسين، المسماة ( بلغة الراغبين )
23 ـ المدرسة القرآنية : وهي مجموعة المحاضرات التي ألقاها في التفسير الموضوعي للقرآن الكريم.
24 ـ الإسلام يقود الحياة: ألف منه ست حلقات في سنة 1399 هـ، وهي:
1 ـ لمحة تمهيدية عن مشروع دستور الجمهورية الإسلامية في ايران.
2 ـ صورة عن اقتصاد المجتمع الإسلامي.
3 ـ خطوط تفصيلية عن اقتصاد المجتمع الإسلامي.
4 ـ خلافة الانسان وشهادة الأنبياء.
5 ـ منابع القدرة في الدولة الإسلامية.
6 ـ الأسس العامة للبنك في المجتمع الإسلامي.
مدرسته الأصولية
يوجد لدى المرجعيات الشيعية مدرستين أصوليتين كبيرتين أحدهما تتميز بالتوضيح والتبسيط وهي مدرسة السيد أبو القاسم الخوئي والثانية مدرسة السيد محمد باقر الصدر الأصولية التي تتميز بالشمول والعمق والسعة حيث اهتم الشهيد الصدر بعلم الأصول وخصص له الكثير من نتاجاته وبحث حول جذوره وتأريخه ومراحل تطوره .. فاعتبر أن علم الأصول ولد في أحضان علم الفقه .. وأن بذرته الأولى كانت في أذهان أصحاب الأئمة عليهم السلام في زمن الصادقين.
ومن أبرز طلابه ما يأتي ذكرهم:1 ـ آية الله السيد كاظم الحائري، 2 ـ آية الله السيد محمود الهاشمي الشاهرودي، 3 ـ آية الله السيد محمد باقر الحكيم.
و يري الكثر من علماء الشيعة أن السيد الصرخي الحسني أحد أبرز الامتداد لمدرسة السيد محمد باقر الصدر
إعدامه:
بعد أن مضى عشرة اشهر في الإقامة الجبرية، تم اعتقاله في 19 جمادي الأولى 1400 هـ/ 5 ابريل 1980 م، ثم صدر أمر قضائي بتقديمه للمحاكمة بتهمة العمالة والتخابر مع دولة أجنبية، وحُكم عليه بالإعدام شنقاً حتى الموت من قبل القاضي "علي السيد هادي السيد وتوت" حسب قانون العقوبات ذي رقم 111 لسنة 1961، وتم إعدامه صباح 9 أبريل 1980 ودُفن السيد باقر الصدر واخته بنت الهدى، وتمّ دفنهما بمقبرة وادي السلام في النجف الأشرف.
رواية عن الإعدام
وهناك رواية أخري أن من قدم أدلة الإدانة لسلطات العراقية أو سهل وصول أدلة إدانة محمد باقر الصدر هو المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران حينذاك "الخميني"، فقد كشفت أوراق القضية والأدلة التي قدمها الخميني كانت بهدف التخلص من منافس قوي له في المرجعية الدينة وبين عوام ومثقفي الشيعة في العراق وخارجها، فقد أراد الخميني أن يتخلص من "محمد باقر الصدر" بأي شكل من الأشكال وإزاحته عن الطريق، فأظهر الأدلة التي تثبت تورط الصدر بالخيانة العظمى.
فقد ضع "محمد باقر الصدر" نهايته عندما أرسل "محمود هاشمي الشاهرودي" ممثلا عن مرجعيته إلى إيران، مما أثارت هذه الفعلة غضب الخميني فأرسل رسالة غريبة عجيبة للصدر عبر إذاعة طهران العربية، والتي هي مراقبة من قبل السلطات العراقية، وقد جاء بالرسالة.. "سماحة حجة الإسلام والمسلمين الحاج السيد محمد باقر الصدر دامت بركاته، علمنا أن سماحتكم تعتزمون مغادرة العراق بسبب بعض الحوادث، إنّني لا أرى من الصالح مغادرتكم مدينة النجف الأشرف مركز العلوم الإسلامية وإنّني قلق من هذا الأمر، آمل إن شاء الله إزالة قلق سماحتكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته"، أولا.. ابتدأ الخميني رسالته بـ "حجة الإسلام والمسلمين"، وهذه الكنية لا يخاطب فيه المرجعيات، لكن الخميني أراد أن يبعد انظار الشيعة عن مرجعية الصدر، ثانيا أشار في رسالته إلى نية الصدر بمغادرة العراق، وهذا ما تفاجأ به الصدر وتعجب له فهو لم ينوي القيام بهذا العمل، فمن أين وصلت هذه المعلومة له؟!، الجواب عرفه "محمد باقر الصدر" بعد فوات الأوان، وعرف لماذا كان الخميني الرجيم يتواصل معه علناً دون تكتم، عبر الإذاعة العربية من طهران، واستخدام البريد العادي لإرسال الرسائل، وتسجيل الاتصالات الهاتفية وإذاعتها، ففي إحدى جلسات التحقيق المسجلة التي يمتلكها "أحمد الجلبي" وأطلع عليها بعض المقربين منه، قال الصدر.. "لقد غدر بي الخميني"، وهذه هي الحقيقة، عندما كان الخميني في العراق كان يتواصل مع جماعته في إيران بسرية بالغة، لكنه عمل العكس مع الصدر لأنه أراد أن يزيحه عن الطريق ويسلم السلطات العراقية أدلة دامغة تدينه وتصل به للإعدام.