الأتراك.. "دماء الإرهاب" التي تجرى في عروق "داعش"

الإثنين 31/أغسطس/2015 - 08:02 م
طباعة الأتراك.. دماء الإرهاب
 
على الرغم  من محاولات تركيا المستمرة للتبراء من  دعمها للجماعات الارهابية في سوريا والعراق الا أنه لا يخفى على أحد الدور المشبوه الذى لعبته في خلق هذه الكيانات التي تدمر الدولتين  وتقتل الانسانية يوميا بها وعلى رأسها جبهة النصرة وتنظيم "داعش "
الأتراك.. دماء الإرهاب
الامر لم يقتصر على دعم الإرهاب فقط بل تعدى الأمر إلى أن الأتراك انفسهم أصبحوا يمثلون دماء جديدة تجرى في عروق داعش وهو ما كشف عنه  مجموعة من الباحثون والخبراء الأتراك مؤخراً  عن أن عدد الأتراك الذين تجندهم "داعش" في تزايد مستمر،  وهو ما يمثل خطر متنامياً على أمن تركيا الداخلي.
وقال علي سمين الباحث في شئون الجماعات الإسلامية إنه يجب على تركيا أن تفكر الآن كيف تمنع مواطنيها من الانخراط في مجموعات متطرفة وكيف تسحب 1200 تركي انضموا إلى تلك المجموعات، وهي فئة تمثل خطراً داهماً على الداخل التركي".
 وعبر  صالح بيجاكجي  الأستاذ بجامعة قادر هاس التركية عن مخاوفه من تحول تركيا إلى نقطة عبور للمتطرفين  قائلا " إن  اليوم يأتينا أشخاص من آسيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا، مستخدمين تركيا معبراً إلى داعش في الوقت الذى لا يتردد بعض الأتراك عن اتهام حكومة حزب العدالة والتنمية باسترضاء الجماعات الارهابية في سوريا والعراق وعلى راسها النصرة وداعش .
الأتراك.. دماء الإرهاب
صحيفة دي فيلت الألمانية  كشفت في عام 2014م في تقرير لمراسلها في تركيا بوريس كالنكوى، عن ازدياد عدد الأتراك المنضمين لتنظيم داعش وان الغالبية العظمي من المجاهدين غير العرب هم من  الأتراك و أن أعداد المواطنين الأتراك المنضمين في صفوف داعش تجاوز الألف ، فضلا عن الموطنين الألمان والبلجيك والفرنسيين والنمساويين ذوي الأصول التركية ولكن المفاجأة الكبري  في حديث أحد قادة داعش الميدانيين، والعائد إلى تركيا من سوريا، "إنه تم تدريب آلاف الأتراك ليكونوا بمثابة مجاهدين احتياطيين يمكن تعبئتهم في أي وقت".
 حكومة أردوغان الاخوانية لم تنف الأمر بل قالت على لسان وزير خارجيتها مولود تشاووش أوغلو" "هناك ما بين 500-700 مقاتل تركي التحقوا بتنظيم "داعش" الإرهابي ونقولها دائما، داعش لا يمثل الدين الإسلامي، وهو تنظيم إرهابي لا يعرف الرحمة، وحين تجهر دولة بهذه الحقائق، فإنها تصبح هدفا للتنظيم الإرهابي، لذا وجب توخي الحذر".
الأتراك.. دماء الإرهاب
ولكن هناك العديد من المؤشرات التي تؤكد على تنامى وتزايد الاتراك داخل صفوف الجماعات الارهابية ومن هذه المؤشرات :
1- ظهور مقطع فيديو ، يظهر فيه المئات من الرجال الملتحين، والذين يرتدون الزي الأفغاني، بينما يقيمون صلاة عيد الفطر في إحدى ضواحي إسطنبول، حيث دعا إمامهم، بلغة تركية طليقة، في خطبة عيد الفطر، بالنصر لمَن أطلق عليهم "إخوتنا المجاهدين" في العراق والشام، حاثّاً إيّاهم على الالتحاق بهم.
2- حدوث العديد من الحوادث في الداخل التركي، تشير إلى ازدياد التطرف داخل المجتمع، منها مهاجمة مجموعات سنية متطرفة لحسينيات شيعية تابعة للمذهب الجعفري، ووضع إشارات حمراء على بعض منازل العلويين في أحد أحياء إسطنبول.
3- وجود تيار قوى في تركيا يدعو للتضامن والتعاطف مع داعش والنصرة ،  ومن مؤشرات ذلك  استخدام أحد الجمعيات الإغاثية الدينية في إسطنبول شعار تنظيم "الدولة " وبرر مسؤول في الجمعية بأن الختم المعتمد لديها لا علاقة له بـ"داعش"، بل هو ختم رسول الإسلام محمد.
الأتراك.. دماء الإرهاب
4- استغلال  الحركات الجهادية في تركيا،  مشاعر الحقد والغضب التي تحفّزها الصور الآتية من سورية، بما تحمل من عنف النظام ضد "المناطق السنية"، والأخبار الواردة عن تصرفات الحكومة العراقية ضد العرب السنّة، وأخيراً العدوان الوحشي الذي تقوم به إسرائيل على الفلسطينيين في قطاع غزة والصمت العالمي المرافق له، في تنجيد المزيد من الاتراك داخل الجماعات الارهابية في تركيا .
5-  غياب الإعلام التركي  نسبياً عن مناقشة وانتقاد تنظيم "داعش "،  قبل تفجيرات "سروت " وكأنه يوافق ضمنيا على وجود داعش وهو ما دفع الى تجنيد المزيد من الاتراك في صفوفها 
6- حفاظ داعش على حياة 49 مواطناً تركيا  منهم  دبلوماسي  القنصلية التركية في الموصل،  وتحريرهم  فيما بعد وهو ما فسر  بوجود تحالف وداعش وحفز على عدم النظر اليها كعدو 
7- عدم إحكام الحكومة التركية سيطرتها على حدودها مع سوريا والعراق مما دفع الى تدفّق الجهاديين والسلاح عبر أراضيها،  وهو ما ردت عليه تركيا بدعوى صعوبة السيطرة والتحكّم بالحدود التركية ـ السورية، التي يبلغ طولها 900 كلم
الأتراك.. دماء الإرهاب
مما سبق نستطيع أن نقول إن تركيا داعم رئيسي للإرهاب حتى وأن سمحت أنقرة للطائرات الأميركية باستخدام قاعدة إنجيرلك الاستراتيجية، جنوب شرق تركيا،  وحتى أن شاركت طائرات تركية لأول مرة في غارات طائرات التحالف الدولي على مواقع تنظيم داعش  في العراق وسوريا،  لأنها لم تكون راغبة  في ذلك قبل التفجير الانتحاري  الذى طالها في 20 يوليو 2015م في بلدة سوروتش جنوب البلاد، وقتل فيه أكثر من 30 شخصاً  لتبقى الحقيقة التي لا تستطيع تركيا انكارها "ان مواطنيها جزء من الدماء التي تجرى في عروق داعش".

شارك