تورط إيراني في عدن.. وتضييق الخناق على الحوثيين في مأرب

الثلاثاء 01/سبتمبر/2015 - 04:01 م
طباعة تورط إيراني في عدن..
 
تواصل القيادات العسكرية والقبلية الموالية للشرعية بالتنسيق مع التحالف، تقدمها في محافظات شمالية، وسط مبادرة جديدة للحل لإنهاء الصراع، فيما يحاول الحوثيون والموالون للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، الصمود أمام التطورات الميدانية في الأسابيع الأخيرة واستعادة زمام السيطرة في بعض المناطق الشمالية.

الوضع الميداني

الوضع الميداني
وعلى صعيد الوضع الميداني، نفذ طيران التحالف بقيادة السعودية غارات عدة استهدفت مواقع لميليشيات الحوثي وصالح في مدينة تعز، فيما سقط عدد من القتلى والجرحى في اشتباكات بين القوات الموالية للشرعية وميليشيا الحوثي والقوات الموالية لعلي عبدالله صالح في منطقة الدحي وحبيل سلمان والزنقل غربي تعز.
وكانت اشتباكات عنيفة اندلعت على جبهات عدة في مدينة تعز وسط اليمن بين القوات الموالية للشرعية من جهة، وميليشيا الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح من جهة أخرى، بعد محاولة الحوثيين التسلل للمنطقة قبل التصدي لهم.
وتركزت الاشتباكات في منطقتي الضباب وثعبات، إضافة لمنطقة حبيل سلمان غربي مدينة تعز، بعد محاولات الحوثيين للتسلل إلى داخل مدينة تعز.
وذكرت مصادر أمنية يمنية، الثلاثاء، أن قوات عسكرية إضافية توجهت عبر منفذ الوديعة الحدودي مع السعودية إلى محافظة مأرب في إطار الاستعدادات الجارية لإطلاق حملة عسكرية لتحرير مأرب.
وكان الرئيس عبد ربه منصور هادي أجرى اتصالًا هاتفيًّا مع اللواء عبدالرب الشدادي قائد المنطقة العسكرية الثالثة لمناقشة الترتيبات لإطلاق الحملة العسكرية.
إلى ذلك، استهدف طيران التحالف العربي مواقع لميليشيا الحوثي والقوات الموالية لصالح، في محافظة البيضاء وسط اليمن.
وأوضحت المصادر أن التحالف شن 5 غارات على مواقع في منطقة بقشعة رداع بمديرية مكيراس في المحافظة.
كما شنت طائرات التحالف سلسلة غارات على مواقع وتجمعات للحوثيين في محافظة صعدة شمال غربي العاصمة صنعاء، والتي تعد معقلًا رئيسيًّا للحوثيين في اليمن.
في هذه الأثناء، قتل 29 من المتمردين الحوثيين وقوات صالح، ودمرت مقاتلات التحالف عددًا من الآليات العسكرية التابعة لهم في الجفينة جنوب غرب مأرب وفي "أيدات الراء" وغرب مأرب.
في صنعاء قالت مصادر أمنية لـ «الحياة» اللندنية: إن جماعة الحوثيين أمرت بتشكيل ثلاثة أطواق أمنية حول صنعاء، تحسُّبًا لتحركات مباغتة لـ «المقاومة الشعبية» لتحرير العاصمة، فيما استبعد خبراء عسكريون أن تزحف القوات الشرعية إلى صنعاء قبل تأمين مناطق محافظتي مأرب والجوف، وهذه عملية اعتبروا أنها «قد تستغرق أربعة إلى ثمانية أسابيع».
يأتي ذلك مع انفجار صاروخ في القاعدة الجوية المجاورة لمطار صنعاء الدولي، صباح اليوم الثلاثاء، بعد محاولة فاشلة من الحوثيين لإطلاقه على مأرب.
الصاروخ كان موجّها على الأرجح إلى مطار صافر العسكري بمأرب شرق البلاد، والذي يضم قوات من التحالف ومدرعات ومروحيات أباتشي.

عدن وإيران

عدن وإيران
من جهة أخرى كشفت مصادر مقربة من محافظ عدن نايف البكري لـ «الحياة» أن قوات الأمن قبضت أمس على 12 شخصاً بتهمة التخطيط لأعمال تخريبية في المناطق الجنوبية المحررة، وعثرت بحوزتهم على أجهزة متطورة لتأمين الاتصال بين صنعاء وطهران. وأشارت أنباء إلى أن قائد المجموعة التي تم القبض عليها هو من «الحرس الثوري» الإيراني. وضبطت قوات الأمن أسلحة كانت بحوزة المجموعة وخرائط لمدينة عدن وضواحيها، مؤكدة أن قادة الحوثيين ونظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح يقفون وراء هذه المجموعة التي تتلقى التعليمات من قائدها الإيراني.
وذكرت المصادر أن عناصر المجموعة كانوا يقيمون في فيلا في «المنطقة الخضراء» في عدن، وحصلوا على بطاقات هوية من مصلحة الأحوال الشخصية المركزية في صنعاء بأسماء مزورة باعتبارهم من أبناء الجنوب اليمني.
وشهدت عدن عدة اغتيالات لرموز الحراك الجنوبي، حيث أقدم مسلحان مجهولان، على اغتيال قيادي في المقاومة الجنوبية، في محافظة عدن، جنوب اليمن، مساء يوم أمس الاثنين، فيما أصيب عقيد آخر جراء محاولة اغتيال منفصلة، نُقل على إثرها إلى المستشفى. وأوضحت مصادر في المقاومة أن القيادي في الحراك، رشيد خالد سيف، اغتيل برصاص مسلحين اثنين كانا يستقلان دراجة نارية، بالقرب من "فندق القصر" في مديرية المنصورة؛ ما أدى إلى مقتله على الفور. إلى ذلك أصيب من وصفته بعض المصادر، نائب قائد سلاح المدفعية، العقيد عبدالحكيم علي صالح اليافعي، جراء محاولة اغتيال من مسلحين مجهولين، أثناء تواجده قرب "جولة كالتكس" في المنصورة، وقد نُقل على إثر إصابته إلى المستشفى. 
اتهم سلطان العتواني مستشار رئاسي الرئيس السابق علي عبدالله صالح، بالوقوف وراء جريمتي اغتيال العقيد عبدالحكيم السنيدي مسئول العمليات الأمنية في عدن، وحمدي الشطيري القيادي في المقاومة الشعبية. وقال في تصريح صحفي: "لا نستغرب حدوث مثل هذه الجرائم التي تقف خلفها قوى الشر التي يقودها الرئيس المخلوع، والتي لن تسلم بالانتصارات التي حققتها المقاومة الشعبية في عدن وفي باقي المحافظات الجنوبية، حيث تم طرد ميليشيات الحوثيين التي يدعمها المخلوع". وأكد: "ستظل عدن وباقي المحافظات المحررة مسرحًا لمثل هذه العمليات الإجرامية التي يقودها المخلوع، ما لم يتم ضبط الجانب الأمني بشكل يمنع حدوث مثل هذه الأعمال الإجرامية". 

المشهد السياسي

المشهد السياسي
وعلى صعيد المشهد السياسي، زعمت قناة العالم الإيرانية، أن هناك اتفاقًا بين المكونات السياسية اليمنية لتشكيل حكومة وطنية خلال عشرة أيام، فيما جددت الأحزاب والقوى اليمنية دعمها وتأييدها لخيارات الجيش اليمني واللجان الشعبية الاستراتيجية.
فيما كشف القيادي المستقيل من جماعة الحوثي، علي البخيتي، عن زيارة قام بها مؤخرًا إلى السعودية، "بناء على دعوة شخصية من بعض المسئولين" فيها.
وأوضح البخيتي، في مقال جديد نشره أمس، أن زيارته التي تمت في العشر الأواخر من شهر رمضان الفائت جاءت في إطار مساعيها التي يبذلها للحوار بين السعودية والحوثيين، مبينًا أن زيارته اقتصرت على مدينة جده، وليس الرياض.
وقال البخيتي، إنه قدم تقريرًا إلى زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، عن زيارته للسعودية، عبر مسئول العلاقات الخارجية في الحركة ورئيس وفدهم التفاوضي إلى عُمان حالياً، حسين العزي، مبينًا أن التقرير يتضمن نتائج لقاءاته الشخصية مع مسئولين سعوديين، قال إنه" تربطه بهم علاقة صداقة".
وأشار إلى أن زيارته للسعودية، "كانت ومنذ اللحظة الأولى بعلم ومعرفة قيادة" الجماعة، لكنه أكد أنها لم تتم بموافقتهم؛ لكونه لا يحتاج إلى موافقتهم بعد استقالته من الحركة.
وأكد القيادي المستقيل في جماعة الحوثي، أن زيارته للسعودية، "جاءت بجهود شخصية بيني وبين أصدقاء يمنيين وسعوديين، وكان الهدف منها– من جانبي- استطلاع الأوضاع في المملكة، ومعرفة إمكانية إيجاد تسوية سياسية عامة للأزمة في اليمن، وإمكانية فتح نافذة لحوار سياسي بين الحوثيين والمؤتمر الشعبي العام من ناحية وبين المملكة العربية السعودية من ناحية أخرى".

المسار التفاوضي

المسار التفاوضي
وعلى صعيد المسار التفاوضي، أكد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، اليوم، تواصل المساعي لتحقيق "تقارب سياسي" في اليمن، والعمل على إحياء العملية السياسية. ويقود ولد الشيخ مفاوضات منذ عدة أسابيع، وصفها مراقبون بأنها "صعبة" بين الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي أو من يسمون أنفسهم "أنصار الله"، وحليفهم الرئيس السابق رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام علي عبدالله صالح في العاصمة العمانية مسقط.
 وقال ولد الشيخ في منشور مقتضب على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، "نسعى لتحقيق تقارب سياسي في اليمن يحقق لليمن الأمن والاستقرار ويحيي العملية السياسية بمشاركة كافة الأطراف في اليمن". وكشفت تقارير إخبارية عن مساعي وتحركات جديدة يقودها الاتحاد الأوروبي بدأت تبحث في سبل إيجاد حل للأزمة، موضحة أن سفيرة الاتحاد الاوربي أجرت عدداً من اللقاءات مع الوفود اليمنية الموجودة حالياً في مسقط، وتوقعت التقارير الإخبارية أن تبرز مقترحات الاتحاد الأوروبي قريباً على السطح.
فيما قال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين: إن الحوار السياسي يبدأ حينما تعود الحكومة الشرعية اليمنية لبسط نفوذها وسيطرتها، ثم بعد ذلك تبدأ العمليات السياسية كما كانت قبل ٢١ سبتمبر عندما دخلت ميليشيات الحوثي، وتبدأ على أساس مبدأين أساسيين، الأول أن من يستخدم العنف والقوة ليس له مكان في العميلة السياسية، والمبدأ الثاني أن من يريد المشاركة في العملية السياسية فعليه أن يكون ممثلًا لنسبة كبيرة، بمعنى أنه لا يمكن لمجموعة صغيرة لا تمثل ٢ أو ٣٪ من الشعب اليمني وتدعي أن لها الحق في أن تفرض رأيها، أو أنها تستخدم العنف أو لديها ميليشيات.
المشهد الإقليمي 
وعلى صعيد المشهد الإقليمي، أكد وزير دولة الإمارات العربية المتحدة للشئون الخارجية أنور قرقاش، أن «تيار الإخوان المسلمين في اليمن انهار أمام حشد الحوثيين، ولم يشارك الإخوان في تحرير عدن والجنوب»، مشيراً إلى أنهم «جزء من المشكلة».
وقال قرقاش في تغريدات على حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: إن «الإخوان حزب انتهازي يسعى إلى دخول المشهد قرب النهاية»، مستذكراً بأن «الإخوان سرقوا في الربيع العربي تحرك الشباب وأحبطوه، وتحكموا وتسلطوا وهمشوا حتى سقطوا».
وأضاف أن «الإخوان في اليمن جزء من المشكلة، منذ البداية، ولم يلعبوا دوراً في تحرير عدن، وتفننوا في الهوامش والمنافي في نشر الإشاعات والأكاذيب، ولا أمان لهم في اليمن أو أي قُطر آخر، والأدلة على ذلك مجلدات»، مؤكداً أنه «كثيراً ما ارتبط الإخوان بالمال الفاسد وفي الكثير من الأقطار، ومنها مصر واليمن، وانكشف دورهم كمعارضة تسعى إلى الإصلاح والتطوير».
فيما أكد مجلس الوزراء السعودي أمس، دعم المملكة الكامل لليمن وحكومته الشرعية لعودة الاستقرار والأمن إلى هذا البلد، كما دان التفجير الإرهابي في البحرين، معتبراً أن هذه «الجرائم الإرهابية تتنافى مع القيم وتتطلب تنسيقاً دولياً».
وأطلع نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء في قصر السلام بجدة أمس، أعضاء المجلس على نتائج محادثات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، وتأكيد الملك «دعم المملكة الكامل للجمهورية اليمنية وحكومتها الشرعية، وحرصها الدائم على أمن واستقرار اليمن ومساعدة شعبه»

المشهد اليمني

مع استمرار جهود المبعوث الأممي في اليمن، لتوصل إلى حل سياسي، تتواصل المعارك على الأرض بين القوات الموالية للرئيس هادي، وميليشيات الحوثيين، وهو ما يوضح مدي صعوبة التوصل إلى حل سياسي في الوقت الراهن

شارك