تقدم "داعش" نحو دمشق.. هل يدفع الروس للتدخل العسكري في سوريا؟

الثلاثاء 01/سبتمبر/2015 - 08:28 م
طباعة تقدم داعش نحو دمشق..
 
في الوقت الذي استمرت فيه أجواء حرب الشوارع لليوم الثالث على التوالي، في العاصمة السورية "دمشق"، حيث يخوض تنظيم "الدولة" (داعش) ومقاتلون معارضون، حروبًا مع الجيش الوطني السوري جنوب دمشق، التي يعتبرها التنظيم أقرب نقطة تمكنه من الوصول إلى قلب الدولة السورية "دمشق"، تحدثت تقارير إعلامية عن بدء توافد مقاتلات روسية إلى قاعدة جوية في دمشق، استعداداً لتوجيه ضربات ضد معاقل تنظيم داعش.  
من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن اشتباكات تدور منذ ثلاث أيام في حي القدم، أحد الأحياء الجنوبية لدمشق، حيث بسط التنظيم المتطرف سيطرته على حيين خلال اليومين الماضيين، وهو ما اعتبره مراقبون أنه ربما يعكس وصول التنظيم المتشدد على إمدادات جديدة مكنته من تحقيق سيطرة ومكاسب على الأرض.

تقدم داعش نحو دمشق..
وأوضحت تقارير أن منطقة "حي القدم"، هي أقرب النقاط التي يمكن من خلالها ان يصل التنظيم المتطرف إلى مركز العاصمة السورية دمشق، وقد عكست أعداد القتلى التي نشرتها التقارير الأمنية والتي قالت إنها بلغت نحو 100 قتيل، مدى احتدام المعارك بين الطرفين قوات الجيش السوري الوطني وعناصر التنظيم المتشدد.
وقال مراقبون إن عناصر التنظيم المتشدد، قدموا من منطقة الحجر الأسود المجاور حيث يوجدون منذ يوليو 2014، وقد وقعت اشتباكات خلال الفترة الماضية بين عناصر التنظيم والتنظيمات الاخرى، ما يعكس أهمية تلك المنطقة بالنسبة للتنظيمات المتشددة كونها أقرب النقاط على الأرض قرباً من العاصمة دمشق.

تقدم داعش نحو دمشق..
وحاول النظام السوري طمأنة أنصاره، بالتأكيد أن الأوضاع لا تزال تحت السيطرة، وقال إن القوات النظامية ما زلات تسيطر على الأوضاع، فيما قال المرصد السوري إن التنظيم يستخدم منذ طرده من الغوطة الشرقية حي "الحجر الأسود"، قاعدة من أجل شن هجومه ضد العاصمة، المعقل القوي للنظام السوري.
وكان جهاديو التنظيم حاولوا السيطرة على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في أبريل قادمين من حي الحجر الأسود لكن تم صدهم وتراجعوا عن بعض الأحياء التي سيطروا عليها فيه، فيما اختطف عناصر التنظيم في أبريل مقاتلين اثنين من القدم وقطعوا رأسيهما في الحجر الأسود، بينما تمكن الجيش النظامي أمس من قتل القائد العسكري لـ "اتحاد أجناد الشام" في حرستا. وقالت مصادر النظام إن القتيل كان "العقل المدبر لأي عملية قصف بالصواريخ تجاه دمشق.

تقدم داعش نحو دمشق..
وتسببت الأوضاع الميدانية في تلك المنطقة، في حالة من المخاوف لدى روسيا أكبر داعمي نظام الأسد في الحرب التي يخوضها مع التنظيمات الإرهابية منذ 2011، حيث قالت نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أمس الاثنين، إن روسيا بدأت التدخل العسكري في سوريا، عبر اتخاذ قاعدة جوية دائمة، ستكون منطلقا لشن هجمات ضد تنظيم داعش وتشكيلات متطرفة في سوريا، فيما تلوذ الولايات المتحدة بالصمت.
وقالت الصحيفة إنه من المتوقع أن يبدأ تدفق الطائرات الروسية إلى سوريا خلال الأيام المقبلة، حيث ستحلق هذه المقاتلات الحربية مع المروحيات في سماء البلاد؛ للإغارة ضد تنظيم داعش، وعدد من الفصائل المسلحة المناوئة للنظام، ونسبت الصحيفة إلى دبلوماسيين غربيين، قولهم إن التدخل السريع الروسية وصلت سوريا بالفعل، وأقامت معسكرا في قاعدة جوية تحت سلطة نظام بشار الأسد، يرجح أنها قرب دمشق.

تقدم داعش نحو دمشق..
وأضافت أنه في الأسابيع المقبلة سيتم إرسال آلاف العسكريين الروس إلى سوريا، بما في ذلك مستشارون ومدربون وعاملون في حقل الدعم اللوجستي، فضلا عن طواقم الدفاع الجوي، والطيارين الذين سوف يحلقون بالمقاتلات الحربية فوق سوريا.
واعتبرت الصحيفة العبرية أنه ليس هناك شك في أن تحليق الطيارين الروس في مهام قتالية فوق سوريا، سيغير المعادلات الحالية في الشرق الأوسط، مطمئنة إلى أن الروس لا يضمرون نوايا هجومية تجاه إسرائيل أو دول أخرى ذات سيادة في المنطقة، وأن هدفهم المعلن هو قتال تنظيم الدولة والحفاظ على حكم الأسد.

تقدم داعش نحو دمشق..
كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كشف خلال الأيام الماضية رغبته في تشكيل حلف من الدول الإقليمية يعمل على مساعدة القوات النظامية في حربها ضد الإرهاب، وأشارت تقارير أن الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى موسكو الأسبوع الماضي، ناقش هذا الاقتراع، ومن المقرر أن يناقش ولي العهد سلمان بن عبد العزيز ملك السعودية المقترح الروسي وسبل حل الأزمة، خلال زيارته المقبلة لمصر والمقررة الأسبوع المقبل، بعدما أصبحت القاهرة لاعباً أساسياً في حل تلك الأزمة.
        

شارك