واشنطن تواجه فشل غارات التحالف على "داعش" بالمزيد من العمليات الخاصة

الأربعاء 02/سبتمبر/2015 - 06:05 م
طباعة واشنطن تواجه فشل
 
تحاول الولايات المتحدة الأمريكية تعويض فشلها الذريع في قيادة التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة "داعش" في العراق وبلاد الشام "داعش" بشن المزيد من العمليات العسكرية النوعية الخاصة ضد التنظيم لعله يعوض التكلفة الباهظة للحرب بأي مكاسب نوعية. 
واشنطن تواجه فشل
صحيفة "الواشنطن بوست" كشفت عن أن "وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية" (سي آي آي) و"قيادة القوات الخاصة الأمريكية" تنفذان سوياً عمليات عسكرية نوعية ضد داعش  في سورية  وهى منفصلة عن الحملة الجوية التي يشنها التحالف الدولي بقيادة واشنطن ضد التنظيم المتطرف وهدفها  من ذلك تصفية قياديين في التنظيم،  وأن واحدة من هذه العمليات نجحت في  الأسبوع الماضي في القضاء على جنيد حسين، البريطاني المتطرف الذي كان ينشر الدعاية للتنظيم عبر شبكات التواصل الاجتماعي والذي قتل في ضربة عسكرية قرب الرقة في شمال سورية وإن القليل من هذه الضربات تم تنفيذها حتى اليوم.
وتابعت " أن في هذه الحملة العسكرية الدقيقة الأهداف حصلت “سي آي أي” و”مركز مكافحة الإرهاب” التابع لها الذي يتمتع بنفوذ قوي، على “دور واسع في تحديد هويات ومواقع قادة التنظيم و أن الضربات ضد هذه الأهداف “تشن حصراً” تحت سلطة “قيادة العمليات الخاصة المشتركة” (جي إس أو سي) التابعة لـ “قيادة القوات الخاصة الأميركية وإن  مركز مكافحة الإرهاب” التابع لـ “سي آي أي” و”قيادة العمليات الخاصة المشتركة” هما “الأداتان المفضلتان” لدى إدارة أوباما في مكافحة التنظيمات المتطرفة.
واشنطن تواجه فشل
وذكرت  بأن توزيع المهام هذا الذي يترك لعسكريي “قيادة العمليات الخاصة المشتركة” مهمة إدارة الضربات، يتفق مع الهدف الذي تسعى إدارة أوباما إلى تحقيقه بجعل “سي آي أي” تعيد تركيز جهودها على الأنشطة الاستخباراتية بدلاً من انخراطها في أنشطة شبه عسكرية مثل عمليات التصفيات التي تنفذها بواسطة طائرات من دون طيارولكن  بالرغم من ذلك لازالت “سي آي أي” ما زالت تشن عمليات تصفية بواسطة طائرات من دون طيار في دول أخرى غير سورية، بينها اليمن وباكستان.
 مشاركة العمليات الخاصة الامريكية  في الحرب على داعش اثارت الجدل داخل الاوساط الامريكية حيث اكد العديد من الخبراء على انه كان من المفترض أن تكون العمليات الخاصة الأمريكية في طليعة المعركة ضد داعش،  ولكن قواعد الحرب المقيدة لإدارة أوباما تمنعهم من القيام بهذه المهمة  حيث أكد  الجنرال جوزيف فوتيل، القائد العام لقيادة العمليات الخاصة الأمريكية، " نحن ندرك أهمية ذلك و أن هذة احتمالية  ستكون على المدى البعيد، ولكن يجب أن نتحلى بالصبر لإننا نتحدث عن صراع ربما يستمر لمدة 15 عامًا  وأنّه لم يسمع عن اللغط الدائر حول وتيرة المعركة من جنوده وإننا نتقدم هنا، ونثق بما نفعله – سواء من خلال تدريب المتمردين السوريين أو تقديم المشورة للقوات العراقية“.
واشنطن تواجه فشل
وقال الأدميرال براين لوسي رئيس القوات البحرية،  إنّ طبيعة المعركة تغيّر المقاتلين الذين يقومون بتجنيدهم، مع الحاجة إلى قوات خاصة لشنّ هجمات في أحد الأيام، والعمل مع دبلوماسيين، وضباط المخابرات، والمسؤولين الأجانب في اليوم التالي ولقد بدأنا إضفاء المزيد من القيمة على الذكاء، في ظل وجود ما يقرب من نصف المجندين في القوات الخاصة في العامين الماضيين من حملة الشهادات الجامعية وإنّهم يمثلون أمريكا من خلال العمل مع الفرق الصغيرة في المناطق النائية“.
 وتُلقي القوات الخاصة اللوم على الإدارة أوباما في تبنيها أسلوب عدم التدخل وعدم الرغبة في المخاطرة حتى بأعداد صغيرة من القوات الأمريكية في المعركة، ويشعرون بالغضب إزاء فقدان أربعة أمريكان في بنغازي، وإصرار الإدارة على الحفاظ على إرث الرئيس باراك أوباما في عمليات سحب القوات في العراق وأفغانستان وهو ما دفع  مسئول سابق في العمليات الخاصة  للقول “لا يمكنك أن تقول نحن معكم في كل خطوة على الطريق؛ إلّا إذا كنت تخطط للقيام بعمليات قتالية وان العديد من الضباط الآخرين، الحاليين والسابقين، يعتقدون أنّه كان الممكن أن تصمد الموصل والرمادي في وجه هجوم تنظيم داعش ، إذا كان هناك عدد صغير من الخبراء العسكريين الأمريكان يعملون مع القوات العراقية في الخطوط الأمامية.
واشنطن تواجه فشل
الولايات المتحدة سبق وقامت بعدة عمليات نوعية ضد داعش في داخل سوريا على رأسها :
1- ما أعلنته الإدارة الأمريكية ، عن مقتل "أبو سياف"، أحد أبرز المسؤولين عن إدارة الموارد المالية للتنظيم، بالإضافة الى 10 مسلحين آخرين  في عملية عسكرية برية، قامت بتنفيذها وحدة خاصة من الجيش الأمريكي  العملية التي أمر بها وزير الدفاع الأمريكي، أشتون كارتر، بناءً على تعليمات من الرئيس الأمريكي باراك أوباما، كانت تستهدف اعتقال القيادي في داعش  وتمت قيادتها من قبل مجموعة تابعة لقوات "دلتا"، تضم ما يزيد على 20 عنصراً، وشارك في تنفيذها أكثر من 100 فرد من مختلف الوحدات القتالية، بما فيهم الطيارين الذين تولوا عملية الإنزال وتضمنت  تفاصيل العملية نقل أفراد المجموعة إلى داخل عمق الأراضي السورية، على متن عدد من مروحيات "بلاك هاوك" وطائرة V-22، ووصلوا إلى مبنى متعدد الطوابق، كان يتحصن فيه عدد من مسلحي داعش، حاولوا استخدام بعض النساء والأطفال كـ"دروع بشرية" ولكن  القوة المهاجمة تمكنت من اقتحام المبنى، وقامت بقتل المسلحين دون المساس بأي من الأطفال أو النساء الذين كانوا متواجدين داخل المبنى،  وأن "أبو سياف" قُتل أثناء مقاومته لمحاولة اعتقاله، وحاول الاقتراب من القوات، ولم يُعرف على الفور ما إذا كان يرتدي سترة ناسفة أم لا.
واشنطن تواجه فشل
2- ما أعلنته الإدارة الأمريكية ، عن مقتل جنيد حسين، المسئول عن الدعاية المتطرفة عبر شبكات التواصل الاجتماعي قرب الرقة في شمال سوريا  في عملية عسكرية برية، قامت بتنفيذها وحدة خاصة من الجيش الأمريكي  العملية  وأمر بها وزير الدفاع الأمريكي، أشتون كارتر، بناءً على تعليمات من الرئيس الامريكى  باراك أوباما.
مما سبق نستطيع يتضح لنا أن ما تعلنه الولايات الولايات المتحدة الامريكية  عن عمليات نوعية جديدة ضد "داعش " هو محاولة منها لتعويض فشلها الذريع في قيادة التحالف الدولى  ووضع استراتيجية امريكية محددة المعالم والبرنامج تقوم على التوسع في العمليات العسكرية النوعية الخاصة ضد  قادة التنظيم  الدموى لتحقيق أكبر خسائر في قادته والذى ربما يعوض التكلفة الباهضة للحرب  التى لم تجنى الولايات المتحدة منها حتى الان مكاسب تذكر .

شارك