وسط استعدادات تحرير صنعاء.. بوادر فشل تشكُّل حكومة من قبل الحوثيين
الأربعاء 02/سبتمبر/2015 - 09:12 م
طباعة

تواصل القيادات العسكرية والقبلية الموالية للشرعية بالتنسيق مع التحالف، تقدمها في محافظات شمالية، وسط مبادرة جديدة للحل لإنهاء الصراع، فيما يحاول الحوثيون والموالون للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، الصمود أمام التطورات الميدانية في الأسابيع الأخيرة واستعادة زمام السيطرة في بعض المناطق الشمالية.
الوضع الميداني:

فقد شنت مقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية، اليوم، غارات استهدفت آليات وتجمعات تابعة لجماعة الحوثي، في محافظة مأرب شمال اليمن، واستهدفت مقاتلات التحالف تجمعات للحوثيين فوق قناة التصريف لسد مأرب الجديد، وكذا منطقة الجفينة (غرب مأرب) وتمكنت من اعطاب "شيول" في جبل هيلان ورشاش 23 وإحراق طقم، كما تم استهداف مواقع متفرقة في المنطقة.
وتعرضت قاعدة الديلمي الجوية في العاصمة اليمنية فجر الأربعاء لأعنف غارات جوية تشنها مقاتلات التحالف بقيادة السعودية. ووفقا لمصادر عسكرية وشهود عيان قُصفت مرافق ومخازن القاعدة الجوية بعشرات الصواريخ التي أحدثت انفجارات هائلة دوت في أرجاء صنعاء.
وتأتي تلك الغارات بعد ساعات من عملية فاشلة لإطلاق صاروخ حراري مضاد للطائرات نفذها الحوثيون أمس الثلاثاء من تلك القاعدة الجوية.
كما وصلت تعزيزات جديدة مقدمة من قوات التحالف، اليوم، إلى محافظتي مأرب والجوف (شمال شرق البلاد).
وذكرت مصادر عسكرية موالية لحكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي لبي بي سي أن عشرات الدبابات والمدرعات والمئات من الجنود اليمنيين الذين تلقوا تدريبات عسكرية في السعودية بدأوا مشاركة فعلية في العمليات القتالية ضد الحوثيين وقوات الحرس الجمهوري منذ أمس الثلاثاء.
وقال المصدر إن تلك القوات بدأت زحفا بريا باتجاه منطقتي صرواح والجفينة.
ولكن قناة المسيرة التابعة للحوثيين ذكرت أن ما سمتهم بـ"مقاتلي اللجان الشعبية والجيش" تمكنوا من صد هجوم من ثلاثة محاور شنه من وصفتهم القناة بـ"مرتزقة السعودية والدواعش".
وفي مدينة تعز أفشل مقاتلون موالون للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا محاولة تسلل كبيرة للحوثيين وقوات الحرس الجمهوري الموالية لعلي عبد الله صالح بعد أن شنوا هجوما من عدة محاور اشتركت فيه دبابات وعربات مدرعة لاقتحام الأحياء والمواقع التي تسيطر عليها ما تسمى بـ"المقاومة الشعبية" بتعز.
كما كشفت مصادر مطلعة من مقر القيادة المشتركة في مأرب، المكونة من قوات التحالف والجيش الوطني اليمني، عن أن التحضيرات تجري بصورة مكثفة في المحافظة، المحاذية لصنعاء، للعمليات العسكرية التي تعتزم قوات التحالف تنفيذها لتحرير العاصمة من المتمردين.
فيما ذكرت تقارير اخبارية أن قوات التحالف العربي تعتزم القيام بعملية إنزال في إقليم تهامة خلال الايام القليلة المقبلة بهدف دعم المقاومة وتحرير المدن التي تقع تحت سيطرة مسلحي الحوثي والرئيس السابق علي صالح.
كما جرت في محافظة الضالع (جنوب البلاد)، اليوم، عملية تبادل للأسرى بين المقاومة الشعبية وجماعة الحوثي او من يسمون انفسهم "انصار الله". وأوضح مصدر في المقاومة لـ"المشهد اليمني" أن عملية تبادل أسرى بين المقاومة والحوثيين جرت في منطقة غول سبولة في محافظة الضالع. وقال المصدر إنه جرى تبادل خمسة من عناصر المقاومة الشعبية وخمسة من مسلحي الحوثي في عملية أشرف عليها القيادي في المقاومة صلاح الشنفرة، وتجرى بين حين وآخر عملية تبادل أسرى بين الحوثيين والمقاومة الشعبية في المحافظات الجنوبية، وأشرفت لجنة الصليب الاحمر الدولي على عدد من تلك العمليات.
فيما لقي قائد معسكر "حزم سلمان " المشكل حديثا فضل الغراسي الضالعي مصرعه في اشتباكات مع عناصر من المقاومة الشعبية بجولة القاهرة في مدينة عدن جنوب اليمن.
وقالت مصادر محلية، إن الغراسي قتل في تبادل لإطلاق النار بينه وبين نقطة يسيطر عليها رجال المقاومة الشعبية.
الوضع الإنساني:

وعلى الصعيد الإنساني، قال متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن إن اثنين من عمال الإغاثة التابعين للجنة قُتلا في محافظة عمران بشمال البلاد على يد مسلحين مجهولين الأربعاء.
وأضاف المتحدث عدنان حزام بقوله "قتل اثنان من زملائنا بالرصاص في سيارتهما… أثناء سفرهما إلى صنعاء".
وأدانت منظمة حقوق الإنسان "هيومن رايتش ووتش" الأربعاء "الانتهاكات الخطيرة" التي ترتكبها القوات الحكومية اليمنية والمتمردون الحوثيون ضد مدنيين ومقاتلين معتقلين في عدن.
وتحدثت المنظمة عن إعدامات تعسفية نفذها مقاتلون جنوبيون (مرتبطون بالقوات الحكومية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي) في سبعة مقاتلين حوثيين على الأقل منذ 25 مارس يوم استعادة عدن من الحوثيين، مضيفه أن الحوثيين من جهتهم احتجزوا مدنيين بطريقة غير مشروعة وأساؤوا معاملتهم في المدينة الساحلية.
وقالت إن المقاتلين الجنوبيين عرضوا في 24 أغسطس أسيرا من المتمردين في ساحة عامة في عدن وضربوه أمام حشد قبل أن يقتلوه بالرصاص. وإن جنوبيين وضعوا قبل يوم من ذلك أسرى حوثيين على سفينة في مرفأ عدن ثم قاموا بتفجيرها.
وأضافت المنظمة أن القوات الجنوبية تحتجز 255 أسيرا من الحوثيين بينهم أطفال قدمتهم على أنهم مقاتلون في منطقة عدن.
وأكدت ساره ليا ويتسون مديرة "هيومن رايتس ووتش" للشرق الأوسط أن "قوات الجنوب التي استعادت السيطرة على عدن يجب أن توقف انتهاكاتها ضد الأسرى وتفعل ما بوسعها لإعادة القانون والنظام الى المدينة".
وأضافت "على الحوثيين أن يفرجوا عن أي شخص معتقل بطريقة غير مبررة"، محذرة من إمكانية ملاحقة المسؤولين عن المعاملة السيئة للمعتقلين بتهم جرائم حرب.
حضرموت في الواجهة:

فيما فجرت وثيقة موقعة من قبل 95 شيخاً من قبائل حضرموت (شرق البلاد)، يطالبون فيها السعودية بضمّ المحافظة إلى المملكة، جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، بين مؤيّد ومعارض. وبحسب الوثيقة التي انتشرت على نطاق واسع، فإن الطلب جاء بحجة الخوف على حضرموت من "المدّ الشيعي"، واتهم الموقّعون على الوثيقة، المنتمين إلى الصوفية بتسهيل مهمة الحوثيين في حضرموت. وخاطبت الوثيقة التي رفعها نيابة عن الموقعين، معرف قبيلة بني تميم في الربع الخالي إلى العاهل السعودي، سلمان بن عبد العزيز، بالقول "نرجو أن تنعم بلادنا بالانضواء تحت راية آية التوحيد حتى تنقطع أطماع الشيعة (...) ويفقدوا الأمل في السيطرة عليها". واعتبر المشايخ الموقعون على الوثيقة، أنّ محافظة حضرموت والمهرة وأجزاء من شبوة تعود تاريخياً إلى المملكة العربية السعودية، وهي ليست مناطق يمنية.
المشهد السياسي:

وعلى صعيد المشهد السياسي، نفت قيادات سياسية في حزبي البعث والاشتراكي، مشاركتها في مشاورات تشكيل حكومة في صنعاء التي تعتزم جماعة الحوثي أو من يسمون انفسهم "أنصار الله" تشكيلها خلال الأيام العشرة المقبلة.
وأعلنت جماعة الحوثي وعدد من الشخصيات السياسية تزعم تمثيل أحزاب متحالفة معها، أمس بصنعاء، عن عزمها تشكيل ما أسمتها حكومة «وحدة وطنية» خلال العشرة أيام المقبلة، وأشار بيان صادر عن مؤتمر صحفي، عقد أمس بصنعاء، لما سميت الأحزاب والقوى والمكونات السياسية الوطنية المشاركة في حوار موفنبيك إلى أن "مشاورات جادة ومتقدمة تجري خلال هذه الأيام بين معظم القوى والأحزاب والمكونات السياسية في البلد، ونتوقع أن تفضي على الأقل خلال العشرة الأيام القادمة كحد أدنى إلى تشكيل حكومة وطنية لإدارة الوضع خلال المرحلة الراهنة". وقال نائب رئيس اللجنة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي (قطر اليمن) أشرف علي محمد، في تصريح لـ"الخليج الاماراتية"، "لا يمكن لحزبنا أن يشارك في أي حكومة غير شرعية، وننفي أي صلة للحزب فيما زعم عن مشاورات لتشكيل أي حكومة مع الانقلابيين"، من جانبه قال نائب رئيس تحرير صحيفة "الثوري" الناطقة باسم الحزب الاشتراكي اليمني، إبراهيم غانم، إن الحزب سبق له أن أصدر بياناً يرفض فيه أي إجراءات أحادية الجانب في معالجة الأزمة في البلاد، في غضون ذلك، نفت قيادات في اتحاد القوى الشعبية أي علم لها بما زعمه بيان صحفي صادر عما تسمى الأحزاب والقوى والمكونات السياسية الوطنية المشاركة في حوار موفنبيك.
فيما رفض المتحدث الرسمي باسم حزب المؤتمر الشعبي العام، عبده الجندي، تنفيذ أوامر الرئيس السابق ورئيس الحزب علي عبدالله صالح القاضية بظهوره عبر وسائل إعلامية لمهاجمة قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، والتقليل من انتصارات المقاومة الشعبية. وقالت مصادر مقربة من "المؤتمر" إن الجندي يسعى جاهدا إلى التواري عن الأنظار والتخلف عن حضور اجتماعات بعض أعضاء حزب المؤتمر التي تعقد في أماكن سرية، لافتة إلى أنه بات يؤمن بأن تحرير صنعاء وبقية المحافظات أصبح أمرا واقعا، وأن إملاءات صالح ما هي إلا محاولات بائسة لتغطية الانكسارات التي مني بها ومعه الحوثيون.
الحضور الإيراني:

بدأت إيران استعدادها للمساعدة في بدء حوار يمني لتشكيل حكومة وحدة وطنية لحل الأزمة في اليمن، معتبرة إياه "الطريق الوحيد لحل الأزمة". جاء ذلك على لسان رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، خلال لقائه، أمس الثلاثاء، الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بان كي مون في نيويورك التي يزورها للمشاركة في الاجتماع الدولي الرابع لبرلمانات دول العالم، وفق ما اوردته وكالة أنباء "فارس" الايرانية.
ودعا لاريجاني، منظمة الأمم المتحدة إلى لعب دور أكبر في حل ازمة اليمن، معتبرا وقف "الحرب" وبدء الحوار لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية الطريق الوحيد لحل الازمة. وقال ان "ايران على استعداد للمساعدة في تحقيق هذا الهدف المهم". وأشار ان الحرب على اليمن "يمكنها خلق الكثير من المشاكل في المنطقة".
وأعلن وزير الخارجية في الحكومة الشرعية، رياض ياسين، قبول الحكومة بوساطة إيران لحل الأزمة في اليمن، شريطة "جعل الحوثيين يسلمون السلاح وان تتوقف عن دعمهم".
وقال ياسين في حوار صحفي نشره أمس، "أما أن تتوسط لجعل الحوثيين كيانا أو أن تدعم حزب الله داخل اليمن فهذا غير مقبول".
من جانبه دعا الامين العام لمنظمة الامم المتحدة بان كي مون، ايران لان تلعب دورا اكبر في القضايا الاقليمية والعالمية، وفق وكالة "فارس". وقال، ان الاوضاع الانسانية في اليمن كارثية جدا بحيث ان 80 % من ابناء الشعب اليمني اي 21 مليونًا هم بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.
المشهد اليمني:
مع استمرار جهود المبعوث الأممي في اليمن، للتوصل إلى حل سياسي، تتواصل المعارك على الأرض بين القوات الموالية للرئيس هادي، وميليشيات الحوثيين، وهو ما يوضح مدى صعوبة التوصل إلى حل سياسي في الوقت الراهن.