معاناة اللاجئين السوريين تهز الضمير العالمى.. وفشل سياسات مواجهة داعش في سوريا
الأربعاء 02/سبتمبر/2015 - 11:03 م
طباعة


الضحية
اهتز الضمير العالمى على أثر نشر صورة لطفل سوري لقى حتفه في البحر خلال رحلة اسرته من تركيا إلى اليونان فرارا من الحرب الدائرة في سوريا، وكشفت وكالات الأنباء عن مقتل 12 سوريا على الأقل غرقا في مياه البحر قبالة الساحل التركي بعد ان غرقت الزوارق التي كانوا يستقلونها، وأثارت صورة أحد الضحايا - طفل منكفئ على وجهه على ساحل البحر - غضبا دوليا حول الثمن الانساني لأزمة اللاجئين .
وقالت قوة خفر السواحل التركية إن اللاجئين انطلقوا من شبه جزيرة بودروم التركية قاصدين جزيرة كوس اليونانية في وقت مبكر من يوم الاربعاء، ولكن الزورقين اللذين كانوا يستقلونهما غرقا بعد ذلك بوقت قصير، وتم انتشال 12 جثة لاحقا، بما فيها جثث 5 اطفال، ويعتقد ان 15 شخصا تمكنوا من النجاة والوصول الى الشاطئ.

سوريا تتحول الى دمار
وقالت قوة خفر السواحل التركية إن البحث ما زال جاريا عن 3 اشخاص ما زالوا مفقودين، وتم نشر صورة الطفل الصغير الذي يرتدي قميصا أحمر وجثته ملقاة على شاطئ البحر قرب بودروم بعد وقت قصير من وقوع الحادث.
من جانبها قالت صحيفة الاندبندنت البريطانية إنها قررت نشر الصور الواضحة في موقعها الالكتروني لأنه "وسط الكلام المنمق حول أزمة المهاجرين المعتملة، من السهل نسيان حقيقة الوضع المأساوي الذي يواجهه العديد من اللاجئين"، ولكن رغم ردود الفعل القوية التي احدثتها صورة الطفل الغريق، لم تصدر الا ردود فعل قليلة من جانب السياسيين الاوروبيين.
وفى هذا السياق قالت ايفيت كوبر، المرشحة لزعامة حزب العمال البريطاني المعارض، قالت إن الصورة تثبت "اننا لا نستطيع ان نتجاهل" هذا الموضوع.
وقالت السياسية العمالية البريطانية "عندما تجاهد الامهات لمنع اطفالهن من الغرق بعد انقلاب الزوارق التي يستقلونها، يجب على بريطانيا ان تحرك."
بينما قالت وكالة دوجان التركية للأنباء إن الطفل وبقية افراد المجموعة التي كان معها سوريون من بلدة عين العرب (كوباني) كانوا قد فروا الى تركيا في العام الماضي هربا من مسلحي تنظيم "الدولة الاسلامية، وأكد اقارب الضحايا انهم من سوريا بالفعل.
وتناقل مغردون صورا مختلفة للاجئين السوريين ممن لقوا نحبهم غرقا وأرفقوها بهاشتاغ "الإنسانية تلفظ على الشاطئ" و "بحر الموت المتوسط، كما حمل آخرون الدول العربية مسؤولية مأساة الاجئين السوريين، واعتبروها "وصمة عار" على جبين العرب.

الامل فى مواجهة المحن
وعلق وزير المالية التركي، محمد شيمشك، على المشهد قائلا : "رضيع سوري لاجئ يغرق أثناء رحلته من البحر المتوسط باتجاه أوروبا. عار على العالم المتحضر."
وظهرت هذه الأزمة فى ظل غياب فرص حل الأزمة السورية بشكل سلمى، وعدم قدرة المبعوث الأممى لسوريا على جمع فصائل المعارضة والنظام على طاولة المفاوضات.
وفى الوقت نفسه تم الكشف عن وجود عناصر استخبارات وقوات خاصة أمريكية على الأراضي السورية مع نشاطات ملحوظة في عمليات ما يسمى بـ "المعارضة المعتدلة المسلحة" في دمشق نفسها.
وكشفت صحيفة "واشنطن بوست" عن هذا الموضوع، وأكدت أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) وقيادة القوات الخاصة الأمريكية تنفذان معا "عمليات عسكرية جراحية" ضد "داعش" في سوريا، وهذه العمليات منفصلة عن الغارات الجوية التي يشنها التحالف الأمريكي نفسه ضد التنظيم الإرهابي، ما يعني أن الولايات المتحدة تعمل على أكثر من محور، أولها القصف الجوي للأراضي السورية تحت مزاعم مواجهة "داعش"، وتنفيذ عمليات داخل الأراضي السورية تحت مزاعم تصفية قيادات داعش، وتدريب عناصر المعارضة التي يجب أن تقوم بدور محدد يرسم لها الآن، إضافة إلى العمليات الأمريكية التركية في شمال سوريا لتفريغ المنطقة وإخلائها تماما، تمهيدا لإعلان منطقة آمنة، لا يعرف أحد من الذي سيوجد فيها وبأي صفة.

مواطن يشكو قلةا لحيلة
وقال محللون أن وجود هذه العناصر الاستخباراتية والقوات الخاصة الأمريكية في سوريا قد لا يثير الدهشة إذا عرفنا أن هذه العناصر، إلى جانب عناصر مماثلة من فرنسا وبريطانيا، كانت موجودة منذ فبراير - مارس 2011. وجرت عمليات إنزال قوات خاصة بريطانية في صحراء بنغازي في مطلع مارس 2011، وبعد 3 أيام أعلنت الصحف البريطانية أن هناك أزمة دبلوماسية بين لندن وطرابلس بسبب قيام عناصر ليبية تابعة للمجلس الوطني بتوقيف دبلوماسيين بريطانيين. وبعد ذلك انتهى الأمر ولم يسمع أحد عن تفاصيل إضافية. وكان هؤلاء الدبلوماسيون البريطانيون، هم أنفسهم عناصر القوات الخاصة البريطانية التي هبطت في صحراء بنغازي شرق ليبيا، بينما نظيرتها الفرنسية كانت قد قامت بعمليات إنزال في منطاق أخرى في غرب البلاد وبالقرب من العاصمة، وفي سيتمبر 2011 كانت بصمات عناصر الاستخبارات والقوات الخاصة الأمريكية والبريطانية والفرنسية واضحة تماما في رأس لانوف والنوفلية اللتين كانتا تشكلان مراكز عمليات عصابات القاعدة والتنظيمات الإرهابية الأخرى المتنشرة في داخل المعسكرات بطول شاطئ البحر الأبيض المتوسط، استعدادا لدخول سرت من جهة، والتغطية على ما جرى في باب العزيزية والساحة الخضراء من جهة أخرى. أي أن عناصر ومجموعات القاعدة كانت تعمل إن لم يكن تحت إشراف هذه العناصر، فعلى الأقل تحت عيونها وربما بمساعدتها لوجستيا. وكان البحث يجري في تلك الفترة عن معمر القذافي الذي غادر قصر العزيزية تحت قصف الناتو من جهة، وهجمات قيادات القاعدة المدعومة من الحلف وعناصر الاستخبارات والقوات الخاصة للدول الثلاث المذكورة.
ونقلت واشنطن بوست
عن مسؤولين أمريكيين كبار أن هدف العمليات التي تشنها الـ"سي آي إيه" والقوات الخاصة هو تصفية قياديين في التنظيم، مشيرة إلى أن إحدى هذه العمليات نجحت الأسبوع الماضي في القضاء على أحد البريطانيين الذي كان ينشر الدعاية لـ"داعش" عبر شبكات التواصل الاجتماعي. وحسب المسؤولين أنفسهم فقد جرى حتى اليوم تنفيذ عدد من هذه الضربات. وأضافت الصحيفة أن الـ"سي آي إيه" حصلت في هذه الحملة العسكرية دقيقة الأهداف على صلاحيات واسعة في تحديد هويات ومواقع قادة تنظيم "الدولة الإسلامية". وقد أكدت المصادر أن الضربات توجه على هذه الأهداف حصرا تحت إشراف "قيادة العمليات الخاصة المشتركة" (جي إس أو سي) التابعة لقيادة القوات الخاصة الأمريكية.