الأساقفة الموارنة يطالبون بتوبة سياسية صادقة للخروج من الأزمة اللبنانية

الخميس 03/سبتمبر/2015 - 02:24 م
طباعة الأساقفة الموارنة
 
في ظل الوضع المتأزم في لبنان عقد الأساقفة الموارنة اجتماعهم الشهري اليوم الخميس بمقر الكرسي البطريركي بمنطقة الديمان، برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، بمشاركة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية، وتدارسوا شئوناً كنسية ووطنية. وكان شعارهم الأساسي "لا أحد أكبر من لبنان"؛ حيث أعربوا عن قلقهم الشديد من الوضع الخطير في البلاد، وطالبوا بتوبة سياسية صادقة، وفي ختام الاجتماع أصدروا بيانًا من أهم ما جاء فيه:
"يقلق الآباء حال التأزم التي تجتاح البلاد، وهي تنذر بمستقبل قاتم، وتشير إلى مستوى العجز السياسي الذي يضرب عميقًا في الإرادة السياسية لدى المسئولين، جراء الارتهان الضيق للخيارات المحدودة الأفق. فلا يمكن الخروج منها إلا بتوبة سياسية صادقة، تقر بالدرجة الأولى بأن السبب الأساسي للانحدار الحاصل، يكمن في غياب رأس ناظم للدولة، ومحاولة بعض المسئولين استغلال هذا الغياب، لفرض نفسه على أنه البديل الشرعي من الرأس. إن الآباء يطالبون الجماعة السياسية بالكف عن التلاعب بمصير البلاد، والذهاب إلى فراغ دستوري كامل، لا يخطر على بال أحد مقدار نتائجه الوخيمة."
ويذكر الآباء الأساقفة بأن لا أحد أكبر من لبنان، ولا يحق لأحد أو لمجموعة إخضاع مصير البلاد لمصالح شخصية أو فئوية أو مذهبية أو إقليمية. فلبنان محكوم بإرادة شعبه وبدستوره وميثاقه وصيغته؛ لذلك يطلب الآباء من الجميع إعلان ولائهم لهذا الوطن الذي أعطاهم هوية وكرامة ومقدرات، والذي يستعد على يد المخلصين له للاحتفال بعد خمس سنوات بالمئوية الأولى لإعلانه دولة مستقلة. ويذكرون بإسهام البطريركية للخروج من الأزمات التي يتخبط فيها لبنان، من خلال الوثائق التي أصدرتها، وهي: "شرعة العمل السياسي" (2009) و"الوثيقة الوطنية" (9 شباط 2014) و"الوثيقة الاقتصادية" (25 أذار 2015)، ويدعون الهيئات السياسية والاقتصادية للرجوع إليها.
وإن أثمن هبة من الله وعطية حباها التاريخ للبنان وارتضاها أبناؤه، هي الحرية التي يصونها الدستور، وتضمنها الشرائع الدولية. وإذ يأسف الآباء للعنف الذي استعمل في قمع التعبير عن الرأي، في مسائل حيوية تمس كل مواطن لبناني واع لخير المجتمع ولخيره الخاص، ولا سيما مسألة النظافة العامة، يدينون في الوقت عينه اندساس مجموعات بين المتظاهرين شوهت أهدافهم الوطنية المحقة، كما يستنكرون العنف الذي مارسوه على رجال الأمن. ويهيبون بالوسائل الإعلامية توخي الموضوعية والعمل على تهدئة الخواطر، ويناشدون السلطات مسك الأمن بعيدا عن الصراعات السياسية.
ويدعو الآباء جميع أبنائهم وبناتهم إلى المشاركة في قداس يومي عند الساعة السادسة مساء في معبد سيدة لبنان، وعبر إذاعة صوت المحبة وتلفزيون المحبة، يصلون خلاله لأجل انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، وتفعيل المؤسسات الدستورية، وإحلال السلام في سوريا والعراق وفلسطين واليمن وليبيا، وعودة جميع المخطوفين والنازحين واللاجئين إلى بيوتهم وأراضيهم.

شارك