ساحات الموصل تستعد للسيناريو الجديد

الخميس 31/يوليو/2014 - 05:29 م
طباعة ساحات الموصل تستعد
 
بدأت الموصل تستعد رغما عنها للسيناريو الجديد، حيث جهزت كل جهة جيشا مسلحا منظما لمواجهة "داعش"، صحيح أن هدف تلك الجهات واحد، ولكن الخوف بعد ذلك أن يحاربوا بعضهم البعض كعادة تاريخ الجماعات المسلحة.. بالإضافة للقوات العراقية المحدودة التي تحاول القضاء على داعش.
والجهات المقاتلة مقسمة كالتالي: 
1- كتائب الموصل المسلحة (سنة وأكراد).
2- كتائب النقشبندية وأنصار السنة والجيش الإسلامي وكتائب الثأر لشهداء تكريت.
3- كتائب أسود نينوي (شيعة).
4- قوات الجيش العراقي.
ساحات الموصل تستعد
كتائب الموصل المسلحة (سنة وأكراد)
خلت شوارع الموصل من إرهابيي داعش بعد استهدافهم على يد كتائب مسلحة مدعومة من بغداد..
أفاد شهود عيان في مدينة الموصل أن شوارع المدينة خلت من انتشار عصابات داعش الإرهابية بعد استهدافهم من كتائب مسلحة تشكلت من أبناء الموصل وبدعم من بغداد لمواجهتها جراء الأعمال الإرهابية ضد المواطنين التي تقوم بها وتفجير مراقد الأنبياء والأضرحة الدينية والمواقع الأثرية. وذكر الشهود بحسب وكالة كل العراق [أين] أن "شوارع الموصل بدت خالية من انتشار إرهابيي عصابات داعش على عكس ما كانت عليه في السابق".
وأوضح الشهود أن "تواجد الإرهابيين اقتصر أمام المباني الحكومية والمنشأت الحيوية في الموصل بعد تهديدات واستهداف داعش من قبل كتائب مسلحة تشكلت حديثا بالموصل على خلفية استهداف الجوامع والمراقد الدينية". وكان أحد إرهابيي داعش أصيب قبل يومين بجروح بليغة طعنا بسكين من قبل أحد المواطنين في منطقة الزنجلي غربي الموصل بعد مشادة كلامية حول تفجير الجوامع، فيما تحدث آخرون عن مقتل خمسة آخرين من الدواعش بعمليات مشابهة في مناطق متفرقة من مدينة الموصل. وكانت صحيفة "وورلد تريبيون" الأمريكية قد كشفت عن مسئولين قولهم: إن "الحكومة العراقية وافقت على تشكيل وحدات يبلغ قوامها أكثر من 10 آلاف جندي لاستعادة مناطق في الموصل من عصابات داعش الإرهابيين تتألف من السنة والكرد". وتتبنى داعش الإرهابية منذ سيطرتها على مناطق في الموصل أيديولوجية دينية متطرفة وتنفذ عمليات قتل وجلد وتفجير للأضرحة ودور العبادة آخرها تفجير مرقد وجامع الأنبياء يونس وشيت وجرجيس عليهم السلام، وتفرض الجزية على أديان أخرى، بحجة "تطبيق الشريعة الإسلامية".
ساحات الموصل تستعد
كتائب النقشبندية وأنصار السنة والجيش الإسلامي
أفاد مصدر في شرطة محافظة صلاح الدين، بأن تنظيمات "النقشبندية وأنصار السنة والجيش الإسلامي وكتائب الثأر لشهداء تكريت"- أعلنت حربها على تنظيم ما يسمى بـ "داعش".
وقال المصدر لـ"المسلة": إن "معلومات استخبارية تمكنت قوات الشرطة من الحصول عليها تفيد بأن هناك مجاميع مسلحة عدة أعلنت حربها على تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)".
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "من أهم تلك التنظيمات والمجاميع هي النقشبندية وأنصار السنة والجيش الإسلامي، بالإضافة إلى مجموعة مسلحة تطلق على نفسها كتائب الثأر لشهداء تكريت".
وكان مصدر في شرطة محافظة صلاح الدين أفاد بأن تنظيم "داعش" أعدم ثمانية أشخاص من عناصر "النقشبندية" بعد اختطافهم.
ساحات الموصل تستعد
كتائب أسود نينوي
أعلن في البصرة عن تشكيل فصيل مسلح شيعي باسم كتائب أسود نينوي، استعداداً للقتال ضد المسلحين في الموصل. 
وقال المشرف على التشكيل المسلح الشيخ محمد الدنبوس في تصريح صحفي: "إن شيوخ عشائر من محافظات جنوب العراق تضم البصرة وذي قار و ميسان قاموا بتشكيل كتائب شيعية مسلحة تحت اسم (كتائب أسود نينوي) للمشاركة في القتال ضد المسلحين في الموصل" ، مشيرا إلى أن التشكيل لا ينتمي إلى جهة سياسية وتم تشكيله وفق مبدأ العقيدة الوطنية ويمول ذاتيا".
وأضاف: "إن قيادة كتائب نينوي فتحت باب التطوع أمام الشباب الشيعة في المحافظات الجنوبية من الشباب الراغب بالقتال في الموصل"، مؤكدا: "إن عدد المتطوعين وصل إلى أكثر من ألف متطوع، وإن الأعداد ترتفع بشكل كبير". 
وأشار إلى أنه سيتم التنسيق من قبل قيادة التشكيل المسلح مع القوات المسلحة؛ من أجل فسح المجال أمام شباب كتائب أسود نينوي، للمشاركة بطرد عناصر "داعش" من محافظة نينوي والمناطق التي تسيطر عليها".
ساحات الموصل تستعد
قوات الجيش العراقي
تحاول قوات من الجيش العراقي السيطرة على داعش ولكن المواجهات شديدة ومحتدمة تصل لوقوع قتلى بين الطرفين، وقد ذكرت وزارة الداخلية العراقية أن قوات من الجيش العراقي قتلت 17 مسلحا من تنظيم دولة العراق والشام والإسلامية (داعش)، فيما لقي سبعة جنود حتفهم في اشتباكات مسلحة بين الطرفين في مدينة الموصل.

نظرة إلى الموصل

الموصل تعتبر ثاني أكبر المدن العراقية بعد بغداد.. وأصل كلمة الموصل يرجع إلى "ما يوصل بين شيئين" كونها وصلت بين ضفتي دجلة لدى بنائها، وقيل بين الجزيرة والعراق، وقيل لأنها تصل بين دجلة والفرات، ولها عدة ألقاب تعرف بها، مثل أم الربيعين لاعتدال الطقس بها في الربيع والخريف، والحدباء لاحتداب دجلة لدى مروره بها.
توزيع الموصل الديموغرافي
يشكل العرب السنة معظم سكان المدينة، كما ينتشر بها الأكراد الذين ينتمون للمذهب السني في الغالب ويتواجد جميعهم في الجانب الشرقي في المدينة أو مايسمى بالساحل الأيسر، بالإضافة إلى تواجد ملحوظ للتركمان والعرب الشيعة في مدينة تلعفر شمال الموصل.
ساحات الموصل تستعد
مساجد الموصل
يعود تاريخ الجوامع إلى بداية العهد الإسلامي وتحديدا سنة 16هـ الموافق 637م حيث تم بناء الجامع الأموي من قبل عتبة بن فرقد السلمي، ويسمى الجامع اليوم الجامع العتيق نظرا لقدمه. ثاني جامع بني في الموصل هو الجامع كبير الذي بناه العادل نور الدين وانتهى من بنائه سنة 568 هـ الموافق 1172م، ولم يبق من الجامع الأصلي سوى مئذنة الحدباء والتي تعتبر أشهر معالم المدينة.
ويعتبر المؤرخ سعيد الديوه جي في طليعة من اهتم بتاريخ جوامع الموصل، حيث قام ببحث مكثف عن أصل هذه الجوامع وقدمها في كتاب باسم «جوامع الموصل في مختلف العصور» طبع في ستينيات القرن الماضي. و يوجد العديد من الجوامع الحديثة التي تم بنائها في التسعينيات كجامع أم القرى في الكفاءات.
ساحات الموصل تستعد
كنائس الموصل
تعتبر كنيسة مار توما الرسول للسريان الأرثوذكس التي تنسب إلى مار توما أقدم كنيسة في المدينة؛ إذ يرجع أقدم ذكر لها إلى القرن السادس الميلادي، وقد كانت مقرا لمطرانية الموصل للسريان الأرثوذكس حتى نقلها إلى كاتدرائية مار افرام في الجهة اليسرى من دجلة. ومن الكنائس السريانية الأرثوذكسية القديمة كذلك كنيسة مار أحودامة التي شيدها التكارتة النازحين إليها في القرن التاسع. وأقدم كنيسة للكلدان هي كنيسة مار فثيون والتي يعود ذكرها إلى القرن العاشر. ومن الكنائس التاريخية كذلك كنيسة القديسة مسكنتة والتي تعود إلى العهد الساساني وكذلك كنيستان للكلدان والسريان الأرثوذكس تعرفان بالطاهرة التحتانية بسبب انخفاضهما عن مستوى الشارع.
ولعل أهم الكنائس الحديثة كنيسة الساعة والتي أسسها الآباء الدومنيكان عام 1873 م. وتشتهر هذه الكنيسة ببرج ساعتها الذي كان الأول من نوعه في المنطقة.

مصير الموصل

مصير الموصل
يبدو أن "الدولة الإسلامية في العراق والشام" داعش، قد قررت مصير الموصل وأسدلت الستار على نهايتها بأنها أصبحت وللأبد تحت سيطرتها، ويتضح ذلك جليا عندما هددت داعش خصومها من المسلحين في سوريا بقولها: الاستسلام أو مصير "الموصل".
والأيام المقبلة سيتحدد فيها مصير الموصل إما بتصدر داعش القمة منفردة بإرهابها كل من يفكر في محاربتها أو بنهاية داعش في العراق والتي قد تكون بسبب توحيد داعش لأعدائها.

شارك