ساعات الحسم تقترب في اليمن.. والحكومة ترفض مبادرة الحوثيين
السبت 05/سبتمبر/2015 - 04:23 م
طباعة

رغم الخسائر البشرية التي منيت بها قوات التحالف في مآرب، الا ان عمليات العسكرية تتواصل لاستعداها لتحرير صنعاء بالتعاون مع المقاومة الشعبية وقوات الجيش الموالية للحكومة الشرعية في اليمن، فيما يحاول الحوثيون والموالون للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، الصمود أمام التطورات الميدانية في الأسابيع الأخيرة، وسط ارتفاع خسائر الحوثيين.
الوضع الميداني:

وخلال الساعات الماضية قُصفت بعشرات الغارات مواقع متفرقة، أبرزها مقر وزارة الدفاع اليمنية الذي قُصف لليوم الثاني على التوالي، وكذا معسكر "الفرقة الأولى مدرع" ومقر "جامعة الإيمان" الذي يجاوره، ومنطقة صوفان شمالي صنعاء، ومخازن أسلحة ومواقع المسلحين المتمردين في عدة محافظات باليمن.
وطالت الغارات المكثفة قيادة قوات الأمن الخاصة ومعسكرات تابعة للرئيس السابق علي عبدالله صالح، بالإضافة إلى للمجمع الرئاسي في صنعاء، وفق ما أضافت المصادر.
كما استهدف التحالف بغارات مكثفة جبل "عطان"، حيث مقر قيادة "ألوية الصواريخ" اليمنية غربي العاصمة، واستهدف مقر الإدارة العامة للمرور، ومقر شرطة حماية المنشآت، ومعسكر قوات الأمن المركزي. واستهدفت الغارات معسكر قوات الأمن الخاصة بمنطقة حدة وسط صنعاء، ومعسكر الحفا التابع للحرس الجمهوري شرق العاصمة اليمنية. وتعد هذه السلسلة من الضربات هي الأعنف خلال الفترة الأخيرة، وتبدو رداً على حادثة استهداف قوات التحالف في مأرب، ما أدى إلى مقتل 45 إماراتياً وخمسة بحرينيين، بالإضافة إلى ضحايا يمنيين من الموالين للحكومة الشرعية لم يُعلن عن عددهم. وذكرت وكالة أنباء الإمارات (وام) أن المقاتلات الإماراتية التابعة للقوات الجوية والدفاع الجوي لدولة الإمارات المشاركة ضمن قوات التحالف العربي، شنت مساء الجمعة غارات جوية ضد أهداف المليشيات المتمردة في اليمن. وقالت الوكالة إن الغارات استهدفت في البيضاء تجمعات للحوثيين، بالإضافة إلى مستودعات للأسلحة في مكيراس، وفي مآرب استهدفت تجمعات للحوثيين وآليات عسكرية. كما استهدفت المقاتلات الجوية مصنعا للألغام في صعدة، بالإضافة إلى معسكرات الحرس الجمهوري ومستودعات للأسلحة في إب وصنعاء، وألحقت بهم خسائر فادحة.
كما أعلن المتحدث باسم قوات التحالف العربي العميد أحمد العسيري عن مقتل 10 جنود سعوديين في الهجوم الصاروخي الذي استهدف مقر اللواء 107 بصافر والذي تتواجد به قوات الردع العربي .
فيما تبنت قوات الحرس الجمهوري الموالية لأحمد علي عبد الله صالح، عملية قصف مخازن السلاح بصافر بمحافظة مأرب والتي ادت الى مقتل العشرات من جنود الامارات والسعودية واليمن . وذكرت قوات الحرس الجمهوري على موقعها على فيس بوك، إن وحدات الإسناد الصاروخي قصفت تجمع قوات التحالف في مأرب، استعراضاً لقوتها وقدراتها العسكرية، وفق ما نقل بيان لهذه القوة الموالية لصالح والخاضعة عملياً لقيادة ابنه . وأكدت مواقع وصفحات مؤيدة لنجل صالح، تبنيها إطلاق الصاروخ الذي تسبب في سقوط عدد كبير من الشهداء الإماراتيين المنضوين تحت لواء التحالف العربي، في اليمن.
المشهد السياسي:

وعلي صعيد المشهد السياسي، اقر نائب الرئيس اليمني رئيس الوزراء خالد بحاح بوجود نفوذ لتنظيم القاعدة في مناطق متفرقة بمحافظة حضرموت وعاصمتها المُكَـلاّ، مؤكداً أن الحكومة لن تترك تلك المناطق خارج سلطة الدولة وأن استعادتها من يد الجماعات المتطرفة ستكون في القريب العاجل. وأكد بحاح في حوار مع قناة "العربية" يبث الليلة، أن عملية السهم الذهبي لن تتوقف حتى استعادة السيطرة على كافة المحافظات اليمنية دون استثناء. ونفى بحاح مسؤوليته عن وقف زحف عملية السهم الذهبي إلى تعز، شارحاً أن العملية تجري وفق خطة عسكرية مشتركة مع دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، وليس رئيس الحكومة وحده من يقرر سير تلك العمليات، حسب تعبيره. ومن جهة أخرى، كشف أن العاصمة اليمنية صنعاء تعيش وضعا مأساويا في ظل سيطرة مليشيات الحوثي والمخلوع صالح عليها، وحمّل بحاح قادة تلك المليشيات مسؤولية ما يعيشه سكان العاصمة من حصار وترويع. و شدد بحاح على أن استعادة السيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء ستستغرق ساعات متى ما وجدت العزيمة اللازمة لذلك، مشيراً إلى تعقيدات الوضع في المدينة، وحرص الحكومة على عدم تحويلها إلى ساحة حرب حفاظا على سكانها وتاريخها. ونفى بحاح التصريحات التي تحدثت عن نية الحكومة الإبقاء على عدن كعاصمة لليمن خلال السنوات الخمس المقبلة، مؤكداً عزم حكومته ممارسة أعمالها بالتوالي بين عدن وصنعاء بعد تحريرها من قبضة مليشيات الحوثي وصالح. وشدد على أن عودة الحكومة بكامل أعضائها إلى عدن ستكون خلال أسابيع، كاشفاً عن تواجد عدد من وزراء حكومته بشكل سري في مناطق متفرقة من اليمن في الوقت الراهن. وقال بحاح إنه رفض العمل تحت ما وصفه بـ"راية المُلا أو آية الله" عبدالملك الحوثي عندما كان يخضع للإقامة الجبرية في العاصمة صنعاء، مؤكداً أنه فضّل الاستقالة وكشف حقيقة الانقلاب بدل الخضوع لسلطة المليشيات. وطالب بعقد مؤتمر يضم كافة القوى الجنوبية الفاعلة لتحديد مصير الجنوب في ظل الدعوات التي تطالب بالانفصال عن الشمال، وأكد على أن مؤتمرا من هذا النوع سيقطع الطريق على بعض الأطراف التي تنادي بالانفصال قبل استكمال بسط شرعية الدولة على كافة المحافظات اليمنية. وحذّر من أن اليمن كان سيشهد سنوات من الاقتتال الداخلي لولا تدخل قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، مشدداً على أن عاصفة الحزم اختصرت زمن الحرب وأنهت أحلام الحوثي والرئيس السابق في السيطرة على اليمن.
فيما اكد المتحدث باسم الحكومة الشرعية راجح بادي عدم وجود أي تعديل أو تغيير للحكومة الحالية، مؤكدا بأن تلك شائعات مغرضة ولا صحة للأنباء التي تواترت التي تحدثت عن تغييرات في الحكومة الحالية أو اعفاء رئيس الحكومة خالد بحاح من منصبه كرئيس لها.
وقال راجح بادي في تصريح صحفي نشر اليوم، إن "هناك مصادر إعلامية تقف وراء هذه التسريبات وهي معروفة لدينا ولدى غالبية اليمنيين"، داعيا إلى تحري المصداقية.
المشهد الاقليمي :

وعلي صعيد المشهد الاقليمي، شارك الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في تششيع وتقديم التعازي في مقتل عدد من أفراد القوات المسلحة الإماراتية المشاركين ضمن قوات التحالف في اليمن.
و تعهد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، محمد بن زايد، بالاستمرار في مشاركة بلاده ضمن عمليات التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، وذلك بعد سقوط نحو خمسين جندياً في قصف بصاروخ أرض أرض قرب مطار صافر بمحافظة مأرب في اليمن، وتردد أنه أطلق من قاعدة للحرس الجمهوري التابع لقوات المخلوع علي عبدالله صالح.
وعبر تويتر، توجه بن زايد بتحية إكبار وإجلال "لشهداء الواجب والوطن أبطال القوات المسلحة البواسل الذين استشهدوا، أمس، أثناء مشاركتهم مع قوات التحالف العربي في عملية إعادة الأمل باليمن بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة".
وقال إن: "أبناء الإمارات ثابتون في المضي بطريق إزاحة الظلم والضيم عن إخواننا اليمنيين، وتطهير اليمن من المليشيات الانقلابية والعدوانية التي عاثت فساداً وتخريباً، هدف لن نحيد عنه".
وجدد التأكيد عليه، الجمعة، وزير الإعلام البحريني، عيسى الحمادي، حين قال إن معركة التحالف في اليمن مستمرة حتى إعادة الاستقرار والأمن وردع المتمردين الذين يحاولون النيل من الأمن القومي العربي بدعم من إيران.
وأوضح الحمادي، في اتصال هاتفي مع "سكاي نيوز عربية"، أن دول التحالف العربي لن تسمح لإيران بالسيطرة على صنعاء، لتكون العاصمة الرابعة التي تسقط تحت هيمنة النظام الإيراني بعد بيروت ودمشق وبغداد.
وأكد أن الدول العربية التي تخوض معركة الدفاع عن اليمن والأمن القومي العربي تدرك جيدا حجم التضحيات التي ستقدمها خلال القتال، إلا أن ذلك لن يثني القوات العسكرية والقيادة السياسية عن الاستمرار حتى تحقيق "النصر".
وفي السياق نفسه، شدد رئيس تحرير صحيفة "الاتحاد" الإماراتية، محمد الحمادي، على أن الإمارات والسعودية وكافة دول التحالف لا تدافع عن اليمن فقط، بل عن دول مجلس التعاون الخليجي التي أصرت على وقف الاختراق من جنوب الجزيرة العربية.
المسار التفاوضي:

وعلي صعيد المسار التفاوضي، شرعية بأن إسماعيل ولد الشيخ أحمد مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن نقل رد ميليشيات الحوثيين وصالح على المبادرة التي قدمتها الحكومة في وقت سابق لإحلال السلام في اليمن واستعادة الدولة وذلك خلال لقاء اللجنة السياسية للحكومة بالمبعوث الأممي.
وأوضح المتحدث – في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية الحكومية – ان المبعوث الأممي وصل مساء الخميس إلى الرياض والتقى في وقت لاحق بأعضاء اللجنة ونقل ردود الميليشيات وسيتم خلال الأيام القادمة الرد على هذه الردود بعد اللقاء والتشاور مع الرئاسة والمكونات السياسية.
وأكد ان الحكومة ترحب بالسلام وبكافة الجهود التي تبذل من قبل إسماعيل ولد الشيخ بشرط ان تقوم تلك الجهود على أرضية صحيحة وغير منقوصة.. مشيرا إلى ان الحكومة ستتعامل بواقعية مع كل الجهود إيمانا منها بأن أي حل غير سليم ومتكامل سيكون بذرة لصراع قادم لا محالة.
وكان المبعوث الأممي قد التقى في الرياض بالرئيس اليمني والحكومة ونقل مبادرة الحكومة لوفد الميليشيات الموجود في مسقط في إطار الجهود التي يقوم بها لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2216 الخاص باليمن.
وفي صنعاء ذكرت صحيفة الوسط اليمنية الإلكترونية الموالية لحزب المؤتمر والحوثيين أن المبعوث الأممي أستأنف خلال اليومين الماضيين في مسقط وبصورة غير معلنة مشاوراته مع القوى السياسية في الداخل الممثلة بالمؤتمر وأنصار الله وبحضور سفيرة الإتحاد الأوروبي باليمن وانتهت اللقاءات إلى تصور من عدة نقاط تتضمن الالتزام بتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بما فيها القرار 2216 من جميع الأطراف وفق آلية تنفيذية يتم التوافق ووقف دائم وشامل لإطلاق النار من جميع الأطرف وانسحاب كل الجماعات والميليشيات المسلحة من المدن وفقا لإلية تؤدي إلى سد الفراغ الأمني والإداري ورفع الحصار البري والبحري والجوي والاتفاق على رقابة محايدة لتنفيذ الآلية التي سيتم الاتفاق عليها بإشراف الأمم المتحدة وإطلاق سراح المعتقلين والمحتجزين من كل الأطراف بما فيهم من وردت أسماؤهم في قرار مجلس الأمن وتسهيل أعمال الإغاثة الإنسانية والسماح بدخول كل البضائع التجارية والمواد الغذائية والطبية والمشتقات النفطية وغيرها من المواد الأساسية.
وأضافت أن النقاط تتضمن عودة حكومة خالد بحاح لممارسة مهامها كحكومة تصريف أعمال لفترة لا تتجاوز 90 يوما يتم خلالها تشكيل حكومة وحدة وطنية واستئناف وتسريع المفاوضات بين الأطراف اليمنية التي تجري بوساطة الأمم المتحدة وفقا لقرار مجلس الأمن والتزام كل الأطراف بتسليم السلاح الثقيل إلى الدولة وفقا لمخرجات الحوار الوطني الشامل.
وتوقعت الصحيفة أن يرفض الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومته هذه النقاط.
الوضع الانساني:

وعلي صعيد الوضع الانساني، أعلنت الأمم المتحدة عن إنشاء بعثة للتحقق والتفتيش بشأن تدفق البضائع على اليمن عبر البحر وفقاً للقرار الدولي رقم 2216، في حين وصلت شحنة كبيرة من القمح تكفي أكثر من مليون شخص لمدة شهرين مقدمة من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وتم تفريغها في ميناء الصليف بمحافظة الحديدة (غرب البلاد). وقال الناطق الإعلامي باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن "الأمم المتحدة والحكومة اليمنية والتحالف العربي بقيادة السعودية توصلوا إلى اتفاق بشأن تلك الآلية، ويجري حالياً إنشاء بعثة التحقق والتفتيش للأمم المتحدة وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2216". وأضاف أنه سيتم تطبيق البعثة فقط على الواردات التجارية، مشيراً إلى أن شحنات المنظمات الإنسانية للأمم المتحدة، واللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنظمة الدولية للهجرة لن تخضع للتحقق. وكشف دوجاريك أنه سيتم إنشاء لجنة توجيهية، تضم الأمم المتحدة والحكومة اليمنية والتحالف العربي، للإشراف على عمل هذه الآلية. وكانت الأمم المتحدة، قد استجابت لطلب من الحكومة اليمنية في بداية الشهر الماضي ووافق الأمين العام بان كي مون على إنشاء آلية التحقق والتفتيش لزيادة تدفق البضائع التجارية إلى اليمن عن طريق البحر. من جهة أخرى، وصلت شحنة كبيرة من القمح مقدمة من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وتم تفريغها في ميناء الصليف بشمال غرب اليمن، حيث تكفي هذه الشحنة لتوفير القمح لأكثر من مليون شخص لمدة شهرين. وأشار برنامج الأغذية العالمي في بيان صادر عن مكتبه في عمان أمس الجمعة، إلى أن السفينة "سي أثينا" التي غادرت ميناء الصليف أمس هي أول سفينة تجلب منحة أمريكية من القمح إلى اليمن منذ أن بدأ البرنامج التابع للأمم المتحدة عمليته الطارئة في اليمن في إبريل الماضي، وذكر أن السفينة كانت محملة بنحو 35,800 طن متري من القمح. وقال المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا وشرق أوروبا ووسط آسيا مهند هادي: "جاءت هذه المساهمة في الوقت المناسب تماماً، فالبرنامج يعمل عن كثب من أجل توفير الغذاء لمئات الآلاف من الناس".
المشهد اليمني:

وعلي صعيد المشهد اليمني، اقتربت الحسم في اليمن، فبعد أشهر على انطلاق العمليات الرامية للتصدي لميليشيات الحوثي وصالح التي سعت إلى الانقلاب على الشرعية في اليمن، نجحت القوات الشرعية، بدعم من التحالف، في ردع المتمردين وتحرير محافظات عدة من البلاد.
ورغم الهزائم التي تكبدتها، لا تزال الميليشيات التي تتلقى الدعم المادي والمعنوي من النظام الإيراني تصر على رفض الحل السياسي تحت سقف المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن رقم 2216.
ويبدوا واضحا أن الطريق بالنسبة للحوثيين أصبح مغلقا لجهة تحقيق أي حالة توازن على الأرض، في ظل ضربات التحالف العربي وتقدم المقاومة على الأرض فرضا موازين جديدة، ومن أهم هذه التطورات الحديث اليوم للتوجه نحو العاصمة صنعاء، الأمر الذي تحضر له وبشكل متقن المقاومة الشعبية لتكون مأرب نقطة البداية لنهاية الحوثيين.