أزمة لاجئي سوريا تضع أوروبا فوق بركان ساخن

السبت 05/سبتمبر/2015 - 06:39 م
طباعة المخيمات تعج باللاجئين المخيمات تعج باللاجئين
 
طوابير اللاجئين
طوابير اللاجئين
لا حديثَ في وسائل الإعلام الأجنبية إلا عن معاناة اللاجئين السوريين، مع استمرار نشر الموضوعات التي تتحدث عن معاناة هؤلاء، في ظل تفاقم الأزمة داخل المجر والنمسا، مع إصرار آلاف اللاجئين على العبور من الدولتين إلى ألمانيا بحثا عن الاستقرار، وبدء حياة جديدة بعيدا عن الحروب والأزمات التي يواجهونها في سوريا أو في البلاد المجاورة.
من جانبها أعلنت وزيرة الداخلية النمساوية، يوهانا ميكل- ليتنر أن النمسا لن تستخدم القوة لمنع آلاف من اللاجئين الذين تدفقوا على البلد قادمين من المجر، وسط دعوات أوروبية لتقاسم أعباء اللاجئين المتدفقين على النمسا.
وأعلنت الوزارة أن أكثر من 3000 لاجئ وصلوا إلى النمسا ليلة البارحة. كل لاجئ بإمكانه تقديم طلب لجوء في النمسا ويُخبر بهذه الإمكانية، وأن نحو 10 لاجئين تقدموا بطلبات لجوء في النمسا حتى الآن، الآخرون يرغبون في إكمال الرحلة، وأساسا باتجاه ألمانيا، والتأكيد على أن أفراد الشرطة لن يستخدموا القوة لصد هؤلاء الأشخاص والأسر والأطفال".
وتوقعت السلطات النمساوية قدوم عشرات الآلاف من المهاجرين، والكثير منهم فروا من الحرب الأهلية في سوريا، في ظل تدفق آلاف من المهاجرين واللاجئين جاءوا على متن حافلات أقلتهم إلى منطقة الحدود بين النمسا والمجر.
اغتيال البراءة
اغتيال البراءة
من ناحية أخرى أكدت السلطات المجرية  أنها لن توفر قطارات أو حافلات إضافية لنقل اللاجئين، ولهذا، بدأ مئات من اللاجئين المشي على الأقدام باتجاه الحدود النمساوية.
من ناحية أخرى رصدت التايمز البريطانية معاناة السوريين، وأكدت في تحليل لها بعنوان "أوروبا في قفص الاتهام" أن اللاجئين السوريين يمثلون اختبارا مهما لقدرة الاتحاد الأوروبي على التحرك لمواجهة الأزمات، مطالبا بريطانيا بأن تنتهز الفرصة وتأخذ بزمام المبادرة، مشيرة إلى أنه ظهرت أزمة هوية تهدد أسس الاتحاد الأوروبي على قضبان السكك الحديدية قرب العاصمة المجرية بودابست، مع الإشارة إلى أن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان مخطئ في اعتقاده بأنه إذا سُمح للجميع بالدخول، فإن أوروبا ستنتهي، معتبرة أن هذه الأزمة ستنتهي عندما تتراجع وتيرة القتال في سوريا.
وقالت التايمز إن أوروبا برهنت على عجزها عن مساعدات اللاجئين لأنه لا يوجد إجماع أوروبي بشأن تحديد الطرف المسئول عن مأساتهم، ولا على كيفية التعامل مع هذه الأزمة، كما لا توجد قيادة أوروبية مستعدة لإيجاد حالة إجماع، ولا تتوافر آلية أوروبية لتطبيق السياسات.
شددت على أن الحرب السورية مشكلة أوروبية، وبريطانيا دولة أوروبية رائدة، وقد حان الوقت كي تتصرف بما يتفق مع ذلك".
فرانك- فالتر شتاينماير
فرانك- فالتر شتاينماير
ويرى محللون أن القضية الأساسية التى تشغل أوروبا حاليا تتمثل في كيفية توطين كل هذا العدد من اللاجئين، وسط فشل أوروبي  في إقرار نظام حصص اختياري لتوزيع اللاجئين، لأن كثيراً من الدول الأعضاء رغم زعمها الالتزام بالقيم والأخلاقيات الأوروبية  تفضل ألا تستقبل أي لاجئين على أراضيها، ولا يمكن تخطي هذا الحد من العجز والتهكم.
ويرى مراقبون أنه من غير المتوقع الوصول قريبا لحلول عملية من الاتحاد الأوروبي كمنظمة لأزمة اللاجئين الحالية، والتي تفوق في جانبها الإنساني بكثير أزمة الديون اليونانية أو الأزمة الاقتصادية والمالية، ذلك أن الغرور لدى دول الاتحاد ومصالحها الفردية تتباين بشكل كبير، وكذلك أوضاعها المالية وإمكانيات استقبال اللاجئين لديها.
من جانبه دعا وزير الخارجية الألماني فرانك- فالتر شتاينماير إلى عقد قمة أوروبية عاجلة للتشاور بشأن أزمة اللاجئين، وفي أعقاب محادثات مع نظرائه في الاتحاد الأوروبي.
 قال شتاينماير "وفقا لقناعتي فنحن بحاجة إلى عقد قمة للمجلس الأوروبي، ووفقا لقناعتي فإن عقد هذه القمة في النصف الثاني من أكتوبر المقبل سيكون متأخرا للغاية، وانه على الاتحاد الأوروبي أن تكون له القدرة على تنظيم قمة أوائل الشهر المقبل.
ويعتزم جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية طرح مقترحاته الخاصة بأزمة اللاجئين خلال الأسبوع الجاري، ووفقا لتصريحات شتاينماير فإن من الممكن عقد اجتماع آخر طارئ لوزراء خارجية وداخلية الاتحاد الأوروبي للتحضير للقمة.
الفرار الى اين
الفرار الى اين
يذكر أن القمة العادية لزعماء الاتحاد الأوروبي ينتظر عقدها يومي الخامس عشر والسادس عشر أكتوبر المقبل.
على الجانب الآخر اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن اللاجئين السوريين يهربون من تنظيم "داعش"، وليس من نظام بشار الأسد، وأن الرئيس السوري مستعد لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة ومشاركة معارضة "رشيدة" في الحكومة،  شدد بوتين على أن موسكو تقدم دعما عسكريا ملحوظا لسوريا، ولكن من السابق لأوانه الحديث عن مشاركة روسيا في عمليات عسكرية ضد "داعش"، معتبرا أن التغيرات السياسية ضرورية، ونحن نعمل مع شركائنا في سوريا"، وتابع: "هناك توافق على أن توحيد القوى ضد الإرهاب يجب أن يتم بالتوازي مع نوع من العمليات السياسية في سوريا.
أكد بوتين أن الأسد موافق على هذا، بما في ذلك إجراء انتخابات مبكرة لتشكيل برلمان، وإقامة علاقات مع ما يسمى بالمعارضة الرشيدة ومشاركتهم في الحكومة، وأن الناس يهربون من سوريا ليس من نظام بشار الأسد، بل من تنظيم داعش الذي استولى على أراض واسعة في سوريا وكذلك في العراق".

شارك