استمرار الاستعدادات لتحرير صنعاء.. وقصف مكثف ضد الحوثيين

الأحد 06/سبتمبر/2015 - 05:18 م
طباعة استمرار الاستعدادات
 
رغم الخسائر البشرية التي منيت بها قوات التحالف في مآرب، الا ان عمليات العسكرية تتواصل لاستعداها لتحرير صنعاء بالتعاون مع المقاومة الشعبية وقوات الجيش الموالية للحكومة الشرعية في اليمن، فيما يحاول الحوثيون والموالون للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، الصمود أمام التطورات الميدانية في الأسابيع الأخيرة، وسط ارتفاع خسائر الحوثيين.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
واصل طيران التحالف العربي بقيادة السعودية شن غاراته المكثفة على مناطق متفرقة من العاصمة اليمنية صنعاء، وتعز جنوبي البلاد، ليل السبت وصباح الأحد، فيما شهدت الأخيرة اشتباكات بين القوات الموالية للشرعية والمتمردين، حسبما أفاد مراسل "سكاي نيوز عربية".
وشن طيران التحالف العربي 3 غارات على مقر دار الرئاسة ووزارة الدفاع وقيادة قوات الأمن الخاص ومعسكرات تابعة لصالح في صنعاء، مما ألحق بها أضرارا كبيرة.
ومع تأكيد دول التحالف عزمها المضي قدماً في عملية "إعادة الأمل" وتمكين الشرعية في اليمن، شنت مقاتلات التحالف غارات مكثفة على مواقع وتجمعات ميليشيا الحوثي بمناطق متفرقة بمديرية بيحان غرب شبوة، ما أسفر عن مقتل 28 من المتمردين وتدمير 6 عربات عسكرية في غارات استهدفت مقر "اللواء 19" جنوب بيحان العليا.
كما استهدفت منطقة مبلقة بين مديريتي عين وبيحان غرب شبوة، كما استهدفت الغارات تجمعات للحوثيين في منطقة الحمى بمديرية عسيلان شمال شرق بيحان.
وكانت مقاتلات التحالف العربي شنت أعنف غارات على مواقع ميليشيات الحوثي ومعسكرات المخلوع صالح في صنعاء، حيث قصفت المقاتلات معسكر الحفا وجبل النهدين وجبل عطان ومعسكر قوات الاحتياط ومعسكر الصيانة العسكرية.
كما شنت الطائرات غارات على الحوثيين وقوات صالح في تعز، التي شهدت أيضا اشتباكات بين القوات الموالية للشرعية والميليشيات المتمردة، في عدة مناطق أبرزها أحياء ثعبات والجحملية والدحي.
كما تبادل الطرفان إطلاق النار في محيط القصر الجمهوري، بينما قصف الحوثيون مناطق سكنية في وادي القاضي وجبل جرة.
وكثفت مقاتلات التحالف غاراتها على بيحان التي قصف منها المتمردون صافر في مأرب، مشيرة إلى أن الغارات لا تزال مستمرة في ظل تحليق مكثف لمقاتلات التحالف "إف 16" وطائرات بدون طيار.
قال المتحدث باسم التحالف العربي الذي تقوده السعودية، العميد ركن أحمد عسيري، إن التحالف عمل منذ، أمس، على إعادة هيكل القوة في مأرب وإكمال النقص، مشيرًا إلى أن الطلعات الجوية والعمل العسكري على الأرض لقوات التحالف، "لا يزال مستمرًا حتى الآن". وأشار عسيري إلى أن تحالف "إعادة الأمل"، قام بإعادة هيكلة قوة في مأرب لإكمال النقص، واستمرار العمليات العسكرية سواء الجوية والبرية،   وذكر في تصريح لصحيفة "الشرق الاوسط"، أن العمليات العسكرية تتكون من شقين أولهما هو التعزيز والثاني هو التنظيم. وأوضح أن عملية التعزيز تعني السيطرة على المكان وتطهيره من العدو، وضمان الأمن، وهذا الأمر "جار العمل بها حاليًا في كل مناطق اليمن، خصوصًا أن العدو في اليمن هم عبارة عن أشخاص مدنيين، يقاتلون في النهار، وإذا شاهدوا أن الوضع العسكري يشكل خطرًا عليهم، انسحب كل منهم إلى منزلهم للاحتماء به"، وذكّر العميد ركن عسيري، أن الحرب في اليمن ليست عبارة عن مواجهة بين جيش نظامي تقابله تشكيلات نظامية "وهذا العمل ليس سهلاً"، مؤكدًا أن الاستراتيجية العسكرية لقوات التحالف لإنقاذ اليمن على الأرض، لم تتغير.

تهديد بضرب الرياض

تهديد بضرب الرياض
هدد العميد الركن شرف غالب لقمان المتحدث باسم القوات التابع للرئيس اليمين السابق علي بعد الله صالح والمتحالفة مع جماعة الحوثيين في اليمن، بضرب مدن أبها والرياض وجدة، معتبرًا إياها أهدافًا مشروعه، بعد ارتكاب القوات ما اسماه "مجازر سعودية" في اليمن.
وقال "لقمان": إن عدد قتلى الإمارات في القصف على صافر تجاوز الـ75 قتيلًا مكذبًا الرقم الذي أعلنته السلطات الإماراتية، بحسب "الميادين"
ووفقا لتقارير اعلامية، تمتلك قوات الرئيس صالح، صواريخ موسودان الكورية جوهرة السلاح الاستراتيجي لقوات الرئيس السابق مداها متوسط وهذا يعني ان تلك المنظومة تستطيع ان تصل الى دول الجوار وبالتحديد الى عواصمها حمولتها 1.25 طن لم تستخدم من قبل قوات صالح الى الان .

حضور تنظيم القاعدة

حضور تنظيم القاعدة
وعلى صعيد حضور تنظيم القاعدة في اليمن، نفى التنظيم، أن تكون له علاقة بالاغتيالات التي تشهدها مدينة عدن، جنوبي اليمن، بعد تزايدها، إذ قتل قيادي بالمقاومة برصاص مجهولين. 
وأوضح بيان منسوب لتنظيم القاعدة الإرهابي، نشر على صفحة مرتبطة بالتنظيم على موقع تويتر، "نؤكد للجميع أن ما يحدث من اغتيالات هي ضمن مخطط لتصفية الحسابات وخلط الأوراق ومن ثم تلفيق التهم على المجاهدين من "أنصار الشريعة" بغية فض الناس عنهم وتشويه سمعتهم الطيبة وإدخالهم في صراع مع مكونات المقاومة الشعبية في عدن وغيره من المناطق". 
وأشار إلى أن ذلك من شأنه أن يشغل "المجاهدين" عن "أهدافهم الرئيسية من دفع العدو الصائل المتفق على قتاله وجمع كلمة أهل السنة على ذلك"، مؤكدا أنه يعول على "نضح وعي إخواننا وأهلنا في عدن، من أنهم سيفوتون على أعداء الأمة هذه الفرصة لتمرير مشاريعهم، والتي لن تنجح إلا عبر تفكيك أي لحمة شعبية تقف لهم بالمرصاد". 
إلى ذلك، دعا التنظيم أبناء عدن وغيرها من المناطق إلى ترك الثارات القبلية والخلافات الشخصية وأن يحذروا أشد الحذر من استخدامهم كأدوات لمشاريع خارجية، "هدفها الأول هو محاربة ديننا وسرقة ثرواتنا والعبث بمقدراتنا". 
وجاء هذا الموقف بعد موجة اغتيالات شهدتها مدينة عدن خلال الفترة الماضية، طاولت مسؤولين أمنيين وعسكريين وقياديين في المقاومة الشعبية، وتوجهت أصابع الاتهام إلى "القاعدة". 
وكانت آخر حوادث الاغتيال شهدتها عدن، السبت، عندما اغتال مسلحون مجهولون العقيد طيار، عمد علي هادي، وهو قيادي في المقاومة. وبحسب مصادر محلية في المدينة، فقد اغتيل هادي بمنطقة "اللحوم"، ولم يرد مزيد من التفاصيل حول الجهة المسؤولة عن الحادثة.

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
وعلى صعيد المشهد السياسي، أكد مصدر مطلع لـ"المشهد اليمني" أن وزيران في الحكومة الشرعية التي تتخذ من الرياض مقرا مؤقتا لها، وصلا صباح اليوم إلى محافظة عدن (جنوب البلاد).
وأوضح المصدر إن وزير الإدارة المحلية عبد الرقيب فتح ووزير النقل بدر باسلمة وصلا إلى محافظة عدن.
وقال المصدر إن الوزيرين سيباشران عملهما من المحافظة وسيطلعان على سير العمل في مجال الإغاثة الإنسانية في المناطق المحررة من مسلحي الحوثي أو من يسمون أنفسهم "انصار الله"، وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
وفي نفس السياق  قال مستشار رئاسي إن موضوع تشكيل حكومة جديدة ما زال يخضع لنقاشات خلال اجتماعات متواصلة يعقدها الرئيس عبد ربه منصور هادي، ونائبه خالد محفوظ بحاح، وكبار مستشاري الرئيس، وممثلون عن القوى السياسية اليمنية المؤيدة للشرعية، وأوضح ياسين مكاوي، في تصريح لصحيفة "الشرق الاوسط" "نحن بحاجة إلى حكومة طوارئ تقود المرحلة الحالية ولما بعد استكمال التحرير، وذلك لتؤسس وتضع ضمانات إعادة الإعمار"، وأعرب مكاوي عن اعتقاده بأن موضوع التشكيل الحكومي الجديد "تأخر بعض الشيء، لكن في اعتقادي، كان أداء الحكومة الحالية ضعيفًا، مع استثناءات محدودة". 
 وحول التحضيرات العسكرية الحالية وعملية استعادة السيطرة على العاصمة صنعاء، قال مكاوي إن "التحضيرات تجري بصورة متسارعة والتهيئة تتم لتحرير محافظة مأرب أولا، لأن هذه المحافظة، باعتقاده "عصب أساسي وإذا تمكن الجيش الوطني والمقاومة بمأرب من تحقيق هذا النصر، بمساعدة دول التحالف، باعتقادي أنه سيكون مدخلا لمناطق كثيرة"، وأشار إلى أن عملية تحرير صنعاء "ستكون الأخيرة أو ما قبل الأخيرة"، وإلى أنه وبعد تحرير مأرب "ستكون صنعاء مهيأة لإفساح المجال لقوات الجيش الوطني للدخول بشكل طبيعي وليس عن طريق العمليات القتالية الضارية"، وعما إذا كان يتوقع أن تسقط صنعاء دون مقاومة، رد مكاوي بالقول إنه "سيكون هناك قتال جيوب وليس قتال جيوش"، على حد تعبيره. 

المشهد اليمني:

المشهد اليمني:
وعلى صعيد المشهد اليمني، اقتربت الحسم  في اليمن، فبعد أشهر على انطلاق العمليات الرامية للتصدي لميليشيات الحوثي وصالح التي سعت إلى الانقلاب على الشرعية في اليمن، نجحت القوات الشرعية، بدعم من التحالف، في ردع المتمردين وتحرير محافظات عدة من البلاد.
واستمرار غارات التحالف، بعد خسائر مأرب، تؤكد على أن جماعة الحوثي تريد فرض الحوار السياسي ووقف التقدم نحو صنعاء، وحصد مكاسب سياسية وعسكرية للقبول بمبادرتها خاصة وأن محافظة مأرب حيث وقع القصف هي منطقة تمهد العمليات فيها لتحرير صنعاء، كما أنه محاولة لاستعراض القوة بعد سلسلة من الهزائم العسكرية تكبدتها الميليشيات قبل تحرير عدن وبعدها، بحسب مراقبين.
 ويبدو واضحًا أن الطريق بالنسبة للحوثيين أصبح مغلقا لتحقيق أي حالة توازن على الأرض، فضربات التحالف العربي وتقدم المقاومة فرضا موازين جديدة، ومن أهم هذه التطورات الحديث اليوم للتوجه نحو العاصمة صنعاء، الأمر الذي تحضر له وبشكل متقن المقاومة الشعبية لتكون مأرب نقطة البداية لنهاية الحوثيين.

شارك