مليارات إيران.. "بحر الدماء" الذي لا ينضب من أجل الأسد
الأحد 06/سبتمبر/2015 - 10:46 م
طباعة

تصر إيران على دعم النظام السوري حتى آخر دولار في خزائنها معتقدة أنها بذلك توطد نفوذها في منطقة الشرق الأوسط، ولكنها لا تعرف أنها بهذه الأموال تزيد من النعرة الطائفية بين السنة والشيعة وتدفع إلى المزيد من الدماء بين الجانبين وإلى مزيد من الإرهاب.
الدعم الإيراني للقتل في سوريا كشفت عنه صحيفة "واشنطن تايمز" قائلة " تتراوح ميزانية وزارة الدفاع الإيرانية بين 14 و30 مليار دولار سنويا، وأن الكثير من هذه الأموال يذهب لتمويل الجماعات الإرهابية والمقاتلين المسلحين في جميع أنحاء المنطقة في اليمن، وسوريا، ولبنان وقطاع غزة، ففي سوريا على سبيل المثال، تدفع إيران شهريا ما بين 500 و1000 دولار للمقاتل في صفوف الجماعات الموالية لنظام الأسد، فيما يتلقى المقاتلون الأفغان في سوريا تدريبات في إيران أولاً قبل إرسالهم للقتال مقابل رواتب شهرية تتراوح ما بين 500 و1000 دولار شهريا أيضاً.
العديد من الخبراء أكدوا على أن إيران تمول حزب الله اللبناني سنويا بنحو 100 إلى 200 مليون دولار، في حين يتراوح نصيب نظام بشار الأسد ما بين 3.5 و15 مليار دولار سنويا، كما تنفق إيران ما بين 12 و26 مليون دولار لدعم المليشيات الشيعية في سوريا والعراق، في حين تدفع ما بين 10 و20 مليون دولار لدعم جماعة الحوثي باليمن، إضافة إلى عشرات الملايين من الدولارات سنويا لدعم مسلحي حماس وأن ميزانية الدفاع الإيراني لا تضم حجم المبالغ التي تنفق على أنشطة الاستخبارات ودعم الجهات الأجنبية غير الحكومية، وأن الإنفاق الفعلي قد يتجاوز الـ30 مليار دولار سنويا بالإضافة إلى أن التمويل الفعلي لقوات الحرس الثوري الإيراني يفوق بكثير المبلغ المخصص لها في الموازنة العامة للدولة، حيث تستكمل تلك المبالغ عن طريق الأنشطة الاقتصادية الخاصة.
النظام السوري اعترف بالأمر على لسان فهد جاسم وزير الدفاع السوري الذى قال " لولا دعم إيران لما تحققت الانتصارات في سوريا وأن المحادثات بين وفدي البلدين يؤكد عزم طهران ودمشق على "المواجهة الحازمة والشاملة للإرهاب وانه يتمنى أن يتم خلال زيارته لطهران توفير المزيد من الدعم من أرضية التعاون الدفاعي بين البلدين، لان علاقتهما استراتيجية ومتنامية، لأن طهران ركن أساسي في جبهة المقاومة التي تضم إيران وسوريا والعراق ولبنان، والتي ستحبط مشاريع ومخططات الأعداء المناهضة للإنسانية".
وهو ما أشار إليه مسئول سوري آخر هو قدري جميل نائب رئيس الوزراء المكلف بالشؤون الاقتصادية الذي قال "إن إيران وروسيا والصين يدعمون نظام الرئيس بشار الأسد سياسيا، وعسكريا واقتصاديا، وأن كامل تعاملات النظام السوري الاقتصادية بالريال الإيراني، والروبل الروسي، واليونان الصيني، وذلك تجنبا للعقوبات الغربية، وأن الحلفاء الثلاثة لنظام الأسد يدعمونه ماليا بما مقداره 500 مليون دولار شهريا من المعاملات المالية تشمل صادرات النفط وخطوط تأمين مفتوحة و ستساعد دمشق في هجومها المضاد ضد ما سماه المؤامرة الأجنبية لإغراق الليرة السورية.
واعترف بأن "السفن التي تحمل الصادرات إلى سوريا تحمل أعلاما روسية وأنها ترسو وتفرغ بضاعتها في الموانئ التي يسيطر عليها النظام السوري وأن صادرات نظام الأسد من النفط تكلف لوحدها نصف مليار دولار شهريا، وأن النظام تأثر بسيطرة الثوار على الحقول النفطية في سوريا، وأن الوضع الاقتصادي معقد وصعب جدًا، لكنه لم يصل بعد إلى نقطة اللارجعة".
صحيفة لوفيجارو الفرنسية، كشفت عن الدعم الإيراني لسوريا على لسان جورج مالبرينو الصحفي الفرنسي المتخصص في قضايا الشرق الأوسط الذى قال "إنه من أجل الاستمرار في السيطرة على "سوريا النافعة" التي تمثل حوالي 40% من البلاد و60% من السكان، يبدو الأسد مضطرا للاعتماد أكثر فأكثر على دعم حلفائه في إيران وحزب الله المدعومين أيضا بميليشيات شيعية عراقية وأفغانية وأن إيران تزود النظام السوري كل 15 يوما بـ 700000 لتر من الوقود محملة إلى ميناء طرطوس، لدعم عمليات الجيش النظامي و تخصص مليار دولار كخط ائتماني لدعم خزينة النظام، حيث يتم التفاوض حول هذه القيمة بشكل دوري".
وقالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية: إن إيران تزود النظام السوري بنحو 35 مليار دولار سنويا على شكل مساعدات مالية وأخرى عسكرية فضلا عن دعم الآلاف من العسكريين والمسلحين الإيرانيين والعراقيين وغيرهم الذين يقاتلون بجانب النظام و أن كثير من تلك الأموال تكلف إيران ما بين مليار إلى ملياري دولار شهريا تذهب من أجل قيام رجال الأعمال السوريين المتصلين بالدول العربية بالاستيراد من السعودية ودول خليجية أخرى.
وذكرت أن إيران ليس لديها بديل في سوريا سوى نظام الأسد لأنها لا تجد شريكا غيره هناك، على الرغم من أنها لا تدعم النظام من أجل الحفاظ على بشار الأسد بقدر دعمها له من أجل الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية وخاصة عبر إبقاء هيمنتها على الممر الذي يربط دمشق بميناء طرطوس على البحر المتوسط والذي يمكن إيران من نقل الأسلحة إلى حزب الله اللبناني و أن نظام الأسد يعاني حاليا من نقص في القوة البشرية التي تقاتل في صفوفه بعد خسارته ما بين 80 -100 ألف من جنوده بين قتيل وجريح، ويحتاج ما بين 200-300 ألف جندي لهزيمة المعارضة.
الخطير ان إيران سوف تستمر في انفاق المليارات على جماعاتها المسلحة وعلى الانظمة الموالية لها بعد التوصل لاتفاق نووي مع الدول الكبرى ورفع العقوبات عنها وهو ما كشفه ديفيد روثكوبف في مقال لمجلة فورين بوليسي قائلا "يبدو البيت الأبيض على قناعة تامة بأن المال الذي قد تحصل عليه إيران سوف يذهب للمساعدة في تعزيز الاقتصاد الإيراني، بدلًا من استخدامه لدعم الأنشطة والمبادرات الإقليمية الخاصة بطهران حتى لو حصل الإيرانيون على 100 مليار دولار فقط، واستخدموا 90% منها لمساعدة الاقتصاد؛ فإن الـ 10 مليارات المتبقية سوف تؤثر بشكل كبير في أماكن مثل سوريا والعراق واليمن وبالإضافة إلى ذلك، لم يتوقع أي أحد من الخبراء الإقليميين الذين تحدثت معهم مؤخرًا أن الإيرانيين سوف يستخدمون ما يصل إلى 10% من هذه الأموال فقط لدعم سياساتهم الإقليمية.
وتابع "سيتوجب على طهران استثمار بعض هذه الأموال في الإبقاء على الزخم الذي حققته في جميع أنحاء المنطقة على مدى السنوات القليلة الماضية، والحفاظ على واحد من حلفائها الإقليميين الأكثر أهمية، وهو بشار الأسد، في السلطة ويعد احتمال استخدام إيران لملياراتها الجديدة في دعم نظام الأسد بشكل أكبر احتمالًا سيئًا بشكل خاص، ولا سيما في ضوء الكشف عن أن ضربات الأسد الجوية، والتي تمولها إيران بالفعل، كانت قد مهدت الطريق لمسيرة متشددي داعش إلى شمال البلاد".
و قالت وكالة "بلوبيرغ" إنها رصدت عن طريق تتبع حركة ناقلات النفط نقل نحو 10 ملايين طن من النفط الخام من إيران إلى سوريا في 6شهور فقط وهو ما يعني قيام إيران بضخ نحو 60 ألف برميل نفط يوميا إلى سوريا، وأن ذلك يتم عبر ميناء بانياس السوري وانها تدعم إيران نظام بشار الأسد بقرابة ستة مليارات دولار سنوياً وهذا المبلغ قد يرتفع أو تحافظ عليه إذا ما تم تنفيذ الاتفاق النووي مع الغرب، أما إن فشل الحفاظ على هذا الاتفاق فإن إيران ستواجه الكثير من الصعوبات في تأمين مطالب نظام بشار الأسد المرتفعة والمتواصلة
مما سبق نستطيع ان نؤكد ان النظام الإيراني يمثل مصدر أمداد للنظام السوري لا ينضب بل ويقود المعركة ايضا من اجل الحفاظ عليه باعتباره الذراع الاهم له في المنطقة وفى حال سقوطه تكون ايران قد فقدت ذراعها الاهم ولذلك فإن مليارات ايران ستستمر ويستمر معها نهر الدماء الذى لا ينضب هو الآخر .