انتقادات لاذعة من الصحافة إلى تركيا.. والحكومة ترد بملاحقات واسعة
الإثنين 07/سبتمبر/2015 - 08:43 م
طباعة


اردوغان محاصرا
في إطار فضح استبداد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ومحاولة وقف سياساته القمعية، اتهم الكاتب الصحفي المخضرم المتخصص في شؤون الشرق الأوسط حسن جمال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإغراق البلاد في الدماء من أجل تطبيق النظام الرئاسي، موجها انتقادًا حادًا لأردوغان، عبر مقاله على موقع "T24"، موضحًا أن تركيا تتحول يومًا بعد يوم إلى بحيرة من الدماء بسبب سياسات أردوغان.
خاطب جمال الرئيس التركي بقوله " لا أعرف ما إذا كنت مدركًا لهذا أم لا؟، إن الأمور تخرج عن السيطرة تدريجيًا، وها هي تركيا تتحول إلى بحيرة من دماء، وتكون دولة كبيرة بأسرها ضحية للفوضى، بل تكون ضحية للإرهاب والعنف، لا أعرف ما إذا كنت مدركًا لهذا أم لا؟، إن أحلامك الطائشة للحصول على أغلبية برلمانية ب400 مقعد فيه، تقف وراء حالة عدم الاستقرار الدموية في البلاد".

الكاتب الصحفي المخضرم حسن جمال
أضاف بقوله " ألست من ضغط على الزر لتحل الحرب بدلًا من السلام؟، أنظر، إن الدماء تسيل اليوم أنهارًا، وأنت لا تزال تتحدث أمام الكاميرات عن الأغلبية البرلمانية وعن 400 مقعد فيه".
من ناحية أخرى بدأت النيابة العامة بإسطنبول تحقيقًا مع أكرم دومانلي رئيس تحرير صحيفة" زمان" التركية بتهمة إهانته وإساءته لرئيس الجمهورية استناداً إلى أخبار كاذبة نشرتها وسائل الإعلام الموالية للرئيس رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم حيث انتزعت تصريحاته حول الانقلاب العسكري في 12 سبتمبر 1980عن سياقها وحملها معاني لا تحملها أصلاً.
من جانبه أكد أكرم دومانلي في تصريح له لقناة "زمان تي في" إن وسائل الإعلام الموالية للحكومة تقود عملية وحرباً نفسية منذ أيامٍ لاختراق عقول الناس والسيطرة عليها وتضليل الرأي العام منذ أيام، حيث عمدت إلى اقتطاع جزء من كلمته وإخراجها عن سياقها وتحريف معانيها، بالرغم من كل التصريحات المفسرة لمقصده، موضحا انه ليس بحاجة إلى الإدلاء بتصريحات مطولة، داعيًا أصحاب الضمير لسماع كلمته التي أدلى بها خلال مشاركته في برنامج على قناة "بوجون تي في"، وتساءل قائلاً: "أتعجب من هؤلاء، أين الإساءة والإهانة التي وجهتها في كلمتي؟ وأين التهديدات التي زعموا أنني وجهتها للمسئولين؟ بل ما علاقة كلمتي برجب طيب أردوغان.
ونتيجة الشحن والمحاولات التحريضية التي يحرص عليها أردوغان وحزبه ضد منتقديه، حاولت مجموعة من المؤيدين لحزب العدالة والتنمية الحاكم اقتحام مقر صحيفة "حريت" التركية الواقع في منطقة باغجيلار بإسطنبول احتجاجًا على نشرها تغريدة تضمنت تصريحات أدلى بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أحد البرامج التليفزيونية بزعمِ أنه تم انتزاعها من سياقها لتحريف الرسالة التي أراد إيصالها إلى الشعب.

بطش الشرطة التركية
على الجانب الآخر ، وفيما يتعلق بملاحقة الصحفيين الأجانب، رحلت السلطات التركية الصحفيين البريطانيين الموقوفين لديها، "فيليب جينجيل هانراهان"، و"فيليب جون بندلبيري"، إلى ألمانيا، وانهما غادرا من مطار ولاية أضنة، بعد إتمام إجراءاتهما الرسمية إلى مدينة دوسلدورف الألمانية.
كانت قوات الأمن التركية، أوقفت في 31 أغسطس الماضي، صحفيين أجنبيين ومترجما يعمل معهما في ولاية ديار بكر(جنوب شرق)، إثر تلقي بلاغ من المواطنين، بقيامهم بالتصوير في مختلف مناطق المدينة، وقضت المحكمة باعتقال كل من المترجم العراقي، "محمد إسماعيل رسول"، والصحفيين البريطانيين، "فيليب جينجيل هانراهان"، و" فيليب جون بندلبيري"، في سجن بولاية أضنة الجنوبية.
وعثرت قوات الأمن في غرفة الفندق، التي كان الموقوفان يقيمان فيها، على دفتر يتضمن الأسماء المختصرة للتشكيلات التابعة عن تنظيمي "بي كا كا" و"كا جي كا " (الامتداد المدني للتنظيم الأول)، ومقابلها باللغة الإنكليزية، كما تأكدت من أن الصحفيين صورا عناصر من الجناح الشبابي لمنظمة "بي كا كا" الإرهابية، وهم يحملون الأسلحة ويعدون زجاجات حارقة وعبوات ناسفة.

ترحيل الصحفيين الاجانب
أما العراقي "محمد إسماعيل رسول"، الذي عُثر في حاسوبه على نظام تشفير ذُكر أن تنظيم "داعش" يستخدمه، فقررت المحكمة استمرار اعتقاله.
يأتى ذلك في الوقت الذي تعيش فيه تركيا مرحلة من عدم الاستقرار، نتيجة فشل حزب العدالة والتنمية في حصد الأغلبية البرلمانية التى اعتاد عليها في السنوات العشر الأخيرة، وفشل محاولات تشكيل حكومة ائتلافية، واللجوء إلى انتخابات برلمانية مبكرة، في الوقت الذى تنتشر فيه العمليات الارهابية، واحداث العنف في المدن التي يتواجد فيها أغلبية كردية، إلى جانب تزايد الاتهامات للسلطات التركية بدعم تنظيم داعش وغيره من الجماعات الإرهابية في سوريا، وما ترتب عليه من هجرة وفرار ملايين من السوريين خارج بلادهم.