ألمانيا تعقد آمالا كبيرة لاستقبال اللاجئين السوريين.. وجدل حول المخصصات المالية
الإثنين 07/سبتمبر/2015 - 10:00 م
طباعة


اسوار فى مواجهة احلاما للاجئين
تحت ضغوط الكشف عن معاناة اللاجئين السوريين في اوروبا، توالت ردود الفعل لعدد من الدول الاوربية بشان محاولة احتواء اللاجئين وتوفير أماكن إقامة مناسبة لهم، في الوقت الذي تجري فيه دول أخرى تعديلات في القوانين الخاصة بها من أجل استيعاب اللاجئين، ووقف خطر الموت الذي يتعرضون له يوما بعد يوم.
من جانبه أعلن رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، أن بلده سيستضيف نحو 20 ألف لاجئ من سوريا خلال الأعوام الخمسة القادمة، مؤكدا أن بريطانيا تتحمل "مسئولية أخلاقية" في إعادة توطين اللاجئين المقيمين في مخيمات على الحدود مع سوريا، على أراضيها، في وقت تبذل ما باستطاعتها من جهود لإنهاء النزاع هناك.
أكد كاميرون أن الأولوية في قبول اللاجئين سوف تُمنح للأطفال والأيتام المعرضين للأذى في إطار "جهد وطني".
وقررت الحكومة البريطانية استخدام الميزانية المخصصة للمساعدات الخارجية في دعم المجالس البلدية لاستضافة اللاجئين.

افتراش الطرقات بعد ضياع الوطن
نوَه كاميرون إن معاناة السوريين وغيرهم ممن سعوا للوصول إلى أوروبا خلال الأسابيع القليلة الماضية "تفطر القلب"، وأن بريطانيا ستعزز جهودها من أجل مساعدة أولئك الذين اضطروا إلى النزوح عن ديارهم بسبب القتال.
من جانبه أقر الائتلاف الحاكم في ألمانيا حزمة إجراءات تهدف إلى مساعدة الولايات والبلدات الألمانية لتسهيل استقبال اللاجئين بينها ستة مليارات يورو كمساعدات عاجلة إلى جانب رفع عديد الشرطة الاتحادية التي تتولى تسجيل اللاجئين، ووافق ائتلاف المستشارة الألمانية انجيلا ميركل على تخصيص 6 مليارات يورو كمساعدات للتصدي لموجة من المهاجرين القادمين إلى ألمانيا.
وخصصت الحكومة الألمانية ثلاثة مليارات يورو إضافية (3.35 مليار دولار) للولايات الاتحادية والمجالس المحلية لمساعدتها على مواجهة التدفق القياسي للاجئين والمهاجرين هذا العام، كما وافق أيضا زعماء الائتلاف الحاكم في اجتماع رفيع المستوى استمر أكثر من خمس ساعات على سلسلة من التدابير الأخرى مثل التعجيل بإجراءات اللجوء وتسهيل بناء ملاجئ للاجئين.
وتعتزم الحكومة تخصيص ثلاثة مليارات يورو إضافية لتمويل مصروفاتها الخاصة مثل دفع إعانات اجتماعية لطالبي اللجوء، وتضمن الاتفاق توسيع قائمة الدول التي تُعتبر "آمنة" مما يعني أن مواطنيها ليس لهم بصفة عامة أن يطلبوا حق اللجوء لتشمل كوسوفو وألبانيا والجبل الأسود، ومن بين الدول المصنفة في هذه الفئة بالفعل صربيا ومقدونيا والبوسنة.
وتهدف حزمة الإجراءات إلى التعجيل بإجراءات اللجوء للمهاجرين من جنوب شرق أوروبا من أجل التركيز على اللاجئين من دول تمزقها حروب مثل سوريا والعراق وأفغانستان".

محاولة أوروبية لمساعدة اللاجئين السوريين
من جانبها قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن التدفق الكثيف للمهاجرين سيغير ألمانيا، متعهدة بالعمل على أن يكون هذا التغيير ايجابيا، مشيرة بقولها" ما نعيشه هو أمر سيشغلنا في السنوات القادمة وسيغير بلادنا، ونريد أن يكون هذا التغيير ايجابيا ونعتقد أن بوسعنا تحقيق ذلك".
وعبرت المستشارة الألمانية عن "ارتياحها لان ألمانيا أصبحت بلدا يربطه الناس بالأمل وهذا أمر ثمين جدا إذا نظرنا إلى تاريخنا".
بينما أكد نائب المستشارة الالمانية زيجمار جابرييل أن التعامل مع الأعداد الكبيرة للاجئين الذين يصلون ألمانيا حاليا يعد أكبر تحدٍ يواجه ألمانيا منذ إعادة توحيدها، والاشارة إلى انه لابد من التعامل مع ذلك حاليا "بتفاؤل وواقعية".
شدد على أن هناك قلق ومخاوف لدى المواطنين حول إذا ما كان ممكنا التعامل مع هذا التحدي أم لا، إلى جانب استعدادهم الكبير لتقديم المساعدة، وانه أنه كلما تم التحدث عن ذلك على نحو أكثر انفتاحا، أصبح من السهل على الأوساط السياسية تجنب الإحباطات.
ركز جابرييل على أن "التفاؤل والواقعية" هما الوسيلتان اللتان يفضل الاسترشاد بهما في الفترة القادمة في التعامل مع مواجهة تحدي زيادة أعداد اللاجئين.
وعلق الخبراء والمتخصصون على واقعة الطفل السوري إيلان كردي الذي لفظته الأمواج على سواحل مدينة بودروم التركية، مؤكدين أن عدد اللاجئين وصل لأعلى مستوى منذ الحرب العالمية الثانية.

ترحيب المانى باللاجئين
حيث يبلغ عدد المهاجرين المنتظرين على السواحل المختلفة نحو 120 ألف مهاجر، في انتظار أن تسنح الفرصة لهم بالهجرة إلى أوروبا، وأوضحت القيادة العاملة لخفر السواحل التركي أن عدد المهاجرين الراغبين في الهجرة إلى أوروبا عبر السواحل التركية وحدها يصل إلى 70 ألف شخصًا. وفى هذا السياق أكد الممثل الدائم لمالطا بمنظمة الملاحة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحدة، كارميل لينو وسالو، إلى أنه لا وجود لأرقام حقيقية للأعداد الحقيقية لأشخاص الذين يلقون حتفهم في البحار المختلفة، قائلا: "إن الأمر الأكثر إزعاجًا هو لامبالاة العالم وتعمده عدم الاهتمام بالقضية. ما الذي تنتظره الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي؟ ما الذي ينشغلون به؟".
بينما أكد المندوب الدائم لإيطاليا في المنظمة الدولية للملاحة البحرية، كرومايرال كريستيانو أليبيرتا، إن أزمة اللاجئين عادت إلى ما هو أسوء مما كانت عليه قبل 40 عامًا.

عبور الحدود ولو تحت الاسلاك
وشدد مسؤول منطقة الشرق الأوسط في المنظمة نفسها، فلاديمير جيلافا، على أن المشكلات المصاحبة لارتفاع عدد اللاجئين تفاقمت أكثر منذ اندلاع الحرب العالمية الثانية، قائلا: "لا يمكن أن يتم السماح بأن تكون أعداد الفارين من الحروب في القرن الحادي العشرين على هذا الوضع. لذلك يجب إعداد سياسات هجرة مناسبة للوضع القائم".
على الجانب الآخر كشفت صحيفة فرانكفورته ألجيماينه الألمانية أن استقبال اللاجئين سيكلف ألمانيا أكثر من عشرة مليارات ، أي أربعة أضعاف ما أنفقته على اللاجئين العام الماضي، وقدرت الصحيفة الكلفة الجديدة بناء على ما تم إنفاقه على 203 آلاف طالب لجوء في 2014، قبل أن ترفع برلين تقديراتها لعدد الذين يتوقع ان يتقدموا بطلبات لجوء، خصصت ميزانية 5,6 مليارات يورو لإيواء 450 ألف شخص، بحسب الصحيفة، ومع زيادة أعداد الذين وصلوا إلى الأراضي الألمانية، فإن مبلغ 10 مليارات يورو ينسجم مع تقديرات الكلفة.
وقدرت برلين أن السلطات المحلية ستتكلف ما بين 12 و13 الف يورو لرعاية كل لاجئ بما يشمل المأوى أثناء النظر في طلب اللجوء، والوجبات والرعاية الطبية ومبلغ الـ143 يورو الشهري الذي يُمنح للاجئ للإنفاق الشخصي، كما تحتاج سلطات الولايات إلى نحو نصف مليار يورو لتغطية تكاليف تعيين مدرسين إضافيين، ومبلغ غير محدد لتوظيف ألفي شخص في المكتب الفيدرالي للهجرة واللجوء وقوات الشرطة، ويعقد الائتلاف الحكومي اجتماعا مساء الأحد لمناقشة تقاسم التكاليف بين سلطات الولايات والسلطات المحلية التي يجب الاتفاق عليها بحلول 24 سبتمبر.
ويرى خبراء أنه رغم التحديات المالية أكدت ميركل أنها تريد ضبط الميزانية، ويتوقع أن تستقبل السلطات الألمانية السبت وحده نحو سبعة آلاف مهاجر يعبرون حدودها من النمسا.