التحالف يُضيِّق الخناق علي الحوثيين.. واقتراب تحرير صنعاء
الثلاثاء 08/سبتمبر/2015 - 06:28 م
طباعة

تتواصل قوات التحالف عملياتها العسكرية في اليمن، وسط استعدادت لتحرير صنعاء، فيما يحاول الحوثيون والموالون للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، الصمود أمام التطورات الميدانية في الأسابيع الأخيرة، وسط ارتفاع خسائر الحوثيين.
الوضع الميداني:

شن طيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية اليوم الثلاثاء، غارات مكثفة على وسط صنعاء ضد أهداف للمتمردين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، حسبما أفاد شهود عيان.
وشنت مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية غارات عنيفة ومكثفة على مواقع وتجمعات للحوثيين اليوم الثلاثاء على مواقع وتجمعات للحوثيين ببيحان بشبوة، وأفادت مصادر خاصة لـ " المشهد اليمني " أن طائرات F16 وطائرات أباتشي شنت هجمات عنيفة على مواقع وتجمعات للحوثيين بمناطق النقوب وعسيلان وصفحة آل عريف ببيحان شمال غرب شبوة . كما أفادت مصادر أخرى خاصة لـ " المشهد اليمني " أن 3 غارات شنتها مقاتلات التحالف على تجمعات للحوثيين بمقر اللواء 19 جنوب غرب مدينة بيحان العليا غرب شبوة .
وفيما تعزز قوات التحالف انتشارها البري استعداداً لمعركة مرتقبة في صنعاء وشمال اليمن، أكد الشهود أن غارات عنيفة أصابت مبنى مقر الأمن المركزي وكلية الشرطة ونادي ضباط الشرطة، وجميعها في وسط صنعاء.
فيما كشفت مصادر يمنية محلية في مأرب، أن وحدات من قوات التحالف العربي تحركت من معسكر 107 في صافر باتجاه مديريتي حريب وبيحان، في عملية برية هي الأولى ضد الانقلابيين وأنصار الرئيس المخلوع علي صالح.
وتحدثت مصادر عسكرية يمنية، عن موافقة دول التحالف على إرسال ألوية عسكرية برية للمشاركة في العمليات العسكرية في المحافظات الشمالية والجنوبية الغربية، وحسب المصادر، فإن دولاً عربية مشاركة في التحالف وافقت أخيراً على إرسال وحدات عسكرية برية للمشاركة في تحرير المدن اليمنية.
وأكد قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء سيف أحمد اليافعي، في تصريحات لصحيفة عكاظ السعودية اليوم الثلاثاء، وصول قوات عربية لدعم الأمن والاستقرار في عدن، وقال إن قوات أخرى ستصل لدعم تحرير المحافظات التي لاتزال تحت سيطرة الانقلابيين.
وأضاف أن ميليشيات التمرد لا تزال تسيطر على مديرية بيحان التي كانت تابعة لمحافظة شبوة، وألحقت بعد التقسيم الاداري الجديد بمحافظة مأرب، وهو ما يعني أن التهديدات الحوثية لاتزال قائمة حتى الآن في المحافظة.
وأشار قائد إلى أن القوات المسلحة اليمنية في المنطقة الرابعة التي تشمل محافظات "عدن وأبين ولحج وتعز"، تقوم الآن بمساندة المقاومة الشعبية في المنطقة السابعة التي تضم محافظة مأرب لدحر الميليشيات الحوثية.
وواصل طيران التحالف لليوم الثالث أعنف غاراته على مواقع ومعسكرات ومخازن أسلحة يسيطر عليها الحوثيون في صنعاء وشبوة ومأرب وإب، ما أدى إلى عشرات الإصابات وتدمير عدد ضخم من المعدات العسكرية ومنصات إطلاق الصواريخ.
وأدى القصف الذي استمر ساعات في صنعاء إلى نسف مبنى كلية الطيران والدفاع الجوي، وتدمير مواقع في معسكرات القوات الخاصة وألوية الصواريخ وألوية الحماية الرئاسية غرب صنعاء وقيادة قوات الاحتياط جنوبها، كما استهدفت الغارات الجوية قاعدة الديلمي في شمال العاصمة ومعسكر الحفا في شرقها، ومبنى المعهد السياحي والتقني قرب السفارة الأمريكية.
وأغار طيران التحالف على قصرين للواء علي محسن الأحمر والقيادي في حزب "التجمع اليمني للإصلاح" حميد الأحمر، يخضعان لسيطرة الحوثيين منذ نحو سنة، وتوقّعت مصادر أمنية سقوط قتلى وجرحى في صفوف موقوفين يعتقلهم الحوثيون داخل القصرين، في حين أفادت المصادر بأن بعض المعتقلين نجح في الهرب قبل أن يفرض مسلحو الجماعة طوقاً أمنياً حول المكان المستهدف في حي حدة، جنوب العاصمة.
تحرير صنعاء:

وعلى صعيد الاستعدادات لتحرير صنعاء، أكدت مصادر عسكرية يمنية أن قوة قطرية برية تضم ألف جندي تدعمهم عشرات المدرّعات والآليات الثقيلة وصلت إلى مأرب، للمشاركة في المعركة المرتقبة إلى جانب القوات الإماراتية السعودية البحرينية والقوات اليمنية الموالية للشرعية.
وبحسب صحيفة الحياة اللندنية اليوم الثلاثاء، فإن القوة القطرية تواكبها 30 طائرة هليكوبتر من طراز "أباتشي"، موضحة أن عدد جنود التحالف في اليمن بلغ عشرة آلاف.
وذكرت تقارير اعلامية، أن السودان في طريقه إلى إرسال 6 آلاف جندي من النخبة والصاعقة إلى اليمن للانضمام إلى قوات التحالف، والمقاومة الشعبية، والجيش الوطني في اليمن تمهيداً لمعركة صنعاء.
فيما أكد مسؤول قطري رفيع اليوم الثلاثاء أن بلاده أرسلت ألف جندي إلى اليمن، وهم "مستعدون للقتال" إلى جانب قوات التحالف الذي تقوده السعودية، ضد المتمردين الحوثيين الموالين لإيران.
وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن الجنود متمركزون حالياً على الحدود السعودية اليمنية، وسيدخلون إلى الأراضي اليمنية في غضون الأيام المقبلة، مشيراً إلى أن عمل هذه القوات سيكون بالاشتراك مع القوات السعودية.
وتأتي هذه التطورات وسط إعلان المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي والمتحدث باسم قوات التحالف، العميد أحمد عسيري، نقل تركيز عمليات قوات التحالف العسكرية من عدن إلى مدينتي تعز ومأرب.
وكان الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، قد حث قائد المنطقة العسكرية الثالثة، ومقر قيادتها المركزية مأرب، على "بذل المزيد من الجهود لاستكمال الترتيبات الميدانية ووضع الخطط العسكرية لردع المليشيات الانقلابية".
واستعرض هادي سير الاستعدادات لتطهير بعض مناطق محافظة مأرب من "ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية تمهيدا لتحرير العاصمة صنعاء"، على أن تعلن "ساعة الصفر لمعركة الفصل في الوقت المناسب".
المشهد السياسي:

وعلى صعيد المشهد السياسي، أكد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، أن الحكومة تقف دوماً مع كافة الخطوات الهادفة لتحقيق تطلعات شعبنا اليمني في السلام والأمن والاستقرار ومرتكز هذا التوجه هو تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216، مثمناً الجهود المبذولة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ووقفوها الدائم والداعم لليمن. جاء ذلك خلال استقباله، اليوم، في مقر اقامته المؤقت في الرياض سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى بلادنا ماثيو تولر، حيث جرى بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين ، وكذا مناقشة الأوضاع والقضايا المتصلة بالمستجدات والتطورات على الساحة اليمنية في مختلف جوانبها السياسية والأمنية والاقتصادية. وعبر هادي عن تقديره لمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية لليمن في مختلف المراحل والظروف، مشدداً حرص بلادنا على تعزيز وتطوير علاقاتها ومجالات التعاون والشراكة مع الولايات المتحدة في كافة المجالات. من جانبه أكد السفير الأمريكي لدى بلادنا ماثيو تولر دعم بلاده لجهود الرئيس عبد ربه منصور هادي الرامية لاستكمال استحقاقات المرحلة وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، ومخرجات مؤتمر الرياض، وكذا تنفيذ قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالشأن اليمني وخاصة القرار 2216، كما جدد تأكيد بلاده على دعمها لأمن واستقرار ووحدة اليمن وشرعيته الدستورية.
المشهد الإقليمي:

وعلى الصعيد الاقليمي، نفت رئاسة الأركان العامة للجيش الكويتي، ما يتم تداوله من تحرك قواتها البرية لليمن، للمشاركة ضمن قوات التحالف العربي، التي ستخوض معركتها البرية بغضون الأيام القليلة القادم، ضد مليشيات الحوثي، ودعت للتثبت من المصادر الرسمية.
وكان مصدر مسؤول أكد، وفقاً لصحيفة الرأي العام الكويتية أن "قرار إرسال قوات عسكرية خارج الحدود الكويتية، يحتاج الى قرار سياسي على أعلى المستويات، وليس قراراً عسكرياً، مشيراً إلى أن "كل ما يشاع عن توجه قوات كويتية لليمن غير صحيح".
وكانت أنباء تواترت اليوم عن تحرك قوات برية كويتية مجهزة بعتاد عسكري كامل للمشاركة ضمن قوات التحالف العربي، التي ستخوض معركتها البرية، بغضون الأيام القليلة القادمة، ضد مليشيات الحوثي و صالح في اليمن.
الحضور الإيراني:

وعلي صعيد الحضور الايراني في الازمة اليمنية، نفت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية افخم، خبر إغلاق السفارة الإيرانية في صنعاء، وأكدت أن أنشطة السفارة مستمرة بصورة طبيعية.
ونقلت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية عنها القول: "هذه مجرد شائعة، وأنشطة السفارة الإيرانية في صنعاء تتواصل بصورة طبيعية، والسفير الإيراني سيد حسين نيكنام، عاد إلى البلاد يوم أمس لقضاء عطلته السنوية".
وكانت مصادر مقربة من السفارة الإيرانية تحدثت مساء الإثنين عن مغادرة السفير الإيراني ونائبه من العاصمة صنعاء.
وتزامن التسريب مع تصريح لوزير الخارجية اليمني رياض ياسين، اتهم فيه السفارة الإيرانية بالدعم المالي والعمل الاستخباراتي والاستشارات العسكرية للحوثيين، وقال إن "السفارة الإيرانية تحولت إلى مركز عمليات حربية للحوثيين" .
وردت أفخم على تصريحات ياسين بالقول: "هذا الكلام لا أساس له من الصحة، ويهدف إلى تقليل دور الشعب والفئات اليمنية بعد ستة أشهر من الصمود والكفاح في مواجهة المعتدين الأجانب والإرهابيين والجماعات التكفيرية داخل اليمن"، على حد قولها.
وكانت مصادر يمنية أخرى تحدثت صباح الثلاثاء، عن مغادرة السفير ونائبه، صنعاء، لتهريب عبد الملك الحوثي إلى طهران، بعد فشل المحادثات التي احتضنتها العاصمة العمانية مسقط، وبعد التطورات الميدانية الأخيرة في اليمن.
فيما قالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، اليوم الثلاثاء، إن اتصالاً هاتفياً جرى بين مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية، حسين أمير عبد اللهيان، والمبعوث الروسي لشؤون الشرق الأوسط، ميخائيل بوغدانوف، ناقشا خلاله تطورات الوضع في كل من سورية واليمن. وذكرت الوكالة، أن الطرفين أكدا على أن أي حل سياسي للأزمة في سورية لا يتضمن وجود الرئيس السوري بشار الأسد ودور الشعب السوري، والمؤسسات الحكومية لن يؤدي إلى أي نتيجة. واعتبر عبد اللهيان، خلال الاتصال، أن الحل لما يجري في سورية واليمن سياسي وحسب، مؤكداً على ضرورة أن يتناسب الحل مع القوانين والأعراف الدولية، قائلاً إن الخيارات العسكرية تساعد في تقدم الإرهاب والتطرف في المنطقة، وإن التعاون الإقليمي والدولي الجدي بات مطلوباً. كما أشار إلى أن الخيار العسكري في اليمن لن يحقق أي نتيجة، معتبراً أن على الأمم المتحدة أن تدعم جمع كل الأطراف اليمنية على طاولة واحدة لحل الأزمة هناك، كما أكد وبوغدانوف على ضرورة إيصال المساعدات للمدنيين.
المشهد اليمني:

اقتربت الحسم في اليمن، فبعد أشهر على انطلاق العمليات الرامية للتصدي لميليشيات الحوثي وصالح التي سعت إلى الانقلاب على الشرعية في اليمن، نجحت القوات الشرعية، بدعم من التحالف، في ردع المتمردين وتحرير محافظات عدة من البلاد.
واستمرار غارات التحالف، بعد خسائر مأرب، تؤكد على أن جماعة الحوثي تريد فرض الحوار السياسي ووقف التقدم نحو صنعاء، وحصد مكاسب سياسية وعسكرية للقبول بمبادرتها خاصة وأن محافظة مأرب حيث وقع القصف هي منطقة تمهد العمليات فيها لتحرير صنعاء، كما أنه محاولة لاستعراض القوة بعد سلسلة من الهزائم العسكرية تكبدتها الميليشيات قبل تحرير عدن وبعدها، بحسب مراقبين.
ويبدو واضحًا أن الطريق بالنسبة للحوثيين أصبح مغلقا لتحقيق أي حالة توازن على الأرض، فضربات التحالف العربي وتقدم المقاومة فرضا موازين جديدة، ومن أهم هذه التطورات الحديث اليوم للتوجه نحو العاصمة صنعاء، الأمر الذي تحضر له وبشكل متقن المقاومة الشعبية لتكون مأرب نقطة البداية لنهاية الحوثيين.