"داعش" تغزو السودان من بوابات الجامعات وخطب دعاة التكفير

الثلاثاء 08/سبتمبر/2015 - 06:33 م
طباعة داعش تغزو السودان
 
حالة من الجدل الواسع داخل الأوساط السياسية  بالسودان وسط مخاوف من دخول الدولة في نفوذ تنظيم الدولة "داعش" بعد انضمام طلاب جامعيين  للتنظيم الدموي.

داعش تغزو السودان
وهناك عدة وقائع مثلت ناقوس خطر ينذر بتسلل أفكار داعش الى السودان منها ما كشف عنه  الدكتور عثمان النظيف نائب الأمين العام لهيئة علماء السودان   الذى يعد أول من أثار تنامى نفوذ وافكار داعش في السودان  حيث اكتشف أثناء مراجعة طالبة سودانية أنها تأثرت بأفلام وثائقية قدمها لها  التنظيم حول الانتهاكات التي ارتكبت بعد سقوط العراق والفظائع في فلسطين  وأنها قالت له  "لقد وددنا أن نشارك في رفع الاضطهاد عن المسلمين حتى لو استشهدنا".
 وهو ما دفعه للمطالبة بنظرة واقعية لظاهرة تسلل الطلاب إلى التنظيم  ولكنها  تكشف في الوقت نفسه عن  أن أغلب طلاب الجامعات العريقة والكبرى خارج هذه المسألة و أن عدد من تورطوا فيها لا يتجاوز ما نسبته طالب واحد من بين 36 ألف طالب، لأن حملات التثقيف التي أطلقها العلماء في السودان قد أتت ثمارها،  بل ووجدت تفاعلا كبيرا من الشباب من الجنسين، مما أسهم في تعرية أفكار تنظيم الدولة وتحصينهم منها ولكن في الوقت نفسه فإن كثيرا من الطلاب بحاجة إلى مزيد من التثقيف والتوعية، "خاصة شريحة الوافدين من خارج البلاد لأنهم هم الذين يتسللون إلى حيث تنظيم الدولة، ويرون أنه على حق، وأن ذلك هو السبيل الوحيد لمناصرة الإسلام".

داعش تغزو السودان
كما أن هناك واقعة أخرى كشف عنها أحمد بابكر عميد شؤون الطلبة بأكاديمية السودان للعلوم والتكنولوجيا بأن 12 طالبا يحمل معظمهم وثائق سفر غربية سافروا إلى تركيا بنية الانضمام لجماعات متشددة بسوريا، وأن جميع الطلاب من كلية الطب في الجامعة 9 منهم ذكور و3 إناث  وغادر غالبيتهم عبر الخطوط التركية من دون إعلام ذويهم.
وأضاف " منهم 7 طلاب يحملون جوازات سفر بريطانية بينما يحمل اثنان الجواز الكندي ويحمل طالب جواز سفر أمريكيا بالإضافة إلى اثنين يحملان الجواز السوداني وإن الدلائل على سفر الطلاب إلى تركيا تشير إلى أنهم يتجهون للانضمام لجماعات إسلامية متطرفة والجهة الأقرب للحدود التركية هي مناطق سيطرة تنظيم  داعش  وأن السلطات التركية اعتقلت ثلاثة طلاب في مطار تركي  وأن واحدا من بين الاثني عشر يحمل جواز سفر دبلوماسيا سودانيا.

داعش تغزو السودان
ومن الوقائع  أيضا ما كشف عنه  إعلان أسر سودانية عن مكافأة مالية بلغت 100ألف جنيه سوداني لمن يقدم معلومات مؤكدة عن فتيات اختفين في ظروف غامضة مؤخرا، ويرجح أنهن اتجهن إلى حيث تنظيم داعش في العراق أو سوريا ومكان تواجدهن، عن مكافأة مادية لمن يقدم معلومات عن مكان تواجدهم  وهو الامر الذى أثار موجة من القلق بين الكثير من العائلات في الوقت الذي  الذى من المفترض ان  دعاة وعلماء دين  قدموا مراجعات لطلاب يحملون أفكارا تقترب أو تتوافق مع دعوة التنظيم الدموي 
الوقائع السابق تكشف عن ان التنظيم موجود بالفعل في السودان  على الاقل بالأفكار الداعشية  والدعوة اليها وهو ما أعلنه  المنسق العام لتيار الأمة الواحدة واحد دعاة السودان الدكتور  محمد علي الجزولي  والذى يعد زعيم تنظيم  داعش‬ في بلاد الحبشة ‫ و‏السودان  وهو من سبق له أن قام بإلقاء محاضرات داخل كلية العلوم الطبية، والتي تسمح بدورها بالنشاط السلفي  والذى قال ‬  في بيان صحفي عقب القبض  ثم الافراج عنه "  لم يتم اعتقالي من قبل جهاز الأمن والمخابرات وإنما تم استدعائي وتبليغي قرار إيقافي من الخطابة في منبر الجمعة بمسجد المعراج بالطائف،  وموضوع الاستدعاء بسبب مناصرتي للدولة الإسلامية "أعزها الله باقية وتتمدد بإذن الله تعالى"، وهذا موقف فكري وسياسي معلن صرحت به لعدة صحف وخطبت فيه عدة خطب وكتبت فيه عدة مقالات وأنا كفيل بالدفاع عنه مع اختلافي مع الإخوة في الدولة الاسلامية في الطريقة التي سلكوها لإعلان الخلافة الإسلامية . ‬‬

داعش تغزو السودان
العديد من الخبراء أكد على ان البيئة السودانية وخاصة في الجامعات مهيأة لتنامى "داعش " وأرجع ميرغني حمزة رئيس هيئة تزكية المجتمع  انضمام هؤلاء الطلاب الى داعش عدم كفاية الحملات الموجهة ضد فكر التنظيم لتحصين الشباب في ظل استعداد بعض الطلاب لمثل هذا السلوك  وأن المشكلة بحاجة إلى علاج طويل وشامل،  ولكنها لن تنتهي بالسرعة المطلوبة.
واعتبر المعارض كمال عمر الأمين السياسي لـ"المؤتمر الشعبي"، أن "بيئة التطرف الإسلامي في السودان متوافرة بالنظر للفكر المتطرف الذي غزا العالم الإسلامي من حولنا، وأن ظاهرة التطرف الديني في السودان بدت واضحة من خلال المنابر التي تكفّر القوى السياسية المعارضة، فيما يتصل بقضايا الرأي"،  وأن  مجموعة الطلاب الحالية لم تكن الأولى التي التحقت بتنظيمات متشددة خارج البلاد، فهناك إحصائيات تظهر أن مجموعات من الشباب انضمت لهذه التنظيمات، فيما يجري تحريض مجموعات أخرى على الانضمام إلى تنظيم داعش، وأن هناك حاضنة لتفريخ الفكر المتطرف في السودان ، إما في المساجد أو الجامعات وهى ظاهرة في غاية الخطورة،  وأن  علاجها لا يكون بالمنهج وإنما بحرية الاعتقاد والفكر.

داعش تغزو السودان
وأشار حسن الساعوري أستاذ العلوم السياسية في جامعة الخرطوم إلى أن "ظاهرة الطلاب دليل على وجود مجموعات ذات علاقة بتنظيم "داعش" باعتبار أن مجموعة الطلبة الأخيرة ينتسبون لجامعة واحدة وهذا يجعلنا نتوقع أن يقوموا بعمليات داخل السودان ولكن تنفيذها مرهون  بانفراط الأمن باعتباره البيئة التي ينشط فيها داعش و أن حادثة  الطلاب  إشارة إنذار للحكومة لرفع أعلى درجات اليقظة والتركيز على عدم انفراط الأمن ورصد التنظيم في البلاد ومتابعته".
  وقالت مثابة الحاج علي عضو المجلس الوطني أن الإعلان عن هروب الشباب  أثار الخوف في نفوس كثير من العائلات،  وأن  ذلك قد يفتح الباب لقيود إضافية على حركة الشباب، وتشجع الاحتيال وجرائم الاختطاف بفعل المكافآت المعلنة والوجود الأجنبي غير المقنن وهو ما يستلزم الجدية في التعامل مع  هذه القضية الخطيرة، متسائلة في الوقت ذاته عن ارتباط هروب الطلاب الجامعيين بالسودان، "ولماذا الفتيات تحديدا؟ وكيف نجحت هذه الأفكار في اختراق جامعات الأثرياء فقط؟"

داعش تغزو السودان
وأشارت مديحة عبد الله رئيسة تحرير صحيفة الميدان الناطقة بلسان الحزب الشيوعي السوداني  إلى ما أسمته فزع الأسر بسبب ما يحصل في بعض الجامعات و أن ذلك لا ينفصل عن معاناة الشباب في دول الإقليم عموما و إن المشكلة ليست في الالتحاق بالتنظيم، ولكن في التنظيم نفسه ، الذي أصبح يملك المال والسلاح وكافة أدوات العصر الحديث لاستخدامها في إعادة الشباب إلى عصور سابقة ولكن هناك أيضا مسئولية على  الحكومة السودانية الحالية، لأنها مارست نوعا من التجهيل الذي أفرز فراغا عقديا كبيرا عند الشباب".
مما سبق نستطيع أن نستنتج ان لدى استراتيجية واضحة للاندفاع في  السودان وجنوب السودان  اعتمادا على نشر افكارها أولا بين الفئات الأكثر عرضة للتأثر بها ثم تشكيل خلايا تكون نواة لمجموعات جهادية تعلن فيما بعد مبايعتها  للتنظيم الدموي وزعيمه البغدادي .

شارك