بعد سقوط آخر حقول النفط في "حُمص".. الروس يجددون دعمهم للأسد عسكريًا
الثلاثاء 08/سبتمبر/2015 - 10:31 م
طباعة

بعد ساعات من إعلان تنظيم "داعش" سيطرته على آخر حقول النفط السورية وسط سوريا، جددت دولة روسيا الاتحادية، دعمها للرئيس بشار الأسد، ونفت وجود تفاهم (أمريكي – روسي) يقضى برحيل الرئيس بشار الأسد، وهو ما يعني مزيداً من تعقد الأزمة السورية، واستمرار لمسلسل نزيف الدم السوري.
وتعتبر منطقة "جزل" الواقعة في الريف الشرقي لحمص، منطقة استراتيجية لـ"داعش"، بما فيها من التلال المحيطة والمنطقة النفطية حيث تضم مواقع مهمة لإنتاج الطاقة في محافظة حمص، لذلك بذل التنظيم الكثير من المجهودات للسيطرة على تلك المنطقة، رغم الاشتباكات العنيفة التي وقعت بين قوات النظام وميليشيا حزب الله اللبناني من جهة والعناصر الإرهابية من جهة ثانية.
واعتبر مراقبون أن سقوط حقل البترول هناك بمثابة، ضربة موجعة لنظام الأسد في ريف حمص، كونها تمس هذه المرة تمس رافده الاقتصادي الأول بعد خروج آخر حقول النفط الكبرى من قبضته، وهو ما يعطي دفعة جديدة لـ"داعش" الذي يعتمد على موارده النفطية لجذب المقاتلين وتمويل عملياته العسكرية.

كانت تقارير أشارت إلى أن تركيا التي تتعاون مع تنظيم "داعش" في تسهيل بيع المواد النفطية له، كما يشتري نظام الأسد عبر سماسرة المواد النفطية لسدج احتياجاته منها.
من جانبه، صب النظام السوري غضبه على مدينة الزبداني، بعد سقوط حيث واصل النظام دك المدينة بالبراميل المتفجرة والقذائف الصاروخية في ظل تعزيزات عسكرية متواصلة للنظام والميليشيات الموالية للسيطرة على الزبداني، كما أفادت مصادر المعارضة بأن مقاتليها أحرزوا تقدما على جبهة حي القدم وقتلوا عددا من عناصر "داعش"، وفي درعا أفادت لجان التنسيق بأن مسلحين أطلقوا عملية جديدة للسيطرة على منطقة "اللجاه" بريف درعا وقاموا بطرد عناصر تنظيم "داعش" منها.
ويبدو أن التطورات الميدانية الأخيرة في سورية، دفعت الروس إلى تقديم مزيد من الدعم العسكري، وقالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أمس، إن وزير الخارجية سيرجي لافروف، الذي تحدث هاتفياً إلى نظيره الأميركي جون كيري، أكد أن الجانب الروسي لم يُخْفِ يوماً تسليم معدات عسكرية إلى السلطات السورية لمكافحة الإرهاب. وأضافت أن لافروف أكد لكيري أن روسيا تواصل تقديم هذه المساعدة للنظام.

وتدعو موسكو التي تدعم النظام السوري بقوة، إلى إقامة تحالف إقليمي- دولي مع الجيش النظامي السوري لمكافحة تنظيم "داعش". وقالت زاخاروفا إن روسيا تعتبر أن قوات الحكومة السورية هي القوة الأكثر فاعلية لمكافحة "داعش" والإرهابيين.
وشددت زاخاروفا على أن موسكو "لا تنخرط في وضع هندسات اجتماعية أو تعيين رؤساء في دول أجنبية أو إقالة آخرين"، مؤكدة أن هذا يتعلق بسورية وبلدان أخرى في المنطقة، التي تستطيع شعوبها تقرير مصيرها بنفسها، مشيرة إلى أن لافروف أعاد التأكيد خلال المحادثة مع كيري على الموقف الذي أعلنه الرئيس فلاديمير بوتين قبل أيام، من أنه من السابق لأوانه الحديث عن مشاركة روسيا في العمليات العسكرية في سورية.
من جانبها، حاولت أمريكا تضييق الخناق على الروس لمنع المزيد من الدعم العسكري الذي تقدمه إلى الأسد، حيث قال مصدر في الخارجية اليونانية إن السلطات تدرس طلبا أمريكيا بمنع مرور طائرتين روسيتين في الفترة ما بين 1 و24 الشهر الجاري.

في السياق، وفي خطورة ربما تعكس موقف الأردن المتغير من الأوضاع في سوريا، أفادت، شبكة "مسار برس" المعارضة بـ"توقف الدعم المادي واللوجستي الذي كان يحصل عليه بعض فصائل الثوار من غرفة العمليات في الأردن بحجة عدم قدرة هذه الفصائل على تحقيق انتصارات وعدم قبولها محاربة الخلايا التابعة لداعش" في ريف درعا.
كما أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، بأن واشنطن تعتزم إجراء إعادة هيكلة شاملة لبرنامجها المتعثر لتدريب مقاتلي ما اسمتهم المعارضة المعتدلة على قتال "داعش".