أزمة سوريا تفرض نفسها "سياسيًا وعسكريًا وإنسانياً" على "القارة العجوز"
الثلاثاء 08/سبتمبر/2015 - 11:28 م
طباعة


وزير المالية الألماني
يوما بعد يوما تعمل المانيا على بث رسائل طمأنة لاحتواء اللاجئين السوريين، والتأكيد على اتخاذ خطوات مناسبة لاستقبال مزيد من اللاجئين وتخفيف الأعباء عنهم، في إطار تزايد معاناة اللاجئين وعدم قدرة القارة العجوز على انهاء الأزمة السورية بشكل سلمي، يأتي ذلك في الوقت الذى تلوح فيه أزمة من نوع خاص، على اثر رفض عدد من الدول الأوروبية مرور طائرات روسية إلى سوريا، وهو الأمر الذى انتقدته موسكو، وطلبت تفسيرا لهذا الرفض، الذى ربطه محللون بالرفض الأمريكي لوجود دور عسكري روسي في الأزمة السورية حاليا، يزيد من فرص تدعيم نظام بشار الأسد.
من جانبه أعرب نائب المستشارة الألمانية زيجمار غابرييل، عن اعتقاده بأن بإمكان بلاده استقبال أعداد كبيرة من اللاجئين خلال الأعوام المقبلة، موضحا بقوله "أعتقد أنه بإمكاننا تدبير أمر استقبال عدد كبير من اللاجئين يصل إلى نصف مليون لبضع سنوات، ليس لدي شك في ذلك".
استبعد جايبريل زيادة الضرائب على خلفية حزمة مساعدة اللاجئين التي تقدر بالمليارات، موضحًا أنه ليس هناك داعٍ لأن تثير القرارات التي اتخذناها بالأمس مخاوف لدى أحد بأنه سيجري زيادة الضرائب أو خفض أي نوع من المعونات، ألمانيا بلد قوي ويتمتع بوضع ممتاز وجيد اقتصاديا".
وسبق وأن أكد قادة الائتلاف الحاكم الألماني زيادة مخصصات مساعدة اللاجئين في موازنة عام 2016 بمقدار ثلاثة مليارات يورو، كما ستحصل الولايات والمحليات على ثلاثة مليارات يورو أخرى لمساعدة اللاجئين.
وكانت ميركل ذكرت أمس أنه من الممكن تخصيص تكاليف إجمالية لمواجهة أزمة اللجوء في العام القادم بقيمة عشرة مليارات يورو.

المانيا تستعد لاستقبال 500 الف سوري
وفى هذا السياق أكد وزير المالية الألماني فولفجانج شويبله أن حل أزمة اللجوء له "أولوية مطلقة"، وأن مهمة التصدي لأزمة اللجوء تبرز حاليا ولابد من تمويلها، إذا كان ممكنا بدون ديون جديدة.
حذر شويبله من الدخول في "منافسة مزايدة" بين الحكومة والولايات والبلديات حول من يتعين عليه دفع أي قدر من المال، وأن الخلاف حول مبالغ بالمليارات يعد مضرا؛ لأنه لا يعمل على تحسين تقبل استقبال اللاجئين، ولكنه يعرضه للخطر. وحذر أيضا من النظر إلى موضوع استقبال اللاجئين من زواية التكلفة فقط.
يشار إلى أن الحكومة تعتزم تخصيص نحو ستة مليارات يورو العام القادم للتصدي لزيادة أعداد اللاجئين. وبالنسبة للنفقات الإضافية للاجئين يعتزم شويبله الاستفادة من فائض الميزانية الذي يقدر بمليارات والذي نشأ هذا العام بفضل الاستقرار الاقتصادي وارتفاع الإيرادات من الضرائب.
من جهتها، قالت هانيلور كرافت، رئيسة وزراء ولاية نورد راين فستفاليا، أكبر ولايات ألمانيا، اليوم الثلاثاء إن أكثر من 800 ألف لاجئ سيصلون إلى ألمانيا هذا العام. وقالت كرافت "أعتقد أن من الواضح بالنسبة لنا جميعا أن العدد لن يبقى عند 800 ألف."
وأضافت أن هذا كان توقع الحكومة قبل ثلاثة أسابيع وأشارت أيضا إلى تدفق 20 ألف لاجئ في مطلع الأسبوع، وقالت "لذلك يتعين تعديل هذا الرقم صعودا".

اهتمام الصحف الاوروبية باوضاع اللاجئين
من ناحية أخرى طلبت الخارجية الروسية من بلغاريا التي منعت مرور الطائرات الروسية المتوجهة إلى سوريا في أجوائها، واليونان تقديم توضيحات عن هذا المنع، وصرح نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف بقوله "إذا كان لدى أي جهة، وفي هذه الحالة شركاؤنا اليونانيون والبلغار، شكوك فعليهم أن يوضحوا لنا ما هي المشكلة".
يأتي ذلك بعد أن أعلنت بلغاريا العضو في حلف شمال الأطلسي أنها رفضت السماح لعدد غير محدد من الطائرات الروسية بعبور مجالها الجوي الأسبوع الماضي وسط مخاوف أميركية من تزايد الدعم العسكري الروسي للنظام السوري.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية البلغارية بتينا زوتيفا "يفترض أن الطائرات كانت تنقل مساعدات إنسانية، لكن لدينا معلومات جديرة بالثقة تفيد أن الشحنة المصرح عنها ليست كذلك في الواقع، موضحة أن القرار اتخذ الأسبوع الماضي، لكنها لم تعط تفاصيل عن عدد الطائرات المعنية، والاشارة إلى أن القرار اتخذ باستقلالية وبدون أي ضغوط من الشركاء في الحلف الأطلسي، ويأتي هذا القرار بعد معلومات أفادت الاثنين أن الولايات المتحدة طلبت من اليونان العضو في الحلف الأطلسي أيضا، منع رحلات إمدادات روسية لسوريا من عبور مجالها الجوي.
وكشفت مصادر يونانية أن الخارجية اليونانية تدرس طلب وقف مرور طائرات روسية متجهة إلى سوريا دون الكشف عن أسباب ذلك.
من جانبه أكد نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي فلاديمير دياباروف أن "البلغار يحملون ضميرهم بعدما أصبحوا أول من يلبي" طلب واشنطن، ولابد ان يعلم الجميع أن روسيا لا ترسل إلى سوريا سوى "شحنات إنسانية"، وأن "إرسال أسلحة بالطائرة ليس مربحا".