تركيا فوق صفيح ساخن.. والانتخابات المبكرة تشغل "أردوغان"

الأربعاء 09/سبتمبر/2015 - 10:12 م
طباعة ألمعارضة تصعد من ألمعارضة تصعد من انتقاد اردوغان
 
اردوغان فى ورطة
اردوغان فى ورطة
تتواصل الاتهامات يومًا بعد يوم للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالسيطرة على مؤسسات الدولة، ووضع مخطط للسيطرة على خزانة الدولة بعد أن ربط القضاء والأمن والمخابرات والبيروقراطية والسياسة في تركيا بشخصه، وتسليم مفتاح الاقتصاد لصهره ومستشارَيه بالقصر الأبيض في أنقرة.
يأتي ذلك في الوقت الذى انتقد ممثلون عن حزب الشعب الجمهوري أردوغان ومسئولي حكومته لتجاهلهم وتغاضيهم عن الأسلحة التي خزّنتها منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية طوال ثلاث سنوات من مفاوضات السلام الرامية إلى حلّ المشكلة الكردية في الأساس.
عناصر لحزب العمال
عناصر لحزب العمال الكردستانى
وفى سياق الانتقادات للسلطات التركية، وجه فيه رئيس حزب الشعوب الديمقراطي التركي صلاح الدين دميرطاش، المؤيد للأكراد، اتهامات لحزب العدالة والتنمية الحاكم بتنظيم هجمات القوميين على مقر الحزب، ودفع البلاد باتجاه حرب أهلية، بعد أن تصاعدت أعمال العنف بين الجيش التركي وحزب العمال الكردستاني الكردي في شرقي تركيا، منذ خرق وقف إطلاق النار في يوليو الماضي.
وتساءل دميرطاش عما إذا كان "يمكن بالفعل إجراء الانتخابات مع استمرار وجود المناطق العسكرية المؤقتة في المناطق الكردية"؟، موضحا أن مكاتب حزبه تعرضت إلى 400 هجوم خلال عامين".
من جانبها كشفت صحيفة "طرف" أن هناك نقاشات حول الاقتصاد كالنقاشات التي بدأت تدور حول النظام الرئاسي إثر تصريح الرئيس أردوغان: "لقد تغير نظام الحكم في تركيا"، والإشارة إلى أنه بدأ تفريغ مستشاريه الخزانة بشكل سري من خلال الخطوات المتخذة مؤخرا، وذلك بالتزامن مع البدء برسم السياسات الاقتصادية عن طريق المستشارين الاقتصاديين في القصر الأبيض.
محرم إينجه
محرم إينجه
أوضحت "طرف" أنه يجري الآن تغييرات كبيرة في مجال الاقتصاد، لكن دون ضجيج إعلامي، وذلك بسبب الانشغال بالعمليات الإرهابية التي تتعرض لها تركيا، كما تأسست دائرة الإشراف على الاستثمارات في رئاسة الجمهورية، وبذلك ستصدر كل القرارات الحساسة المتعلقة بالاستثمارات عن طريق القصر، وبعد ذلك الاستيلاء على السياسات المالية وسياسات القروض، مع أنها من مهام البنك المركزي، وانه تم تكليف هذه المهمة لكبير مستشاري أردوغان للشئون الاقتصادية يجيت بولوت ونائبه جميل أرتم، بعد أن انضم برات البيراق إلى هذا الفريق بعد انتخابات 7 يونيه الماضي، وهم الآن يُعرفون بأنهم الثلاثي السري في إدارة الاقتصاد التركي.
من جانبه انتقد إينجه أردوغان من خلال استعارة "صناديق الأحذية" التي باتت رمز "الفساد والرشوة" في تركيا، بعد عثور الشرطة على مبلغ 4.5 مليون ليرة تساوى 2.5 مليون دولار مخبأة في صناديق أحذية بمنزل المدير العام لبنك الشعب" خلق بنك" سليمان أرسلان، وتساءل بقوله "هل كنتَ تخفي الدولارات في صناديق الأحذية بينما كانت منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية تكدس وتخزن الأسلحة والذخائر؟".
شدد على أن تركيا تعاني من مشكلة وجود أردوغان، وليس في مقدور الدولة أن تحل أيا من مشاكلها قبل أن تحل مشكلة أردوغان، هذه الدولة ليست في حاجة إلى انتخاب نواب جدد في الأول من نوفمبر المقبل؛ بل في أمس الحاجة إلى رئيس جمهورية جديد. 
يأتي ذلك في الوقت الذي يري فيه مراقبون أن تركيا فقدت أكثر من 30 جنديا وشرطيا خلال اليومين الأخيرين بينما أردوغان لا يتحدث إلا عن الانتخابات المبكرة في أول نوفمبر ويوهم الشعب بأنها هي التي ستضع حدا لكل شيء بقوله إنه ستتم المحاسبة عن كل العمليات الإرهابية في 1 نوفمبر، حيث ظهر أردوغان ليقول "لو تمكن أحد الأحزاب من الحصول على 400 مقعد في البرلمان لكان الوضع اليوم مختلفا" ، معتبرا أن الحكومة لا تتحمل أية مسؤولية عن دخول تركيا دوامة العنف، وأن المسؤولية تقع على عاتق منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية وقيادتها في جبال قنديل شمال العراق وحزب الشعوب الديمقراطي الكردي فقط. 
شدد على أن صندوق الانتخابات هو أساس المحاسبة في الأنظمة الديمقراطية، مضيف بقوله " نحن بانتظار انتخابات 1 نوفمبر، وأنا متأكد من أن شعبنا سيحاسب المسؤولين على كل ما يجري من أحداث إرهابية".
تركيا مقبلة على انتخابات
تركيا مقبلة على انتخابات جديدة
وفى إطار توالى الاتهامات والانتقادات للرئيس التركي أردوغان، ومحاولة أنصاره الدفاع عنه وتحسين صورته زيفا، هدد جيم كوتشوك أحد الكتّاب الموالين للرئيس أردوغان في مقال له أحمد هاكان الكاتب بصحيفة حريت الذي ينتقد في مقالاته إجراءات حكومة حزب العدالة والتنمية، وقال كوتشوك في مقاله بصحيفة ستار موجهًا كلامه لهاكان: "لو شئنا لسحقناك مثل الذبابة، ولكنك برحمة منا ورأفة بك بقيت على قيد الحياة حتى اليوم".
من جانبه تقدم أحمد هاكان الكاتب بصحيفة حريت بشكوى جنائيّة ضد جيم كوتشوك الذي قال "جنود بلادنا يستشهدون بسبب الأخبار التي تنشرها مجموعة دوغان الإعلاميّة".
وقال هاكان إن جيم كوتشوك يستهدف صحفيي وكتاب صحيفة حريت ويضعهم في مرمى النيران، لافتًا إلى أنه إذا حلّ بهم أي أذى سيكون كوتشوك هو المسؤول عن ذلك.
أما جيم كوتشوك فواصل في مقاله اليوم تهديداته التي يشنها ضد أحمد هاكان؛ حيث كتب في مقاله المليء بالتهديدات بعنوان "انفصام الشخصية وصورة لص تابع لمنظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية: أحمد هاكان" أن هاكان كان رئيس الدعاية والترويج للمنظمة قبل انتخابات السابع من يونيه الماضي، ولا يخفى ذلك عن أحد، الشعب التركي سجّل في ذهنه جميع خيانات أحمد هاكان جوشكون ولن ينساها، وسيجعله يدفع الثمن غاليًا بلا شك".

شارك