الارتباك الأوروبي يزيد من محنة اللاجئين السوريين
الأربعاء 09/سبتمبر/2015 - 11:20 م
طباعة


ترحيب المانى باللاجئين
الارتباك الأوروبي في التعامل مع أزمة اللاجئين السوريين يظهر في تضارب التصريحات بين المسئولين الأوروبيين، وعدم القدرة على التوصل إلى قرار جماعي بشأن إنهاء أزمة مئات الآلاف من اللاجئين السوريين، وسط محاولات المانية لاحتواء هؤلاء، مع دعوات من بابا الفاتيكان بشأن استضافة الإيبراشيات التابعة للفاتيكان لأسر اللاجئين.
من جانبه اقترح رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر خطة بموجبها يتم استقبال الاتحاد الأوروبي 160 الفا من طالبي اللجوء ويقوم بتوزيعهم على الدول الأعضاء بحصص إجبارية متكافئة، مع إعلان قائمة بالدول التي يعتبرها الاتحاد الأوروبي آمنةً، وبالتالي يتم استبعاد المهاجرين القادمين منها وإعادتهم، وذلك لمنح حق اللجوء فقط لمن يستحق.
شدد في كلمته أمام أعضاء البرلمان الأوروبي لمناقشة خطط جديدة لمواجهة أزمة تدفق طالبي اللجوء نحو أوروبا بأهمية حل هذه الأزمة.

محاولة اوروبية لوقف تهريب اللاجئين
وفي الوقت الذي تدعم فيه ألمانيا استضافة عدد كبير من اللاجئين والعمل بنظام الحصص بين دول الاتحاد الأوربي، عارضت التشيك وسلوفاكيا وبولندا ورومانيا فكرة الحصص، بينما خففت بولندا من حدة موقفها المعارض.
وكانت أستراليا تعرضت لضغوط من أجل المساعدة في استقبال المهاجرين والمرحلين، وقد أعلنت مؤخرا عن استعدادها لاستقبال المزيد، وقالت الحكومة إنها ستأخذ 12 ألف لاجئ.
في الوقت الذي حذرت فيه وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة من أن المجر سوف تستقبل 40 ألف مهاجر إضافيين بحلول نهاية الأسبوع المقبل مع تدفق المهاجرين نحو الشمال قادمين من اليونان وصربيا، حيث حثت فنسنت كوشتيل، منسق الوكالة الإقليمي، السلطات المجرية على تحسين إجراءات تسجيل واستقبال المهاجرين، والإشارة إلى أن الأمم المتحدة سوف توفر الخيام والأغطية وغيرها من المستلزمات.
من جانبها قالت المستشارة أنجيلا ميركل "إذ أخفقت أوروبا في مسألة اللجوء، ستفقد حينئذ دافعا حازما لتأسيس أوروبا موحدة، لاسيما الترابط الوثيق مع حقوق الإنسان العالمية التي حددتها أوروبا من البداية ولابد أن تظل سارية".
أوضحت في جلسة نقاش عام بالبرلمان الألماني "بوندستاج" على ضرورة التضامن في رعاية اللاجئين داخل أوروبا، وقالت: "بشكل عام نحتاج لاتفاق ملزم بشأن توزيع ملزم للاجئين وفقا لمعايير عادلة بين جميع الدول الأعضاء".

المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل
نوهت المستشارة الالمانية إلى أنه فقط من خلال تحقيق ذلك، سيهتم جميع الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي بالتغلب على أسباب اللجوء والنزاعات العالمية، وتعهدت بأن بلادها سوف تمضي قُدُما في حل المشاكل في المستقبل أيضا، وقالت: "إننا نعي دائما أن هناك تحديات في أوروبا فيها ما هو يتعلق بنا تماما بقدرة ألمانيا وقوة ألمانيا".
طالبت المستشارة الألمانية بتوزيع ملزم "للاجئين على جميع دول الاتحاد الأوروبي متجاوزة بذلك الاقتراحات الأولى للمفوضية الأوروبية، وحاجة في أوروبا إلى اتفاق قسري حول توزيع ملزم" ودائم للاجئين واصفة تدفق اللاجئين بمئات الآلاف إلى أوروبا بأنه يشكل تحديا لكل من دول الاتحاد الأوروبي".
وتمسكت بإقرار موازنة خالية من الديون الجديدة لعام 2016 رغم تكاليف استقبال اللاجئين، وقالت ميركل "لا ديون جديدة - وسينطبق ذلك أيضا على الخطة المالية متوسطة المدى... الشؤون المالية لألمانيا تقوم على أساس متين... الأسس المالية المتينة تمكنا أيضا من التصرف إزاء التحديات الجديدة التي تطرأ بصورة مفاجئة". يذكر أن وزير المالية فولفغانغ شويبله ألمح أمس الثلاثاء خلال جلسة نقاش حول الميزانية في البرلمان إلى أن هدف إقرار موازنة خالية من الديون الجديدة لعام 2016 لم يعد أمرا غير قابل للجدل بسبب التحديات المتمثلة في زيادة نفقات استقبال اللاجئين.
ولا تتوقف مساعدة المانيا على قبول استضافة مئات الالاف من اللاجئين، بل تحاول لمكافحة وملاحقة جماعات التهريب الدولية، بعد أن أعربت أورزولا فون دير لاين وزيرة الدفاع الألمانية عن تأييدها الكامل لتوسيع نطاق المهمة العسكرية للاتحاد الأوروبي لمكافحة تهريب اللاجئين إلى أوروبا عبر المتوسط.
قالت الوزيرة إن ما يعرف بالمرحلة الثانية من مكافحة جريمة التهريب تعد "وسيلة مهمة" لشل حركة عصابات التهريب التي تعمل بوحشية بالغة، معترفة بأن هذه المكافحة ليست بطبيعة الحال نهاية لأسباب النزوح، والاشارة إلى أن استمرار إعطاء الأولوية لمهمة الإنقاذ البحري التي يشارك فيها الجيش الألماني منذ مايو الماضي بسفينتين.

متظاهرون يتضامنون مع اللاجئين فى برلين
يُذكر أن مهمة الاتحاد الأوروبي اقتصرت حتى الآن على إنقاذ اللاجئين المعرضين لخطر الغرق وجمع معلومات عن المهربين، وفي حال تم توسيع نطاق المهمة كما هو مخطط لها في أكتوبر المقبل، فسيتاح لأطقم السفن البحرية الأوروبية خارج المياه الليبية توقيف سفن المهربين وتدميرها، ولم يعد غالبية اللاجئين يأتون من شمال إفريقيا بل أصبح المهربون ينقلون غالبية هؤلاء على متن قوارب مطاطية من تركيا إلى اليونان.
من ناحية اخري أوقفت شركة السكك الحديدية الدنماركية حركة القطارات مع ألمانيا إلى أجل غير مسمى بسبب توافد مئات اللاجئين إلى البلاد، وأكد متحدث باسم الشركة إن من المنتظر، بناء على تعليمات من الشرطة، وقف حركة القطارات بين مدينتي فلنسبورج الألمانية ومدينة بادبورج الواقعة جنوب شبه جزيرة يوتلاند.
أوضح أن نفس الإجراء يسري كذلك على القطارات، التي يتم نقلها على العبارة بين جزيرة فيمارن الألمانية ومدينة رودبي الواقعة في جزيرة لولاند الدنماركية.
وأعلنت شركة السكك الحديدية الألمانية "دويتشه بان" صحة المعلومات التي ذكرتها نظيرتها الدنماركية، وقال متحدث باسم الشركة في برلين أن حركة القطارات بين ألمانيا والدنمارك توقفت مؤقتا، والسبب حسب المتحدث، هو الأعداد الكبيرة من اللاجئين الذين يريدون الانتقال من ألمانيا إلى الدنمارك.
كانت الشرطة الدنماركية أوقفت اليوم في ميناء رودبي عبارة على متنها نحو مائة لاجئ قادمة من جزيرة فيمارن، وكان نحو 330 لاجئا وصلوا منذ ليلة أمس إلى جزيرة لولاند، ووصل عدة مئات من اللاجئين على متن قطار إلى مدينة بادبورغ الدنماركية القريبة من مدينة فلنسبورج.