بعد سقوط الشمال السوري.. ماذا يعني نزول القوات الروسية على الأرض؟

الخميس 10/سبتمبر/2015 - 06:55 م
طباعة بعد سقوط الشمال السوري..
 
دخلت روسيا مباشرة على خط المواجهة الدائرة في سورية حالياً، حيث أرسلت موسكو مستشارين عسكريين إلى سورية، وقالت إن مهمتهم تدريب القوات السورية على استخدام أسلحة ومعدات روسية الصنع، أرسلتها إلى دمشق مؤخراً، وجاءت الخطوة الروسية بعد سقوط الشمال السوري من قبضة الرئيس بشار الأسد، وهو ما دفع مراقبون، إلى القول بأن دخول روسيا على الأرض يعني تأزم وضع الأسد، وأن تلك الخطوة هي آخر الكروت الروسية في إطار دعمها لنظام الأسد.
التحرك الروسي واجه انتقادات أمريكية واسعة، في وقت قال مسئولون أمريكيون إن روسيا أرسلت سفينتي إنزال بري وطائرات إضافية إلى سورية وعدداً صغيراً من مشاة البحرية، ورجح مراقبون أن يكون التحرك الروسي يستهدف حماية وتحصين المنشآت المهمة والحيوية، بينها إعداد مطار قريب من مدينة اللاذقية معقل عائلة الأسد.
ويبدو أن روسيا لم يعد أمامها مجال لإخفاء ما تقدمه لسورية من دعم عسكري، حيث اعترفت الخارجية الروسية بأن موسكو أرسلت خبراء عسكريين الى دمشق في اطار مساعيها لتنسيق الجهود مع السوريين في مواجهة الإرهاب بعدما كانت الأوساط الدبلوماسية والعسكرية الروسية نفت بحزم أكثر من مرة في السابق صحة معطيات عن وجود عسكريين روس في سورية، واعتبرتها "تلفيقات" تهدف لتشويه سمعة روسيا.
بعد سقوط الشمال السوري..
كما قال نائب وزير الخارجية ومبعوث الرئيس الى الشرق الاوسط ميخائيل بوغدانوف إن تواجد الخبراء العسكريين الروس في سورية سببه ضرورة تدريب العسكريين على استخدام المعدات الروسية التي يتم توريدها وفق عقود موقعة في إطار التعاون العسكري التقني، موضحاً أنه يجرى توريد مختلف أنواع المعدات التي تحتاج الى صيانة، ويحتاج شركاؤنا من ممثلي القوات المسلحة السورية إلى المساعدة والمشورة والتدريب على استخدام هذه المعدات.
كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعا إلى تشكيل تحالف إقليمي يشمل دولًا محورية في المنطقة لمواجهة الإرهاب، ولوّحت وقتها بإمكانية اتخاذها خطوات إضافية من جانبها عند الضرورة لصالح تعزيز دعم الكفاح ضد الإرهاب، على أساس القانون الدولي والتشريعات الداخلية.
صحيفة "تايمز" الأمريكية قالت إن روسيا تستعد لنقل منازل جاهزة لحوالي ألف شخص ومحطة تحكم جوي الى المطار، الذي تسعى لتحديثه في اللاذقية، وأشارت الصحيفة الى أن روسيا نقلت عبر طائرتي كاندور العملاقتين المزيد من الموارد والأجهزة من قاعدة في جنوب روسيا وعبر إيران والعراق إلى اللاذقية، إلا أن مصادر لبنانية مطلعة قالت إن قوة روسية شاركت في عمليات عسكرية في سورية، وقال أحد المصادر إن المشاركة الروسية حتى الآن هي بأعداد صغيرة، لكن القوة الأكبر لم تشارك بعد.
بعد سقوط الشمال السوري..
على جانب آخر، قال مراقبون إن الخطوة الروسية جاء بعد سقوط الشمال السوري، فضلاً عن إصرار السعودية على رحيل الرئيس السوري من السلطة سواء بالقوة العسكرية، أو من خلال الحلول السياسية، وأن الأسد لا يمكن أن يكون جزءًا من الحل.
وفي كل الأحوال فإن وجود قوات روسية تقاتل مع الجيش السوري، فان هذا يعني دخول الأزمة السورية مرحلة "التدويل" عسكريًا، ربما يسلط الضوء على أزمة اللاجئين السوريين الحالية، من حيث احتمال استخدام تركيا لها لممارسة ضغوط على الغرب للتسريع بالموافقة على إقامة مناطق عازلة لاستيعاب هؤلاء، وقد أكدت تقارير أن تركيا هي التي دفعت بهؤلاء اللاجئين، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، للاتجاه إلى أوروبا بعد أن باتت غير قادرة على استيعابهم.
كما أن دخول قوى عظمي في الصراع السوري سيزيد الأوضاع تعقيداً، وسيقلب الحسابات السعودية والتركية والقطرية الذين يراهنون على سقوط النظام السوري ورحيل رئيسه.

شارك