مع ارتفاع وتيرة الحرب في اليمن.. مجلس الأمن يبحث تقرير "ولد الشيخ أحمد"

الخميس 10/سبتمبر/2015 - 07:30 م
طباعة مع ارتفاع وتيرة الحرب
 
تواصل قوات التحالف عملياتها العسكرية في اليمن، وسط استعدادات لتحرير صنعاء، فيما يحاول الحوثيون والموالون للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، الصمود أمام التطورات الميدانية في الأسابيع الأخيرة، وسط ارتفاع خسائر الحوثيين.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
دكت طائرات التحالف العربي، الخميس، معسكرا لميليشيات الحوثي وصالح المتمردة في محافظة صنعاء اليمنية، بالتزامن مع غارات مكثفة على مواقع أخرى للمتمردين في مناطق عدة من البلاد.
وشن 12 غارة للتحالف لدعم الشرعية في اليمن، استهدفت معسكر الخرافي، حيث يتمركز المتمردون.
وتزامنت هذه الضربات الجوية مع غارات "غير مسبوقة" للتحالف على مواقع أخرى للميليشيات في صنعاء، حيث استهدفت معسكري الحفاء والصيانة والمعهد الفني التابع للقوات الموالية لصالح.
واستهدفت غارات التحالف صباحاً معسكر الخرافي شمال شرق صنعاء بخمس ضربات بعد أن قصفت قبل فجر اليوم 18 منزلاً لقادة ميليشيات الحوثي وصالح في أحياء النهضة والصوفان والمدينة الليبية شمال صنعاء، كما جددت دك معسكر الحفا الحصين عند سفح جبل نقم شرق العاصمة، كما استهدفت غارات أخرى معسكري الصيانة والتموين العسكري شمال العاصمة حيث توجد منصات لإطلاق الصواريخ.
وفي محافظة مأرب المحاذية لصنعاء، شنت الطائرات "غارات مكثفة"، وفق مصدر أمني، على مواقع وتجمعات الميليشيات التي انقلبت على الشرعية قبل أن يردعها التحالف والقوات الشرعية.
أما في محافظة تعز، فقد خاضت القوات الشرعية والمقاومة مواجهات ميدانية مع الميليشيات المدعومة من إيران على محاور عدة، ولاسيما في المدخلين الشرقي والغربي لمدينة تعز، مركز المحافظة.
وصعدت طائرات التحالف منذ أسبوع تقريبا غاراتها على مواقع المتمردين بالتزامن مع إرسال تعزيزات عسكرية إلى مأرب والجوف، تمهيدا لحسم معركة استعادة الشرعية باليمن بعد أشهر على إطلاق "عاصفة الحزم".
و دمرت مروحيات أباتشي سعودية، 7 مركبات عسكرية تابعة لميليشيات الحوثي وصالح، في منطقة حرض اليمنية.
كما دكت قوات سعودية تجمعات وخنادق قبالة محافظة الطوال بجازان، ردا على تعرض أحد مراكز حرس الحدود السعودية لإطلاق نار كثيف من مواقع جبلية داخل الأراضي اليمنية وتمت السيطرة على الوضع، وقد استشهد جندي من حرس الحدود في تبادل النار متأثرا بجروح أصيب بها.
ووصل الجنرال اليمني المحنك علي محسن الأحمر، أمس الأربعاء، على رأس قوة عسكرية ضخمة إلى محافظة مأرب (شمال شرقي صنعاء) للمشاركة في العمليات العسكرية التي يحضر لها التحالف العربي لتحرير عددا من المدن التي يسيطر عليها الحوثيون وحلفاؤهم.
وكشف مستشار وزير الداخلية السعودي، عبد الله العريفج، على حسابه بموقع "تويتر" أن الجنرال الأحمر "المطلوب الأول" للحوثي، يصل مأرب على رأس قوة عسكرية كبيرة.
وقال مصدر عسكري يمني رفيع، إن قوة عسكرية تشمل أكثر من 100 مدرعة ودبابة وناقلة جند، لدعم قوات المقاومة الشعبية الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، التي تخوض منذ أشهر، مواجهات متواصلة مع مسلحي الحوثي .
و أحبطت قوات التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، فجر أمس الأربعاء، عمليات تهريب أسلحة مضادة للطائرات عبر ميناء الحديدة غرب البلاد، والذي يسيطر عليه الحوثيون على البحر الأحمر.

المشهد السياسي

المشهد السياسي
فيما ترددت أنباء عن هروب الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح من صنعاء، وكشف مصدر مطلع أن زعيم المتمردين عبدالملك الحوثي غادر العاصمة عبر طائرة إيرانية إلى طهران برفقة السفير الإيراني ونائبه، فيما اقتربت السفن الحربية التابعة لدول التحالف من المياه اليمنية من الجهة الغربية من السواحل
ووفقاً لصحف لصحيفة عكاظ السعودية ، أثار فرار سفير إيران الهلع والارتباك في أوساط قيادات مليشيات الحوثي التي بدأ الكثير منها يغير منشوراته وتعليقاته بهدف إنقاذه وأهله، وجاء هذا الهروب بعد يومين من تمكن قيادات من حزب المؤتمر وأسرهم من الوصول إلى منفذ شحن على الحدود مع سلطنة عمان ومعهم عدد من عائلات عبدالملك الحوثي.
وعلي صعيد المشهد السيسي، أكد مصدر يمني مطلع، بأن المخلوع علي عبد الله صالح، اعترف أمام عدد من قيادات الحزب، بأنه على علم بدعم إيران للحوثيين مادياً وعسكرياً قبل دخول المتمردين إلى صنعاء.
وقال إن "المخلوع أوضح للقيادات بأنه يدرك أيضاً أن الدعم الإيراني للحوثيين ليس من أجل أمن واستقرار اليمن وإنما من أجل الإضرار بأمن واستقرار السعودية ودول الجوار"، بحسب صحيفة "عكاظ" السعودية، اليوم الخميس.
وأكد المصدر احتفاظه بتسجيل صوتي يفضح مؤامرات صالح ضد شعوب المنطقة.
ودعا المصدر الرفيع من تبقى من أعضاء حزب المؤتمر إلى جانب المخلوع بمراجعة حساباتهم والعودة إلى جادة الصواب، وإعلان التخلي عنه وعن مؤامراته التي قادت اليمن إلى التهلكة، والإسهام مع الشرفاء من أبناء اليمن في مواجهة الانقلابيين لتستقر الأمور بعد التخلص ممن قادوا اليمن إلى ما وصل إليه من قتل ودمار.

هادي في عدن

هادي في عدن
وفي سياق آخر، أعلن مدير مكتب الرئاسة الجمهوري في اليمن محمد علي مارم أن الطيران المدني سيبدأ بمباشرة رحلاته من وإلى مطار عدن بشكل دائم ابتداء من الأسبوع المقبل.
وقال لصحيفة "الرياض" السعودية "إن السلطات تعمل بشكل متسارع من أجل عودة الرئيس الشرعي والحكومة لأن عودتهم ستحقق العمل بكفاءة أكبر، ولكن في الوضع الحالي العمل يكون على مستوى المحافظات وليس على مستوى الدولة ككل".
وأكد أنهم يعملون على تأمين مكان للرئيس الشرعي والحكومة لتعود في الفترة القصيرة المقبلة التي تجدول لديهم قبل عيد الأضحى المبارك، فهم يعملون على قدم وساق لتهيئة الموقع والمكان الذي سيسكنه الرئيس اليمني والوحدة الإدارية التي سيديرها.
وأكد السكرتير الخاص لهادي أنهم يعملون على تهيئة منطقة القصر ليعود هادي وحكومته لمزاولة أعماله الرئاسية في ظل وجود خدمات كاملة، كما أن الحكومة تعمل على إعادة الحياة لشكلها الطبيعي وضم الشباب بحسب القرار الجمهوري إلى الأمن والدفاع.

المسار التفاوضي

المسار التفاوضي
وعلى صعيد المسار التفاوضي، يعقد اليوم الخميس مجلس الأمن الدولي ، جلسةً مغلقة يستمع خلالها إلى تقرير المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، حول الازمة اليمنية .  وسيستمع مجلس الامن لتقرير ولد الشيخ عبر دائرة فيديو مغلقة من الرياض , وتأتي هذه الجلسة بناءً على طلب بريطانيا المختصة بملف اليمن داخل مجلس الأمن. 
وذكرت "قناة الحدث" بأن هناك اعتقاداً سائداً داخل مجلس الأمن بأن ولد الشيخ احمد أحرز بعض التقدم لإقناع الأطراف بإجراء جولة جديدة من المحادثات، وتشير التقارير إلى أن تحسناً طرأ على مواقف ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، وأضاف نفس المصدر أن مجلس الأمن سيسأل ولد الشيخ أحمد مزيدًا من التفاصيل حول خططه لعقد هذه الجولة الجديدة من المفاوضات، وكيف يمكن للمجلس أن يساعده في جهوده الرامية لتنظيم مثل هذه الجولة، مشيرة إلى أن بعض الأعضاء يريدون أن يقوم مجلس الأمن برمته بزيارة المنطقة، في حالة بدء جولات المحادثات بين الطرفين. 
وبينما كان مجلس الأمن الدولي قد أصدر قراراً تحت الفصل السابع ملزماً للحوثيين وقوات صالح بالانسحاب من المدن والمؤسسات وتسليم السلطة وإعادة أسلحة الجيش فقد دلل صمت دول المجلس وردود فعلها الباهتة على هذه الحرب في رأي محللين على قناعة بعض الدول بأن الضغط العسكري على الحوثيين وصالح قد يؤدي إلى إجبارهم على تنفيذ القرار 2216 وبالتالي إنهاء معاناة اليمنيين جراء هذه الحرب.
وعلى النقيض من هذا فإن الأمم المتحدة ممثلة بأمينها العام ومبعوثه إلى اليمن تركز على استخدام الأزمة الإنسانية التي خلفتها الحرب كوسيلة ضغط أخلاقية لإنهاء الصراع، ولعل هذا هو ما حدى بولد الشيخ أحمد إلى الإعراب عن امتعاضه الشديد من إقدام قوات التحالف العربي على إرسال تعزيزات عسكرية إلى اليمن، حيث قال في منشور له على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي إن "اليمن يحتاج إلى مساعدة للخروج من الازمة لا إرسال مزيد من القوات".
كما انتقد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، على لسان المتحدث باسمه استيفان دوغريك إعلان قطر إرسال نحو ألف من قواتها، للمشاركة في العمليات العسكرية حيث قال إنه "يرى أن الحل ليس من خلال إرسال مزيد من القوات، بل التوصل إلى حل سياسي للأزمة".

الحضور الإيراني:

الحضور الإيراني:
وعلى صعيد الحضور الإيراني في الازمة اليمنية، زعم العميد رونده، مستشار قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، أن انتهاء الحرب في اليمن يعتبر نهاية عمر النظام السعودي في المنطقة.
وأضاف مستشار سليماني، الذي كان يتحدث في حفل لتكريم أهالي قتلى الحرس الثوري الإيراني في كل من سوريا والعراق، أن التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن، هو الخاسر الأكبر في هذه الحرب، لأنهم لا يستطيعون مواجهة إرادة الشعب اليمني ولو اجتمعت كل جيوش العالم معهم، حسب زعمه.
وادعى "رونده" أن "الشعب اليمني يسير خلف قيادة مرتبطة بالثورة الإيرانية التي فشلت أمريكا وحلفائها منذ ثلاثة عقود في إسقاطها"، في إشارة إلى جماعة الحوثي وحليفها المخلوع علي عبد الله صالح.
وهاجم "رونده" الدول التي تدعم المعارضة في سوريا، حيث وصفهم بـ" أعداء الثورة الإيرانية في المنطقة" وقال: "السعودية وقطر بجانب الدول الأوروبية اتخذوا مواقف عدائية تجاه النظام السوري للضغط على إيران، وهذه المواقف المتشددة من قطر والسعودية تجاه النظام في سورية ندرك جيدا بأنها تستهدف في المقام الأول طهران قبل دمشق".

المشهد اليمني:

المشهد اليمني:
اقتربت الحسم  في اليمن، فبعد أشهر على انطلاق العمليات الرامية للتصدي لميليشيات الحوثي وصالح التي سعت إلى الانقلاب على الشرعية في اليمن، نجحت القوات الشرعية، بدعم من التحالف، في ردع المتمردين وتحرير محافظات عدة من البلاد، ويقترب من تحرير صنعاء.
 ويبدو واضحًا أن الطريق بالنسبة للحوثيين أصبح مغلقا لتحقيق أي حالة توازن على الأرض، فضربات التحالف العربي وتقدم المقاومة فرضا موازين جديدة، ومن أهم هذه التطورات الحديث اليوم للتوجه نحو العاصمة صنعاء، الأمر الذي تحضر له وبشكل متقن المقاومة الشعبية لتكون مأرب نقطة البداية لنهاية الحوثيين.

شارك