محاولات دولية لحل الأزمة السورية سياسيًا.. وروسيا تنتقد ازدواجية المعايير
الأحد 13/سبتمبر/2015 - 10:56 م
طباعة


تصاعد المعارك فى سوريا
بالتزامن مع احتداد المعارك بين عناصر الجيش السوري والجماعات المسلحة وفصائل المعارضة، تجري محاولات دولية وعربية لحل الأزمة سياسيا، في ظل الانتقادات الروسية بسبب استمرار استبعاد التعاون والتنسيق مع الجيش السوري لملاحقة داعش والجماعات الارهابية في سوريا.
وفي الوقت نفسه من المنتظر أن يقدم المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا خطته لإنهاء الأزمة السورية على وزراء الخارجية العرب، وذلك على هامش أعمال الدورة العادية الرابعة والأربعين بعد المئة لمجلس الجامعة العربية.
يأتي ذلك في الوقت الذى تصاعدت فيه المعارك في الغوطة الشرقية بالقرب من سجن دمشق المركزي، بعد أن صعد الجيش من عملياته وسيطرته على مساحات إضافية في مدينة الزبداني غرب دمشق، بعد الكشف عن تقدم وحدات من الجيش السوري بالتعاون مع قوات من حزب الله لمواقع جديدة في مدينة الزبداني شمال غرب مدينة دمشق بالقرب من الحدود اللبنانية على حساب قوات المعارضة المسلحة.
ونقلت وكالات الأنباء عن نشطاء ميدانيين أن الاشتباكات المستمرة بين الطرفين منذ 4 أيام أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 28 من المسلحين، ومقتل وجرح نحو 20 عنصرًا من قوات الجيش السوري.

لافرورف
من ناحية أخرى أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن القوة العسكرية الأكثر فاعلية على الأرض في سوريا هي قوات الجيش الحكومية، واصفا الحديث عن عدم إشراكها في الحرب على تنظيم "داعش" بـ"الهراء"، متسائلا من حديث الغرب عن ترحيبه بإسهامات روسيا أو أي دولة أخرى في الحرب ضد "داعش" إذا لم يعزز هذه الإسهامات موقف الرئيس السوري بشار الأسد.
أكد لافروف بقوله "هل يريد الجميع أن تعلن روسيا عن أنها ستقصف الإرهاب في سوريا دون إذن من رئيس هذه الدولة؟، موضحا أن ازدواجية معايير دول تشارك في التحالف الدولي ضد "داعش" مثل أستراليا وبريطانيا وفرنسا إذ نفذت ضربات جوية ضد "داعش" في العراق بعد أخذ الموافقة من بغداد في حين أنها لم تفعل ذلك في الحالة السورية، وتساءل: "لماذا هذه اللعبة التي لا تعترف بالشرعية".
شدد لافروف على أن الغرب يعترف بشرعية الأسد عندما يكون ذلك في صالحه، فحينما طفت مسألة تدمير الأسلحة الكيماوية السورية اعترف بالشرعية التامة للأسد وبانضمامه إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية ورحب بذلك من خلال قرارات مجلس الأمن الدولي، حيث مر عام بعد ذلك ولم يعد الأسد شرعيا لأن تهديد المواد والأسلحة الكيماوية زال، مؤكدا أن هذا التصرف لن يأتي بالنتيجة التي يعول عليها الجميع، لأن الحرب على الإرهاب تصبح أكثر فاعلية عندما تكون منسقة وغير متحيزة ومن دون معايير مزدوجة وإعادة ترتيب للأولويات".
نوه لافروف إلى أن جميع الشركاء الغربيين ودون استثناء يقولون إنهم يدركون جيدا ما هو الخطر الحقيقي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مقرين بأن هذا الخطر ليس نظام بشار الأسد بل "داعش"، مضيفا بقوله "طالما أن الجميع يعترف بذلك، علما أن بعضهم يهمس به وغير قادر على الإفصاح به علنا، إذا يجب أن تكون هذه الحقيقة عمليا على أرض الواقع".
ركز لافروف على أن الغرب ينصت جيدًا للمقترحات الروسية، لكن التحيز لإسقاط النظام في سورية والذي أعلن عنه منذ عدة سنوات لا يسمح له الآن بتغيير موقفه هذا خوفا من فقدان ماء وجهه، موضحا أن العديد من السياسيين في الغرب ينظرون إلى الناخبين وكيف سيفهم الناخبون هذا الإجراء أو ذاك، وقال إن السياسيين حصروا أنفسهم في زاوية ضيقة عندما قالوا: "لا مكان لبشار الأسد في مستقبل سوريا، نحن لن نجلس معه إلى طاولة واحدة ولن يجمعنا معه أي شيء مشترك".
وعلى صعيد ردود أفعال الدول الاوروبية للأزمة السورية، كشفت تقارير اليوم عن بدء سلاح الجو الفرنسي القيام بالقيام بعمليات استطلاعية فوق الأراضي السورية، فيما أكدت لندن استعدادها لشن مزيد من الغارات على مواقع تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا.

دي ميستورا
تأتى هذه الخطوة بعد أن منح الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الضوء الأخضر لوزير دفاعه جان إيف لودريان، للبدء في عمليات استطلاع جوي فوق سوريا لضرب "داعش"، مؤكدا أن بلاده لن تتدخل بريا في سوريا.
وفى استطلاع حديث له، كشف المعهد الفرنسي للرأي العام إن أكثر من نصف الفرنسيين عبروا عن استعدادهم لتأييد فكرة اشتراك قوات بلادهم المسلحة في عملية برية دولية بسوريا لمجابهة تنظيم "داعش".، ونشرت صحيفة "جورنال دو ديمانش" دراسة أجراها المعهد حول مسألة "مشاركة فرنسا التحالف الدولي في عملية برية ضد تنظيم "داعش" في سوريا" أجاب 56% من الذين استطلعت آراؤهم بالتأييد، فيما عارض 43% منهم هذه الخطوة وامتنع 1% عن إبداء الرأي.
أظهر الاستطلاع أيضا أن الغالبية وبنسبة 58% أيدوا "إمكانية تحقيق نصر عسكري" على داعش، فيما شكك 40% من المشاركين في الاستطلاع إمكانية هزيمة التنظيم بقوة السلاح، وامتنع 2% عن التصويت، كما يعتقد أقل من نصف الفرنسيين من المستطلعة آراؤهم بنسبة 48% أن السيناريو العسكري هو الطريق الوحيدة للخروج من الأزمة السورية، فيما أيد 50% منهم مقولة أن الخيار العسكري "ربما لا يمثل الطريقة المثلى لحل النزاعات"، وامتنع 2% عن المشاركة في التصويت.
بينما أعلن رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي أن بلاده لن تشارك في الغارات الجوية للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، ضد مواقع "داعش" في سوريا.

الجيش السوري يواصل تقدمه
وقال رينزي الذي تطرق للسياسة الخارجية "إن إيطاليا لن تشارك في الغارات الجوية لقوات التحالف الدولي لمحاربة "داعش" في سوريا، بعكس قرار كل من فرنسا وبريطانيا"، موضحًا أن المجتمع الدولي بحاجة إلى مشاريع طويلة الأجل فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، وبعض المبادرات أو الأفعال قد لا تفضي الى نتائج سليمة، على سبيل المثال، هل كانت الإطاحة بمعمر القذافي فكرة جيدة؟، لست واثقًا من ذلك، بالطبع كان ديكتاتورا خطيرا للغاية، ولكن يجب توخي الحكمة والحذر قبل اتخاذ أي قرار في السياسة الخارجية".
بينما دعا وزير الخارجية النمساوي سيباستيان كورتس الغرب إلى إشراك روسيا وسوريا وايران في الحرب ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.