الصحف الإنجليزية والقضية الفلسطينية: الأوبزرفر داخل شبكة الأنفاق في غزة

الأحد 03/أغسطس/2014 - 02:29 م
طباعة الصحف الإنجليزية
 
ما زالت الصحف البريطانية مهتمة بشكل كبير بتطورات الأحداث في غزة سواء في نسخها الإلكترونية أو الورقية ومن بين أولوياتها الواضحة شرح طبيعة الصراع طويل الأمد في هذه المنطقة.
جريدة الأوبزرفر نشرت موضوعا تحت عنوان

"داخل شبكة أنفاق حماس: إسرائيل تعاني أساليب جديدة للحرب في غزة"

داخل شبكة أنفاق حماس:
وتقول الصحفية بالجريدة هارييت شيروود: إن قادة الجيش يرسلون الجنود إلى داخل عشرات الأنفاق التي يتم اكتشافها لتدميرها، لكنها تتساءل: لماذا سكتت الاستخبارات الإسرائيلية طوال العامين الماضيين إن كانت تعلم بوجود هذه الأنفاق؟
وتبدأ شيروود بوصف هذه الأنفاق موضحة أن مدخل النفق يكون غالبا داخل منزل ويكون عبارة عن فجوة مثل البئر تنحدر بشكل رأسي ولعشرات الأمتار قبل أن يستوي النفق بشكل أفقي، مع وجود دعامات خرسانية وأسلاك كهربائية ويكون قطر النفق مترا واحدا أو يزيد قليلا حتى يصل إلى 2.5 أمتار في أقصى الحالات ليسمح بمرور شخص يحمل كما من الأسلحة.
وتقول شيروود: إن شبكة الأنفاق تصل في بعض الأحيان إلى عمق 30 مترا تحت سطح الأرض، وتمتد مسافة تتراوح ما بين كيلو متر واحد إلى 3 كيلو مترات، ولكل منها مداخل عدة وتفرعات، كما تتداخل الأنفاق فيما بينها لتكون شبكة كبيرة من الطرق تحت الأرض، كما يوجد داخلها تبات ترابية تستخدم كنقاط تحكم ومخازن للأسلحة ومناطق آمنه لبعض قيادات الحركة في بعض الأوقات.
وتضيف شيروود: إن ضخامة وتعقيد شبكة الأنفاق والهجمات التي تشن منها ضد الجنود أصاب قادة الجيش والحكومة في إسرائيل بالصدمة. 
ورغم ذلك تؤكد مصادر إسرائيلية أن الجيش يحقق تقدما جيدا في تدمير الأنفاق، ويقترب من إنجاز هدفه المحدد مسبقا بالتخلص منها.
وتنقل شيروود عن ايدو هاشت المحلل العسكري في وزارة الدفاع الإسرائيلية قوله: "هناك 3 أنواع من الأنفاق في غزة: الأول يستخدم للتهريب بين مصر والقطاع عند رفح، والثاني أنفاق دفاعية داخل غزة ويستخدم لحفظ الأسلحة وكنقاط تحكم وسيطرة، والثالث هو الإنفاق الهجومية وهذا النوع الذي يوجد على الحدود بين القطاع وإسرائيل".
وتقول شيروود: إن الجيش الإسرائيلي عثر حتى الآن على ما يتراوح بين 32 إلى 35 نفقا هجوميا قام بتدمير نصفها، لكن قادة الجيش يعتقدون أن هناك نحو 40 نفقا بشكل إجمالي من هذا النوع.

صانداي تليغراف: دروس من التاريخ

مارتن فان كريفيلد
مارتن فان كريفيلد
صانداي تليغراف نشرت موضوعا لأستاذ التاريخ في الجامعة العبرية في القدس مارتن فان كريفيلد تحت عنوان "دروس من التاريخ" 
"يجب أن تدرك حماس وإسرائيل أن أيا منهما لن يفوز بالصراع في غزة".
تقول الجريدة: إن التاريخ يؤكد أن جميع الصراعات العسكرية لا بد أن تنتهي بالتفاوض.
ويوضح فان كريفيلد أن إسرائيل أكدت مع بدء العمليات العسكرية الأخيرة أنها ستضع مزيدا من الضغط العسكري على حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وبشكل متزايد، بمعنى أن العملية العسكرية ستتطور حسب الحاجة.
ويقول: إن هذه التأكيدات الإسرائيلية جعلت الموقف جليا، خصوصا في نقطتين رئيستين، هما أن الصراع سيكون طويلا، وأن تحديد الرابح سيعتمد على من يصرخ أولا طلبا للغوث.
والنقطة الثانية حسب فان كريفيلد هي أن حماس كانت تبدو الأقرب للانتصار ليس لأنها ستتمكن من سحق عدوها وفرض شروط المنتصر، لكن لأنها صغيرة الحجم وضعيفة مقارنة بالجيش الإسرائيلي، وبالتالي فإن أي نتائج ستحصل عليها من المفاوضات ستعد نصرا كبيرا دون شك.
ويضيف فان كريفيلد أنه بعد 3 أسابيع من العمليات العسكرية فإن إسرائيل ترى أنها حققت تقدما جيدا؛ حيث يعاني سكان القطاع من أزمات خانقة لكنها ليست كافية ليقوم سكان القطاع بالانقلاب على حكومة حماس والثورة ضدها.
ويوضح أن حماس ربما تكون بالفعل قد خسرت مئات من عناصرها القتالية، لكن ذلك يبدو أنه ثمن تستطيع الحركة أن تتحمله، ولم يظهر أنها تأثرت حتى ولو قليلا بهذا الأمر "بل على العكس تبدو الحركة أكثر تصميما على استكمال المعركة بحيث إنه في كل مرة تقبل إسرائيل بوقف إنساني لإطلاق النار كانت حماس تنتهكه خلال ساعات".
ويقول فان كريفيلد: إن هذا الأمر لا يترك لإسرائيل سوى خيارين اثنين: الأول هو أن تصعد عملياتها العسكرية باتجاه احتلال كامل لكل قطاع غزة أو على الأقل بعض المدن الرئيسة، بحيث تتمكن من هدم شبكات الأنفاق وهو الخيار الذي يدعمه المتشددون في إسرائيل منذ البداية، لكنه خيار صعب ومكلف من نواح عدة مثل ارتفاع عدد القتلى والمصابين وربما المفقودين، علاوة على أنه سيتطلب وقتا طويلا.
الخيار الثاني حسب فان كريفيلد هو الانتظار وعدم التقدم حيث يتم التركيز على الأنفاق التي تربط القطاع بإسرائيل؛ لأنها تمثل الخطر الأكبر، وبعد الانتهاء من هذا الخطر يمكن لإسرائيل الانسحاب من القطاع وإعلان وقف لإطلاق النار بشكل أحادي الجانب.
ويقول فان كريفيلد: إن هذا الخيار سيكون أقل كلفة من النواحي العسكرية والسياسية، لكن ليس من المؤكد أن تلتزم حماس بوقف إطلاق النار.

أيام دموية

أيام دموية
جريدة الإندبندنت اون صانداي نشرت مقالا لباتريك كوبيرن تحت عنوان:
 "الصراع في غزة: ماذا حققت إسرائيل في 26 يوما دمويا؟".
ويقول كوبيرن: إن العالم يركز على غزة لكن النظرة الدولية للصراع الآن تتلخص في أن حماس أكثر قوة مما كان يعتقد كثيرون، وأن الدولة العبرية تبدو متقلبة وبلا شفقة.
ويتساءل ماذا جنت إسرائيل بعد 26 يوما من القصف الدموي للقطاع بحيث أصبحت غزة مدمرة بشكل كبير؟
الاجابة ترد من كوبيرن أيضا، قائلا: "هو نفس ما تم في العمليات العسكرية الإسرائيلية السابقة سواء ضد القطاع أو في جنوب لبنان، حيث تم استخدام قوة نيرانية كبيرة لإيقاع خسائر ضخمة في الطرف المعادي لكن النسبة الأغلب من الضحايا والمصابين هي من المدنيين".
ويخلص كوبيرن إلى أن القيادة الإسرائيلية تكتشف الآن عن أن تفوقها العسكري فاشل وغير مجد في تحقيق مكاسب سياسية؛ لدرجة أن الفلسطينيين وفي هذه الحالة حماس على وجه الخصوص يبدون أكثر قوة مما كانوا عليه قبل شهر من الآن.
ويوضح كوبيرن أن القضية الفلسطينية عادت من جديد إلى موقع بؤرة الاهتمام الدولي بعدما فقدت هذا الاهتمام منذ بدء الربيع العربي، وبعدما كانت معاناة 4 ملايين فلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية بعيدة عن أنظار العالم هاهي تعود إلى الصدارة.
ويستشهد كوبيرن بمقولة أحد كتاب القرن الثامن عشر: "إن كل الأحزاب السياسية تموت بسبب ابتلاع كل أكاذيبها"، موضحا أن نقطة الضعف الأكبر في الإسرائيليين هي أنهم يصدقون وسائل إعلامهم بشكل كبير، بما في ذلك الدعاية السياسية التي تبثها.
ويختم موضحا أن الإسرائيليين نتيجة تلك الدعاية لا يرون الحقيقة الوحيدة الواضحة منذ 1967 وهي أنهم لن يتمكنوا من العيش بسلام دائم، طالما احتلوا الضفة الغربية وحاصروا قطاع غزة.

شارك