مخاوف من تراجع ألمانيا عن احتضان اللاجئين.. وبريطانيا تتخذ خطوات جديدة
الإثنين 14/سبتمبر/2015 - 08:45 م
طباعة


المانيا واللاجئين ...دعم ام تقييد
زيادة الرقابة على الحدود الالمانية خطوة اعتبرها مراقبون تراجعًا من السلطات الالمانية عن قرارها السابق باحتضان اللاجئين السوريين، في ظل فرار مئات الالاف من الاشخاص إلى اوروبا هربا من جحيم الحرب السورية، إلا أن المانيا بدأت فى التأكيد على ان مواقفها لن تتغير، والمساعدة لن تتوقف، فى الوقت الذى أعلنت فيه بريطانيا عن تعيين مبعوث خاص بشئون اللاجئين السوريين، واتخاذ خطوات جادة نحو استضافة أكثر من 20 ألف لاجئ سوري.
من جانبه أعلن شتيفن زايبرت المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن إعادة عمليات المراقبة لا يعني أن ألمانيا تغلق حدودها أمام طالبي اللجوء مشيرا إلى أن برلين ترغب في جعل العملية "أكثر انضباطا"، خاصة وأن عمليات المراقبة المؤقتة على الحدود لا تعني إغلاقا لهذه الحدود، إنها أمر مختلف تماما"، واللاجئين سيواصلون المجيء إلى ألمانيا.
شدد على أن إعادة فرض المراقبة على الحدود أمس الأحد يعود أولا لأسباب أمنية، من أجل أن تعرف السلطات عن "كل شخص يدخل من هو وما هي مواصفاته، مضيفا بقوله " هناك أمر واضح هو أن مبادئنا الأساسية لا تتغير، نواصل التحرك بدافع الإنسانية، بدافع حق الملاحقين لأسباب سياسية ولاجئي الحرب في الحماية في ألمانيا".

مخاوف من تراجع دعم اللاجئين
يأتي ذلك فى ظل تقارير تشير إلى أن كل شخص أجنبي يطلب اللجوء في ألمانيا سيتم عمليا التكفل به وتسجيله وتأمين ملجأ استقبال أولي له، مثلما كانت الحال قبل فرض الرقابة على الحدود، حيث تأمل السلطات في أن تتيح إجراءات المراقبة بتوجيه سيل اللاجئين بشكل أفضل وعدم مواجهة نقاط احتقان ولاسيما في مدينة ميونيخ التي تهافت إليها عشرات آلاف الأشخاص منذ عشرة أيام.
وتأتى هذه التطورات، في ظل انتقادات استهدفت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل لانتقادات بعد فرض الرقابة على الحدود وهو ما اعتبره بعض المراقبين "تغييرا مفاجئا" في موقفها من أزمة اللاجئين، بحيث "انتقلت من سياسة اليد الممدودة إلى الحزم".
وأشارت مجلة "دير شبيجل" الحلم الجميل انتهى، بعدما حاولت ألمانيا ومستشارتها على مدى أسبوعين أن تكون مثالا لسائر دول العالم عندما فتحت حدودها بالكامل أمام طالبي اللجوء.
بينما أشارت صحيفة "زودويتشه تسايتونج" أن المستشارة الألمانية "ما كان يجب أن تغير سياستها بهذا الشكل المفاجئ"، حول مسالة اللاجئين، وكان على ميركل أن "تقر أنها أساءت تقييم الوضع سياسيا أكثر من أي وقت مضى".
كما تعرضت ميركل في نهاية الأسبوع الماضي إلى انتقادات رؤساء حكومات الولايات الألمانية، الذين أعربوا جميعهم ومن بينهم أعضاء حزبها عن أسفهم لعدم الإعداد المسبق لسياسة فتح الأبواب أمام اللاجئين في الأسابيع الماضية مما أدى إلى اكتظاظ مراكز الاستقبال.

كاميرون في زيارة للمخيمات
على الجانب الآخر قام رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون بزيارة قصيرة الى لبنان، اجتمع خلالها بنظيره اللبناني تمام سلام وتفقد مخيمات اللاجئين السوريين في منطقة البقاع غادر بعدها الى الأردن، واطلع رئيس الحكومة البريطانية على الكيفية التي تستخدم بها المعونات التي تقدمها بلاده للاجئين، وصرح بقوله "أردت أن أرى واسمع بنفسي قصص هؤلاء اللاجئين."
شدد كاميرون بقوله "أريد أن اركز النظر على الطرق التي نتمكن بها من مساعدة اللاجئين السوريين هنا في لبنان وفي الاردن، وكيفية ثنيهم عن ركوب المخاطر والتوجه الى اوروبا، عوضا عن ذلك، سنختار من سكان هذه المخيمات ونرحب بهم في المملكة المتحدة".
كما أعلنت الحكومة البريطانية عن تعيين النائب ريتشارد هارينجتون في منصب مساعد لوزير الخارجية لشؤون اللاجئين السوريين، حيث سيكون مسؤولا عن تنسيق العمل داخل الحكومة لإعادة ايواء ما يصل إلى 20 الف لاجئ سوري في المملكة المتحدة وكذلك تنسيق المساعدة الحكومية للاجئين السوريين في المنطقة".
يُذكر أن بريطانيا استقبلت 216 لاجئا سوريا العام الماضي ومنحت حق اللجوء الى قرابة خمسة الاف اخرين منذ بدء النزاع في 2011 وهو رقم اقل بكثير مقارنة بدول أوروبية اخرى مثل فرنسا والمانيا والسويد.

كاميرون ينصت لمطالب اللاجئين
من جانبها دعت منظمة التعاون الاسلامي الأمم المتحدة ببحث انشاء قوة لحفظ السلام لسوريا التي تمزقها الحرب من اجل الحد من تدفق اللاجئين الذي اعتبرت انه يزعزع الاستقرار في المنطقة، وناشدت المنظمة التي تضم 57 دولة في اجتماع طارئ، مجلس الامن الدولي "التحرك على نحو عاجل وذلك بدراسة إطلاق عملية أممية متعددة الأبعاد لحفظ السلم في سوريا تمهيدا لاستعادة الأمن والاستقرار في البلاد".، كما دعت "المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن، على استئناف البحث، فورا وعلى وجه السرعة، عن حلول سياسية سريعة للنزاع السوري".
أكدت المنظمة أن أكثر من نصف أعضائها لم يوقعوا على اتفاقية الأمم المتحدة للاجئين وحثتهم على ذلك، حيث لم تنضم أي من دول الخليج إلى الاتفاقية التي تحدد معايير التعامل مع النازحين إلى بلدان أخرى وحقوقهم، وتعتبر دول الخليج من ألد أعداء النظام السوري، حيث وفرت التمويل والأسلحة لمجموعات معارضة تقاتل نظامه.