بعد شهرين من زعامة "طالبان".. "أختر" يدشن أولى عملياته بدموية تطلق مئات المتشددين
الإثنين 14/سبتمبر/2015 - 09:16 م
طباعة
حاول الملا أختر منصور زعيم حركة "طالبان" الذي يواجه تحديات كبيرة منذ توليه زعامة التنظيم الإرهابي، خلفاً لسابقة الملا مختار عمر، إثبات وجوده، بتنفيذ أول عملية نوعية، حيث قامت مجموعة من عناصر التنظيم "الانغماسيون" – كوماندوز - بتحرير مئات المعتقلين الذين يشتبه بأنهم مقاتلون، اليوم (الاثنين) بعد هجوم دموي على سجن بوسط البلاد، وبفضل نفق بطول كيلومتر حُفر منذ عدة أشهر لتسهيل عملية الفرار الجماعية.
ويواجه أختر انتقادات عنيفة، خاصة من قبل أسرة الملا مختار عمر، إلى جانب تصاعد نفوذ التنظيم الإرهابي "داعش" في أفغانستان وبدأ حدوث انشقاقات في صفوف التنظيم، وهو ما اعتبره مراقبون بداية لانهيار التنظيم الذي ظل يقاتل قوات حلف شمال الأطلسي لسنوات، وكبده العديد من الخسائر في صفوف قواته ومعداته.
عملية "طالبان" الإرهابية، التي استهدفت سجن بولاية غزنة، تشبه بقدر كبير عملية مماثلة تمت في 2011 حين قامت عناصر من التنظيم، بتحرير 500 مقاتل في ولاية قندهار "جنوب"، معقل التمرد المسلح وهو ما وصفته السلطات المحلية آنذاك بأنه "كارثة" أمنية.
تفاصيل العملية، حكاها مساعد حاكم ولاية "غزنة"، محمد علي أحمدي، لوكالة "فرانس برس" إن عناصر التنظيم قامت في وقت باكر صباح اليوم الأثنين بمهاجمة سجن غزنة حيث فجروا أولاً سيارة مفخخة أمام البوابة ثم أطلقوا صاروخ ار بي جي قبل أن يقتحموا السجن، وأن 352 معتقلاً على الأقل لاذوا بالفرار فيما أعلنت وزارة الداخلية أن العدد يقارب الـ 400 بدون أن تتمكن من توضيح هوية المعتقلين الذين تم تحريرهم.
وأشار مسؤولون آخرون إلى أن هذا الهجوم الواسع النطاق أوقع أربعة قتلى من عناصر الشرطة الأفغانية وسبعة جرحى، بينما أوضح مسؤول المستشفى المدني باز محمد همت، في غزنة أن 14 جريحاً هم 10 عناصر من الأمن وأربعة سجناء نقلوا إلى المستشفى للعلاج.
وتبنَىت حركة "طالبان" الهجوم مؤكدة نقل عشرات المعتقلين إلى مناطق خاضعة لسيطرتها، وقال الناطق باسم الحركة، "نفذت هذه العملية الناجحة في وقت مبكر الأثنين"، مشيراً إلى أن السجن سقط تحت سيطرة المتمردين في ختام ساعات من المعارك، وأن المعتقلين كلهم من المتمردين، بينهم مئة قائد بحسب التمرد الإسلامي، سلكوا بعدها نفقاً "بطول كلم" حفروه على مدى "خمسة أشهر" بهدف الفرار من السجن.
وتابع: "في هذه العملية أطلقت سراح 400 شخص من مواطنينا، كلهم أبرياء، ونقلوا إلى مناطق خاضعة لسيطرة المجاهدين"، وهذا الفرار الجماعي يأتي في وقت كثف فيه المتمردون هجماتهم ضد القوات الحكومية والأهداف الأجنبية على أمل ترسيخ سلطة قائدهم الجديد الملا اختر منصور الذي لم يحظ تعيينه سريعاً بإجماع ضمن التمرد، بحسب ما يرى محللون.
وأمام هذا الغضب، دعا الملا منصور عدة مرات إلى "الوحدة" في صفوف طالبان التي أطلقت محادثات سلام مع الحكومة الأفغانية تحت اشراف باكستان مع شن هجوم صيفي عنيف جداً في كل أنحاء البلاد.
وأبقى الملا منصور نواياه بالنسبة لمحادثات السلام غامضة داعياً قواته إلى عدم تصديق "دعاية العدو" حول هذه المفاوضات فيما شنت طالبان سلسلة هجمات دامية في وسط العاصمة كابول.
والرئيس الأفغاني أشرف غني الذي نأى بنفسه عن سياسة سلفه حميد كرزاي عبر بدء تقارب مع باكستان في محاولة لإقناع المتمردين بالانضمام إلى عملية السلام، اتهم منذ بدء الهجمات في كابول، إسلام اباد بأنها مرتبطة بموجة العنف هذه وهو ما نفته السلطات الباكستانية.
وفي باكستان المجاورة، أطلقت حركة طالبان المحلية سراح مئات المتمردين في السنوات الأخيرة في هجمات منظمة ضد سجون في شمال غرب البلاد بالقرب من الحدود مع أفغانستان.