دعم دول القوقاز وسوريا عسكريًّا.. روسيا تعلن الحرب على "داعش"

الثلاثاء 15/سبتمبر/2015 - 01:35 م
طباعة دعم دول القوقاز وسوريا
 
باتت روسيا مهدّدة، كباقي الدول سواء في الغرب أو الشرق، بخطر تنظيم «داعش» وغيره من التنظيمات الإرهابية العاملة في العراق وسوريا وغيرهما من بلدان الشرق الأوسط. وتعجّ الصحف الروسية، هذه الأيام، بالكثير من الجدل والنقاش حول هذه الظاهرة وتداعياتها على المجتمع الروسي نفسه. فهذا التهديد لا يقتصر على احتمال ارتكاب مثل هذه التنظيمات لعمليات إرهابية داخل الأراضي الروسية فحسب، بل انضمام الشباب من روسيا، وتحديداً من القوقاز الروسي، إلى تنظيم «داعش» للحرب في سوريا والعراق. ولا بد من ملاحظة أن هؤلاء الشباب ينتمون إلى المسلمين الروس من الشيشان وداغستان على وجه الخصوص. ولكن الجديد في هذا الموضوع، هو انضمام بعض أبناء القومية الروسية إلى صفوف التنظيمات الإرهابية المُحاربة في الشرق الأوسط. 

قلق روسي

قلق روسي
وقد عبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء 15-9-2015، عن قلقه إزاء انضمام روس إلى صفوف التنظيمات الإرهابية، قائلا إنه يشعر بالقلق من احتمال عودة مواطنين روس قاتلوا مع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) إلى البلاد.
وقال بوتين خلال قمة منظمة "معاهدة الأمن الجماعي" التي عقدت اليوم "الثلاثاء" في العاصمة الطاجيكية دوشنبيه: "إن موسكو تدعم الحكومة السورية في مواجهة العدوان الإرهابي، وتقدم الدعم العسكري اللازم لها، وإنها ستواصل تقديم هذا الدعم".
وأعرب عن قلق موسكو إزاء إمكانية عودة مسلحي داعش إلى أوطانهم، بعد أن تلقوا التدريب الأيديولوجي والعسكري في الشرق الأوسط.
وأردف قائلا: "إن مسلحين من دول كثيرة في صفوف هذا التنظيم ومنها دول أوروبية ودول سوفيتية سابقة يتلقون التدريب الأيديولوجي والعسكري، ونحن قلقون جراء إمكانية عودتهم إلى أراضينا".
ودعا الدول الأخرى للانضمام إلى الموقف الروسي، مشيرًا إلى أن نشاط تنظيم "داعش" الإرهابي خرج بعيدًا عن حدود العراق وسوريا؛ حيث يقوم أفراده بتنفيذ إعدامات جماعية ويثيرون الفوضى والفقر في صفوف شعوب كاملة، ويدمرون الآثار الثقافية والمقامات الدينية المقدسة.
وأضاف أنه "لولا دعم روسيا لسوريا، لكان الوضع فيها أسوا مما هو عليه في ليبيا وكان عدد اللاجئين أكبر".
وكرر الرئيس الروسي ما سبق أن أعلنه الأسبوع الماضي من أن الرئيس السوري بشار الأسد مستعد لإشراك "القسم السليم والمتعقل" من المعارضة في إدارة الدولة، ومواجهة الإرهاب في المقام الأول.
وقال بوتين: إن تنظيم "داعش" الإرهابي يطمع في السيطرة على كل من مكة والمدينة والقدس ويهدد أوروبا وروسيا، معربًا عن قلق بلاده من جراء طموحات ومطامع "داعش".

روس في "داعش"

روس في داعش
ويعتبر تنظيم "الدولة الإسلامية" اليوم واحدًا من أخطر التهديدات التي تواجه الأمن العالمي، فقد تمكن في غضون ثلاث سنوات، من السيطرة على مناطق واسعة من العراق وسوريا، بالإضافة إلى محاولاته بسط نفوذه على دول شمال إفريقيا، وخاصة ليبيا.
ويضم التنظيم في صفوفه حسب آخر التقديرات ما بين 50 إلى 200 ألف مسلح تدفقوا من أكثر من 80 دولة، من ضمنها روسيا، وخاصة من جمهوريات شمال القوقاز كالشيشان وداغستان. وخلال الأعوام الأخيرة، تم القبض على العشرات من المواطنين الروس، على الحدود التركية السورية، أثناء محاولتهم عبورها للالتحاق بصفوف "داعش" في العراق وسوريا.
كشف مركز مكافحة الإرهاب في رابطة الدول المستقلة- وهي منظمة إقليمية أوروبية-آسيوية، عن وجود 5 الآف مقاتل روسي في صفوف تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا والعراق.
ونقلت وكالة أنباء "انترفاكس" الروسية، تصريحات مدير المركز الذي أكد على أن عدد الروس في صفوف تنظيم "داعش" 5000 شخص أغلبهم من منطقة شمال القوقاز والذين يعتقد أنهم توجهوا إلى سوريا.
وأضاف أن أجهزة الاستخبارات أفادت بأن 2000 شخص يحملون جواز سفر روسيا انضموا للقتال في صفوف تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا والعراق.

"داعش" في القوقاز

داعش في القوقاز
وفي يونيو 2015، أعلن مسلحون إسلاميون في أربع من جمهوريات القوقاز الروسية مبايعتهم تنظيم الدولة الإسلامية؛ مما أثار مخاوف جديدة من تعاظم نفوذ الجماعة الجهادية وسط جيل الإسلاميين الشباب في المنطقة.
وأوضح المتحدث باسم "ولايات القوقاز" أن الولاية الجديدة لـ "الدولة الإسلامية"، تضم كلا من "الشيشان"، "أنغوشيا"، "داغستان"، "كوبيكا"، وجميعها تحيط بروسيا.
ودعا جميع المسلمين حول العالم إلى مبايعة "أبو بكر البغدادي"، مضيفًا: "الحق أصبح بيننا كالشمس في رابعة النهار، وأعمى البصيرة هو فقط من يعجز عن رؤيته".
وفي تسجيل صوتي بُث على موقع يوتيوب، باللغتين العربية والروسية بعنوان "أعلن مجاهدو ولاية القوقاز في بيان لهم، بيعة خليفة المسلمين أبي بكر البغدادي وانضمامهم إلى الدولة الإسلامية"، وأنه "طاعة لأمر الله.. نعلن مبايعة الخليفة إبراهيم بن عواد بن إبراهيم القريشي الحسيني على السمع والطاعة". 
وتابع البيان: "نحن مجاهدي القوقاز في ولايات الشيشان وداغستان وإنغوشيا وكابيكا، نشهد بأننا كلنا متفقون على هذا الرأي، ولا يوجد أي اختلاف بيننا في هذا الموضوع".
ورحب متحدث باسم تنظيم الدولة أمس الثلاثاء بالبيعة الجديدة، وأعلن تعيين زعيم للجماعة في القوقاز.
وقال أبو محمد العدناني في تسجيل صوتي "نبارك لجهود الدولة الإسلامية في القوقاز إعلان الولاية، ونبايع لهم بيعتهم والتحاقهم بركب الخلافة، وقد قبل أمير المؤمنين بيعتهم وعين الشيخ الفاضل أبا محمد القدري والياً على القوقاز".

سحب الجنسية

سحب الجنسية
الأمر لم يتوقف عند الرصد فقط، بل وصل إلى المواجهة، فقد اقترح رئيس جمهورية الشيشان الروسية رمضان قديروف، سحب الجنسية الروسية من كل مواطن توجه للقتال إلى جانب تنظيم "الدولة الإسلامية" وغيره من التنظيمات الإرهابية.
وكتب قديروف، في تغريدة على حسابه في تويتر الأربعاء 22 يوليو قائلا: "أقترح سحب الجنسية الروسية من كل أولئك الذين ذهبوا للقتال في صفوف دولة إبليس، والمنظمات الإرهابية الأخرى".
كما كشف أمين عام منظمة معاهدة الأمن الجماعي نيكولاي بورديوجا، عن أن أجهزة المنظمة رصدت وحجبت أكثر من 50 ألف موقع إنترنت عملت على تجنيد مقاتلين للمنظمات المتطرفة ومنها تنظيم "داعش".
وأكد بورديوجا خلال قمة تعقدها المنظمة في العاصمة الطاجكستانية دوشنبه، الثلاثاء 15 سبتمبر 2015، أن عمليات التحديد والحجب لعمل المواقع المعلوماتية العاملة على تجنيد مواطني دول المنظمة في صفوف "داعش" وغيرها من المنظمات المتطرفة تمت بنجاح، حيث رصد وحدد أكثر من 57 ألف موقع إنترنت شكلت خطورة على الأمن الجماعي، وأوقف عمل 50 ألفًا منها، مشيرًا إلى أنه في ذات الوقت تم فتح تحقيق في بعض هذه الحالات.
وقال بورديوجا: إن مجموعة تابعة للجنة أمناء مجلس أمن المنظمة نفذت كل هذه العمليات وذلك في إطار التعاون لمكافحة الأنشطة الإرهابية والمتطرفة.
وأشار أمين عام المنظمة إلى ملاحظة زيادة حادة في عدد مواقع الإنترنت ذات التوجه المتطرف بمنطقة آسيا الوسطى.

روسيا في مواجهة داعش

روسيا في مواجهة داعش
باتت روسيا اليوم في مواجهة "داعش" ليس على أراضي جمهوريات الاتحاد السوفيتي، ولكن أيضًا خارج روسيا فيما تدعم حكومات مصر وسوريا والعراق وأفغانستان وغيرها من البلاد المتضررة من الإرهاب في مواجهة الجماعات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم "داعش" وتنظيم القاعدة، وهذا بات واضحًا من خلال الدعم العسكري القوي من موسكو للجيش السوري، فقد أكد بوتين أن موسكو ستواصل تقديم الدعم العسكري لسوريا في مواجهة مسلحي تنظيم "داعش".
وصرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في إحدى البرامج على القناة الأولى الروسية، أن كل الشركاء الغربيين باتوا يدركون أن التهديد الرئيسي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ليس هو نظام الأسد السوري، ولكن "داعش"، على الرغم من أن الكثيرين يقولون هذا بصوت خافت.
 فهل ستنجح روسيا في مواجهة أخطار الجماعات الإرهابية، أم انها ستدفع ثمن محاربة هذا التيار؟

شارك