وسط مساعٍ أممية.. استعادة مأرب تُضيّق الخناق على الحوثيين

الثلاثاء 15/سبتمبر/2015 - 06:08 م
طباعة وسط مساعٍ أممية..
 

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
شنت طائرات التحالف بقيادة السعودية، سلسلة غارات على تجمعات للحوثيين وميليشيات صالح في محافظة المحويت، التي تحد العاصمة صنعاء، وتأتي الغارات على المحويت في إطار سعي قوات التحالف القوات الشرعية اليمنية في تضييق الخناق على الحوثيين من أجل استعادة العاصمة صنعاء.
قال قادة عسكريون في قوات التحالف العربي في اليمن، إن قوات التحالف التي تحارب الحوثيين في اليمن تتقدم صوب العاصمة صنعاء في هجوم على محورين، وقال اللواء اليمني عبد ربه قاسم الشدادي قائد المنطقة العسكرية المركزية باليمن متحدثا لمجموعة من الصحفيين في قاعدة التحالف العربي في صافر إنهم يشعرون بالتفاؤل لكنهم لا يثقون بالحوثيين، وأضاف أنهم سيحققون النصر مهما حدث، معربا عن أمله بالتوصل إلى تسوية قبل تدمير ما تبقى من اليمن.
من جهته قال اللواء الإماراتي علي سيف الكعبي للصحفيين إن لبلاده أربعة آلاف رجل في اليمن، ونفى أي وجود على الأرض لقوات من قطر أو مصر.
وقال الكعبي إن التحالف "يصنع مسارين إلى صنعاء" التي تمثل الوجهة النهائية بعد استرداد عدن من قبضة الحوثيين في يوليو.
وينطلق أحد المسارين من عدن ومدينة تعز بالجنوب الغربي بينما سيبدأ الآخر من مأرب إلى محافظة الجوف بالشمال ومنها إلى صنعاء.
من جهة ثانية، قصفت طائرات التحالف معسكر اللبنات في محافظة الجوف، الواقعة شمال شرقي صنعاء، والذي تستخدمه الميليشيات المتمردة مقرا لهجماتها.
هذا ونجحت قوات التحالف العربي التي تقود المعارك في مأرب، في عزل قوات الحوثي وصالح، وقالت مصادر محلية تواكب سير المعارك، إن الأخيرة انسحبت من مواقعها الاستراتيجية تحت ضغط الهجوم الرامي إلى تحرير المحافظة المحاذية للحدود الإدارية لصنعاء، مضيفة أن المناطق الواقعة في شرق وغرب مأرب تشهد المواجهات الأعنف.
كما تجددت المعارك بين القوات الموالية للرئيس هادي من جهة وقوات تابعة للحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح ليلة الثلاثاء، في منطقة ثعبات جنوب شرقي تعز.
وشن الحوثيون هجوما بالأسلحة الثقيلة على المنطقة، فيما سمع دوي انفجارات هزت المدينة الواقعة جنوبي اليمن، وأشارت مصادر إلى مقتل 24 من الحوثيين وإصابة 13 آخرين، في مواجهات بتعز، في حين فقدت القوات الحكومية 7 مقاتلين قتلى و 14 جريحا.
في غضون ذلك، قتلت طفلة وأصيب مدنيان آخران نتيجة سقوط قذيفة كاتيوشا على منطقة ذي السفال في محافظة إب الجنوبية، التي تشهد معارك عنيفة بين الحوثيين والقوات الشرعية.

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
وعلى صعيد المشهد السياسي، أكد مسئولان يمنيان الاثنين، أن الحكومة اليمنية برئاسة نائب رئيس الجمهورية خالد بحاح، ستعقد أول اجتماع لها في مدينة عدن الأسبوع المقبل.
وأكد الوزيران وصولهما لمدينة عدن قادمين من الرياض، بغرض إجراء الترتيبات اللازمة لاستقبال الحكومة، وإيجاد مكان آمن لممارستها عملها بعد استكمال التحضيرات.
أعلنت الأحزاب والقوى السياسية اليمنية تأييدها الكامل لانسحاب الرئيس هادي والحكومة اليمنية من المفاوضات التي كان من المزمع عقدها برعاية الأمم المتحدة وبشكل مباشر بين الحكومة وجماعة الحوثيين.
وكان الرئيس هادي والحكومة اليمنية أعلنا عن انسحابهما من المفاوضات، حتى يتم اعتراف جماعة الحوثيين وصالح بالقرار الأممي 2216 بشكل واضح وصريح دون اجتزاء.
وقال بيان عن لقاء خاص للأحزاب والقوى السياسية في العاصمة السعودية الرياض بأنه يجدد دعمه للقيادة السياسية في تلك الخطوة.
وأكد بأن تحقيق السلام لن يتم إلا بتنفيذ القرار، وإن أي إخلال او اجتزاء او تعامل انتقائي مع القرار لن يؤدي الا الى مزيد من سفك الدماء وتعطيل العودة إلى العملية السياسية.
وتابع البيان «تثمن الاحزاب والقوى السياسية الجهود الإيجابية التي يقوم بها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الى اليمن».
والأحزاب والقوى السياسية الموقعة هي، حزب العدالة والبناء، التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، المؤتمر الشعبي العام، التجمع اليمني للإصلاح، الحزب الاشتراكي اليمني، الحراك الجنوبي السلمي، حزب الرشاد اليمني، حزب التضامن الوطني، حركه النهضة للتغيير السلمي، المؤتمر الجنوبي (القاهرة)، مكون المرأة، المنسقية العليا للثورة اليمنية، مجلس شباب الثورة السلمية.

نشاط مكثف لهادي:

نشاط مكثف لهادي:
وعلي صعيد التحرك الدبلوماسي، أجرى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، اليوم، لقاءات بمقر اقامته المؤقت بالعاصمة الرياض مع سفراء الولايات المتحدة الامريكية، وجمهورية فرنسا، وروسيا الاتحادية، بحث خلالها آليات تطبيق قرار مجلس الامن الدولي رقم 2216 الذي يطالب "الانقلابيين" بالانسحاب من المدن وتسليم السلاح. وفي هذا الصدد، أكد الرئيس هادي خلال لقائه، اليوم، سفير الولايات المتحدة الامريكية لدى اليمن ماثيو تيولر مواصلة الحكومة اليمنية بذل كافة جهودها الرامية لتحقيق الامن والاستقرار في كافة ربوع الوطن في إطار تنفيذ التسوية السياسية في اليمن على أساس المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وكذا مؤتمر الرياض وقرارات مجلس الامن الدولي وخاصة القرار رقم 2216.
 وشدد الرئيس هادي على ضرورة ممارسة الضغط على الميليشا الانقلابية بالتنفيذ الفعلي للقرار 2216 دون قيد أو شرط، مثمنا الدور الذي تقوم به الولايات المتحدة الامريكية ووقوفها الى جانب الشرعية وتقديم الدعم للجمهورية اليمنية والشعب اليمني الذي يعاني من أوضاع إنسانية نتيجة الاعمال الانقلابية التي قامت بها مليشيات الحوثي وصالح.
 من جانبه جدد السفير الامريكي ماثيو تيولر تأكيده دعم الولايات المتحدة الأمريكية لأمن واستقرار ووحدة اليمن وشرعيته الدستورية، مشيرا الى ان الولايات المتحدة تولي اهتماماً كبيراً في اليمن بحكم ما تتمع به علاقات التعاون والصداقة المشتركة بينهما منذ الأزل.. متمنياً ان ينعم اليمن بالأمن والاستقرار ويشهد الى مزيد من التطور والبناء.
والتقى الرئيس عبدربه منصور هادي، اليوم، سفير جمهورية فرنسا لدى اليمن جان مارك جرو جران والوفد المرافق له، جرى خلاله بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية لاسيما خلال المرحلة المقبلة. واستعرض الجانبان تطورات الاوضاع والمستجدات الراهنة على الساحة اليمنية وكذا تطورات الاحداث على الساحتين العربية والدولية. 
وأشاد الرئيس اليمني بمواقف فرنسا الداعم والمساند إلى جانب اليمن في مختلف المراحل والظروف التي تمر بها.. منوهاً بما تتمتع به العلاقات اليمنية الفرنسية من صداقة وتعاون تاريخية ومتطورة. 
وأكد حرص اليمن على تعزيز الشراكة القائمة بين البلدين وتطويرها في مختلف المجالات لما فيه خدمة المصالح المشتركة للبلدين الصديقين، متطلعاً الى دور فرنسا الايجابي في إعادة الاعمار لما خلفته مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية من دمار كبير في المؤسسات الخاصة والعامة والبنى التحتية في مختلف المحافظات.
 وأثنى هادي على موقف فرنسا وجهود دبلوماسيتها بدعم قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة وخاصة القرار الدولي رقم 2216. من جانبه أكد السفير الفرنسي جان مارك جرو جران استعداد حكومة بلاده لتوسيع وتعزيز علاقات الشراكة القائمة وتقديم الدعم والمساندة لليمن وعلى وجه الخصوص في المرحلة الراهنة. كما جدد تأكيد بلاده ووقوفها الى جانب امن واستقرار ووحدة اليمن وشرعيته الدستورية ممثلة بفخامة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي وعودة الاوضاع إلى ما كانت عليه قبل عملية الانقلاب حتى ينعم ابناء الشعب اليمني بالأمن والاستقرار والرخاء. 
كما استقبل الرئيس هادي، اليوم، سفير جمهورية روسيا الاتحادية لدى اليمن فلاديمير ديدوشتين، جرى خلاله بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين على مختلف الاتجاهات والصعد، واشاد الرئيس بموقف روسيا الاتحادية الى جانب اليمن وقيادتها الشرعية لتحقيق الأمن والاستقرار الذي ينشده ويتطلع اليه كافة ابناء الشعب اليمني، مؤكدا حرص الجمهورية اليمنية على تطور علاقاتها المتميزة مع جمهورية روسيا والتي يعول عليها في الإسهام في تفعيل جوانب التعاون الآنية والمستقبلية بما يخدم المصالح المشتركة بين الشعبين الصديقين. 
من جانبه عبر السفير الروسي عن سعادته بلقائه الرئيس اليمني، مجددا موقف روسيا الاتحادية الداعم لليمن وشرعيته الدستورية ورفضه للانقلاب. وقال ان "روسيا الاتحادية تتطلع الى تحقيق السلام في اليمن عبر إيجاد اليه مناسبه لتنفيذ قرارات مجلس الامن الدولي المتعلقة بالشأن اليمني وخاصة القرار رقم 2216". 

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وعلى صعيد المسار التفاوضي، على صعيد متصل يصل المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى الرياض الثلاثاء 15 سبتمبر بغية إجراء مشاورات جديدة مع حكومة اليمن والأطراف الأخرى.
وأكدت الأمم المتحدة على عدم تراجعها عن جهودها لإقناع الأطراف المتنازعة في اليمن بالتفاوض رغم استمرار المعارك.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون "ما زال يعتبر أن لا حل عسكريا للنزاع"، مضيفاً: "سنواصل جهودنا لحمل الأطراف إلى طاولة التفاوض".
وأوضح دوجاريك أن "البعض غير رأيه لكننا لم نغير رأينا" في إشارة إلى رفض الحكومة اليمنية إجراء مفاوضات مع الحوثيين، داعياً "جميع الأطراف المعنية بالنزاع إلى الالتزام بصورة عاجلة وبحسن نية في السعي إلى حل سياسي"، وذكر بأن "أكثر من 21 مليون يمني، أي أكثر من 80% من السكان، بحاجة لمساعدة إنسانية".
وأعلنت الحكومة الشرعية التي تتخذ من العاصمة السعودية الرياض مقرا مؤقتا لها، استعدادها لأي حوار لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 دون قيد أو شرط والالتزام بكافة القرارات ذات الصلة. 
وطالبت الحكومة اليمنية، اليوم الثلاثاء، بضمانات من الأمم المتحدة، عبر موفدها إسماعيل ولد الشيخ، ومن الأطراف الدولية والإقليمية، لتطبيق قرار مجلس الأمن 2216، قبل التفاوض مع ممثلي مليشيات الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.

الحضور الإيراني:

الحضور الإيراني:
وعلى صعيد الحضور الإيراني، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، اليوم، إن طهران تريد أن تقدم الصين المساعدة في حل التوترات والاضطرابات في الشرق الأوسط كما رحب بدخول المزيد من الشركات الصينية إلى السوق الايرانية بمجرد رفع العقوبات عن الجمهورية الاسلامية.
وتابع "اتفقت مع الوزير وانغ يي على أن لنا وجهات نظر متماثلة بشأن القضايا الاقليمية التي يجب حلها بطريقة سياسية. نود التعاون مع الصين في قضايا باليمن وسوريا والشرق الأوسط من أجل التوصل لحل سياسي."
وعادة ما تلعب الصين دورا دبلوماسيا محدودا في الشرق الأوسط رغم اعتمادها على نفط المنطقة وتدعو إلى التوصل إلى حلول عبر المفاوضات وتشجب التهديدات باستخدام القوة.
وقال وانغ "اتفقنا على أن التوترات في منطقتي غرب آسيا وشمال أفريقيا لا يمكن أن تستمر يجب حلها سياسيا وعلينا أن نعمل من أجل التوصل إلى حل يعالج مخاوف الأطراف المتنازعة".

المشهد اليمني:

وعلى صعيد المشهد اليمني، وفي ظل استمرار تعقيدات الحل السياسي، ترجح مصادر أن الخيار العسكري بات حلاً وحيداً، ولا سيما بعد مماطلة الحوثيين وحلفائهم بعدم الاعتراف بالقرار 2216 وتنفيذه، وهو ما يشير إلى استثمار الصراع رغم المساعي الحثيثة التي بذلها المبعوث الأممي في اليمن  في التوصل إلى حل يوقف الحرب.

شارك