البيان الختامي لرؤساء أساقفة أوروبا يطالب الأمم المتحدة بحلول فاعلة لأزمات الشرق

الخميس 17/سبتمبر/2015 - 01:39 م
طباعة البيان الختامي لرؤساء
 
اختتم رؤساء المجالس الأسقفية في أوروبا جمعيتهم العمومية المقامة في الأرض المقدسة، وذلك خلال قداس الشكر الاحتفالي الذي ترأسه الكاردينال بيتر إردو، رئيس اتحاد المجالس الأسقفية الأوروبية، في كنيسة القيامة، بالقدس القديمة أمس الأربعاء.
وأكد البيان الختامي على تجسيد الأمر الواقع لمسيحيي الشرق ومعاناة وتحديات الكنيسة في بلدان مختلفة، أظهرت حراكًا كبيرًا للشعوب: لاجئين، ومهاجرين. فاليأس ليس له حدود. وعقدة هذه الهجرة الكبيرة، مع اختلافاتها الحتمية تتطلب من كل دولة على حدة، تختلف أوضاعها جذريًّا، أن تستجيب بعناية وسرعة فائقة للحاجة إلى المساعدة الفورية واستضافة الناس اليائسين بسبب الحرب والاضطهاد والبؤس. فالدول الأعضاء، من خلال المؤسسات الضرورية، يجب أن تحافظ على النظام العام، وتضمن العدالة للجميع وتتيح مجالًا سخيًّا لأولئك المحتاجين حقًّا، حتى من منظور التكامل القائم على الاحترام والتعاون. 
وتابع البيان "إنه لعظيم التزام الكنائس الأوروبية، في أعقاب الإشارات الصادرة عن قداسة البابا فرنسيس، فقد كانت الكنيسة في المقدمة وعملت بروح من التعاون مع الدول المسئولة عن الحياة الاجتماعية والاقتصادية لشعوبها. والعديد من التجارب بالفعل تشجع على مواصلة وتكثيف كل الجهود. ونظرًا لاتساع وتعقيد هذه المأساة الإنسانية، نحن نأمل أن تأخذ الأمم المتحدة في الاعتبار هذا الوضع وتتوصل إلى حلول فعالة، ليس على صعيد الاستقبال الأولي فحسب، بل أيضًا مع الدول الأصلية للمهاجرين، وتتخذ التدابير المناسبة لوقف العنف وبناء السلام والتنمية لجميع الشعوب. وعلاوة على ذلك، إن السلام في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أمر حيوي لأوروبا، كما أنه من الأهمية بمكان التوصل في أقرب وقت ممكن إلى سلام حقيقي في القارة نفسها، بدءا من أوكرانيا".
وقال البيان: "الشرق الأوسط الذي يعاني من الصراعات والانقسام والحرب، تحتاج شعوبه إلى العدالة والاستقرار في مختلف المناطق. فهم يؤكدون أن الحوار والتنمية هما الاسم الحقيقي للسلام، وضمان المساواة بين مواطني وبلدان ومجتمعات الشرق الأوسط، بما لديهم من تراث ثقافي وديني غني، يمكن أن يكون مثالا للتعايش بالنسبة للمجموعة الدولية. ويأمل الأساقفة، على وجه الخصوص، بأن الوضع الحساس في المنطقة سوف يجد حلا ملائما يحترم حقوق العائلات وملكيتها والمجتمعات الدينية ورسالتها التعليمية".
أضاف: "وظهرت الحاجة بقوة إلى ضرورة احترام الحرية الدينية، وهو حق أساسي من حقوق الإنسان التي بدونه تكون الحقوق الأخرى عُرضة للانكسار. إن اضطهاد المسيحيين، وكثير منهم ضحوا بحياتهم كشهود مثاليين على الإيمان، يعتبر دليلًّا مأساويًّا: نحن نصلي من أجلهم، ونعرب عن تقاربنا الأخوي منهم وإعجابنا بهم. وعلاوة على ذلك، فإن العلمنة المعمول بها في الدول الأوروبية تميل إلى حصر الدين في المجال الخاص وعلى هامش المجتمع. ولعل جزءًا من الحق الأساسي لأولياء الأمور هو تعليم أطفالهم وفقا لمعتقداتهم. لأن هذه الحرية ممكنة ومن الضروري أن تقوم المدارس الكاثوليكية بعملها التربوي لمصلحة المجتمع بأسره والحصول على كل الدعم المناسب. ويؤكد أساقفة أوروبا مجددا على هذا الحق أيضا في الأرض المقدسة ويعربون عن تضامنهم مع الرعاة والأسر التي تشعر بالقلق على تعليم أبنائها".
وتابع: "ثمة موضوع ظهر بشكل متكرر ويربط الجمعية بالسينودس القادم وهو الأسرة. وجرى التأكيد على جمالها المسيحي والإنساني وواقعها العالمي: الأب والأم والأطفال. ومما يثير القلق، على نحو خاص، النقص السكاني الحاصل في معظم البلدان الأوروبية تقريبا. وفي الناصرة، صلى رؤساء المجالس الأسقفية، جنبا إلى جنب مع عائلات محلية من أجل السينودس والعائلات مع كهنة الرعايا، وأكدوا خلال الصلاة في بازيليكا البشارة، بأن البابا والأساقفة سيجتمعون في روما".

شارك