التحالف يُضيّق الخناق على الحوثيين.. وروسيا تدعو للحل ووقف القتال

الخميس 17/سبتمبر/2015 - 09:51 م
طباعة التحالف يُضيّق الخناق
 
مع اقتراب يوم الـ 21 من سبتمبر، الذكر الأولى لسيطرة مليشيات جماعة أنصار الله "الحوثيين" علي صنعاء، تجري الاستعدادت من قبل قوات التحالف والقوات الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور من اجل تحريرها من قبضة الحوثيين.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
فقد نفّذت مقاتلات "التحالف العربي" بقيادة السعودية، اليوم الخميس، غارات مكثفة ضد أهداف تابعة للحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح، في العاصمة اليمنية صنعاء، ومحافظات ذمار ومأرب، فيما تواصلت المواجهات العنيفة في تعز وسط أنباء عن تقدم "المقاومة الشعبية" باتجاه القصر الرئاسي فيها.
واستهدفت غارات التحالف، مقر قيادة قوات الاحتياط (الحرس الجمهوري سابقاً) في منطقة حزيز، جنوبي صنعاء، ما أدى إلى تصاعد الدخان وسماع انفجارات، ناتجة عن إصابة أحد مخازن الذخيرة.
كما نفذ التحالف غارات ضد مواقع عسكرية شمالي العاصمة، واستهدف منازل قيادات للحوثيين في حي الجراف، إذ أفادت مصادر بسقوط 10 قتلى مدنيين جراء الغارات، بينهم مصور في قناة "المسيرة" التابعة لجماعة الحوثي، يدعى بلال شرف الدين.
وفي السياق نفسه، أغارت مقاتلات التحالف على ذمار، جنوب صنعاء، مستهدفة في ثلاث ضربات مقر الشرطة العسكرية في المدينة، ومعسكر "سامة"، بالإضافة إلى أهداف أخرى.
وفي مأرب، أفادت مصادر محلية أن قوات التحالف شنت سلسلة من الغارات ضد مواقع الحوثيين في مناطق الفاو والجفينة، بالتزامن من استمرار القوات الموالية للشرعية المدعومة بقوات من التحالف بالزحف تجاه مواقع يتمركز فيها الحوثيون.
وفي محافظة تعز، تواصلت المواجهات العنيفة بالعديد من الأحياء، سقط خلالها عشرات القتلى والجرحى أغلبهم من الحوثيين والموالين لصالح.
وأفادت مصادر تابعة لـ"المقاومة الشعبية"، أن مواجهات عنيفة شهدتها منطقة القصر الرئاسي، حيث تقدمت "المقاومة" نحو القصر، وسط توقعات بسقوطه في أيدي المقاومين الساعات المقبلة.
واستهدفت الضربات الجوية تجمعات ومواقع للحوثيين والقوات الموالية لصالح في مناطق تبة الزنقل وتبة قاسم بالبعرارة والدفاع الجوي بمدينة النور وجبل الوعش والمطار القديم.
في غضون ذلك، استعادت القوات اليمنية الداعمة للشرعية بالتعاون مع قوات التحالف العربي السيطرة على تلتي الدفاع والبس عند مدخل منطقة صرواح غرب محافظة مأرب بعد معارك عنيفة مع الحوثيين والقوات الموالية لصالح.
وأسفرت المعارك عن مقتل 18 من الحوثيين، فيما سقط 6 من عناصر القوات الموالية للشرعية.
في غضون ذلك، شن طيران التحالف غارات استهدفت تجمعات الحوثيين في منطقة الجفينة وجبل البلق جنوب غرب مأرب، ما أدى إلى تدمير 4 مركبات عسكرية وسقوط قتلى وجرحى.
إلى ذلك، قتل عدد من مسلحي الحوثي والقوات الموالية لصالح بعد أن تقدمت القوات اليمنية الموالية للشرعية في مناطق عدة من محافظة مأرب، إذ سيطرت قوات الشرعية على منطقة الحمرا بعد مواجهات بالدبابات والرشاشات الثقيلة.
وتمكنت القوات الشرعية في مأرب، المدعومة بالمقاومة الشعبية وقوات التحالف العربي، من مصادرة أسلحة وذخائر من المواقع العسكرية التي استعادتها من الحوثيين وقوات صالح.
وتحاول قوات التحالف العربي من خلال قصفها المتواصل للعاصمة صنعاء وضواحيها، فتح الطريق أمام الجيش اليمني واللجان الشعبية المساندة لها للسيطرة على العاصمة التي يديرها الحوثيون وقوات الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح منذ أواخر عام 2014.

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
أكد رئيس الوزراء اليمني ونائب الرئيس عبد ربه منصور هادي خالد بحاح أن الحكومة لم ولن تتفاوض مع أي جماعة متطرفة مثل أنصار الشريعة والقاعدة وداعش.
وقال بحاح خلال مؤتمر صحافي عقد يوم الخميس بعدن إن التطرف هو سبب المشاكل التي تعاني منها اليمن اليوم، ووصف بحاح سيطرة تنظيم القاعدة على المكلا بأنه "احتلال" لكنه قال إنه لن "يدوم".

وأوضح بحاح أن الحكومة اليمنية الحالية المقيمة في عدن، هي حكومة يمنية وتمثل اليمن من أقصاه إلى أقصاه، وذلك وفقاً لموقع "عدن الغد" اليمني.
وأضاف: "هذه الحكومة حكومة يمنية تدير أعمالها اليوم من عدن وعلينا وضع النقاط على الحروف هذه حكومة وطنية ومن حق الوزراء التواجد بأي منطقة يمنية".
وتابع "بعد أن تهدأ الأمور ستجلس الناس إلى طاولة واحدة لمناقشة كافة التفصيلات السياسية نحن اليوم مهمتنا تثبيت الأمن والخدمات واستعادة الدولة قبل أي شيء".
وأكد بحاح أن الاجتماع الذي عقدته حكومته يوم الخميس بمدينة عدن وهو أول اجتماع منذ اندلاع الحرب في اليمن كان "ناجحاً" وإيجابياً.
وقال بحاح إنه عاد إلى مدينة عدن قبل أكثر من شهر، رغم غياب الأمن، موضحاً أن الحكومة اليمنية عادت لتبقى في عدن.
وأضاف بالقول: "عدنا إلى عدن ولن نغادر ولدينا ملفات كبيرة وضخمة وبإذن الله سننجح فيها".

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وعلى صعيد المار التفاوضي، جدد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، تأكيد رفضه أي مفاوضات أو محادثات قبل الالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن عدد 2216، وفق ما نشرت الصفحة الرسمية للرئيس اليمني على موقع فيس بوك، صباح الخميس.
فيما كشف سفير اليمن لدى الأمم المتحدة خالد اليماني، عن تسليم الحكومة اليمنية إلى الأمم المتحدة لتوضيح موقف الحكومة من المحادثات التي تشرف عليها المنظمة الأممية، بعد إعلان الرئاسة اليمنية رفضها لأي مفاوضات مع الحوثيين قبل اعترافهم بقرار 2216، وتنفيذ جميع البنود بلا قيود أو شروط.
وأكد اليماني أن موقف الحكومة لا يزال ثابتا، ويرحب بأي مشاورات، مستدركا بالقول أن القيادة اليمنية طلبت من الأمين العام للأمم المتحدة ومن المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد ببذل الجهود للحصول على اعتراف علني من الحوثيين وأنصار صالح لتنفيذ القرار 2216، مشيرا إلى أن الحكومة لم ترفض أو تعرقل جهود محادثات السلام.
واتهم اليماني جماعة الحوثي بالتلاعب بالمجتمع الدولي، مشيرا إلى أن الحوثيين لم يتقدموا بأي خطوات تشير إلى استعدادهم للالتزام بالقرار الأممي، بل يحاولون استغلال المشاورات لترتيب وضعهم العسكري.
وتابع بقوله أنه إذا كان الحوثيون على استعداد للالتزام علنا بالقرار فنحن مستعدون للتفاوض.
وبدأت تلوح في الأفق منذ أيام قليلة بوادر انفراج وتحرك دبلوماسي يؤذن ببدء مفاوضات قريبة بين الطرفين، إذ التقى الموفد الأممي ولد الشيخ بالأمس القريب في الرياض الرئيس اليمني لبحث إمكانية انطلاق المفاوضات، وهنا أبدى هادي استعداده لقبول الخيار السياسي إذا قبل الطرف الآخر بقرار مجلس الأمن ( 2216 ) كشرط لأي حل سياسي.
وقد رحبت الأحزاب اليمنية ببدء مفاوضات من شأنها وقف نزيف الدم، وإعادة الهدوء إلى اليمن، كما رحب الحوثيون بهذا الخيار، ولكن دون الحديث عن قبولها أو رفضها لشرط الرئيس هادي؛ مما يشكك في جدية رغبتهم في السلام الحقيقي، والذي يعني بالضرورة التخلي عن السلاح والتحول إلى حزب سياسي، لكن هذا الخيار يكاد يكون بالنسبة للبعض شبه مستحيل؛ اذا ما احتسبوا من أزلام المشروع الإيراني.

المشهد الدولي:

المشهد الدولي:
وعلي صعيد المشهد الدولي، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، الخميس، أن موسكو تدعو طرفي الصراع في اليمن إلى وقف الأعمال القتالية والجلوس إلى طاولة المفاوضات.
وقالت زاخاروفا أثناء المؤتمر الصحفي بموسكو: "ندعو طرفي النزاع إلى إنهاء كافة أنواع الأعمال القتالية في البلاد، والتي لن تؤدي إلا إلى زيادة معاناة المدنيين، وإلى استئناف البحث عن حلول وتوافق وراء طاولة المفاوضات بمشاركة جميع القوى السياسية في البلاد بحل وسط السيد ولد الشيخ أحمد المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة والذي ندعم جهوده بالتأكيد".
وأشارت الدبلوماسية الروسية إلى أن الأزمة الإنسانية الشديدة في اليمن الناجمة عن الأزمة السياسية العسكرية في البلاد لا يمكن معالجتها إلا بعد تسوية النزاع.

المشهد اليمني:

في ظل استمرار تعقيدات الحل السياسي، ترجح مصادر أن الخيار العسكري بات حلاً وحيداً، ولا سيما بعد مماطلة الحوثيين وحلفائهم بعدم الاعتراف بالقرار 2216 وتنفيذه، وهو ما يشير إلى استثمار الصراع رغم المساعي الحثيثة التي بذلها المبعوث الأممي في اليمن في التوصل إلى حل يوقف الحرب.

شارك