تقدم قوات الشرعية تجاه صنعاء.. واشتباكات بين الحوثيين وصالح

السبت 19/سبتمبر/2015 - 04:14 م
طباعة تقدم قوات الشرعية
 
مع اقتراب يوم الـ 21 من سبتمبر، الذكر الأولى لسيطرة ميليشيات جماعة أنصار الله "الحوثيين" على صنعاء، تجري الاستعدادات من قبل قوات التحالف والقوات الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور؛ من أجل تحريرها من قبضة الحوثيين.

الوضع الميداني

الوضع الميداني
تقدمت قوات التحالف والجيش الوطني اليمني على محاور عدة في محافظة مأرب، لا سيما على جبهة صرواح الواقعة على بعد كيلومترات من العاصمة صنعاء، التي تسيطر عليها ميليشيات الحوثي وصالح المتمردة.
ووفق المعلومات الواردة من مراسلي "سكاي نيوز عربية" في مأرب، فإن القوات الموالية للشرعية المدعومة من التحالف العربي سيطرت، الجمعة، على 4 تلال استراتيجية في منطقة صرواح، غربي المحافظة.
وعلى إثر سيطرتها على التلال الأربع، شنت قوات التحالف والمجموعات الموالية للحكومة اليمنية هجمات مكثفة لدحر المتمردين من مواقع أخرى في صرواح، الواقعة على بعد 100 كيلومتر من العاصمة صنعاء.
وبالتزامن مع التقدم على المحور الغربي لمأرب، كثفت القوات الداعمة للشرعية، بدعم من الغارات الجوية للتحالف، عملياتها على الجبهات الواقعة في شمال وجنوب المحافظة، المحاذية للحدود الإدارية لمحافظة صنعاء.
وعمدت مقاتلات التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، إلى شن سلسلة غارات على مواقع المتمردين في صنعاء وعلى الطرق المؤدية إلى العاصمة، في محاولة لتضييق الخناق على الميليشيات عبر قطع خطوط الإمداد.
واستهدفت الغارات أيضًا مواقع تحتلها ميليشيات صالح والحوثي بصنعاء، أبرزها معسكر "حرس الشرف"، و"كلية الهندسة العسكرية" و"مقر اللجنة الدائمة لحزب المؤتمر الشعبي العام" والمعهد "الفندقي و"معسكر النهدين".
فيما أوضح تقرير مركز "أبعاد" للدراسات والبحوث، أن جبهة مأرب، وسط البلاد، شكلت واحدة من أهم جبهات الاستنزاف لميليشيات الحوثي، رغم فقدان المقاومة المؤيدة للشرعية حوالي 500 مقاتل إلى ما قبل دخول قوات يمنية متدربة برفقة قوات التحالف. وأكد التقرير أن حصيلة خسائر الحوثيين وصالح في مأرب منذ 19 مارس الماضي وحتى مطلع سبتمبر الجاري بلغت حوالي 3 آلاف قتيل بينهم قيادات ميدانية و200 أسير. وخسر الحوثيون وقوات صالح في مأرب نحو 95 دبابة و39 مخزن سلاح و37 عربة كاتيوشا و21 مدفع هاون و13 مدفع هاوزر و110 مدرعات و170 طاقمًا عسكريًّا، وعددًا من منصات الصواريخ، وحوالي 30 سيارة محملة بالأسلحة والذخائر والعشرات من الرشاشات المتوسطة ومئات الأسلحة الخفيفة.  

تعزيزات قوات التحالف

تعزيزات قوات التحالف
قرر السودان تعزيز وجوده ضمن قوات التحالف العربي في اليمن بلواء كامل من القوات البرية، لحسم معارك "إعادة الأمل" مع الحوثيين.
وكشف بكري حسن صالح نائب الرئيس السوداني، عن استعداد الخرطوم لدعم شرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بعد تواتر الأنباء عن قرار إرسال قوات برية إلى اليمن.
وقال النائب في حديث نشرته صحيفة "الشرق الأوسط": إن "السودان مستعد لتعزيز وجوده في التحالف العربي، الذي يهدف إلى إعادة الشرعية في اليمن، بتجهيز لواء كامل من القوات البرية السودانية لحسم المعارك".
هذا وكانت قطر قد أرسلت نحو ألف جندي إلى اليمن للمشاركة، إلى جانب قوات التحالف، في استعادة صنعاء من قبضة الحوثيين، ويشارك طيارون قطريون في الغارات الجوية ضد الحوثيين منذ شهور.
كما اطلع رئيس هيئة الأركان العامة اليمني اللواء الركن محمد المقدشي وقائد القوات البرية قائد وحدات المظليين والقوات الخاصة بالمملكة العربية السعودية الأمير اللواء ركن فهد بن تركي بن عبد العزيز اليوم بمحافظة مأرب على التجهيزات القتالية لقوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية الموالية لشرعية الرئيس هادي المسنودة بقوات التحالف العربي لإعادة الشرعية باليمن من الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع علي عبد الله صالح. وتأتي زيارة المسئول العسكري السعودي إلى المعسكرات في محافظة مأرب اليمنية لتفقد القوات المشتركة في إطار استعدادات للجيش اليمني والمقاومة الشعبية المسنودة بقوات التحالف العربي لتحرير العاصمة صنعاء وبقية المحافظات اليمنية من الميليشيا الانقلابية وعودة الشرعية إلى كافة المدن والمحافظات اليمنية وخاصة تلك التي تقع تحت سيطرة الحوثيين.

المشهد السياسي

المشهد السياسي
وعلى صعيد المشهد السياسي، التقت الحكومة اليمنية برئاسة خالد بحاح بمبعوث دولة الإمارات العربية المتحدة إلى اليمن مبارك الجابري.
وفي اللقاء الذي جرى في عدن، استعرض الجانب الإماراتي الدعم الذي قدمته الإمارات وما ستقدمه من أجل تطبيع الحياة. واستعرض القطاعات التي دعمتها وهي القطاع الأمني والعسكري والصحة والكهرباء والمياه والصرف الصحي.
وكذلك الجهود التي قدمت للجانب الأمني، حيث قامت بتجهيز أربعه أقسام شرطة من أصل ثمانية عشر بالمدينة، بكل احتياجاتها وتأهيل وتدريب الكادر الأمني.
من جهته قال الناطق الرسمي للحكومة اليمنية راجح بادي إنه تم الاتفاق على خطة استراتيجية أمنية بالتعاون مع الجانب الإماراتي لفرض الأمن في عدن.
وعلى صعيد آخر دارت اشتباكات عنيفة بين ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي صالح في دار الرئاسة بصنعاء الجمعة، وفق ما أفادت مصادر خاصة لقناة العربية.
وقالت المصادر: إن الاشتباكات جرت بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين المتمردين أنفسهم، في وقت استهدف طيران التحالف مخازن الأسلحة التابعة للانقلابيين في معسكر الصيانة بحي الحصبة شمال العاصمة.
وقصف طيران التحالف مقر اللجنة الدائمة لحزب المؤتمر الشعبي العام التابع للمخلوع صالح في حي الحصبة، كما قصف مبنى وزارة الداخلية.
إلى ذلك، وصلت عشرات الجثث لميليشيات الحوثي إلى صنعاء قادمة من محافظة مأرب، حيث قتلوا في المواجهات الجارية بالمحافظة.

المسار التفاوضي

المسار التفاوضي
وعلى وقع تواصل العمليات العسكرية في اليمن، وصل السفير الروسي فلاديمير ديدوشكين إلى صنعاء، كأرفع دبلوماسي دولي يزورها منذ بدء عمليات التحالف في اليمن في 26 مارس الماضي. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، التي تُسيطر عليها مليشيا الحوثيين، عن ديدوشكين قوله لدى وصوله إلى مطار صنعاء، إنه "قام بزيارة الرياض وأجرى لقاءات مع بعض السياسيين في السعودية". وأشار إلى أنه "سيلتقي في صنعاء بالأطراف السياسية المُشاركة بالحلّ السلمي للمشكلة اليمنية".
وأعرب السفير الروسي عن "تفاؤله وتوقّعه لحلّ المشكلة اليمنية في وقت غير طويل، خصوصاً أن روسيا ترأس حالياً مجلس الأمن الدولي، وتبذل نشاطاً وجهوداً من أجل منح الأولوية للقضية اليمنية". وأوضح ديدوشكين أنه سيستمر بـ"الدور المساعد للمبعوث الدولي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الذي يؤدي دوراً مهمّاً جداً، وروسيا تريد أن تساعده لإيجاد حل في أسرع وقت ممكن". وأعرب عن اعتقاده بأنه "حان الوقت لوقف إطلاق النار بشكل كامل وإنهاء الحرب في اليمن". وكانت أغلب البعثات الدبلوماسية قد انسحبت من صنعاء في فبراير/ شباط الماضي، وأخرى مع بدء الحرب، وبقيت سفارة روسيا من بين عدد محدود من السفارات هناك. 
وجاءت زيارة السفير الروسي بعد يومين من اجتماع عُقد، بحضوره، في مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي في الرياض، وضمّ سفراء مجموعة الدول الـ18 الداعمة للمبادرة الخليجية في اليمن، والتي تضمّ الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وخمساً من دول مجلس التعاون، ودولاً أخرى فاعلة بالملف اليمني. وناقش المجتمعون تطورات الأوضاع، واستمعوا لإيجاز من المبعوث الدولي حول مساعيه، بالإضافة إلى إفادة من المبعوث البريطاني الخاص إلى اليمن، ألن دنكن، الذي كان قد التقى بالرئيس عبد ربه منصور هادي، وتحدث عن رؤية بلاده بشأن أهمية الدفع باتجاه حل سياسي.
وحسب وكالة الأنباء السعودية، فقد خلصت النقاشات إلى "التأكيد على أهمية دعم الجهود والمساعي التي يبذلها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للتوصل لحل سياسي للأزمة اليمنية، يرتكز على التنفيذ الكامل للقرار الدولي 2216".

مستقبل اليمن

مستقبل اليمن
تناول الكاتب السعودي الكبير جمال خاشقجي في مقال له تنشره صحيفة الحياة اللندنية في عددها اليوم السبت، وصول نائب الرئيس اليمني ورئيس الحكومة خالد بحاح إلى عدن، وقد تعمد أن يصحبه إلى هناك محافظ عدن «السابق» نايف البكري المثير للجدل والمتمتع بشعبية واسعة هناك، يعبّر عن هذا التغيير، ورسالة إلى اليمنيين بأنه زمن الشباب والتغيير، فالبكري يرمز للمقاومة، إذ كان من قادتها في عدن، وانسحب من حزب التجمع اليمني للإصلاح لتأكيد أن القضية الوطنية هي العليا الآن، ولكنه ظل محافظاً على روح ثورة 2011 التجديدية عندما اصطدم مع عقلية تقاسم السلطة والغنيمة، التي تحاول أن تعود ولما تضع الحرب أوزارها. الكاتب ذكر في مقاله دعم السعودية ودول الخليج لتوجه بحاح في مستقبل اليمن، دون الإشارة إلى الرئيس المعترف به دوليًّا عبد ربه منصور هادي، مشيرًا إلى أنه التقى بحاح في قصر المؤتمرات بالرياض، حيث أقام هناك ليدير معركة إنقاذ اليمن، كان منشغلاً بقضية إقالة البكري، التي انفجرت يومها، فوصفها لي بأنها «قضية لا نحتاج إليها»، إذ كادت أن تصبح أزمة في عدن، بعدما حاول البعض دفعها لتكون أزمة إقليمية بزج دول الجوار فيها، ومناطقية إذ امتد إليها الانتماء اليافعي للبكري، وأخيراً حزبية بانتمائه إلى الإصلاح، بل ذهب البعض إلى قراءة أكثر قلقاً وتشاؤماً، بأنها رسالة للإصلاح أن يتخلى عن المقاومة، وهو يشكل لبها في مأرب والشمال اليمني، إذ لا مكان له في مستقبل اليمن، وهو ما نفاه لي الأمين العام للحزب الأستاذ محمد اليدومي، قائلاً: «نحن نشارك التحالف لأجل اليمن وليس لأجل الحزب». أعتقد أن أزمة إقالة البكري المفتعلة هي مجرد تدافع بين جيلين وثقافتين، واحدة دفعت اليمن إلى ما هو عليه، وأخرى تريد أن تخرج اليمن مما هو فيه؛ لذلك اختصر بحاح أسئلتي عن البكري قائلاً: «هذا شاب لن أتخلى عنه، إن لم يكن محافظاً لعدن فسيكون معي في الوزارة لخدمة كل اليمن»، وهو ما حصل وقبله البكري. ويواصل الكاتب حديثه عن بحاح قائلًا: "يؤمن بحاح بنظرية مميزة تستحق الاهتمام من جيران اليمن الحريصين عليه"، وهي «التنمية في زمن الحرب»، لا يريد أن يعطل التنمية بعذر أن حرباً تجري، فيقول شارحاً نظريته: «التنمية وتوفير الخدمات للمواطن في المناطق المحررة، بل حتى في المناطق التي لم تدخلها قوى الشرعية، ولكن يمكن أن نوصل إليها مساعدات، هو الذي سيحمي اليمن والأقاليم المحررة من الانهيار، إذا لم يجد المواطن الدولة تعمل فسيفقد الثقة والأمل بها، وينصرف ليشكل بدائل تتحول تدريجاً إلى قادة محليين وميليشيات خارج الدولة، حينها ندخل في حال شبيهة بليبيا، تتعقد الأوضاع، فنكتشف بعد تحرير صنعاء أو توصلنا إلى سلام مع الحوثيين أن المناطق من خلفنا انهارت». أعتقد أنه تحليل مفيد لرجل لا يفكر بصفته زعيماً قبلياً أو سياسياً، وإنما بصفة رئيس مجلس إدارة، بحكم دراسته وخبرته في صناعة النفط، بلد كاليمن تعب من السياسيين وتقاسم السلطة والغنيمة بين أسر حاكمة، وحان الوقت لأن يدار بعقلية تنموية إنتاجية؛ لذلك وجدت بحاحاً حريصاً على أن يكون قريباً من كل الدول الخليجية المؤثرة في اليمن، ولكنه أيضاً يريد أن يتصرف باستقلالية، وأحسب أن المملكة تؤيده في ذلك، إذ حرصت كما ذكر لي، على ألا تتدخل في تفاصيل القرارات اليومية لحكومته، ولكنها أيضاً تدخلت بما يلزم لحمايتها. 

المشهد اليمني

في ظل استمرار تعقيدات الحل السياسي، ترجح مصادر أن الخيار العسكري بات حلاً وحيداً، ولا سيما بعد مماطلة الحوثيين وحلفائهم بعدم الاعتراف بالقرار 2216 وتنفيذه، وهو ما يشير إلى استثمار الصراع رغم المساعي الحثيثة التي بذلها المبعوث الأممي في اليمن في التوصل إلى حل يوقف الحرب.

شارك