بعد استيلاء المعارضة عليه.. طريق " دمشق – حمص" بوابة المسلحين لعاصمة الأسد

السبت 19/سبتمبر/2015 - 09:53 م
طباعة بعد استيلاء المعارضة
 
تحاول المعارضة السورية منذ بدأ الثورة السورية المسلحة  كسر شوكة النظام السوري من خلال محاصرته داخل مناطق  نفوذ وسيطرة طائفته العلوية  ودفعه الى حصار نفسه داخل مركز العاصمة "دمشق " وذلك بعدة وسائل وطرق منها قطع الطرق التي تمده بالسلاح والعتاد البشرى ويمثل طريق  "دمشق – حمص" الدولي أحد أهم هذه الوسائل والتي استطاع   "جيش الإسلام"  بقيادة زهران علوش السيطرة عليه.

بعد استيلاء المعارضة
جيش الإسلام أعلن في بيان له أن الطريق أصبح الآن آمناً وتحت سيطرته الكاملة، من جسر "ضاحية حرستا" حتى مفرق مخيم "الوافدين". و أن الطريق سالك في ساعات النهار فقط من الساعة السادسة صباحاً حتى السادسة مساءً ولعبور المدنيين والبضائع غير العسكرية وذلك اعتباراً من يوم  الأحد 20  سبتمبر 2015م، هذه الإعلان جاء بعد  أن تمكنت المعارضة من السيطرة على الطريق   في إطار معركة  أطلقت عليها "الله غالب" استعادة  من خلالها السيطرة على مساحات واسعة من تلة أبو زيد الاستراتيجية، والتي تشرف على ضاحية الأسد ومدن وبلدات الغوطة الشرقية، وتعتبر التلة نقطة استراتيجية في المعركة، كونها تشرف على ضاحية الأسد وطريق الأوتستراد دمشق – حمص والغوطة الشرقية وأدت هذه  المعركة  حتى الآن إلى تحرير منطقة تل كردي والأبنية المحيطة بسجن النساء وسلسلة الجبال المحيطة بالغوطة الشرقية بما فيها من ثكنات عسكرية ومقرات أمنية ذات أهمية استراتيجية عالية وعشرات الحواجز المنتشرة على طول أوتستراد دمشق حمص الدولي.

بعد استيلاء المعارضة
وتأتي سيطرة المعارضة المسلحة على الطريق الدولي دمشق – حمص  كبداية  للسيطرة على منطقة  القلمون التي تتمثل أهميتها فيما يلي:  
1-  تعتبر المنطقة  الحد الفاصل بين سوريا ولبنان  وتمثل أهمية استراتيجية  خاصة  للنظام  حيث تنقسم إلى قسمين، القلمون الغربي والقلمون الشرقي  والمعركة  دائرة الان في القلمون الغربي الذي يمتد طوله 70 كيلومترا من رنكوس في الجنوب نحو البريج في الشمال، و يستميت النظام وحزب الله للسيطرة على تلك المنطقة منذ عامين نظرا لأهميتها الكبيرة لكلاهما  
2-  تمتد على شريط استراتيجي بطول نحو 120 كلم وعرض نحو 10كلم في بعض المناطق ونحو 35 كلم في مناطق أخرى وهو ما يسمح بعمق استراتيجى كبير لمن يسيطر عليها . 
3-  تتمتع منطقة القلمون  بوقع استراتيجية  وجغرافي هام ، حيث تقع على الحدود مع القرى اللبنانية الموالية لحزب الله، كما تشرف على الطريق الدولي (دمشق_حمص)، وتمتد من ريف حمص (وسط سوريا) شمالا، حتى أطراف غوطة دمشق الغربية جنوبا
4- تشكل المنطقة عبر طريق "دمشق – حمص" الدولي طريق إمداد لحزب الله بين لبنان والداخل السوري
5- النظام السوري أولى لهذه المنطقة أهمية كبيرة على اعتبارها آخر المنافذ الحدودية له بعد خسارة الحدود مع تركيا والأردن والعراق إذ يعتبر أن هذه المنطقة  خزان الإمداد الرئيسي البشري والعتادي القادم من الخارج عبر لبنان 
6- اتصال هذه المنطقة بشكل مباشرة بالغوطة الغربية التي لا تزال هادئة نوعا ما في مرتفعات الفرقة الرابعة والديماس حتى جديدة يابوس المنفذ الحدودي بين العاصمة وبيروت اضافة إلى تمركز كبرى قطعه العسكرية بين الجبال . 
7- يعتبر حزب الله المنطقة مصيرية لوجوده في سوريا ليس فقط لأنها معبرا لدخول افراده إلى سوريا بل لأنها تحاذي القرى اللبنانية الموالية له في عرسال والبقاع 

بعد استيلاء المعارضة
الطريق الدولي (دمشق_حمص)،  يعد  من جهة اخرى  عنصر لحصار العاصمة جنوبا وشرقا  باعتباره خط الامداد الذي يصل دمشق بحمص من جهة النبك ودير عطية  وبالتالي فإن الاستيلاء عليه يشكا بداية لعودة العمل المسلح في حمص لحصار النظام وتشكيل ضغوط على قواته من كل الجهات وبالتالي توسيع دائرة عملياتها العسكرية في ريف دمشق،  من خلال تقسيم المهام على جبهتين متوازيتين، وإشغال القوات الحكومية بمعارك جانبية "تلهيه عن الوجهة الحقيقية للمعارك ضمن خطة المباغتة"، وسط فشل تلك القوات باستعادة ما فقدته من مواقع هامة، كانت قوات المعارضة سيطرت عليها، ضمن معركة "الله الغالب".
وتسعى المعارضة المسلحة الى تحقيق  هدفها بالتمهيد الى معركة دمشق من خلال تنقسم إلى مرحلتين:
 الأولى: تتمثل في مهاجمة نقاط في حرستا وإدارة المركبات قرب ضاحية الأسد وسجن عدرا المركزي
الثانية: استكمال المعركة الأولى والتمهيد للاستيلاء على دمشق 
وأكد محمد علوش القيادي في جيش الإسلام بريف دمشق أن الخطط  تتسم بالسرية الكاملة، وظهرت المرحلة الأولى بعد وعد قطعناه أننا نحضر لمعركة كبيرة ثأرًا للقصف، ونسعى  إلى  فك الحصار عن الغوطة الشرقية، والسيطرة على مناطق استراتيجية تقصف منها القوات النظامية الغوطة، ثم استكمال السيطرة على أوتوستراد حمص - دمشق الدولي، واستعادة السيطرة على منطقة القلمون، ما يمهد لمحاصرة العاصمة وفتح معركة السيطرة عليها، أو إطلاق المفاوضات للسيطرة عليها"

بعد استيلاء المعارضة
وقال إسماعيل الداراني عضو مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق  أن المعركة مفتوحة على جبهتين، الأولى "يشارك فيها مقاتلو الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام وجبهة النصرة وأحرار الشام"، وتقاتل على محور حرستا وإدارة المركبات وأوتوستراد دمشق – حمص الدولي، أما الثانية، فتضم "جيش الإسلام وفيلق الرحمن، وتقاتل على محور سجن عدرا وضاحية الأسد"،  وأن جيش الإسلام أعلن النفير العام، وأن الهدف الاستراتيجي القريب للمعركة، قطع أوتوستراد حرستا – دمشق، تمهيدًا لمحاصرة دمشق.
 و أشار معارض سوري إلى أن المعركة هي بمثابة تمهيد لمعركة دمشق، في حال استطاعت قوات المعارضة التقدم أكثر على محور حرستا، والوصول إلى القابون، وأن المعركة  بدت استباقية لمعركة الغوطة التي كان النظام يمهد لها، وفشل في إطلاقها على ضوء عجزه عن حسم معركة الزبداني وإن جيش الإسلام "يمهّد للسيطرة على بقعة جغرافية صغيرة نسبيًا، تمتدّ من أطراف حرستا إلى أطراف مخيم الوافدين، لكنها استراتيجية كونها تفتح معركة دمشق، بعد قطع طريق الإمداد من الساحل إلى العاصمة و أن نتائجها حتى الآن  جيدة، نظرًا لأن النظام لم يتمكن من استرداد النقاط التي خسرها حتى الآن.

بعد استيلاء المعارضة
مما سبق نستطيع أن نؤكد على أن استيلاء المعارضة المسلحة على  طريق "  دمشق  – حمص"  يعد بمثابة المفتاح  للسيطرة على "القلمون" التي تعدّ المنطقة الاستراتيجية  الأهم للسيطرة على العاصمة دمشق بسبب موقعها الجغرافيّ  الواقع على الحدود مع القرى اللبنانية ويمر بها الطريق الدوليّ الذي يربط حمص بدمشق التي بقيت ، منذ بداية الثورة  بعيدة عن المعارك العسكرية بعد إحكام القوات الحكومية الحصار على الغوطتين الشرقية والغربية، وفرض تعزيزات أمنية مشددة على أطرافها ، منعًا لاختراقها، وبذلك تكون المعارضة المسلحة قد   كسرت  شوكة النظام السوري نهائيا لتبدأ معركة جديدة في معاقله في الساحل السوري .

شارك