"طالبان باكستان" تقتل 30 عسكرياً على وقع صلح تاريخي بين "أختر" ونجل "الملا عمر"
السبت 19/سبتمبر/2015 - 10:00 م
طباعة

انعكست أجواء المصالحة التاريخية في صفوف حركة "طالبان أفغانستان" الإرهابية، التي يتزعمها حالياً الملا أختر منصور، الذي واجه انتقادات عنيفة منذ توليه منصبه، يوليو الماضي، واتهمه معارضيه إنه لم يحصل على بيعة شرعية من أولي الأمر، على حركة "طالبان باكستان" التي تبنت هجوماً على قاعدة عسكرية باكستانية أودت بحياة نحو 30 عسكريًا باكستانيًا.
وأوضحت تقارير أن المصالحة بين أختر ومعارضيه، التي كادت أن تودي بنهاية الحركة، جاءت بعد أن بايع أقارب زعيمها الراحل الملا عمر خليفته في الزعامة الملا منصور، وأكد مساعد مقرب من ابن الملا عمر، الاحتفال بحل الخلاف في مراسم سرية بعد أن قبل منصور بقائمة تتضمن 8 مطالب، وفق ما ذكرت وكالة "رويترز" للأنباء.

المتحدث الرسمي باسم طالبان، الذي يمثل الملا أختر منصور، قال في بيان رسمي أمس (الجمعة) إن مطالب المحتجين سيتم تنفيذها، وأنها تشمل إعادة هيكلة مجلس زعامة طالبان والاحتكام إلى التوافق، موضحًا أن الملا اختر وعدهم، بأن الشورى (مجلس الزعامة) ستكون له سلطة اتخاذ القرارات وليس الأفراد.
كما حسم يعقوب نجل الملا عمر الحديث عن طبيعة وفاة والده، حيث قال إن سبب وفاة والد "سبب عادي" بعد أن أصيب بالتهاب "الكبد سي"، نافيا صحة المعلومات الدائرة حول الوفاة الغامضة لمؤسس حركة طالبان الأفغانية، ونقلت وكالة "فرانس برس" استنادا إلى رسالة صوتية لنجل الملا عمر، يعقوب، إن والده أصيب بالتهاب الكبد من فئة سي ولفظ أنفاسه الأخيرة في أفغانستان وليس في باكستان كما قالت أجهزة الاستخبارات الأفغانية بعد مرض عضال، نافياً مقتل والده على يد قياديين داخل الحركة أو من قبل أطراف خارجية، مشيراً إلى أن والده توفي سريعا بعدما تدهورت صحته، وبحسب المعلومات الأولية التي حصل عليها من أطباء فإن والده كان مصابا بالتهاب الكبد سي.

ويبدو أن حديث يعقوب، كان جزءًا من اتفاق المصالحة بينه وبين أختر منصور، حيث أكد خلال التسجيل أنه مستعد للتضحية بنفسه من أجل وحدة طالبان، ومستعد للقيام بعملية انتحارية إن كان ذلك يضمن وحدة طالبان.
وتتبع حركة "طالبان باكستان" حركة "طالبان أفغانستان" تنظيمياَ حيث تُبايع الحركتان، زعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري، إلا أن العمليات العسكرية لكلا التنظيمين ليس واحداً، حيث يخضع لتطورات الأوضاع الميدانية، في كلا البلدين.
هجوم "طالبان باكستان" على القاعدة الجوية، شمال غرب باكستان، أدى إلى سقوط 29 قتيلاً، واعترف الجنرال عاصم باجوا، كبير المتحدثين باسم الجيش الباكستاني، بمقتل 29 شخصاً على الأقل، 23 من القوات الجوية وثلاثة من الجيش وثلاثة مدنيين، موضحاً أن المهاجمين، كانوا يرتدون زي الشرطة، واقتحموا قاعدة "بادابير الجوية".

وبدا من حديث الجنرال الباكستاني مدى ما كان عليه عناصر "طالبان" من تنظيم، حيث قال الجنرال باجاوا أن المسلحين دخلوا القاعدة، التي تبعد 10 كيلومترات إلى الجنوب من بيشاور، من نقطتين ثم تفرقوا في مجموعات، وأوضح الجنرال أن أجهزة اعتراض مكالمات الهاتف المحمول كشفت أن المهاجمين قدموا من أفغانستان، لكنه أوضح أنه لا يوجد مبرر لتوجيه اللوم إلى الحكومة الأفغانية.
كما قال شوكت مالك رئيس فريق المفرقعات في بيشاور إن المهاجمين كانوا يحملون ما يكفي من أسلحة لاحتلال القاعدة لكن بعض أسلحتهم أصابها عطب، وتابع أن كل مهاجم كان يحمل بندقية وعبوتين ناسفتين بدائيتي الصنع وعدة قذائف صاروخية ولكن بعض القذائف أخطأت أهدافها.

وفي حين، أعلنت حركة "طالبان باكستان" مسؤوليتها عن الحادث، وقالت إن عنصراً واحداً من عناصرها قتل خلال الأحداث، قال قوات الأمن إنها قتلت 13 من المسلحين، فيما يعد الهجوم الأكثر دموية منذ مذبحة ديسمبر التي راح ضحيتها 150 تلميذا ومدرسا في مدرسة الجيش العامة في بيشاور.
وقال الجيش الباكستاني إن القاعدة العسكرية تُعد مقرا للسكن في المقام الأول أكثر من كونها مكانا للعمليات العسكرية، وهي موجودة في أقصى أطراف الجنوب في بيشاور، وتحيط بها منطقة قبائل كانت تعد مركزا للأنشطة الاجرامية وأنشطة المسلحين حتى وقت قريب.
في المقابل، قال مسؤولون أمنيون إن طائرات باكستانية قتلت 16 يشتبه، أنهم من المتشددين في غارات جوية قرب الحدود الأفغانية، اليوم السبت، بينما اعتقلت الشرطة عشرات الأشخاص بعد الهجوم على القاعدة جوية.
وبعد

وبعد ساعات من الهجوم أشار متحدث عسكري باكستاني إلى أنه جرى تعقب اتصالات أوضحت أن مسلحين من حركة طالبان الباكستانية تلقوا توجيهات من أشخاص في أفغانستان.
وقال مسئولان أمنيان باكستانيان إن غارات السلاح الجوي يوم السبت استهدفت قواعد للمتشددين في وادي تيراه الممتد على الحدود الأفغانية وهو طريق تهريب رئيسي بين باكستان وأفغانستان.