"حتف".. عملية حفتر للقضاء على "داعش" في بنغازي
الأحد 20/سبتمبر/2015 - 04:56 م
طباعة

مع مواصلة العمليات القتالية التي يقوم بها الجيش الليبي في مواجهة العمليات الإرهابية في ليبيا، على رأسهم "داعش"، شن اللواء خليفة حفتر عملية "حتف" العسكرية في مدينة بنغازي والتي كان تنظيم داعش بدأ يسيطر عليها.
تحرير مدينة "بنغازي"

تهدف عملية "حتف" إلى تحرير مدينة بنغازي شرق ليبيا من المجموعات المتشددة.
وبمشاركة كل القوات العسكرية البرية والبحرية والجوية داخل مدينة بنغازي، أسفرت "حتف" عن خسائر كبيرة في صفوف تنظيم "داعش" الإرهابي.
وقد شن طيران الجيش الليبي غارات مكثفة على تجمعات وتمركزات الجماعات الإرهابية في منطقتي بوعطني وسيدي فرج، بمشاركة طيارين متميزين كانوا يتلقون دورات تدريبية بالخارج.
وكان الجيش الوطني الليبي قد أعلن عن انطلاق عملية "حتف" العسكرية، التي أعلن عنها عقب اجتماع القيادة العامة للجيش الليبي في الساعات الأولى من صباح أمس السبت، بقيادة المحاور والجبهات وإعطاء الأوامر بدك وضرب ما تبقى من أوكار وتمركزات تنظيم "داعش" الإرهابي في مدينة بنغازي.
وبدأت المعركة في تمام الساعة السادسة من صباح أمس السبت، بقصف جوي تبعه هجوم بالدبابات والمدفعية، وتحرك الجنود المقاتلين على الأرض بخطوات ثابتة ليقوموا بالتوجه إلى مصنع يتحصن فيه الإرهابيين.
وبدأت المعركة بمساندة القوات الجوية بضربات جوية وبأسلحة جديدة تُنهي وتحسم الأمر بمحور بوعطني.
وتحركت مجموعة شهيد الجيش الليبي "سالم عفاريت" لتدك الإرهاب في معسكر 21 الذي تم تحريره بمساندة ضربات جوية ودخول أبطال الجيش الليبي إلى المعسكر، وتوجهوا بعد ذلك إلى الكيلو 36 صاعقة لمحاصرة الإرهابيين.
ودكت أوكار المجرمين على رءوسهم في معسكر الدفاع الجوي بالمهشهش كالآليات وغيرها.
وحسبما أفادت مصادر فقد توجهت عناصر الجيش الليبي نحو معسكر الصواريخ "د .ج" لتبدأ المعركة مع ضربات جوية مُحكمة، نجح على إثرها عناصر الجيش الليبي في الدخول إلى المعسكر، ما أدى إلى مواجهة شديدة وعنيفة ليتم محاصرة المعسكر من قبل قوات الجيش.
إنجازات الجيش الليبي

أسفرت معركة "حتف" حتى الآن عن تحرير معسكر 21 صاعقة ومعسكر دفاع الجوي بالمهشهش والسيطرة على آخر 500 متر في طريق المطار قبال كيلو 21 لتنتهى طريق المطار بتحريرها بالكامل، وهي الآن تحت سيطرة قوات الجيش الليبي.
وحقق الجيش الليبي إنجازا رائعا بالدخول إلى محور سيدى منصور إلى شارع البيبسى وسيطرت على الشوارع والمنطقة بالكامل وتحركت القوات لتحاصر الكيلو319 وتبدأ في دكها لتُنهي احتلالها، وسقط خلال المعركة أحد أبطال قوات حرس الحدود الليبي وسقوط ثلاثة جرحى بالكيلو 448.
وقتل أكثر من 25 إرهابيًّا واغتنام آليات رباعية الدفع وأسلحة وذخائر، وتصفية أكبر داعشى في منطقة بوعطني الملقب بأبو "فندام الكلب".
وتتواصل عمليات الجيش الوطني الليبي من أجل السيطرة على محور بوعطني؛ حيث تتوجه قوات الجيش إلى راف الله السحاتي ومصنع الإسمنت ومزرعة بوبكر يونس؛ حيث بدأت قوات الجيش بدكه مذ أمس، وبشرت القيادة العامة للجيش بقرب فتح طريق المطار، وأعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية، مساء أمس السبت، سيطرتها على شارع البيبسي الواقع في محور بوعطني.
ومواصلة لعملياتها، فقد تمكنت قوات الجيش الليبي، اليوم الأحد 20 سبتمبر 2015، من تصفية العديد من العناصر الإرهابية والتكفيرية في محور بوعطني، وسيطرت على مخازن للأسلحة، إضافة إلى مقتل4 عناصر من قوات الجيش الليبي في العمليات، وفقًا لمصدر عسكري ليبي.
وأوضح المصدر: أن قوات الجيش الليبي تتقدم الآن نحو معسكر 36 بمحور بوعطنى بمدينة بنغازي، مشيرًا إلى سقوط نحو 30 إرهابيًا، في العملية العسكرية التي أطلقها الجيش الليبي، وفقًا لـ"سبوتنيك" الروسية.
بداية العملية

كانت شهدت بنغازي اشتباكات "عنيفة" بين الجيش الليبي ومسلحي تنظيم "داعش"، الاثنين الماضي، وتركزت الاشتباكات في منطقة الليثي، التي ينتشر بها مسلحون متشددون، ويسعى الجيش منذ أشهر لتحريرها.
وازدادت وتيرة الاشتباكات بعد تفخيخ "داعش" لمنزل استدرجت إليه 5 من جنود الجيش الليبي، في بنغازي التي كانت مهد الاحتجاجات ضد نظام القذافي شرقي ليبيا في 2011.
ومن جهة أخرى، قتلت جماعات متشددة جنديا ليبيا أَسرته في بنغازي، وقال المتحدث باسم القوات الخاصة الليبية ميلود الزوي: إن الجندي القتيل "أسر في اشتباكات مع الجماعات الإرهابية مطلع سبتمبر الجاري؛ حيث تعرض للتعذيب خلال الأيام الماضية قبل أن تتم تصفيته".
ويخوض الجيش الليبي معارك يومية مع مسلحي داعش وجماعات متشددة أخرى في مدينة بنغازي؛ حيث يسيطر مسلحو التنظيم على أجزاء واسعة من المدينة منذ أشهر.
"داعش" يسيطر

يشار إلى أن الجيش الليبي تمكن من السيطرة على عدة مواقع للميليشيات المتشددة في مدينة بنغازي في أواخر أغسطس الماضي، وذلك بعد مواجهات مسلحة.
وبعد هذه العمليات والمواجهات مع التنظيم، سيطر الجيش الليبي على مناطق واسعة من مدينة بنغازي، باستثناء بعض المناطق، من أبرزها حي الليثي، حيث يسيطر عليه التنظيم المتشدد مجلس شورى ثوار بنغازي.
وكان تنظيم داعش أعلن في تسجيل مصور في أول مارس الماضي سيطرته على عدد من أحياء بنغازي، ومناطق مثل "البوهديمة" و"مفترق الخليج" في حي الليثي.
يذكر أن الجيش الليبي أطلق "عملية الكرامة" في مايو 2014 بهدف طرد الجماعات المتطرفة من بنغازي وباقي المدن الليبية، وفي الرابع من ديسمبر من نفس العام، قال المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي الرائد محمد الحجازي: إن أكثر من 95 % من مدينة بنغازي بات تحت سيطرة الجيش الليبي. مضيفاً أن الخناق بات يضيق على المسلحين في المدينة.
تكيتكات الهجوم

وكان حفتر عقد أمس السبت 19 سبتمبر، اجتماعًا موسعًا مع قادة كتائب الجيش، ناقش خلاله تفاصيل المعركة الأخيرة، لتحرير مدينة بنغازي.
كما أعطى تعليماته للطيارين في قاعدة "بنينا" الجوية وقادة المحور الغربي، بقصف أهم وآخر معاقل هذه الجماعات التي تتمثل في الفرع الليبي لتنظيم "داعش"، وكتائب ما يسمى بالدروع، وتنظيم ما يعرف بـ"أنصار الشريعة".
ويعد هذا الاجتماع الأول منذ أشهر، ويهدف إلى إحراز تقدم عسكري في بنغازي، التي يقاتل فيها الجيش والقوات المساندة له من شباب الأحياء، منذ أكثر من عام دون التمكن من القضاء بشكل نهائي على الجماعات الإرهابية.
من جانبها استنكرت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا بقيادة برناردينو ليون التصعيد العسكري الأخير في مدينة بنغازي، معتبرة أنه معرقل للحوار السياسي الجاري في الصخيرات المغربية.
وتشهد ليبيا حالة من الفوضى العارمة في ظل توغل وتمدد التنظيم الإرهابي "داعش"، والذي يسعى إلى إقامة دولة للخلافة في ليبيا على غرار سوريا والعراق.