انتهاء ترتيبات تحرير صنعاء.. وتمرد في صفوف الحوثيين وقوات صالح

الأحد 20/سبتمبر/2015 - 07:59 م
طباعة انتهاء ترتيبات تحرير
 
تمر غدًا الاثنين الحادي والعشرين من سبتمبر، الذكرى الأولى لسيطرة ميليشيات جماعة أنصار الله "الحوثيين" على صنعاء، في 21 مارس، واليوم تجري الاستعدادات من قبل قوات التحالف والقوات الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور، من أجل تحريرها من قبضة الحوثيين.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
تقترب القوات الشرعية اليمنية بدعم من التحالف العربي بقيادة السعودية، من السيطرة على سد مأرب التاريخي الواقع في مديرية الوادي، فيما منع الحوثيون الدخول والخروج إلى مدينة تعز.
وسيطرت القوات الشرعية على التلال المحيطة والمطلة على السد، في مسعى لاستعادة سد مأرب التاريخي نظرا لما يتمتع به من أهمية استراتيجية وجغرافية وحضارية.
وفي تعز، منع الحوثيون الدخول والخروج إلى مدينة تعز، وذلك في أعقاب اندلاع اشتباكات عنيفة على أكثر من محور في المحافظة.
وأغارت طائرات التحالف على معسكر "سمة" العسكري في محافظة ذمار، التي تبعد نحو 130 كيلومترا من صنعاء، وذلك في إطار تضييق الخناق على المتمردين الحوثيين بهدف الوصول إلى العاصمة.
ويأتي هذا القصف في إطار العملية العسكرية التي تشنها القوات الشرعية، منذ أيام، بمساعدة قوات التحالف، في محافظة مأرب التي تتشارك حدودا مع العاصمة صنعاء، وفي محافظة تعز، اندلعت مواجهات عنيفة بين المتمردين الحوثيين وميليشيات على عبد الله صالح من جهة، والقوات الشرعية من جهة ثانية في مناطق الدحي والمرور غربي المدينة، وثعبات جنوب شرقي المدينة، وفي الأربعين ومحيط جبل جرة، وفي تعز ، بمقتل 7 أشخاص من بينهم 3 نساء، في حين أصيب 10 آخرون في قصف عشوائي شنته مليشيا الحوثيين والقوات الموالية لصالح واستهدف مركزا تجاريا في حي المسبح في تعز.  
في غضون ذلك، كثف طيران التحالف العربي غاراته على العاصمة صنعاء، فيما استهدفت الطائرات مواقع وآليات لمليشيا الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح بمعسكر قوات الأمن الخاصة والمجمع الحكومي بمدينة البيضاء، كما استهدفت مواقع الميليشيات بحيد السماء بمديرية ذي ناعم، ومقر قوات النجدة.
وفي الأثناء، قتل 10 على الأقل وأصيب العشرات من الحوثيين في قصف لطيران التحالف على إدارة أمن مدينة القاعدة بمحافظة إب، فيما قتل القيادي الحوثي عبدالله مطهر جحاف برصاص مسلحين مجهولين على متن دراجة نارية في مدينة الحديدة.
فيما صرح المتحدث الأمني باسم وزارة الداخلية السعودية بمقتل جنديين بعد تعرض احدى دوريات الحرس الحدودي لإطلاق نار كيف من داخل الأراضي اليمنية.
وأفادت وكالة الأنباء السعودية أن احدى دوريات الحرس الحدودي تعرضت لإطلاق نار وهجوم بالقذائف صباح الأحد 20 سبتمبر، بمنطقة نجران الحدودية مع اليمن وقد تم الرد على مصدر النيران والسيطرة على الموقف.
وأعلنت الوكالة إن الجندي أول حسين مهدي آل حارث ، والجندي أول علي إبراهيم الخالدي قتلا في إطلاق نار من الجانب اليمني.
وتشهد الحدود السعودية اليمنية مواجهات عنيفة وقصفا متبادلا بين الحوثيين والقوات الموالية لهم والقوات البرية السعودية مدعومة بكتائب من الحرس الوطني أسفرت عن مئات القتلى والجرحى في صفوف الطرفين.

تمرد وسط الحوثيين وصالح:

تمرد وسط الحوثيين
كشفت مصادر أمنية وعسكرية في العاصمة اليمنية صنعاء أن مواجهات عنيفة اندلعت بين عناصر من الحرس الجمهوري، وقوات تابعة للمتمردين الحوثيين في عدة معسكرات في صنعاء، على خلفية رفض جنود وضباط من الحرس الجمهوري تنفيذ قرارات حوثية بالتوجه نحو محافظتي مأرب وصعدة.
وأضافت المصادر أن المتمردين حاولوا سحب أسلحة جنود وضباط بالقوة، رفضوا السبت أوامر للمتمردين الحوثيين، ما تسبب في حدوث مواجهات مسلحة، راح ضحيتها 10 قتلى وعدد من الجرحى من الطرفين.
وكانت خلافات مماثلة قد اندلعت مراراً في أوقات سابقة، بسبب رفض عناصر من الحرس الجمهوري الانصياع لتعليمات الميليشيات الحوثية، وعدم تنفيذ أوامر بالمشاركة في القتال الذي يدور في عدد من المدن والمحافظات اليمنية، كما أن قيادات في الحرس أعلنت ولاءها للجيش الموالي للشرعية الذي يجري إعادة تنظيمه وتكوينه.
وتعيش ميليشيات الحوثي حالة من التشتت والانهيار، بسبب تقدم القوات المشتركة والمقاومة الشعبية في محافظة مأرب بدعم وغطاء جوي من قوات التحالف، وهو نفس الوضع الذي كان سائداً قبل استعادة المقاومة والجيش الوطني لعدد من المحافظات والمدن، كما حدث في قاعدة العند الجوية، عندما بادرت أعداد كبيرة من جنود وضباط الحرس الجمهوري إلى الاستسلام للمقاومة والجيش الوطني بكامل أسلحتهم وعتادهم، بمجرد اندلاع المواجهات.
وكشف المركز الإعلامي للمقاومة أن كافة الدلائل تشير إلى أن عناصر الحرس الجمهوري سيواصلون الاستسلام للثوار.
وأكدت مصادر عسكرية في صنعاء أن قيادة الحرس الجمهوري الموالية للمخلوع قد أقدمت الجمعة الماضية على اعتقال جنود وضباط من الحرس الجمهوري رفضوا المشاركة مع ميليشيات الحوثي القتال في مأرب وصنعاء، حيث استدعتهم إلى مبنى إدارة معسكر (48) مقر قيادة قوات الاحتياط بذريعة وجود لجنة لتسليم رواتب أغسطس الماضي، لكن الجنود فوجئوا بجنود آخرين أحاطوا بهم من كل الاتجاهات، وطلبوا منهم تسليم أسلحتهم ودخول المعتقل، للنظر في شأنهم وأسباب رفضهم الذهاب إلى مأرب للقتال في صفوف الانقلابيين.
وتحدث أحد الجنود مؤكداً رفضه ورفض زملائه الذهاب لمشاركة المتمردين في حربهم ضد الشعب اليمني، وقال "رفضنا كذلك دخول السجن أو تسليم أسلحتنا، فقد فعلوا مثل ذلك بزملاء سابقين لنا قبل نحو شهرين، ولا نعلم مصيرهم حتى الآن".
وأضاف أنه جرت محاصرتهم وإطلاق النار عليهم بشكل عشوائي، ما أدى إلى إصابة ثلاثة واعتقال عشرة آخرين.

الإفراج عن محتجزين:

الإفراج عن محتجزين:
أفرج الحوثيون عن 6 محتجزين بينهم 3 أمريكيين وسعوديين وبريطاني ، تم احتجازهم منذ حوالي 6 أشهر، في العاصمة اليمنية عندما كانوا يرافقون وفدا متجها إلى مسقط لإجراء محادثات مع مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد ضمن جهود إنهاء القتال الدائر في البلاد منذ أكثر من 6 أشهر. ولم يصرح الحوثيون بعد احتجازهم عن الأسباب التي دفعتهم للقيام بذلك كما لم يصرحوا عن هوية المحتجزين.
وفي آخر شهر مايو تم إطلاق سراح واحد من أمريكيين آخرين محتجزين واستقبلته السلطات العمانية، وهو صحفي كان يشتغل في اليمن منذ عام 2012.
وكشفت مصادر أن وفدًا من مليشيا الحوثي وحزب صالح غادر على متن طائرة عمانية بصحبة 6 رهائن من جنسيات مختلفة، تم إطلاق سراحهم بوساطة عمانية. تجدر الإشارة إلى أن سلطنة عمان احتضنت مفاوضات بين أطراف النزاع في اليمن بهدف إنهاء القتال في البلاد.
وقالت وسائل إعلام سعودية يوم الأحد إن التحالف بقيادة السعودية نفى قصف طائراته لمقر إقامة السفير العماني في العاصمة اليمنية صنعاء التي يشن عليها ضربات جوية منذ شهور ودعا إلى إجراء تحقيق.
ونقلت صحيفة الشرق الأوسط عن المتحدث باسم التحالف العميد أحمد عسيري قوله إن الضربات الجوية يوم السبت استهدفت مبنى وزارة الداخلية اليمنية وليس مقر إقامة السفير العماني. ونقلت الصحيفة عن عسيري قوله إن التحالف يرحب بإجراء تحقيق ويشير إلى أن منزل السفير ربما قصف بقذيفة مورتر أطلقها الحوثيون.
وكانت وزارة الخارجية العمانية استدعت السفير السعودي لدى مسقط يوم السبت وسلمته رسالة احتجاج على الضربات الجوية التي قالت وكالة الأنباء العمانية إنها استهدفت مقر إقامة سفير عمان لدى اليمن.
والتزمت سلطنة عمان وهي واحدة من دول مجلس التعاون الخليجي الست الحياد في الصراع في اليمن واستضافت محادثات بوساطة الأمم المتحدة بين الحوثيين وحكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
التقى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في الرياض بعدد من أبرز مشائخ ما يسمى طوق صنعاء، وهي القبائل التي تحيط بالعاصمة بحضور المحافظ عبد القوي شريف، وقالت مصادر مطلعة لـ"العرب" إن هذا اللقاء يأتي في سياق الترتيبات لمعركة تحرير صنعاء حيث يبذل هادي جهودا حثيثة في سبيل التقليل من خسائر هذه المعركة عن طريق إقناع القبائل المؤثرة بالتخلي عن المتمردين الحوثيين والضغط من أجل إجبارهم على الخروج من العاصمة وعدم التسبب في إلحاق المزيد من الخسائر. وكشفت مصادر دبلوماسية مطلعة عن أن عودة السفير الروسي المفاجئة لصنعاء مرتبطة بمساع روسية لإقناع الحوثيين بالموافقة على مبادرة روسية تتمحور حول تنفيذ القرار 2216 مقابل وقف التقدم نحو صنعاء. وكانت المصادر قد أكدت التقاء السفير الروسي بالرئيس هادي في مقر إقامته في الرياض وعرض المبادرة الروسية عليه قبل عودة السفير الروسي إلى صنعاء للالتقاء بقيادات حوثية في مقر السفارة الروسية. 
كما التقى نائب الرئيس اليمني رئيس مجلس الوزراء خالد بحاح اليوم بمحافظة عدن الأمين العام للهلال الأحمر الإماراتي الدكتور محمد الفلاحي. واشاد نائب رئيس الجمهورية بالجهود الكبيرة التي يقوم بها الهلال الأحمر الإماراتي في تأهيل عدد من المرافق الصحية والتعليمية وغيرها من المرافق الحيوية الهامة بمحافظة عدن...مؤكداً ان ذلك يعد خطوة سباقة في اعادة البناء والاعمار لما خلفته المليشيا الانقلابية من دمار وخراب في مؤسسات الدولة.
 وعبر عن شكر القيادة السياسية ممثلة بفخامة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي وكافة اعضاء الحكومة وابناء محافظة عدن بالجهود التي يقدمها الاشقاء في دولة الامارات العربية المتحدة قيادتاً وحكومتاً وشعب. 
من جانبه شكر الأمين العام للهلال الأحمر الإماراتي الدكتور محمد الفلاحي الحكومة على ما قدمته من تسهيلات أسهمت في تسيير مهام الهلال الأحمر بسلاسة ويسر ...مؤكداً أن عمل الهلال الاحمر الاماراتي مازال مستمراً للوصول الى افضل النتائج الممكنة في تأهيل المدارس والمستشفيات وغيرها من المرافق الخدمية في المحافظة. حضر اللقاء وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة عبد الرقيب فتح، ونائب رئيس اللجنة وزير الشؤون الاجتماعية والعمل الدكتورة سميرة خميس. 
وشهدت مدينة عدن صباح اليوم الأحد مظاهرات غاضبة أمام مقر إقامة أعضاء شماليين في حكومة بحاح . وحسب مصادر محلية لـ " المشهد اليمني " من عدن فقد حاصر محتجون غاضبون فندق القصر الذي يقطنه وزير الداخلية عبده الحذيفي وناطق الحكومة راجح بادي مطالبين برحيلهم بصفتهم شماليين . وحسب المصادر ذاتها فإن هناك عناصر من الحراك تطالب برحيل الأعضاء الشماليين بالحكومة اليمنية التي يرأسها بحاح .

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
أكد المبعوث الدولي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، أن الأمم المتحدة تبذل جهدها لجمع الأطراف اليمنية على طاولة واحدة لحل الأزمة.
وقال ولد الشيخ، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إن وفدا من الأحزاب السياسية توجه إلى مسقط من مطار صنعاء لبحث حل الأزمة.
فيما أعلن الناطق الرسمي باسم جماعة الحوثي او من يسمون انفسهم "أنصار الله" محمد عبدالسلام أنهم سيبحثون في العاصمة العمانية مسقط المسار السياسي الذي يفضي إلى "حلول عادلة". 
وقال عبدالسلام في بيان نشر اليوم، "سنغادر بعد قليل العاصمة اليمنية صنعاء متجهين الى عاصمة السلام والوئام مسقط لمواصلة الجهود السياسية والدبلوماسية". ويضم الوفد الحوثي ناطق الحوثيين، محمد عبدالسلام، ورئيس المجلس السياسي صالح الصماد، ومدير مكتب زعيم الحوثيين مهدي المشاط، ولم يشر عبدالسلام في بيانه إلى مضمون المشاروات السياسية في مسقط واكتفى بالقول إنه "سيتم اللقاء مع مبعوث الامين العام للأمم المتحدة إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد، لبحث المسار السياسي الذي يفضي الى الحلول العادلة".

الحضور الإيراني:

الحضور الإيراني:
أعلنت الخارجية الإيرانية، اليوم، أن سفارتها في العاصمة اليمنية صنعاء ماتزال مفتوحة، مؤكدة أنه "لا نية لإغلاقها"، وقال مساعد وزير الخارجية الإيراني حسن قشقاوي إن "السفارة الإيرانية في صنعاء لا تزال مفتوحة وأن الدبلوماسيين الإيرانيين يواصلون عملهم". وأكد أن "إيران لا تنوي غلق سفارتها في صنعاء ، والسفارة مستمرة بأداء مهامها الدبلوماسية"، وفق ما اوردته وكالة الانباء الايرانية الرسمية "ارنا". وكان السفير الايراني غادر العاصمة صنعاء قبل عدة أيام يرافقه عدد من موظفي السفارة، وتناقضت تصريحات الخارجية الايرانية بشأن مغادرته ففي حين قالت المتحدث باسم الخارجية مرضية افخم أنه رجع إلى طهران "للتمتع بإجازته" السنوية، ذكر مساعد وزير الخارجية الايراني حسين عبد اللهيان أن السفير عاد لإجراء فحوصات طبية. وتتهم الحكومة اليمنية الشرعية، إيران بدعم مسلحي الحوثي او من يسمون انفسهم "أنصار الله" بالمال والسلاح لزعزعة أمن واستقرار المنطقة. 
فيما حض الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون، كافة الاطراف اليمنية على العودة "فورا" إلى العملية السياسية طبقا لقرارات مجلس الأمن بما فيها القرار 2216، موضحا أن النزاع في اليمن "متصاعد"، وجدد بان كي مون في حوار مع صحيفة "الشرق الاوسط" نشر في عددها الصادر اليوم التأكيد على انه "لا يوجد حل عسكري للنزاع في اليمن". وأشار إلى أن غياب الحل السياسي في اليمن أدى إلى "كم هائل من المعاناة" للشعب، لافتا إلى "ضرورة أن تفعل الاطراف الاقليمية كل ما في وسعها لوقف دعم القوى العسكرية على الارض ولدفع الاطراف إلى مفاوضات ذات مغنى"، وقال "في اليمن نرى كما هائلا من المعاناة بسبب غياب الحل السياسي على الارض".

المشهد اليمني:

في ظل استمرار تعقيدات الحل السياسي، ترجح مصادر أن الخيار العسكري بات حلاً وحيداً، ولا سيما بعد مماطلة الحوثيين وحلفائهم بعدم الاعتراف بالقرار 2216 وتنفيذه، وهو ما يشير إلى استثمار الصراع رغم المساعي الحثيثة التي بذلها المبعوث الأممي في اليمن في التوصل إلى حل يوقف الحرب.

شارك