في ذكرى احتلال صنعاء.. التحالف يستعد لمعركة الحسم في اليمن
الإثنين 21/سبتمبر/2015 - 05:10 م
طباعة

اليوم الحادي والعشرين من سبتمبر، تمر الذكرى الأولى لسيطرة ميليشيات جماعة أنصار الله "الحوثيين" على صنعاء، في 21 مارس، واليوم تجري الاستعدادات من قبل قوات التحالف والقوات الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور؛ من أجل تحريرها من قبضة الحوثيين.
الوضع الميداني

على صعيد الوضع الميداني، حققت القوات الشرعية اليمنية مزيدًا من التقدم في جبهات مأرب التي تسعى للتقدم من خلالها نحو العاصمة صنعاء.
وشنت طائرات التحالف العربي بقيادة السعودية، شنت غارات على معسكرات للمتمردين الحوثيين وميليشيات علي عبد الله صالح في العاصمة اليمنية صنعاء ومحيطها.
وجاء هذا القصف في وقت احتدمت فيه المعارك بين ميليشيات الحوثيين وصالح، والقوات الشرعية والموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، في محافظة البيضاء وسط البلاد.
وفي التفاصيل، أغارت طائرات التحالف على معسكر الحفا، ودائرة الأشغال العسكرية في العاصمة صنعاء، حيث يحاول التحالف بمساندة القوات الشرعية الاقتراب من صنعاء منذ أيام.
واستهدف الغارات كذلك، منازل في منطقة "سعوان" و"معسكر الخرافي" شرق العاصمة، كما استهدفت بأربع غارات مساء أمس، منزل عضو مجلس النواب، المقرب من الحوثيين، علي الكحلاني، وهو من القياديين في حزب "المؤتمر الشعبي" الذي يترأسه المخلوع صالح.
وفي تطور آخر وسط البلاد، اندلعت مواجهات عنيفة بمختلف أنواع الأسلحة بين القوات الشرعية والميليشيات المتمردة في منطقة المنقطع، مركز مديرية ذي ناعم، والمناطق الجبلية الأخرى التابع لمحافظة البيضاء وسط اليمن.
وفي جنوبي اليمن، تجددت الاشتباكات في بمنطقة صالة والصعبات ومحيط القصر الجمهوري ومنطقة الدحي غربي محافظة تعز، التي تشهد قتالًا شرسًا ومتواصلًا بين الحوثيين والقوات الشرعية.
وتأتي هذه المواجهات في وقت وصلت تعزيزات إلى الحوثيين قوامها 2000 مسلح، ما استدعى استنفارًا كبيرًا وسط القوات الشرعية خشية تسلل الحوثيين إلى داخل المدينة.
وقتل أكثر من 50 مسلحًا وجرح 32 آخرون من ميليشيات صالح والحوثي في مواجهات وغارات شنتها طائرات التحالف في تعز خلال الساعات الأربعة والعشرين الماضية.
فيما أكد المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف المشتركة العميد ركن طيار أحمد عسيري أنه تم اتخاذ جميع الإجراءات لحسم المعركة ضد الانقلابيين بالرجوع للشرعية، وأن هناك موقف دولي يطالبهم بذلك. وقال عسيري في مداخلة على قناة "الاخبارية" السعودية: إن الموقف في اليمن سيحسم قريباً. وأضاف عسيري، بأن الحوثيين ينشرون الألغام بشكل عشوائي، مؤكداً استهداف قوات التحالف لمراكز العمليات التابعة للمتمردين. وأشار إلى أن جيوب المقاومة تنفذ بعض العمليات في المناطق المحررة، وأن الجهد العسكري يتغير وفق الظروف الميدانية، مضيفاً بأن الحكومة اليمنية عادت لتمارس عملها من عدن بعد ستة أشهر من إقامتها المؤقتة في الرياض.
كما نجحت قوات التحالف والشرعية حتى الآن بفرض حصار على الميليشيات من كل الجهات، وأغلقت المنافذ الجوية والبحرية والبرية على الميليشيات في الشمال، وتم قطع الوقود عنها، فيما توقفت الحركة الاقتصادية في صنعاء.
المشهد السياسي

وعلى الصعيد السياسي، شنّ زعيم ميليشيا أنصار الله (الحوثيين)، عبدالملك الحوثي، هجوماً شديداً على الإعلاميين والصحافيين المناهضين لجماعته، واصفاً إياهم بـ"المرتزقة والعملاء والخونة".
وقال الحوثي، في خطاب عشية ذكرى الـ21 من سبتمبر الذي يصادف سيطرة جماعته على العاصمة صنعاء: إن من وصفهم بـ"المرتزقة والعملاء" من المثقفين والسياسيين والإعلاميين "أكثر خطراً على هذا البلد من الخونة والمرتزقة الأمنيين المقاتلين".
جاء ذلك في كلمة، بثها تلفزيون "المسيرة" التابع للحركة، أمس الأحد، حيث طالب الحوثي اليمنيين بالتظاهر في صنعاء، اليوم الاثنين، احتفالاً بالذكرى السنوية لما أسماه ثورة 21 سبتمبر2014.
قال زعيم حركة "أنصار الله"، أمس الأحد، إن جماعته لا تزال مستعدة للتسوية السياسية لإنهاء أكثر من ستة شهور من الصراع في اليمن، لكنه أكد أنهم سيقاومون "العدوان السعودي على اليمن".
ودعا الحوثي "كل طبقات الشعب اليمني" إلى مواصلة تحركاتها لمواجهة "العدوان الإجرامي" الذي تقوده السعودية على اليمن، مشددا على أن "الحلول السياسية لا تزال ممكنة".
وجاءت كلمة الحوثي، بعد ساعات من سفر وفد يضم ممثلين عن الحوثيين وحلفائهم في حزب المؤتمر الشعبي العام للعاصمة العمانية مسقط، بعد اتصالات مكثفة من مبعوث الأمم المتحدة لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
رغم استجابة الرئاسة اليمنية لكل مطالب الحوثى سواء بالنسبة لتقليل الجرعة (خفض الأسعار) أو تغيير الحكومة. فبعد تحقيق هذين الشرطين بدأ الحوثيون المطالبة بالمزيد من الاشتراطات، إلى ان استولى على مفاصل اليمن مدعيا بأنها ثورة ولا بأس!!.
فيما شن نائب سكرتير الرئيس السابق علي عبدالله صالح، هجومًا حادًّا على جماعة الحوثي أو من يسمون أنفسهم "أنصار الله"، متهما إياهم بإفشال الأجهزة الإدارية. وتحدث عبدالله المغربي في مقال بعنوان "للأنصار أنتم تخسرون وقريبًا ستسقطون"، عن بعض ملامح الفشل الحوثي وحجم الخلاف المتمثل في تدخل الحوثي في جميع الأجهزة الإدارية التي أصيبت بالشلل والفشل. وتوقع المغربي في مقاله، سقوط الحوثيين قريبًا، قائلا: "لتدركوا أن الميليشيات مهما تكن قوتها فإنه لا يمكن لها الاستمرارية، ولتكن لكم في عصابة الإخوان عِبرة أيها الأنصار". وتسود حالة من التذمر في أوساط الحوثيين والموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، خاصة في شئون إدارة البلاد، ويتبادلون الاتهامات بـ"الفساد" وتعطيل أجهزة الدولة. وكانت مواجهات اندلعت بين الحوثيين والموالين لـ"صالح" من قوات الحرس الجمهوري (سابقًا) بعد رفض جنود وضباط المشاركة في القتال في تعز ومأرب.
فيما نفى مدير مكتب رئاسة الجمهورية، محمد علي مارم، اليوم، وصول هادي إلى مدينة عدن (جنوب البلاد). اليمني. وانتقل هادي، في أواخر شهر مارس الماضي إلى العاصمة السعودية الرياض للإقامة مؤقتًا، بعد سيطرة جماعة الحوثي أو من يسمون أنفسهم "أنصار الله" وحلفائهم على معظم محافظات الجنوب، قبل أن تستعيد المقاومة الشعبية والقوات الموالية للحكومة الشرعية، السيطرة عليها في شهر منتصف يوليو الماضي. وقال مارم: "هذه الأنباء عارية عن الصحة"، بحسب ما أوردته وكالة أنباء سبوتنيك الروسية. وكانت صحيفة "الحياة" الصادرة في لندن، ذكرت في عددها الصادر، اليوم، أن هادي وصل سراً إلى عدن، مساء الأحد.
المسار التفاوضي

وعلى صعيد المسار التفاوضي، أجرى المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، السبت، اتصالاً هاتفياً مع نائب وزير الخارجية الإيراني للشئون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان، لبحث تطورات الأزمة اليمينة، ومساعي الحل التي تبذل في العاصمة العمانية مسقط.
وذكرت وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية "إيسنا"، أن المبعوث الأممي إلى اليمن شدد خلال الاتصال مع عبد اللهيان، على ضرورة مواصلة المباحثات في مسقط لإنهاء الأزمة اليمنية، مؤكداً أنه "لا مجال للحل العسكري في اليمن"، مشدداً على أن الحل سياسي فقط.
وحث إسماعيل ولد الشيخ جميع الأطراف الخارجية المؤثرة في اليمن على ضرورة المساعدة وإيجاد أرضية للمفاوضات المباشرة بين أطراف النزاع اليمني من أجل إنهاء الحرب، في إشارة منه إلى إيران التي تؤثر على الحوثيين والتحالف العربي بقيادة السعودية الذي يؤثر على الرئيس عبد ربه منصور هادي واللجان الشعبية.
بدوره، قال نائب وزير الخارجية الإيراني للشئون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان: إن استمرار الهجمات العسكرية سيعرقل أي مساعٍ للأمم المتحدة لإيجاد مناخ للحوار بين الأطراف اليمنية.
وأثنى المسئول الإيراني على الدور الذي تقوم به الأمم المتحدة من أجل إنهاء الأزمة اليمنية، وقال: "إن فشل الأمم المتحدة في منع حدوث كارثة إنسانية في اليمن سيسيء إلى سمعة هذه المنظمة الدولية والقانون الإنساني".
وأضاف نائب وزير الخارجية الإيراني: "إن طهران تنتظر من الأمم المتحدة العمل على إقناع أطراف النزاع اليمني لوقف الحرب والجلوس على طاولة المفاوضات"، مطالباً بضرورة فسح المجال أمام إيصال المساعدات الإنسانية لليمن.
المشهد اليمني
في ظل استمرار تعقيدات الحل السياسي، ترجح مصادر أن الخيار العسكري بات حلاً وحيداً، ولا سيما بعد مماطلة الحوثيين وحلفائهم بعدم الاعتراف بالقرار 2216 وتنفيذه، وهو ما يشير إلى استثمار الصراع رغم المساعي الحثيثة التي بذلها المبعوث الأممي في اليمن في التوصل إلى حل يوقف الحرب.