فشل أمريكي في تدريب المعارضة السورية...والدبلوماسية تمنع حربًا إعلامية بين واشنطن وموسكو

الإثنين 21/سبتمبر/2015 - 08:51 م
طباعة تدريب المعارضة السورية تدريب المعارضة السورية
 
جدل فى الكونجرس حول
جدل فى الكونجرس حول تدريب المعارضة
لا تزال الأزمة السورية محل اهتمام الأوساط الدولية والإقليمية، وسط مشاورات بشأن تقييم الخطوات التي يقوم بها التحالف الدولي ضد داعش بقيادة الولايات المتحدة، في ضوء المفاجأة التي فجرها الجنرال لويد أوستن بشأن من بقي من الذين تم تدريبهم من قوات المعارضة السورية وتم انفاق ما يقرب من 500 مليون دولار عدد قليل جدا لا يتجاوز أربعة أو خمسة مقاتلين.
من جانبه أكد  السناتور كيلي أيوت: "كما أرى الوضع الآن، هؤلاء الأربعة أو خمسة مقاتلين الذين دربتهم الولايات المتحدة الأمريكية... دعونا لا نخدع أنفسنا، هذه مهزلة."
وتأتي هذه الاتهامات على خلفية تقييم البرنامج الذى نفذته وزارة الدفاع الأمريكية في سوريا بالتعاون مع تركيا، وتكلف 500 مليون دولار من أجل تدريب 3000 مقاتل معارض في هذا العام وحده.
جون كيري وزير الخارجية
جون كيري وزير الخارجية الأمريكية
واعترف أوستن بفتح تحقيق مع مدير المخابرات لتغييره تقارير استخباراتية،  مما تسبب للمرة الأولى بشكوك في البيت الأبيض عما إذا كان الرئيس لا يزال لديه الثقة الكافية في قائده العسكري.
وشدد  جوش ارنست الناطق الرسمي للبيت الأبيض "بالطبع لديه، وأعتقد أنه من المهم أن نلاحظ ذلك، قد أشرت إلى هذا بالأمس، الجنرال اوستن جلس أمام لجنة الكونغرس وأدى القسم أمام الكاميرات لإعلان بعض الأخبار المؤلمة"، من جانبه دافع البنتاجون الآن عن مدى مشاركة وزير الدفاع أشتون كارتر في الإشراف على الحرب.
 ومن ناحية أخرى، وعلى خلفية الاتهامات الأمريكية لروسيا بشأن وجود عسكري لها في سوريا، كشف مسؤول أمريكي أن روسيا مستمرة بإرسال المعدات العسكرية من عتاد وعدة إلى الأراضي السورية وبالتحديد إلى قاعدة قرب مدينة اللاذقية خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضية، مؤكدا في تصريح خاص لـCNN حجم المعدات التي أرسلتها روسيا إلى الأراضي السورية للآن قائلا وهى أكثر من 25 طائرة مقاتلة وهجومية،  15 طائرة مروحية،  تسع دبابات،  ثلاثة أنظمة صواريخ أرض جو، 500 عنصر بين عسكريين وفنيين.
تأتي هذه المعلومات في الوقت الذي تقول فيه الولايات المتحدة إن التواجد العسكري الروسي على الأرض السورية يطرح العديد من التساؤلات الجدية، في حين تبين موسكو أن تواجدها العسكري هو لدعم نظام بشار الأسد في محاربة الإرهاب وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام او ما يُعرف بـ"داعش".
سيرجي لافروف
سيرجي لافروف
من جانبه قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بعد اجتماعه بنظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير في برلين، إن الحل سياسي هو السبيل الوحيد لحل الأزمة السورية، كاشفا عن محاولات لمشاركة روسيا وإيران في حل الأزمة السورية قائلا: "روسيا يجب أن تشارك في حل الأزمة ويعتبر ذلك من واجبها أيضا".
شدد كيري أنه سيلتقي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة المرتقبة وزيري خارجية روسيا سيرجي لافروف وإيرانيا محمد جواد ظريف من أجل تسوية الأزمة السورية قائلا: "نعم سنعقد عددا من اللقاءات لبحث هذا الملف في نيويورك.. ولن أتحدث الآن عن تفاصيلها"... "وذلك كان محور لقائي مع فرانك شتاينماير".
نوه كيري إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد ولا تنظيم داعش الإرهابي يمكنهما أن يقود سوريا إلى تسوية سلمية قائلا: "واضح تماما أن الأسد لا يستطيع إيصال سوريا إلى تسوية سلمية، أيضا من المستحيل أن نتصور أن يصل تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي إلى السلطة".
من جانبه أكد وزير الخارجية الألماني أن نهاية الحرب في سوريا ممكنة فقط إذا تضافرت جهود كل المجتمع الدولي بما في ذلك روسيا، موضحا بقوله " تنتهي الحرب في سوريا فقط في حال أخذ المجتمع الدولي بمشاركة تركيا والسعودية وإيران وروسيا مسئولية مشتركة."
فشل امريكي
فشل امريكي
أكد شتاينماير "نحن نشعر ليس فقط بمسؤوليتنا السياسية بل وأيضا الأخلاقية لوقف سفك الدماء في سوريا، بعد 5 سنوات من الحرب الأهلية، التي أودت بحياة 52 ألف شخص، وأدت إلى لجوء 12 مليون شخص".
وعلى صعيد آخر، وعلى خلفية حملات إعلامية أمريكية روسية متبادلة بوجود قوات ومقاتلات روسية في سوريا،  دفعت الجانبين للتوقف أمام احتمال وقوع كارثة، وربما تغلبت الرؤوس الباردة على أفكار الصقور الساخنة، فانعطفت كل من موسكو وواشنطن نحو الحوار.
وأعلنت الخارجية الروسية أن روسيا مستعدة للحوار مع الولايات المتحدة، بما في ذلك حول الأزمة السورية، وقالت "لم نرفض أبدا إجراء الحوار مع الولايات المتحدة ولا نزال مستعدين له حاليا أيضا بشأن جميع المسائل ذات الاهتمام المشترك، بما فيها حول سوريا". 
جاءت هذه التصريحات تعليقا على ما أعلنه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بأن مباحثات أمريكية روسية حول سوريا ستنطلق في وقت قريب.
وناقش نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف مع سفير الولايات المتحدة لدى موسكو جون تيفت تسوية الأزمة السورية والحرب ضد تنظيم "داعش"، وتطرق النقاش إلى الوضع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتركز حول تسوية الأزمة السورية على أساس بيان جنيف.
كما بحث وزير الدفاع الروسي سيرغي شويجو مع نظيره الأمريكي أشتون كارتر، خلال اتصال هاتفي، الوضع في سوريا، وأبدى الجانبان اهتماما خاصا بضرورة تنسيق الجهود الثنائية ومتعددة الأطراف بهدف مواجهة الإرهاب الدولي. هذه المحادثات بين شويجو وكارتر هي الأولى من نوعها منذ تولي الأخير منصبه في فبراير الماضي، وذلك بعد أن علَّقت الولايات المتحدة اتصالاتها مع روسيا في المجال العسكري العام الماضي بسبب الأزمة الأوكرانية.

شارك