هادي يعود إلي عدن وسط استعدادات لتحرير صنعاء

الثلاثاء 22/سبتمبر/2015 - 05:35 م
طباعة هادي يعود إلي عدن
 
وصل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الي عدن، اليوم بعد غياب ستة أشهر، وسط استعدادات قوية لتحرير صنعاء من جماعة انصار الله "الحوثيين" والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح.

الوضع الميداني:

 الوضع الميداني:
وعلي الصعيد الميداني، وصلت قوة عسكرية كبيرة تضم عشرات المدرعات و الأليات العسكرية من قوات التحالف بقيادة السعودية إلى معسكر صافر، بمحافظة مأرب، قادمة من منفذ الوديعة. 
وتأتي هذه التعزيزات العسكرية الكبيرة، في وقت دفع فيه الجيش الوطني اليمني وقوات التحالف العربية بقوات عسكرية إلى المحورين الغربي والشمالي في مأرب، حيث تدور معارك عنيفة مع ميليشيات الحوثي وصالح.
وتواصل قوات الشرعية، مدعومة بقوات التحالف العربي، تقدمها في مأرب، حيث سيطرت الثلاثاء على 3 تلال شمالي مأرب بعد معارك مع الحوثيين.
وكان المتحدث باسم قيادة التحالف العربي، العميد أحمد عسيري، قال، في مقابلة مع "سكاي نيوز عربية"، إن العمليات العسكرية في مأرب تشهد "تقدماً إيجابياً"، مؤكداً أن قوات التحالف سيطرت على معظم النقاط الاستراتيجية في مأرب.
وأضاف عسيري أن العمليات القتالية والجدول الزمني لتنفيذها خاضعة لطبيعة الجغرافيا اليمنية، وجمع المعلومات الاستخباراتية، وتحديد حركة الميليشيات، وأماكن تواجدهم، والتأكد من سلامة المدنيين.

وفي وقت سابق الثلاثاء، قصفت الطائرات المقاتلة التابعة للتحالف العربي مواقع للحوثيين في منطقة سعوان ومعسكر اللواء الرابع بمحيط مبنى التلفزيون في العاصمة صنعاء.
وتأتي هذه الخطوة بعد أن استقدمت الميليشيات المتمردة مسلحين إلى أطراف المحافظة من العاصمة صنعاء.
كذلك استهدف طيران التحالف مواقع وآليات تابعة للميليشيات الحوثية في المعهد الفني في مديرية السوارية في محافظة البيضاء، بحسب ما أفاد مراسلنا.
وفي تعز، أسفرت اشتباكات في منطقتي الدحي وكلابة بين قوات المقاومة الشعبية وميليشيات الحوثي عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.
كما اندلعت اشتباكات في منطقة ثعبات، وسط قصف مكثف لميليشيات الحوثي وصالح على مواقع المقاومة وأحياء سكنية، أسفر عن مقتل 9 مدنيين، وفقا لمصادر طبية.
فيما أعلنت السعودية اليوم الثلاثاء أن اثنين من جنودها وقعا أسرى في أيدي المتمردين الحوثيين في اليمن.
وقال المتحدث باسم التحالف العربي العميد أحمد العسيري "لدينا أدلة تشير إلى أنهما على قيد الحياة ومحتجزان رهائن لدى الميليشيا"، وأضاف أن الجنديين أسرا في اليمن.
ولفت العميد العسيري إلى أن "ثلاثة جنود آخرين هم في عداد المفقودين ولا نعرف في الحال ما إذا كانوا أحياء أو أسروا قرب الحدود".
وبث الأربعاء الماضي الحوثيون عبر التلفزيون، مشاهداً لرجل قالوا إنه جندي سعودي أسروه، وعرف الرجل عن نفسه باسم الرقيب ابراهيم حكيم من اللواء السعودي الأول المتمركز في منطقة جازان اليمنية الحدودية مع المملكة، مؤكداً أنه أسر مع عدد من رفاقه.
واتهم العميد العسيري المتمردين الحوثيين بانتهاك معاهدات جنيف، عبر نشر صور للجنديين المحتجزين، وقال "سنفعل كل ما بوسعنا لإيجادهم وإعادتهم" إلى السعودية.
إلى ذلك، تعززت توقعات بأن معركة استعادة صنعاء باتت وشيكة، مع وصول نائب قائد القوات البرية السعودية اللواء الركن الأمير فهد بن تركي بن عبد العزيز إلى مأرب الاثنين.
قال القيادي الميداني في مأرب العقيد حسن بن جلال إن قوات نخبة من قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ستصل إلى محافظة مأرب اليمنية، تضم ثلاث كتائب مدعومة بعتاد وسلاح نوعي من قناصات وقوة صاروخية.
وأكد بن جلال في تصريحات لصحيفة المدينة السعودية اليوم الثلاثاء، أن القوات المشتركة تجاوزت تبة البس وقامت بقطع الإمدادات عن المليشيات فيما يخص الطريق الأسفلتي.

تراجع القاعدة :

تراجع القاعدة :
وعلي صعيد محاربة تنظيم القاعدة، قتل عنصران من تنظيم القاعدة في غارة جوية شنتها طائرة بدون طيار، يعتقد أنها أمريكية، مساء الإثنين، ضد مركبة تابعة للتنظيم في محافظة مأرب بوسط البلاد، بحسب مسؤول محلي.
وأكد المسؤول أن "الغارة استهدفت المركبة التي كان يستقلها عنصران من القاعدة في محطة معيلي شرق مدينة مأرب، وأدت الغارة إلى تدمير المركبة ومقتل الرجلين اللذين كانا على متنها".
وفي مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت التي يسيطر عليها مسلحو تنظيم القاعدة، هدم مسلحو التنظيم عدداً من القبور في مقبرة الشيخ يعقوب، وهي قبور تاريخية تعود إلى أكثر من 300 سنة وبعضها لعلماء من أبناء حضرموت، حسبما أفاد مسؤول حكومي محلي.
وقال المسؤول إن "القاعدة ارتكبت حماقة جديدة باقتحام أكبر مقبرة تعود إلى مئات السنين أي منذ أن وجد الناس على أرض المكلا وبالعبث بعدة قبور دون أي مبرر".
وقال أحد السكان: "نحن نعلم أن مقبرة الشيخ يعقوب توجد منذ زمن طويل وطوال هذه الفترة لم تتعرض للأذى، بل كانت تلقى اهتماماً من كل أطياف المجتمع، حتى الحكومات فهي تحاط بسور كبير وتتوسط المدينة".
وأضاف أن "هدم القبور في مقبرة يعقوب ولد غبنا في أوساط السكان، وشعوراً معادياً للقاعدة وتصرفاتها".
وبحسب سكان في المدينة، قام مسلحون ينتمون للتنظيم ببيع ألف برميل من النفط الخام، كانت مخرنة في ميناء الضبه النفطي بمدينة الشحر (حضرموت) التي يسيطر عليها مسلحو القاعدة لأحد التجار اليمنيين.

هادي في عدن:

هادي في عدن:
وعلي الصعيد السياسي، وصل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى مدينة عدن جنوب البلاد ، قادما من العاصمة السعودية الرياض، بعد نحو 6 أشهر من مغادرة عدن.
وكان وزير الخارجية اليمني رياض ياسين قال في وقت سابق إن عدن أصبحت مهيأة لاستقبال الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي في غضون الساعات القليلة القادمة، في حين وردت أنباء عن وصوله  سرا البارحة.
وقال ياسين في تصريحات خص بها صحيفة "عكاظ" السعودية الثلاثاء إن هادي سيتوجه قريبا إلى نيويورك بعد وصوله إلى العاصمة المؤقتة عدن.
وجدد تأكيده على أن لا تفاوض مع الانقلابيين، مشيرا إلى أن مشاورات مسقط التي يجريها المبعوث الأممي تدور في "حلقة مفرغة".
وقال "لا توجد أي مفاوضات أو لقاءات حتى الآن وإنما هناك مشاورات يجريها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد في العاصمة العمانية"، مضيفا أن ولد الشيخ لم يتمكن حتى اللحظة من تجاوز مرحلة السعي لإقناع الحوثي بتنفيذ القرار 2216 والتي بدأ على أساسها مهمته.
كما أوضح أن أولويات الحكومة في المرحلة الحالية تتمثل في تثبيت الأمن والاستقرار ومعالجة آثار الحرب بما يسهم في تطبيع الحياة وعودة النازحين لترميم منازلهم.
وشدد ياسين على ضرورة وضع خطط وبرامج واقعية لإعادة البناء والإعمار والاهتمام بالأولويات وليس الدخول في متاهات أو مناكفات سياسية.
وكان نائب الرئيس اليمني رئيس الحكومة خالد بحاح قد عاد قبل أيام من الرياض إلى عدن، يرافقه 7 وزراء، لمزاولة نشاط الحكومة من عدن والعمل لتطبيع الأوضاع فيها وتثبيت الأمن، والبدء بالإعمار.

وتعد عودة الرئيس الشرعي إلى عدن، الثانية له منذ مغادرته لها في مارس الماضي، فيما يرى مراقبون أن عودة هادي ربما تأتي لامتصاص غضب الشارع اليمني بسبب الوضع الإنساني.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وعلي صعيد المسار التفاوضي، وقع مستشار الرئيس اليمني اللواء ركن جعفر محمد سعد، استسلام الانقلابيين في صنعاء عقب تطهير تعز ومأرب والذي أصبح أقرب من أي وقت مضى.
وقال إن ما تحقق من نتائج في مختلف الجبهات والمواقع في مأرب يشير إلى قرب النهاية الحتمية للحوثي، وذلك وفقاً لصحيفة عكاظ السعودية اليوم الثلاثاء.
وأضاف أن الدعم القوي التي تحظى بها قوات الشرعية والمقاومة من التحالف العربي بقيادة السعودية، أسهم في قطع الإمدادات عن المتمردين في مـأرب ما أصابهم بالشلل التام، مشيراً إلى أن مأرب تقترب من التطهير الكامل من فلول الحوثي والمخلوع. 
وأكد سعد أنه تم تنفيذ الأهداف التكتيكة في خطة مأرب، ويتبقى تنفيذ الخطة الاستراتيجية على الأرض بدعم ومشاركة قوات التحالف.
وأشار إلى النجاحات التي تحققت في تعز، متوقعاً استسلام الحوثي عقب تحرير تعز ومأرب.
وحول ما يتردد عن وجود حوارات سياسية في مسقط، أفاد مستشار الرئيس هادي أن "أي حوار سياسي سيكون مبنياً على ما يجري في أرض الميدان"، لافتاً إلى أن ما يجري على الأرض يفرض على الحوثيين تنفيذ القرار الدولي 2216، وحينها يصبح لكل حادث حديث، وبدون ذلك لن نقبل بأي حل لهذه المأساة.

الحضور الايراني

الحضور الايراني
وعلي صعيد الحضور الايراني، اكد مساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون العربية والافريقية حسين امير عبداللهيان بانه لا يوجد اي مستشار عسكري ايراني في اليمن .
وفي مؤتمره الصحفي الذي عقده في موسكو اليوم الثلاثاء اعتبر امير عبداللهيان الهجوم العسكري السعودي على اليمن بانه خطأ استراتيجي.

واضاف مساعد الخارجية الايرانية، ان الهجوم السعودي على اليمن تحول الى خطأ استراتيجي، اذ ان هذا التصرف الخاطئ قد اثر سلبيا على امن المنطقة وكذلك على امن السعودية واليمن.       

واوردت وكالة انباء "ريانوفوستي" ان امير عبداللهيان الذي يزور موسكو حاليا، اوضح بان ايران ستواصل ارسال المساعدات الانسانية الى اليمن وتدعم الحوار في هذا البلد واضاف، ان طهران ستقدم ما بوسعها لمساعدة الشعب اليمني.
وتابع مساعد الخارجية الايرانية، اننا نعتقد بان من الضروري جدا انهاء الحصار المفروض على اليمن.
واكد كذلك بان ليس لايران اي قوات عسكرية في اليمن واضاف، لا يوجد هنالك اي مستشار عسكري من ايران في اليمن، ونحن لم ولن نرسل السلاح الى هذا البلد.
وصرح بان ارسال المستشارين العسكريين الايرانيين الى سوريا والعراق جاء بطلب من حكومتيهما.

المشهد اليمني:

عودة الرئيس اليمين عبدربه منصور الي اليمن، تشكل نقل قوية في عودة الدولة اليمنية، مع استمرار المعارك في تعز ومآرب، لتكون خطوة لتحرير صنعاء، وعودة الحكومة اليها، مع تعنت الحوثيين وحلفائهم في تنفيذ  القرار الاممي رقم  2216، وهو ما يشير إلى استمرار الصراع رغم المساعي الحثيثة التي بذلها المبعوث الأممي في اليمن في التوصل إلى حل يوقف الحرب.

شارك