تقدم لقوات التحالف في مآرب.. وهادي في نيويورك
الإثنين 28/سبتمبر/2015 - 05:52 م
طباعة

في خضم المساعي للتوصل إلى تسوية سياسية في اليمن، تتواصل المعارك على الأرض لتغيير معادلة الأزمة لاسيما على جبهة مأرب التي تعتبر مفتاح الدخول إلى صنعاء.
الوضع الميداني:

وتقدمت القوات الشرعية مدعومة بقوات التحالف العربي باتجاه سد مأرب وقطعت طريق الإمداد الرئيسي للمتمردين في محيطه، الاثنين، تمهيدا لإتمام السيطرة على السد الاستراتيجي.
ووفق مصادر يمنية، فإن الجيش اليمني مسنودا بالتحالف العربي تمكن من السيطرة على منطقتي "تبتي الجحيلي" و"المعترضة" في مأرب وتطهيرهما بالكامل.
وقال مصدر في اللجان الشعبية إنهم سيطروا في وقت مبكر من صباح الاثنين 28 سبتمبر على تبة المصارية الاستراتيجية، وكبدوا مسلحي الحوثيين والقوات الموالية لصالح خسائر فادحة.
وفي وقت سابق، نفذت القوات الشرعية هجوما واسعا من الجهة الشرقية للسد وسيطرت على تلة السد وتلة المصارية، فيما قامت مروحيات الأباتشي التابعة للتحالف العربي بقصف تجمعات الحوثيين في المنطقة.
وأسفرت غارات جوية شنها طيران التحالف على المنطقة العسكرية الثالثة في مأرب عن مقتل 22 عنصرا من المتمردين، بحسب مصادر ميدانية.
وتقاتل قبائل من مأرب مع القوات الشرعية، فالعشرات المقاتلين من قبيلتي مراد وعبيد انضموا للقتال في معركة السيطرة على السد.
وتمهد السيطرة على سد مأرب، بحسب مراسلنا، لتحرير المحافظة بالكامل، حيث تقع منطقة السد على طريق الإمدادات الرئيسي للمتمردين، مما سيدفعهم للانسحاب من باقي المناطق.
ولفت المصدر إلى أن المواجهات اندلعت على مختلف الجبهات بمأرب وأدت إلى مقتل 63 مسلحا من جماعة الحوثي وصالح، وأسر 15 آخرين، موضحا أن مقاتلات التحالف استهدفت تجمعات الحوثيين وصالح في محيط سد مأرب، وتمكنت من قطع إمداداتهم في الجفينة غرب مأرب بشكل كامل.
يأتي ذلك مع شن طائرات التحالف 3 غارات استهدفت جميعها معسكر اللواء داخل مجمع دار الرئاسة بصنعاء، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد بكثافة من داخل دار الرئاسة بمنطقة السبعين في العاصمة صنعاء، واستهدفت غارة رابعة معسكر الحفا.
وحسب "المشهد اليمني" سقط قتلى وجرحى مدنيون نتيجة قصف للحوثيين والموالين لصالح في وادي القاضي وسط تعز، وحسب سكان محليين سقطت 3 قذائف مدفعية على منطقة شعب سلمان في وادي القاضي المجاور لموقع جبل جرة الاستراتيجي.
في نفس الوقت لا تزال المعارك مستمرة بحي الجحملية بتعز بعد أن حققت اللجان الشعبية مسنودة بالجيش تقدما ميدانيا.
وتقول مصادر في اللجان الشعبية إن 37 من مسلحي الحوثي وقوات الرئيس السابق صالح قتلوا وأصيب أكثر من 50 آخرين في المعارك فيما قتل 7 من اللجان الشعبية وأصيب 29 آخرون.
وفي شبوة، أفادت مصادر محلية بأن طيران التحالف قصف الاثنين، مواقع الحوثيين في منطقة بيحان مما أدى إلى مقتل أكثر من 13 عنصرا.
وقال سكان محليون إن طيران التحالف العربي استهدف مواقع للحوثيين بمفرق الحمى والسليم ومبلقة والساق ونجد مرقد، صباح الاثنين وأسفر القصف عن تدمير عدد من الأطقم التابعة للجماعة في المنطقة.
هذا وتناقت مواقع إعلامية عن مصدر عسكري قوله إن طائرات التحالف العربي استهدفت صواريخ "بالستية" منصوبة في معسكر اللواء 26 للحرس الجمهوري الموالي للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، في مديرية السوادية في محافظة البيضاء وسط اليمن.
وحسب المصدر العسكري، فإن الحوثيين قطعوا الطريق الرابط بين مديريتي السوادية ورداع، وأدخلوا صواريخ ومنصات إلى المعسكر، كانت ستستخدم لقصف مطار عدن بالتزامن مع مغادرة الرئيس عبد ربه منصور هادي متوجها إلى نيويورك، بعد فشل إطلاق صاروخ من تعز السبت الماضي، وتدميره من جانب طائرات التحالف.
وذكر المصدر أن جماعة الحوثي وصالح أحضروا قبل فترة منصات صواريخ بالستية إلى منطقة بين مكيراس ومحافظة أبين" جنوب شرق صنعاء.
المشهد السياسي

وعلي صعيد المشهد السياسي، وصل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي اليوم الاثنين إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الدورة السبعين للأمم المتحدة والتي تبدأ أعمالها اليوم بمشاركة عدد من رؤساء الدول والمنظمات الدولية.
وقدِم الرئيس هادي من العاصمة اليمنية المؤقتة عدن عقب غياب قسري عنها لأكثر من ستة أشهر بسبب اجتياح الحوثيين والموالين لصالح للمدينة.
وذكرت وكالة "سبأ" الرسمية إن هادي سيبحث خلال مشاركته في الدورة السبعين العلاقات الثنائية والعديد من الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك بين اليمن وبين عدد من رؤساء الدول والوفود المشاركة من الدول الشقيقة والصديقة.
وحمل الرئيس اليمني، بعنف على جماعة الحوثيين، معتبراً أنهم جعلوا أنفسهم «خنجراً إيرانياً يطعن في الجسم الواحد للجزيرة والخليج العربي». واتّهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح بـ «خيانة الجمهورية والثورة والوطن».
ومن المقرر أن يعرض الرئيس عبدربه منصور هادي، تقريراً مفصلاً عن انتهاكات ميليشيا الحثي وصالح، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، فيما قال وزير حقوق الإنسان اليمني، عزالدين الأصبحي، إن التقرير الذي قدمه لمجلس حقوق الإنسان في جنيف يتضمن "مختلف الانتهاكات التي قامت بها مليشيا الحوثي الانقلابية والمخلوع صالح ضد المدنيين، كالقتل والاعتقال وتهجير المدنيين في مختلف المحافظات"، مشيراً الى أن قضية الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون في محافظة تعز اليمنية هي الأبرز. وأكد وزير حقوق الإنسان اليمني في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية، أن مرتكبي الجرائم ضد المدنيين والدمار الذي لحق بالمؤسسات العامة والخاصة ومنازل المدنيين والبنى التحتية في مختلف المحافظات اليمنية سيتابعون قضائياً على المستوى الدولي. وأضاف: "إن دور الميليشيات الانقلابية إشعال الفتنة الطائفية بين أبناء الوطن الواحد، وكذلك العمل على إيجاد شرخ اجتماعي خطير"، لافتاً إلى أنه سيتم متابعة وملاحقة كل من ارتكبت انتهاكات في اليمن، ودعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه اليمن.
المشهد الاقليمي :

وعلي صعيد المشهد الاقليمي، جدد وزراء الخارجية العرب وقوفهم إلى جانب المملكة العربية السعودية، ورفضهم استغلال بعض الدول الإقليمية لحادث التدافع الذي وقع في مشعر منى بيت الله الحرام واستغلاله لأغراض سياسية . وفي ذات السياق ثمن وزراء الخارجية الجهود الكبيرة والعظيمة التي تقوم بها المملكة العربية السعودية لمساعدة الشعب اليمني، ودعم شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي لإعادة الأمن والاستقرار في البلاد وإنهاء معاناة الشعب اليمني . جاء ذلك في اجتماع وزراء الخارجية العرب التنسيقي الذي جرى اليوم على هامش أعمال الدورة السبعين لاجتماعات الجمعية العامة للام المتحدة بنيويورك لتدارس القضايا والتحديات التي تواجه الدول العربية لتوجيه المواقف حيال ابرز القضايا والموضوعات العربية المطروحة على أجندة الأمم المتحدة في دورتها الحالية . وشارك في الاجتماع معالي وزير الخارجية عادل بن احمد الجبير وصاحب السمو الأمير الدكتور تركي بن محمد وكيل وزارة الخارجية للعلاقات المتعددة الأطراف ومندوب المملكة لدى الأمم المتحدة عبدالله المعلمي والوفد المرافق. واستعرض وزراء خارجية الدول العربية القضايا المطروحة على أجندة المنظمة الدولية في دورتها السبعين داعين لتغير آلية العمل لتتواكب مع التغيرات التي تشهدها الأسرة الدولية . كما ناقش الوزراء الاعتداءات الإسرائيلية على المقدسات الإسلامية في القدس الشرقية مؤكدين على ضرورة تعزيز الحضور العربي على الساحة الدولية وممارسة المزيد من الضغط على الحكومة الإسرائيلية لاحترام قرارات الشرعية الدولية . كما أكد وزراء الخارجية العرب على ضرورة دعم الشعب السوري وتسريع التحرك على الساحة العالمية لإنهاء معاناته ووقف عمليات الإبادة الجماعية التي يتعرض لها .
الوضع الانساني:

وعلي صعيد الوضع الانساني، أعلنت الأردن رفضها "المطلق"، لما ورد في تقرير المفوض السامي لحقوق الإنسان حول الوضع الإنساني في اليمن وللمعلومات التي تضمنها التقرير، حول انتهاك قوات التحالف لحقوق الإنسان في اليمن، واتهامها باستهداف المدنيين والمرافق والمنشآت المدنية.
وقال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني ناصر جوده في تصريح له على هامش اجتماعات الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك "إن ما ورد في التقرير حول عمليات قوات التحالف في اليمن يرفضه الأردن". بحسب وكالة الأنباء الاردنية.
وأضاف جوده أن الأردن، وبصفته عضوا في التحالف الذي يهدف إلى إعادة الشرعية في اليمن، يؤكد أن عمليات قوات التحالف جاءت بطلب من الحكومة الشرعية في اليمن والرئيس عبد ربه منصور هادي، والتزام بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وآخرها قرار رقم ( 2216) والذي ساهم الأردن بإعداده وإصداره، وأن هدف قوات التحالف هو أعادة الشرعية لليمن وإنهاء الانقلاب على هذه الشرعية، والذي أدانته قرارات مجلس الأمن والمجتمع الدولي عامة.
وأشار إلى ان الهدف الأسمى الذي عمل ويعمل من اجله التحالف هو حماية الشعب اليمني من الانتهاكات التي ارتكبت وترتكب بحقه من قبل من انقلبوا على شرعيته. حسب قوله.
وتابع "من المستغرب أن يضع تقرير المفوض السامي العناصر الانقلابية على قدم المساواة مع قوات التحالف التي تدخلت لحماية الشعب اليمني من هذه الانتهاكات الجسيمة".
وأوضح أن استخدام التحالف للقوة العسكرية لحماية الشعب اليمني ودعم الشرعية "هو استخدام شرعي وقانوني للقوة، يحترم القواعد ذات الصِّلة في القانون الدولي وخصوصا تلك القواعد المرتبطة بحقوق الشعب اليمني وحماية المدنيين، مع التأكيد والحرص على وصول المساعدات الإنسانية لجميع أبناء الشعب اليمني دون تمييز".
الحضور الايراني

وعلي صعيد الحضور الايراني، كشفت مصادر صحفية مطلعة في نيويورك أن الرئيس عبدربه منصور هادي رفض أمس عقد لقاء مع الرئيس الإيراني حسن روحاني على هامش الدورة السبعين للأمم المتحدة. وقالت المصادر إن "الرئيس هادي رفض استقبال ولقاء الرئيس الإيراني حسن روحاني بنيويورك، حين طلب الأخير لقاء هادي على هامش نشاطات الجمعية العامة للأمم المتحدة". وكان الرئيس عبدربه منصور هادي غادر عدن أمس، متوجها إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث سيلقي خطابا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، يستعرض فيه تطورات الأوضاع في بلاده وما تشهده مختلف المحافظات من آثار وتداعيات الحرب الهمجية التي شنتها ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية وتجاهلهم للقرارات الدولية وفي مقدمتها القرار 2216. وتتهم الحكومة اليمنية إيران بدعم ومساندة جماعة الحوثي او من يسمون انفسهم "أنصار الله"، ومدهم بالخبراء والسلاح لزعزعة استقرار اليمن والمنطقة.
المشهد اليمني:
عودة الرئيس اليمين عبدربه منصور إلى اليمن، تشكل نقل قوية في عودة الدولة اليمنية، مع استمرار المعارك في تعز ومآرب، لتكون خطوة لتحرير صنعاء، وعودة الحكومة اليها، مع تعنت الحوثيين وحلفائهم في تنفيذ القرار الأممي رقم 2216، وهو ما يشير إلى استمرار الصراع رغم المساعي الحثيثة التي بذلها المبعوث الأممي في اليمن في التوصل إلى حل يوقف الحرب.