مبارزة كلامية روسية أمريكية في مجلس الأمن حول الأزمة السورية.. وجدل حول بقاء الأسد

الإثنين 28/سبتمبر/2015 - 09:41 م
طباعة مبارزة كلامية روسية
 
سيطرت الأزمة السورية ومواجهة الجماعات المتطرفة على كلمتي رئيسي الولايات المتحدة وروسيا، خلال المشاركة في اجتماعات الدورة الـ 70 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وفى الوقت الذى انتقد فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما سياسات الرئيس السوري بشار الأسد، وعدم الاضطرار إلى بقائه في السلطة، خاصة أنه متهم عن تردي الأوضاع في سوريا، دافع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن نظام الأسد، مؤكدًا أن الجيش السوري يواجه تنظيم داعش والجماعات الارهابية الأخرى، وأنه من المهم أن يضطلع مجلس الأمن بدوره ودعم الأسد في مواجهة هذه الجماعات، وتوحيد الجهود لمواجهة تنظيم داعش.

مبارزة كلامية روسية
من جانبه انتقد باراك أوباما، من يؤيدون الرئيس السوري بشار الأسد، مشيرا إلى أن بعض الدول تفضل الاستقرار على النظام الدولي الذي ينص عليه ميثاق الأمم المتحدة، وتحاول فرضه بالقوة.
شدد أوباما بقوله "واشنطن مستعدة للعمل مع روسيا وإيران للعمل على إنهاء الحرب الدائرة في سوريا منذ أكثر من 4 سنوات، ولكن يقال لنا إن هذا الوضع هو المطلوب للتغلب على الفوضى، وهو السبيل الوحيد للقضاء على الإرهاب أو لمنع التدخل الخارجي، استنادا على هذا علينا أن ندعم طغاة مثل الأسد الذي يُلقي البراميل المتفجرة لقتل الأطفال الأبرياء لأن البديل أسوأ بالتأكيد".
نوَه أوباما إلى أن الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع أي دولة بما فيها روسيا وإيران لحل النزاع في سوريا، مع الوضع في الاعتبار عدم العودة إلى الوضع القائم قبل الحرب بعد كل ما أريق من دماء وبعد كل هذا القتل".

مبارزة كلامية روسية
من جانبه أكد بوتين أنه من الخطأ عدم التعاون مع الذين يحاربون الإرهاب، فلا أحد سوى الجيش السوري يقاتل فعلا تنظيم داعش ومنظمات إرهابية أخرى في سوريا".
طالب بوتين في أول مداخلة له في الأمم المتحدة منذ 10 سنوات بتشكيل تحالف واسع لمحاربة تنظيم "داعش" في سوريا، ويجب تشكيل تحالف يشبه التحالف "ضد النازية" خلال الحرب العالمية الثانية.
وأكد بوتين أن روسيا ستعقد في الأيام القريبة اجتماعا وزاريا لمجلس الأمن الدولي لبحث التنسيق بين جميع القوى المواجهة لتنظيم داعش بهدف تحليل التهديدات المحدقة بمنطقة الشرق الأوسط، خاصة أن روسيا تعد رئيسا للمجلس في دورته الحالية، مع توفر مقترح لإمكانية التوصل إلى صياغة قرار للمجلس الأمن ينص بشأن تنسيق جهود جميع القوى المناهضة لتنظيم داعش وجماعات إرهابية أخرى. 
واكد بوتين على قدرة المجتمع الدولي في بلورة استراتيجية شاملة ترمي إلى إعادة الاستقرار السياسي إلى الشرق الأوسط وإنعاش المنطقة اقتصاديا واجتماعيا، موضحا أن التدخل الخارجي العنيف في الشرق الأوسط هو الذي أدى إلى تدمير مرافق الحياة ومؤسسات الدولة في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الأمر الذي أسفر عن سيادة العنف والفقر والكارثة الاجتماعية وتجاهل حقوق الإنسان، بما فيها حقه في الحياة، مضيفا بقوله " لو سألنا من خلق هذا الوضع: ما الذي صنعتموه؟ فأخشى أن يبقى هذا السؤال بلا جواب لأن السياسة المبنية على الثقة المفرطة وحصانتها من أي مساءلة لم يتم التخلي عنها.

مبارزة كلامية روسية
على الجانب الآخر قال رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق فرانسوا فيون إن لدى الغرب على أرض الواقع في سوريا معسكرين متواجهين، وهذا يعني إما اختيار أحدهما أو عدم التدخل إطلاقا في هذا الشأن، معتبرا أن أحد المعسكرين يتمثل في الرئيس السوري بشار الأسد والمعسكر الآخر يتمثل في تنظيم "داعش" وغيره من الجماعات التي تنبثق منه، وعلى الغرب في هذا الحالة قتال تنظيم "داعش" بالاشتراك مع المعسكر الذي يواجهه.
أضاف بقوله " يحزنني جدا أن فكرة إنشاء تحالف لتسوية الوضع في سوريا تنبثق من روسيا وليس فرنسا أو الاتحاد الأوروبي، ومنذ عام ونصف ظللت أكرر أهمية مثل هذا الاتحاد، لكن الآن سيتقدم فلاديمير بوتين بهذه المبادرة، ومن الجلي تماما أن الاتحاد الأوروبي ضيع مرة أخرى إمكانية الإقدام على خطوة مهمة في عملية يجب أن تعتبر بصدق تاريخية، مشددا على أن "داعش" يمثل تهديدا للعالم كما كانت النازية في ذلك الوقت، وهذه المشكلة ليس على الإطلاق مشكلة محلية "وكانت آخر مرة تظهر فيه مثل هذه المشكلة في الحرب العالمية الثانية، عندها توحد الغرب مع الاتحاد السوفييتي بقيادة ستالين. 
أوضح أن الغرب حينها فعل الشيء الصحيح تماما بسبب أنه بهذه الطريقة فقط كان بالإمكان هزيمة هتلر ذلك النظام الذي كان سيبقى لفترة أطول بكثير لو كان العكس، مشيرا إلى أن الوضع الحالي مشابه تماما لزمن هتلر، وأن الغرب يحتاج إلى روسيا لتسوية الأزمة السورية بفعالية، مشيرا إلى أن التسوية في سوريا غير ممكنة إذا ما استمرت القيادة الفرنسية كما في السابق في رفض التعامل مع الرئيس السوري واكتفت والتحاور مع روسيا على مضض.
وحول الضربات الجوية الفرنسية التي وجهتها على معسكرات "داعش" في سوريا، أكد على أن هذه الضربات هذه لن تؤثر كثيرا على التنظيم، وفقط ستضعفه قليلا وتبطئ تحركه، فهي ضربات رمزية فقط ولا يمكن أن تكون حاسمة بسبب أن هذه الضربات ستكون نسبيا قليلة بالإضافة إلى أن الضربات الجوية عموما لا تسمح بالتوصل إلى تفريق جموع المقاتلين في "داعش".
وفى هذا السياق قالت رئيسة حزب "الجبهة الوطنية" مارين لوبان إن العقوبات المعادية لروسيا كان لها عواقب وخيمة وأن فرنسا تواجه خطر الوقوع تحت تبعية الصين.

شارك