ضغوط دولية من أجل تسوية سياسية وسط استمرار الصراع في اليمن

الثلاثاء 29/سبتمبر/2015 - 07:11 م
طباعة ضغوط دولية من أجل
 
في خضم المساعي للتوصل إلى تسوية سياسية في اليمن، تتواصل المعارك على الأرض لتغيير معادلة الأزمة لاسيما على جبهة مأرب التي تعتبر مفتاح الدخول إلى صنعاء.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
أحرزت قوات الشرعية والتحالف العربي تقدما استراتيجيا كبيرا على مختلف الجبهات في محافظة مأرب، وسط اليمن، الثلاثاء، في حين جددت طائرات التحالف قصفها على مواقع للحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء.
في مأرب، حققت القوات الشرعية بدعم من التحالف تقدما في مناطق عدة أبرزها منطقتي الجفينة وسد مأرب، وهما منطقتنا استراتيجيتان تمهدان الطريق أمام الدخول للعاصمة اليمنية صنعاء.
في غضون ذلك، أغارت طائرات التحالف على قاعدة الديلمي الجوية شمالي صنعاء، التي سيطر عليها الحوثيون منذ اجتياحهم للعاصمة قبل نحو عام مدعومين بميليشيات علي عبد الله صالح.
وفي تطور آخر، قصفت طائرات التحالف موقعا للدفاع الجوي بالقرب من ميناء الصليف في محافظة الحديدة على ساحل البحر الأحمر، حيث لا تزال هناك بعض الجيوب للحوثيين.
من جهة ثانية، تصدت القوات الشرعية لهجوم شنته ميليشيات الحوثي وصالح مدعومة بالدبابات والآليات الثقيلة، على مديرية الوزعية غربي محافظة تعز.
وتشهد مناطق عدة في تعز معارك يومية بين ميليشيات الحوثي وصالح من جهة، والقوات الشرعية من جهة ثانية، لا سيما في محيط القصر الجمهوري في المحافظة.

القاعدة في المكلا:

القاعدة في المكلا:
وعلي صعيد تواجد تنظيم القاعدة الارهابي في اليمن، هدم تنظيم القاعدة (أنصار الشريعة)، اليوم الثلاثاء، أضرحة وقباب، تعود إلى علماء صوفية، في غرب مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت شرقي اليمن.
ويسيطر تنظيم القاعدة على مدينة المكلا عاصمة حضرموت والمدن المجاورة منذ مطلع أبريل الماضي.
وقال شهود عيان، إن تنظيم القاعدة هدم أضرحة وقباب في منطقتي "بروم" و"الهجلة"، يعود أبرزها لأحد علماء الصوفية بحضرموت، الشيخ "مزاحم" (توفي سنة 817 هجرية)."
وأوضح الشهود لمراسل الأناضول، أن التنظيم استخدم أدوات حفر يدوية لهدم الأضرحة والقباب، التي تعدّ مزارات لجماعة الصوفية بحضرموت.
وكان التنظيم قد هدم في 22 من الشهر الجاري قبوراً وقباب، تعود لعلماء ورموز دين، من التيار الصوفي بحضرموت، وسلاطين حكموا المدينة في القرون الماضية.
 وفي نفس الإطار، أفاد التنظيم في بيان له نشرته مواقع موالية، أن عناصره مع أبناء المنطقة، أقدموا على "هدم عدد من القبور في مدينة المكلا، شاكراً كل من سعى معه في إزالتها".
وبرّر التنظيم في بيانه هدم القبور، بأقوال بعض العلماء والفقهاء، التي تفيد بضرورة هدم ما يٌبنى عليها.
وكان تنظيم القاعدة قد هدم في الأشهر الماضية، قبورًا ومعالم لجماعة الصوفية بحضرموت، حيث هدم وأحرق في 20 مارس الماضي، أضرحة مشايخ "آل باوزير" في مديرية "غيل باوزير"، شرق المكلا.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
تتواصل الجهود الدولية الهادفة إلى وقف الحرب في اليمن وإبرام اتفاق سياسي يجنب الأوضاع في البلاد المزيد من التدهور.
ففي العاصمة العمانية مسقط يتواصل بذل جهود دولية وإقليمية من أجل إبرام اتفاق سياسي يؤدي إلى وقف القتال في اليمن، وعودة الأطراف المتحاربة إلى طاولة الحوار بعد انقضاء ستة أشهر على بدء العمليات العسكرية للتحالف العربي حيث تتعرض الأطراف اليمنية لضغوط كبيرة من أجل القبول بالمقترحات التي طرحها المبعوث الأممي وفق مصادر يمنية رسمية.
مع قبول الحوثيين وحزب الرئيس السابق علي عبد الله صالح بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي والتحفظ على العقوبات الدولية المفروضة على زعيم الحوثيين والرئيس السابق وآخرين من حلفائهم تتمسك السلطة اليمنية بضرورة إصدار إعلان صريح بقبول هؤلاء قرار مجلس الأمن، لكن الدول الـ 18 الراعية للمبادرة الخليجية في اليمن وبينها روسيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تعمل بلا كلل من أجل إلزام الجانب الحكومي بتقديم تنازلات مماثلة لما قدمه الحوثيون وصالح والدخول في مفاوضات مباشرة لوضع آلية لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216 واستئناف مسار التسوية السياسة.
مصادر قريبة من المفاوضات ذكرت أن سفيرة الاتحاد الأوروبي في اليمن بتينا موشايت موجودة في العاصمة العمانية مسقط، لمواصلة جهود تقريب وجهات النظر بين الطرفين بعد أيام من اتصالات ولقاءات بين مجموعة الدول الراعية للتسوية وأطراف سياسية يمنية في داخل وخارج البلاد، من أجل إقناعها بضرورة العودة للحوار ووقف القتال.
المصادر بينت أن الأطراف الدولية الراعية للمبادرة الخليجية التي نظمت عملية خروج الرئيس السابق من السلطة، ترى أن مخاطر أمنية كبيرة ستترتب على استمرار القتال في اليمن، وأن هذه المخاطر سيتجاوز تأثيرها المنطقة إلى العالم، مع انحراف الصراع الداخلي نحو اتخاذ طابع مذهبي، ما أوجد مناخا ملائما للجماعات المتطرفة، ولتفاقم الأوضاع الإنسانية حيث وصلت نسبة اليمنيين المحتاجين للمساعدات الإنسانية إلى 80%.
وطبقا لهذه المصادر فإن الضغوط التي يمارسها المجتمع الدولي امتدت إلى المملكة العربية السعودية التي تقود التحالف العربي في اليمن، والرياض أبدت موقفا مرنا من المساعي التي يبذلها المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
ووفق مصادر يمنية فإن السفير الألماني لدى اليمن فالتر هاسمان انضم إلى فريق الدبلوماسيين المتواجدين في العاصمة العمانية والتقى يوم أمس عارف الزوكا الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه الرئيس السابق وقيادات الحزب المتواجدة في مسقط، واستعرض الجانبان مسار الحرب والجهود المبذولة من مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الهادفة إلى ايقاف الحرب والعودة إلى المسار السياسي.
ويعد هذا اللقاء الأول للسفير الألماني الذي عين في هذا المنصب قبل أسابيع ويمارس مهامه من العاصمة الأردنية، وقد ناقش معاناة اليمنيين جراء استمرار القتال والحصار الجوي والبحري والخسائر التي لحقت بالقطاع الصحي والخدمي بشكل عام، وضرورة التوصل إلى حل سياسي واستئناف المفاوضات.. من جهته أثنى أمين عام حزب صالح على مواقف ألمانيا الاتحادية ودعمها لجهود حل الأزمة في اليمن عبر الحلول السياسية.

الوضع الإنساني:

الوضع الإنساني:
أفادت نائبة رئيس "اللجنة الدولية للصليب الأحمر" كريستين بيرلي بأن البعثة الدولية ستعمل على رفع موازنة العمل في اليمن إلى 55 مليون دولار بدلاً من 35 مليون دولار، خلال لقاء مع وزير حقوق الإنسان اليمني عز الدين الأصبحي أمس الاثنين.
وأكد الأصبحي، وفقاً لوكالة "سبأ" الرسمية، أن الحكومة اليمنية ستعمل على تسهيل مهمات المنظمات الإغاثية والإنسانية في بلاده، مشيراً إلى أن مدينة عدن هي المحطة المركزية للعمل الإغاثي، داعياً المنظمات الإنسانية إلى العودة للعمل من داخل اليمن.
وقالت كريستين بيرلي إن "البعثة الدولية حريصة على العمل في اليمن في هذا الظرف الاستثنائي"، مشيرة إلى أن "رئيس البعثة الدولية لليمن سيصل مدينة عدن خلال الأيام المقبلة".
وأعلنت مفوضية «الأمم المتحدة» العليا لحقوق الإنسان، اليوم الثلاثاء، إن 130 شخصا بينهم نساء وأطفال قتلوا في قاعة زفاف في اليمن إثر قصف نسب إلى التحالف العربي الذي يخوض عملية ضد معاقل «الحوثيين» في اليمن.
وقال المتحدث باسم المفوضية «روبرت كولفيل» في تصريح صحفي في جنيف «إذا كانت هذه الأرقام هي فعلا كما ورد، فذلك قد يكون الحادث الأكثر دموية منذ بدء النزاع».
وقد أفاد أطباء بمقتل 40 شخصا على الأقل بينهم أطفال وإصابة العشرات، أمس الاثنين، في اليمن، في غارة على قاعة كانت تشهد حفل زفاف في منطقة المخا في محافظة تعز، فيما حمل «الحوثيون» التحالف العربي مسؤولية الهجوم.
من جهته، نفى ناطق باسم التحالف أن يكون الطيران قام بطلعات في المنطقة خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وقال العميد ركن «أحمد عسيري»: «لم تكن هناك أي عمليات جوية من قبل التحالف في تلك المنطقة منذ ثلاثة أيام، هذا نبأ كاذب تماما».

الحضور الإيراني:

الحضور الإيراني:
وعلى صعيد الحضور الإيراني في الأزمة اليمنية، ادانت المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية مرضية افخم غارات الائتلاف السعودي على منطقة المخا في تعز والتي أسفرت عن مقتل وجرح العشرات من النساء والأطفال اليمنيين الأبرياء.
ودعت أفخم، في تصريح أدلت به مساء الاثنين، الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى متابعة الوضع المأساوي للشعب اليمني جراء هذه الهجمات.
ولفتت إلى أن شن الهجمات المستمرة على المناطق السكنية والاهداف غير العسكرية وعرقلة المنظمات والمؤسسات الدولية من أداء مهمات الإغاثة يعد خرقا للقوانين المدنية وحقوق الإنسان.
ودعت المتحدث باسم الخارجية الايرانية الامم المتحدة والبلدان المؤثرة في الازمة اليمنية الى اتخاذ اجراءات فورية تحد من الهجمات والحفاظ على ارواح المدنيين لاسيما النساء والاطفال في اليمن وصون سلامتهم.
من جانبه، قال الدكتور محمد العامري مستشار الرئيس عبدربه منصور هادي بأن النظام الإيراني خسر الآلاف من العناصر التي دربها منذ سنوات في لبنان وعلى الأراضي اليمنية.
وذكر في تصريحات لصحيفة الرياض السعودية بأن عناصر حوثية ترددت خلال السنوات الماضية بين لبنان واليمن تم القضاء عليهم وآخرون منهم تم أسرهم مبينا بأن نظام الملالي تكبد خسائر ضخمة مادية وعسكرية بعد أن تم تدمير الأسلحة والمعدات الحربية الإيرانية.
وأضاف العامري "لقد خسرت إيران مشروعها التوسعي في المنطقة بأسرها وخسرت اليمن بأكمله، فطهران كانت تخطط منذ عقود على أن يكون اليمن في قبضتها ولكن بفضل عاصفة الحزم التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز سقط الحلم الإيراني وتم وأد المخططات الخبيثة التي تحاك ضد الدولة اليمنية والمنطقة". وقال العامري إن الحكومة الشرعية عادت إلى اليمن مكتملة الأركان بفضل المملكة موضحا بأن الحكومة اليمنية بدأت في الشروع ببناء الدولة والجيش وتنظيم المقاومة وإزالة الألغام والتركيز على الأعمال الإغاثية والإنسانية.

المشهد اليمني:

الحرب اليمنية تتوفر فيها جميع الشروط التي تؤهلها للاستمرار سنوات عديدة إما على وتيرتها الراهنة أو حتى على وتيرة أسرع، هكذا يسير الصراع على الأرض والصراع في الغرف المكيفة بين الأطراف المتصارعة.
والوضع اليمني، اصبح يسير من سيئ الي أسوء يوما بعد يوم، حرب مرشحة للاستمرار لفترة أطول، في ظل فشل الجهود الدولية لإنهاء الصراع.

شارك