انتصارات "شورى مجاهدي درنة".. هل يخسر "داعش" درنة في ليبيا؟
الأربعاء 30/سبتمبر/2015 - 02:10 م
طباعة

شهدت مناطق من محيط مدينة درنة الليبية، خلال الأيام الأخيرة، اشتباكات بين مسلحي الفرع الليبي لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، ومقاتلي "مجلس شورى مجاهدي درنة". وأفاد شهود عيان ومصادر إعلامية من المدينة أن سبعة قتلى من داعش على الأقل، سقطوا في قتال دار في منطقة الفتائح ومنطقة الساحل ومحاور الظهر الأحمر والأربعمائة ووادي الشواعر.
صراع مجاهدي درنه" و"داعش"

وكبد ما يعرف بمجلس مجاهدي درنة تنظيم "داعش" الإرهابي خسائر فادحة بعدما قتل سبعة من أفراد التنظيم المتطرف، وأسر واحداً.
وكانت مصادر إعلامية محلية قد أفادت أمس الثلاثاء، أن المعارك في درنة ما زالت مستمرة بين ما يعرف بمجلس مجاهدي درنة وتنظيم "داعش"؛ حيث حاول عناصر تنظيم داعش التسلل باتجاه الساحل عن طريق شركة الكهرباء، في حين تصدى مجاهدو درنة وشبابها لمحاولة التقدم.
وأكدت ذات المصادر، أن شباب المدينة تمكنوا من تدمير مكان القناص المطل على مدرسة الأمل من محور الظهر الأحمر التابع لمجلس مجاهدي درنة وتدمير تبة كانت تعترض وصول النيران إلى الكورفات، بعد تسلل عناصر تنظيم الدولة وبنائها أعلى الكورفات في حين حاول أفراد من التنظيم التقدم في محور الـ400 حيث تم التصدي لهم وقتل سبعة أفراد منهم، كما تم القبض على عنصر من تنظيم داعش بمحور طريق البحر أسفل الحي.
وأضافت ذات المصادر، أن المدينة شهدت مداهمات عديدة وأوامر بالقبض على أشخاص محسوبين على التنظيم وذلك بعد ورود أسمائهم خلال التحقيقات، كما تم تفعيل جهاز الإطفاء والإسعاف وجهاز حماية البيئة في المدينة.
للمزيد عن الصراع بين "داعش" ومجلس شورى مجاهدي درنة اضغط هنا
مجلس شورى مجاهدي درنة

و مجلس شورى مجاهدي درنة وضواحيها هو تحالف لميليشيات إسلامية تريد تطبيق الشريعة الإسلامية في درنة، ليبيا. إضافةً إلى السعي لتنفيذ الأعراف الاجتماعية الصارمة في درنة، ومن المعروف أن التحالف على عداء مطلق مع الجيش الليبي بقيادة الفريق خليفة حفتر وتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في ليبيا.
وتشكلَ مجلس شورى مجاهدي درنة من قبل عضو الجماعة الليبية المقاتلة سالم دربي في 12 ديسمبر 2014.
وأعلن "تنظيم قاعدة الجهاد ببلاد المغرب الإسلامي" تأييده "مجلس شوري مجاهدي درنة" في قتله ضد تنظيم "داعش".
للمزيد عن أنصار الشريعة في ليبيا اضغط هنا
وفي يونيو 2015، أعلن "مجلس شورى مجاهدي درنة وضواحيها"، الحرب على تنظيم "داعش"، وذلك غداة مواجهات مسلحة بين الطرفين أسفرت عن مقتل قادة من الائتلاف.
وقتل مسلحو "داعش" أحد قياديي مجلس شورى مجاهدي درنة ناصر العكر، بعد ذلك أعلنت الجماعة الجهاد ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وقتل قائد المجلس سالم دربي في وقتٍ لاحق أثناء اقتتال.
وعلى خلفية تلك المعارك قال مجلس شوري مجاهدي درنة وضواحيها في بيان إعلان للحرب: "إننا مجلس شوري مجاهدي درنة وضواحيها قد استعنا بالله عليهم (في إشارة إلى داعش)، ووضعنا فيهم السيف، وأعلنا عليهم الجهاد حتى لا نبقي منهم باقية".
ووجه مجلس الشورى رسالة لداعش عبر البيان: "قد أعذر من أنذر، وقد أنذرناكم من قبل، والآن جاء القتال والله المستعان"، حسب البيان.
للمزيد اضغط هنا
دعم "داعش"

وفي إطار الحرب الدائرة في درنة، والخسائر الكبير لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، أعلن تنظيم "داعش" الإرهابي في تونس إرساله أكثر من 750 مقاتلا إلى مدينة درنة في ليبيا لدعم بالمقاتلين في مواجهة تنظيم "مجلس شورى مجاهدي درنة".
وقال أحد عناصر ما يعرف بمجلس شورى مجاهدي درنة وضواحيها محمد العبيدي: إن التسجيلات الصوتية المنسوبة لبعض قادة التنظيم في تونس أبو بصير التونسي وأبو ماريا الأندلسي توعدوا خلالها عناصر المجلس بالذبح والقتل.
وأضاف العبيدي، أن ما يعرف بـ"أبو ماريا الأندلسي" توعد بتحويل مدينة درنة إلى رماد تحت أقدامهم، وأن نساء عناصر المجلس سوف يكنَّ سبايا لعناصر تنظيم الدولة الإسلامية.
وأشار إلى أن أبو ماريا الأندلسي، أكد أن من وصفهم برجال الدولة الإسلامية قادمون بالتفجيرات والمفخخات.
ودارت معارك طاحنة، مساء الأحد، في منطقة الفتائح بمدينة درنة وأجبر التنظيم على ترك مواقعه أمام كثافة نيران مجلس شورى مجاهدي درنة والقصف الجوي من قبل سلاح الجو.
وبحسب المصادر الأمنية فقد اضطر عددٌ من زعماء التنظيم وخاصة المصريين لترك معاقل التنظيم في درنة وسرت على شواطئ ليبيا، واللجوء لمواقع صحراوية في الجنوب يسهل منها العبور إلى داخل الحدود المصرية الوعرة، حيث يوجد بين عناصر التنظيم في ليبيا، إضافة لأبناء القبائل الحدودية، مصريون آخرون من محافظات الصعيد (جنوب) والدلتا (شمال)، لكن الامتداد القبلي ووحدة اللهجة البدوية والخبرة في الدروب الصحراوية على جانبي الحدود المصرية الليبية، جعل الحظوة في أوساط دواعش ليبيا، لأبناء محافظة مطروح حتى لو لم يكونوا من أبناء القبائل.
وتسبب قتل الجيش الليبي للقيادي الداعشي المصري أبو خالد المطروحي، في أواخر شهر أغسطس الماضي، في تهور زعماء من الدواعش المصريين، وقيامهم بأكبر عملية لإعادة الانتشار والتمركز، بالانسحاب إلى الجنوب. وأدت هذه العملية لاستحداث ظاهرة جديدة يطلق عليها أحد مساعدي الفريق أول خليفة حفتر، قائد الجيش الليبي، اسم «التجمعات الوطنية للمتطرفين».
المشهد الليبي

استمرار فشل الحل السياسي في ليبيا عبر المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا برناردينو ليون، في ظل تعنت برلمان طرابلس "المؤتمر الوطني المنتهي ولايته" بقيادة جماعة الإخوان المسلمين، واستمرار الدعم المقدم من قبل قطر وتركيا لمليشيات المسلحة وعلي رأسها "فجر ليبيا" مع انتشار تنظيم "داعش" في ليبيا، تشير التطورات إلى أن الصراع الليبي سوف يستمر في ظل غياب الارادة المحلية والوطنية والدولية لمواجهة التنظيمات الإرهابية والمسلحة في ليبيا وعلى رأسها تنظيم "داعش"، وهو ما يشير إلى تحول ليبيا لصراع ميليشيات على غرار "حرب المجاهدين" في أفغانستان.