ضبط أسلحة إيرانية يؤكد انتصارات التحالف وخسائر الحوثيين

الأربعاء 30/سبتمبر/2015 - 06:12 م
طباعة ضبط أسلحة إيرانية
 
في خضم المساعي للتوصل إلى تسوية سياسية في اليمن، تتواصل المعارك على الأرض لتغيير معادلة الأزمة لاسيما على جبهة مأرب التي تعتبر مفتاح الدخول إلى صنعاء.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
تواصل التقدّم الذي تحققه قوات الشرعية اليمنية بدعم قوات التحالف العربي، بدعم من "المقاومة" وقوات التحالف العربي، في محافظة مأرب، ولا سيما بعد السيطرة، أمس الثلاثاء، على سدّ مأرب الاستراتيجي ومختلف التلال المطلة عليه، في أعقاب معارك كانت هي الأشد مع مليشيات الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح، التي شهدت هروباً جماعياً من مناطق المواجهات بعد ضربات التحالف. وفي تأكيد على سيطرة الشرعية على سد مأرب، تم رفع العلم اليمني وأعلام دول التحالف العربي.
وتوصف المعارك في مأرب بأنها "فاصلة" باعتبارها الجبهة الأقرب إلى صنعاء، والسيطرة عليها سيجعل العاصمة بمرمى التدخل البري، إضافة إلى أهمية موقعها الحيوي بالنسبة لمحافظات شبوة والجوف والبيضاء. وتشهد مأرب معارك هي الأعنف منذ أسابيع، فقد نفذت القوات الموالية للشرعية بمشاركة قوات من التحالف هجمات مكثّفة مسنودة بطائرات "الأباتشي"، على مواقع الحوثيين غربي مأرب، وحقّقت تقدّماً على أكثر من جبهة.
وانتقلت المعارك في مأرب من الأراضي والوديان، إلى الجبال والتلال، وتحوّلت إلى استراتيجية بين الطرفين، إذ تحاول مليشيات الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع، التمسّك بأكبر قدر ممكن من هذه التلال، وتستغل الخط الذي يربط شمال غرب مأرب بصنعاء لتعزيز قواتها في هذه التلال. وعلى الرغم أنها تدرك جيداً أنها ستُهزم، إلا أنها وفق بعضهم تسعى لإطالة الحرب، وتأخير وصول "المقاومة" وقوات الشرعية والتحالف إلى حدود صنعاء. وتُعتبر المناطق التي تجري فيها المعارك بين صنعاء ومأرب، مناطق جبلية، لذلك تعمل قوات التحالف على قطع خط الإمداد عن المليشيات، بينما تعتمد الأخيرة على الألغام لتأخير تقدّم قوات الشرعية والتحالف.
من جهة أخرى، يكثّف الحوثيون والموالون لصالح، هجماتهم على مدينة تعز، وسط أنباء عن تحركات في عدد من المناطق الحدودية مع المحافظات الجنوبية. وتشهد منطقة الشريجة بين لحج وتعز، تحركات عسكرية للمليشيات، بعد وصول تعزيزات عسكرية لها، وسط مخاوف من مساعي المليشيات لإعادة تنفيذ عمليات عسكرية داخل لحج. وفي السياق، شنت طائرات غارات استهدفت تجمعات للمليشيات وقوات الرئيس المخلوع في منطقتي الراهدة والشريجة، بين تعز ولحج.
وفي المناطق الحدودية بين اليمن والسعودية، تصاعدت الحوادث اليومية بإطلاق قذائف من قبل الحوثيين باتجاه مواقع سعودية ومحاولة إحداث اختراق في بعض المناطق، في مقابل ضربات مكثفة من المقاتلات الحربية والمدفعية. إلى ذلك، تواصلت الغارات الجوية للتحالف في صنعاء وصعدة والحديدة وحجة وإب والبيضاء ومحافظات أخرى.
في سياق آخر، تستمر الألغام في حصد مزيد من الأرواح في المناطق المحررة، بعدما أدى انفجار لغم في مطار عدن، إلى سقوط قتلى وجرحى. كما لقي شخص مصرعه وأصيب آخرون بانفجار لغم في بئر ناصر بمحافظة لحج.

الحضور الإيراني:

الحضور الإيراني:
وفي تطور كبير لعمليات قوات التحالف العربي، اعلن التحالف عن ضبط زورق إيراني في بحر العرب السبت الماضي، جنوب شرقي مدينة صلالة العمانية، وعند تفتيش الزورق تم ضبط كمية من الأسلحة. كما أوقفت قوات التحالف طاقم الزورق المكون من 14 إيرانياً.
أما في التفاصيل، فقد نفذت العملية يوم السبت ثالث أيام عيد الأضحى، في الـ26 من سبتمبر، عند الواحدة ظهراً، وتحديداً في بحر العرب. فقد اعترضت قوات التحالف لإعادة الشرعية في اليمن بقيادة السعودية زورقاً إيرانياً جنوب شرقي مدينة صلالة العمانية على بعد 150 ميلاً تقريباً.
وبعد إيقاف الزورق وتفتيشه، تم ضبط عدد من القذائف والصواريخ تضمنت ثمانية عشر قذيفة كونكورس، وهي صواريخ ضد الدورع.. أربعة وخمسون قذيفة BGM-17 وهي صواريخ ضد الدبابات.. خمسة عشر طقم بطارية للقذائف.. أربعة أنظمة توجيه للنيران وخمسة بطاريات نواظير وأخيراً ثلاثة منصات إطلاق وحامل منصة إطلاق وثلاثة بطاريات.
كما أوقفت القوات طاقم الزورق المكون من 14 إيرانياً، يقوده القبطان بخش جدكال، وكان الزورق مسجلاً باسم مواطن إيراني يدعى جان محمد حوت.
أما الأوراق المقدمة من طاقم الزورق فكانت تشير إلى أنه مهيأ للصيد، وأنه حاصل على تراخيص رسمية من السلطات الإيرانية بالإبحار لصيد الأسماك. وتقول الوثائق إن السلطات، ممثلة بمنظمة الموانئ والجمارك في محافظة سيستان وبلوتشستان فحصت المركب، ومنحته على ضوء ذلك ترخيص الإبحار في منطقة صيد.
واكد المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي العميد ركن أحمد عسيري أن محاولة إيران تهريب أسلحة للحوثيين في اليمن، يعبّر عن حالة الارتباك والإحباط التي أصابتهم، ومن خلفهم الميليشيات الحوثية، بعد أن شاهدوا عودة الاستقرار تدريجياً للشعب اليمني، وفشل مشروعهم الذي أطلقوه منذ عام.
وقال عسيري في تصريحات لقناة "الحدث" بعد ساعات من إعلان قوات التحالف ضبط زورق يحمل كمية كبيرة من الأسلحة في بحر العرب، إن قوات التحالف رصدت محاولات تهريب هذه الأسلحة للميليشيات وتم ضبطها، وأشار إلى وجود بعض العمليات الأخرى ولكن من الأفضل عدم الإفصاح عنها حالياً، حسب قوله.
ولفت عسيري إلى أن الزورق الإيراني هو أول عملية تهريب بهذا الحجم منذ أن فرضت قوات التحالف حظر البحر على اليمن منذ نهاية مارس الماضي.

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
من جانبه، حمل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إيران المسؤولية عن فشل الحوار الوطني عبر دعمها للميليشيات، مشدداً على أن اليمنيين لن يسمحوا لأحد بفرض التجربة الإيرانية في اليمن.
وقال هادي إن ميليشيات الحوثي وصالح انقلبت على العملية السياسية ومؤسسات الدولة ودمرتها.
وأشار الرئيس اليمني إلى أن ميليشيات الحوثي لم تحترم التزاماتها ونكثت بالعهود.
وتوجه هادي بالشكر إلى دول التحالف العربي وفي مقدمتها السعودية، مشيراً إلى أنهم "بذلوا وما زالوا الغالي والنفيس من أجل اليمن وشعبها، وامتزج الدم اليمني بدم أشقائه وإخوانه في معركة الدفاع عّن البلد ومقدراته وشرعيته، وحتى لا يسقط البلد في أيدي التجربة الإيرانية التي لديها طموحات كبيرة منها السيطرة على باب المندب". 
وطالب الرئيس اليمني المجتمع الدولي بدعم جهود إعمار اليمن، وتقديم إغاثة دولية لتخفيف مأساة اليمنيين ومعاناتهم.
وأعاد هادي التأكيد على الانفتاح على الحل السياسي وفقاً للمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني.
فيما كشفت مصادر مطلعة في صنعاء عن جريمة نصب غير مسبوقة بطلها جماعة الحوثي الانقلابية ومسرحها شركة الاتصالات الوطنية للهاتف المحمول وضحيتها ملايين المشتركين في هذه الخدمة.
وأضافت المصادر أن أحدث وسيلة نهب قامت بها الجماعة المتمردة المدعومة من إيران هي توجيه شركة الاتصالات الوطنية للهاتف المحمول برفع أسعار خدمتها سواء بنظام الدفع المسبق أو الفاتورة وأيضا تقليص المساحة الزمنية لتصبح حجم الاتصالات الفعلية أقل مما هو مقرر في فئات الدفع المسبق.
وكان الشارع اليمني قد شهد خلال أيام عيد الأضحى جدلا واسعا واستياء كبيرا في صفوف المواطنين من شركة الاتصالات الوطنية المملوكة للدولة وأنها باتت تمارس عملية نصب كبيرة عبر بيع الناس مساحات زمنية وهمية سواء للمكالمات أو استخدام شبكة الإنترنت.
ووفقا للمصادر فإن لدى شركة الاتصالات المملوكة للدولة أكثر من 4 ملايين مشترك يدفع كل واحد منهم بالمتوسط ما يساوي 10 دولارات أميركية وهو ما يشكل مجموعة 40 مليون دولار، لافتة إلى أنه بعملية حسابية لـ 6 أشهر مضت منذ بدء عمليات التحالف يصبح ما دفعه المشتركون لشركة الاتصالات 240 مليون دولار أميركي استولى عليها الانقلابيون تحت مبرر تمويل المجهود الحربي.

الوضع الانساني:

الوضع الانساني:
كما يواصل الوفد اليمني، بشقيه الرسمي والمدني، اتصالاته ومشاوراته في مدينة جنيف مع المنظمات الأممية المعنية بحقوق الإنسان، وذلك لعرض ملف جرائم ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح.
ومن المفترض أن يطالب الوفد المجتمع الدولي بالرصد والتحقيق لتقديم قادة ميليشيا الحوثي وصالح للمحاكمة باعتبارهما مجرمي حرب.
وفي سياق متصل، ناقش مجلس حقوق الإنسان الأوضاع الإنسانية في اليمن. ونظمت منظمات المجتمع المدني معرضا داخل مبنى الأمم المتحدة لصور فوتوغرافية توضح حجم الدمار الذي نفذته ميليشيات الحوثيين والمخلوع صالح.

المشهد اليمني:

الحرب اليمنية تتوفر فيها جميع الشروط التي تؤهلها للاستمرار سنوات عديدة إما على وتيرتها الراهنة أو حتى على وتيرة أسرع، هكذا يسير الصراع على الأرض والصراع في الغرف المكيفة بين الأطراف المتصارعة.
والوضع اليمني، اصبح يسير من سيئ الي أسوء يوما بعد يوم، حرب مرشحة للاستمرار لفترة أطول، في ظل فشل الجهود الدولية لإنهاء الصراع.

شارك