روسيا تصعِد من الأزمة السورية بغارات جوية ضد داعش.. ومشروع قانون في مجلس الأمن

الأربعاء 30/سبتمبر/2015 - 09:28 م
طباعة روسيا تصعِد من الأزمة
 
دخلت المواجهة العسكرية مع تنظيم داعش مرحلة جديدة، مع بدء الغارات الروسية ضد معاقل التنظيم في سوريا، بعد أن قامت مقاتلات حربية روسية بتوجيه ضربات مركزة لمواقع تنظيم "داعش"، في الوقت الذي تتضارب فيه التصريحات الصادرة من الولايات المتحدة، حيث أعلن مصدر بوزارة الدفاع الأمريكية أن الضربات التي تشنها روسيا تأتي في إطار التنسيق مع الولايات المتحدة، بينما قال البيت الأبيض إنه تتم مراجعة نتائج الضربات الجوية الروسية، ومعرفة هذه الضربات لصالح دعم النظام السوري أم لمواجهة تنظيم داعش.

روسيا تصعِد من الأزمة
وعلى صعيد التدخل الروسي في الأزمة السورية، ومحاولة خلخلة الأزمة بما يسمح للمجتمع الدولي بلعب دور أكثر فاعلية، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن آلاف المسلحين من مختلف الدول يقاتلون في صفوف الإرهابيين، وإذا نجحوا في سوريا فإنهم سيعودون حتما إلى بلدانهم وسيأتون إلى روسيا".
أكد بوتين خلال اجتماعه مع الحكومة الروسية أن الطريق الصحيح الوحيد لمكافحة الإرهاب الدولي في سوريا يتمثل في القيام بخطوات وقائية وتصفية المسلحين والإرهابيين في المناطق التي قد سيطروا عليها "دون أن ننتظر قدومهم إلى بيوتنا"، موضحًا أن "القوات المسلحة الروسية في سوريا ستقوم بعمليات جوية فقط.
أضاف بقوله "نحن بالطبع لا ننوي أن تُغرس رأسنا في النزاع السوري، وسننفذ خطواتنا في الأطر المحددة بدقة، وسندعم الجيش السوري فقط في كفاحه الشرعي للتنظيمات الإرهابية تحديدا،  وسيكون هذا الدعم جويا فقط دون مشاركة في عمليات برية، ومثل هذا الدعم سيقتصر من ناحية الزمن على فترة قيام الجيش السوري بإجراء عمليات هجومية".

روسيا تصعِد من الأزمة
شدد بوتين على أن موسكو أبلغت جميع شركائها الدوليين عن خطتها وخطواتها في سوريا، داعيا كل الدول المعنية إلى الانضمام لعمل المركز التنسيقي في بغداد، معتبرا أن روسيا كانت دائما تؤيد ولا تزال تؤيد مكافحة الإرهاب الدولي، مؤكدا في ذات الوقت أن ذلك يجب أن يجري وفقا للقانون الدولي وفي إطار قرارات يتخذها مجلس الأمن الدولي في هذه الحالات أو بطلب من جهة تحتاج إلى المساعدات العسكرية.
نوه إلى أن خطوات "شركاء روسيا" في سوريا لا تقوم على تفويض دولي أو طلب من الحكومة الشرعية، إلا أن موسكو ترى أن توحيد جهود كل الدول المعنية في مكافحة الإرهاب الدولي والقيام بهذا العمل على أساس ميثاق الأمم المتحدة أمر ممكن ومجد، معتبرا أن الأزمة السورية لها جذور عميقة وأسباب مختلفة، منها سياسية داخلية ودولية ودينية وطائفية، تفاقمت نتيجة التدخل الخارجي الصارخ في شؤون المنطقة.

روسيا تصعِد من الأزمة
من جانبه قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن أي بلدان تستهدف مقاتلي تنظيم داعش وغيرها من الجماعات المتطرفة في سوريا يجب أن تقوم بالتنسيق والتعاون مع حكومة الرئيس بشار الأسد، موضحا في كلمته أمام مجلس الأمن "من يريدون حقا قتال الإرهاب في سوريا يجب عليهم أن يتعاونوا وينسقوا العمل مع الحكومة السورية التي يقاتل جيشها وقواتها".
على الجانب الآخر قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية ايجور كوناشنكوف، "وفقا لقرار القائد الأعلى للقوات المسلحة الروسية فلاديمير بوتين، فقد بدأت الطائرات الحربية الروسية بتوجيه ضربات مركزة على مواقع داعش في أراضي الجمهورية العربية السورية، والضربات التي تم توجيهها، شملت مراكز اتصالات ونقل، ومخازن أسلحة وذخيرة ووقود ومواد تشحيم تابعة لتنظيم داعش الإرهابي".
وكشف المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية أن وزير الدفاع سيرجي شبجو، أبلغ نظراءه في منظمة معاهدة الأمن الجماعي، "إن الطائرات المقاتلة الروسية ستستهدف خلال العملية الجوية التي بدأتها ضد تنظيم داعش مستودعات الأسلحة والذخيرة والوقود ومواد التشحيم، والمعدات العسكرية والعربات ومراكز الاتصالات والنقل التابعة للإرهابيين".
وتأتى هذه الضربات الجوية على خلفية موافقة البرلمان الروسي اليوم بالإجماع، على منح الرئيس بوتين، صلاحية استخدام القوات الروسية خارج حدود البلاد.

روسيا تصعِد من الأزمة
ولا يقتصر الدعم الروسي على غارات جوية فقط، أو مناقشات دبلوماسية مع دول غربية فاعلة في الأزمة السورية،  بل قدمت مشروع قانون لمجلس الأمن بشأن مكافحة الإرهاب، وأكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف خلال مشاركته في قمة مجلس الأمن ضرورة تنسيق إجراءات جميع القوى في ظل تمدد تنظيم "داعش" في المنطقة، وعلى دول العالم أن تتصرف في مواجهة للإرهاب بشكل جماعي "لأن الأعمال المنفردة تأتي بمزيد من المآسي".
شدد لافروف على أن التقييمات الروسية حول الوضع وردت بالتفصيل في بيان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة للجمعية العامة للأمم المتحدة في الـ28 من سبتمبر، مشيرا إلى أن روسيا لا تسعى لصرف الحوار إلى مجرى جاف ولا تسعى للجدال فيمن هو مذنب ومن هو غير المذنب، "لكن دون استخلاص العبر من الأخطاء المأساوية في المنطقة والمغامرات التي تمت في 10 – 12 سنة الأخيرة فلن ننجح، مضيفا بقوله " نحن نعتقد أنه من الضروري البدء مع تعريف واضح لا لبس فيه للأولويات وأن هناك على ما يبدو يوجد من لديه فهم واضح بأن الخطر الرئيسي هو العدوان الإرهابي الذي يتجسد في تصرفات تنظيم "داعش".
وبث التليفزيون السوري لقطات فيديو لغارات قامت بها طائرات روسية، والإشارة إلى أن هذه الضربات تتم بالتعاون مع القوات الجوية السورية، ونسب التليفزيون إلى مصدر عسكري قوله "تنفيذا لاتفاق بين سوريا وروسيا لمواجهة الارهاب الدولي والقضاء على تنظيم داعش وبالتعاون مع القوى الجوية نفذ الطيران السوري اليوم عدة ضربات جوية استهدفت أوكار إرهابيي داعش".
وتمت الإشارة إلى أن هذه الضربات شملت مناطق الرستن، تلبيسة، الزعفرانة، تلول الحمر، عيدون، ديرفول، محيط منطقة السلمية بالمنطقة الوسطى، وهي مناطق تقع في محافظتي حماة وحمص.

شارك