الإفتاء والأزهر في الأمم المتحدة لعرض الرؤية المصرية للإرهاب

الخميس 01/أكتوبر/2015 - 07:00 م
طباعة الإفتاء والأزهر في
 
الإفتاء والأزهر في
ضمن مشاركة مصر في قمة "مكافحة تنظيم داعش والتطرف العنيف" قال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور محيي الدين عفيفي: إن هناك إجماع دولي على أهمية التصدي لـ"داعش" والتنظيمات الإرهابية لتحقيق الاستقرار والتعايش السلمي بين الشعوب؛ بعدما أكد المشاركون في القمة التي عقدت على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك على أن الإرهاب يستهدف جميع الشعوب، وأن دحر جماعات الإرهاب يتطلب جهودا دولية. 
كما أضاف الأمين العام والذي حضر جلسات القمة أنه من خلال ما طرح من رؤى دولية في تلك القمة تأكد إجماع المشاركين على أهمية تكامل سبل المواجهة للإرهاب وألا تعتمد على الحلول الأمنية والعسكرية فقط؛ بل لابد من استخدام السبل المختلفة مثل: توظيف استخدام المواقع الإلكترونية والتواصل الاجتماعي وجميع الوسائل لأجل تصحيح المعلومات المغلوطة التي تبثها "داعش"، وبيان المعالم الحقيقية للإسلام وتحصين الشباب ضد خطر العنف والتطرف. 
وأوضح "عفيفي" أن أطروحات ممثلي الدول لآلية مواجهة "داعش" أثناء القمة بيّنت أن الاهتمام بالجانب الاجتماعي والتنموي والتربوي والديني من أهم سبل مواجهة جميع التنظيمات الإرهابية لأن ذلك يؤدي إلى تقوية الجبهات الداخلية في المجتمعات، ويمثل سداً منيعاً في مواجهة العنف؛ وهذا ما أكد عليه الأزهر الشريف في رؤيته ومشاركاته مع المجموعة الدولية لمكافحة الإرهاب التي تضم عدداً كبيراً من الدول برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية وعضوية المملكة المتحدة والإمارات ومصر والسعودية وعددا من دول العالم. 
كما أشار الأمين العام إلى أن الأزهر الشريف عرض لجهوده في مواجهة الإرهاب من خلال الاجتماع الذي عُرض في القاهرة في مايو الماضي، وأكد الأزهر الشريف على ذلك أيضاً من خلال مشاركته في قمة مكافحة داعش بنيويورك. 
وأكد عفيفي، أن حضور الأزهر الشريف لجلسات تلك القمة يبلور المشاركات والحضور الدولي للأزهر الذي يحظى باحترام وثقة دولية في دوره وقدرته على المواجهة الفكرية. 
الإفتاء والأزهر في
وقد أثنى المشاركون على تلك الجهود التي يبذلها القادة الدينيون والزعماء الروحيون والمؤسسات الدينية وعلى رأسها الأزهر في مواجهة الإرهاب لأن مسألة تفنيد الشبهات وتصحيح الأفكار من أهم ما يجب أن يبذل في مواجهة التطرف الفكري وهذا ما يركز عليه الأزهر سواء في الدائرة المحلية أو الإقليمية أو العالمية حيث يعمل على بيان حقائق الإسلام بشكل واضح ومبسط يتسم بالتسامح والرحمة . 
ولفت "عفيفي" إلى أن قمة نيويورك أكدت على أهمية إعادة الاعتبار للقيم الدينية والروحية والثقافية والإنسانية لأنها تكشف كذب التنظيمات الإرهابية؛ مشيراً إلى أن المجتمعون في نيويورك نادوا بأهمية قيام الجهود الدولية على المساواة والاحترام المتبادل للهويات والخصوصيات الثقافية والموروثات الاجتماعية للشعوب ولمعتقداتها الدينية وقيمها الروحية . 
وكشف "عفيفي" أن قمة مكافحة "داعش" أكدت على أهمية إفساح الفرصة أمام الشباب بإثبات ذاتهم والتعبير عنها بشكل عملي لأجل استعادة الثقة في أنفسهم والشعور بالمسئولية وبدورهم في بناء أوطانهم، كما أكدت القمة أيضاً على أهمية استعادة دور الأسرة في رعاية وتوجيه ومتابعة أفرادها والتواصل معهم بشكل تربوي يحميهم من أن يُستقطبوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث أشاد المشاركون بدور المرأة في ذلك مما يتطلب الاهتمام بها وبواقعها وحمايتها من العنف والظلم والاستعباد الذي تروج له "داعش"، كما تم التأكيد على ضرورة الاهتمام بالتعليم في مختلف المراحل لأجل ترسيخ ثقافة التعددية والتعايش السلمي واحترام الآخر. 
وقال الأمين العام لمجمع البحوث إن حضوري لجلسات قمة الأمم المتحدة أكد مدى حاجة العالم إلى استعادة منظومة القيم الروحية والقيم الخلقية المشتركة ونشر ثقافة التسامح والسلام العالمي ودور الأسرة ومؤسسات التعليم في ذلك، بالإضافة إلى المسئولية المجتمعية حيث أجمع المشاركون في القمة على أهمية دور المجتمعات وجميع الأفراد في المواجهة مع الإرهاب لأجل إقرار السلم والأمن الأهلي.
وخلال مشاركته في قمة مكافحة داعش والتطرف العنيف وزع الدكتور إبراهيم نجم - مستشار مفتي الجمهورية - خلال فاعليات القمة خمسين ملفًا حول الاستراتيجيات الخاصة بمواجهة الفكر المتطرف ورؤية الدار لمكافحة الأفكار المتطرفة.
أوضح الدكتور إبراهيم نجم في تصريحات صحفية من الأمم المتحدة أن ملف استراتيجية دار الإفتاء لمكافحة التطرّف يضم العديد من الرسائل الأساسية والمهمة لفهم الظاهرة التي تهدد الأمن والسلم العالميين ويوضح الأطر الفكرية والتاريخية والتبريرات التي تقدمها جماعات العنف السياسي في أدبياتها ويفضح كذلك البنية الأيديولوجية لهذه التنظيمات.
الإفتاء والأزهر في
كما يرد كذلك على الشبهات التي تستند إليها التنظيمات الإرهابية في جرائمهم، ويوضح العديد من المفاهيم الإسلامية التي أسيئ فهمها وتطبيقها من قبل تلك الجماعات عبر استقراء موضوعي للتعاليم الإسلامية الصحيحة.
يؤكد ملف الإفتاء أن خطر الإرهاب الأسود يحاصر العالم من كل جانب وهو خطر مدعم مسلح من قبل أطراف لا تريد بالعالم خيرا ويوضح أن الإسلام تصدى للإرهاب ولكل أشكال العنف وإشاعة الفوضى، والانحراف الفكري، وكل عمل يقوِّض الأمن ويروع الآمنين؛ فجميعها وإن تعددت صورها فهي تشيع في المجتمع العالمي الرعب والخوف وترويع الآمنين فيه، وتحول بينهم وبين الحياة المطمئنة، التي يسودها الأمن والأمان والسلم الاجتماعي.
كما أوضح نجم أن ملف الإفتاء الذي تم توزيعه يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته تجاه الظاهرة في وضع حلول ناجعة لها والتي من أهمها ضرورة تبني سياسات جدية على أرض الواقع بدعم مصر في حربها ضد الإرهاب واضطلاع وسائل الإعلام العالمية بمسؤولياتها الأخلاقية في تهميش الخطاب المتطرف .
وأشار نجم إلى أن التقرير الذي أعدته الإفتاء يؤكد من خلال الأدلة التاريخية أن هؤلاء المتطرفين يحركهم نهمهم إلى السلطة، ويستندون إلى فهم معوج للنصوص الشرعية يقحمون فيه أهواءهم السقيمة وليس كما يزعمون بدافع انتمائهم وغيرتهم على الإسلام مؤكدًا أن هذه الجماعات والتنظيمات الإرهابية على اختلاف مسمياتها تحمل نفس السموم الفكرية.
كما يقدم الملف دليلًا إرشاديًا لوسائل الإعلام –خاصة الغربية- يضم المصطلحات التي يجب عدم استخدامها عند الحديث عن هذه الجماعات، مثل مصطلح "الدولة الإسلامية" و"الجهاديين"، "والخلافة"، و"الحرب المقدسة"، وغيرها، واستبدالها بالمصطلحات الحقيقية التي تصف وتفضح هؤلاء الإرهابيين.
وتأتي مشاركة مستشار المفتي في قمة مكافحة التطرّف العنيف بالأمم المتحدة في إطار سعي دار الإفتاء الدائم على المشاركة في كل المحافل الدولية، لإظهار الصورة الحقيقية المضيئة للإسلام والمسلمين التي اختطفها الإرهابيون في الإعلام الغربي وأروقة صناعة القرار العالمي.

شارك