روسيا تتجاهل الضغوط الدولية و"تصعِّد" في سوريا لدعم نفوذها دوليًا

الخميس 01/أكتوبر/2015 - 09:08 م
طباعة حالة استنفار روسية حالة استنفار روسية بشأن الازمة السورية
 
استمرار الغارات الروسية
استمرار الغارات الروسية فى سوريا
لليوم الثاني على التوالي تستمر الغارات الروسية على معاقل للجماعات الإرهابية والمسلحة في سوريا، وسط انتقادات سعودية وتحفظ أمريكي،  في الوقت الذى يجتمع فيه مسئولون عسكريون روس وأمريكيون  اليوم عبر دائرة تلفزيونية مغلقة للبحث عن سبل للحيلولة دون وقوع اشتباك بين الجيشين في الوقت الذي يشنان فيه حملتين متوازيتين من الضربات الجوية في سوريا. 
وأكدت مصادر روسية أن طائرات روسية شنت ضربات جوية لليوم الثاني على التوالي يوم الخميس مستهدفة مناطق يسيطر عليها تحالف لمقاتلي المعارضة يشمل جماعة تربطها صلات بتنظيم القاعدة.
دعم روسي مستمر للاسد
دعم روسي مستمر للاسد
وكشفت مصادر عسكرية روسية تحليلا للبيانات أجرته روسيا بعدما نفذت ضربات جوية في سوريا أظهر أن الطائرات الروسية أصابت فقط أهدافا لتنظيم داعش، ويرى محللون أن هذه الرواية الروسية تتعارض مع ما ذكره مسئولون أمريكيون وسياسيون وكذلك مع رواية جماعات المعارضة السورية على الأرض التي تقول إن المناطق التي تعرضت للقصف تخضع في أغلبها لسيطرة تحالف معارض منافس - يدعمه التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة - وليس داعش.
من جانبها قررت وزارة الدفاع الروسية إشراك سفن الإنزال البحري للرد السريع المنتشرة في مياه المتوسط في العملية الجوية الروسية في سوريا، لحماية المنشآت العسكرية الروسية في طرطوس واللاذقية، ونقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية عن مصدر عسكري أن قوات أسطول البحر الأسود ستكون في مقدمة القوات المشاركة في هذه العملية بما يخدم حماية نقطة الدعم الفني والإسناد في طرطوس والقاعدة الجوية المؤقتة في اللاذقية.
وكشف المتحدث أنه سيتم كذلك إلحاق قوات خاصة بمشاة البحرية إضافة إلى قوات تابعة لفرقة الإنزال الجوي الجبلية السابعة.
تفاهم امريكي روسي
تفاهم امريكي روسي بشأن الغارات فى سوريا
من جانبه وبسبب الانتقادات الموجهة للغارات الروسية، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن القوات الجوية الروسية تحدد أهدافها في سوريا بالتنسيق مع القوات السورية، مشيرا إلى وجود قائمة بالتنظيمات الإرهابية المستهدفة، موضحا انه من السابق لأوانه الحديث عن تقييم عملية القوات الجوية الروسية التي نفذت عددا من الغارات في سوريا.
شدد على أن الرئيس بوتين أكد أن عملية القوات الجوية الروسية تأتي دعما للعملية الهجومية للقوات السورية في مكافحة تنظيم "داعش" وغيره من التنظيمات الإرهابية.
يذكر بهذا الصد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن أن القوات المسلحة الروسية ستقوم بعمليات جوية فقط في سوريا، قائلا: "نحن بالطبع لا ننوي أن تغرس رأسنا في النزاع السوري،  وسننفذ خطواتنا في الأطر المحددة بدقة، أولا سندعم الجيش السوري فقط في كفاحه الشرعي للتنظيمات الإرهابية تحديدا، وسيكون هذا الدعم جويا فقط دون مشاركة في عمليات برية، ومثل هذا الدعم سيقتصر من ناحية الزمن على فترة قيام الجيش السوري بإجراء عمليات هجومية".
وأوضح بيسكوف أن الجانب الروسي هو الذي يمول عمليته في سوريا، مضيفا أن المرسوم الذي وقعه الرئيس الروسي حول التجنيد الإلزامي هو مرسوم دوري لا يمت بصلة للعملية العسكرية الروسية في سوريا، كما دعا إلى التأكد من صحة المعلومات حول مشاركة القوات الجوية الروسية في مكافحة التنظيمات الإرهابية في سوريا، مشيرا إلى توفر الكثير من المعلومات المحرفة والكاذبة والعارية عن الصحة بهذا الشأن.
أوضح أن الاستخبارات الروسية تقوم باستمرار باتخاذ الإجراءات الرامية إلى مواجهة الإرهاب داخل البلاد، وذلك ردا على سؤال حول استعداد روسيا لاحتمال تنامي الخطر الإرهابي في روسيا بعد بدء العملية العسكرية الروسية في سوريا، مضيفا بقوله " كل دول العالم تتخذ دائما الإجراءات اللازمة لمواجهة الإرهاب بكافة أشكاله، بما في ذلك روسيا، حيث توجد اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب والاستخبارات وهيئة الأمن الفدرالية المعنية بمكافحة الإرهاب".
بينما طالب مندوب السعودية في الأمم المتحدة، عبدالله المعلمي بوقف الغارات الروسية التي استهدفت مواقع مدنية سورية في ريفي حمص وحماة، وأدت إلى مقتل 36 مدنياً، بينهم أطفال ونساء في سوريا، موضحا أن بلاده قلقة من العمليات الروسية في سوريا.
سوخوي الروسية تدك
سوخوي الروسية تدك معاقل الارهابيين فى سوريا
على الجانب الآخر أكد وزير الخارجية الروسي سيري لافروف أن الطيران الحربي الروسي لا يستهدف في سوريا سوى مواقع "داعش" وغيره من التنظيمات الإرهابية، قائلا إنه لا يملك أية معلومات حول سقوط مدنيين نتيجة الضربات الروسية، مضيفا بقوله: "نحن نراقب بدقة كل الخطوات لكي تكون هذه الضربات دقيقة ولكي تستهدف فقط مواقع ومنشآت وأسلحة ومعدات تعود لجماعات إرهابية".
شدد على أن روسيا لا تعتبر الجيش السوري الحر منظمة ارهابية، وأن هناك حاجة للتعاون معه في المرحلة القادمة.
روسيا تتجاهل الضغوط
وكشفت مصادر روسية عن مشاهدة "كورولوف، و"ألكسندر أوتراكوفسكي" الكبيرتان وهما تعبران مضائق البحر الأسود في طريقهما الى المتوسط، تمهيدا لإشراك ناقلات كبيرة تتبع لأساطيل البحر الأسود والبلطيق والشمالي لتزويد الطائرات الحربية الروسية بالوقود اللازم لها في عملياتها في سوريا، حيث تصل حمولة كل منها إلى ألف طن من وقود الطائرات إضافة إلى 2050 طنا من وقود الديزل و8250 طنا من المازوت، و220 طنا من المؤن.
ويري محللون مهتمون بالتحركات الروسية الأخيرة، إنه رغم أن العاصمة السورية تقع على بعد ثلاثة آلاف كيلومتر جنوبي العاصمة الأوكرانية كييف فإنهما بالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين جبهتان في الحرب ذاتها التي تهدف إلى منع اندماج أوكرانيا في أوروبا، وأن هدف بوتين هو استغلال تدخله في سوريا للضغط على الغرب لكي يقبل ضمنيا ضم روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية لأراضيها في 2014 ويرفع بشكل تدريجي العقوبات التي فرضها على روسيا ردًا على ذلك، وفى الوقت نفسه تعمل هذه الخطوة  لتأمين مصالح بوتين في حماية الرئيس السوري بشار الأسد والميناء الروسي في مدينة طرطوس السورية الذي يتيح لروسيا الوصول إلى البحر الأسود الذي باتت تسيطر عليه بعد أن ضمت شبه جزيرة القرم.
ويرى مسؤولون غربيون دوافع أخرى تتضمن أن موسكو قد تقول أيضا إن تدخلها العسكري في الحرب الأهلية السورية وهو الأول من نوعه في الشرق الأوسط منذ عقود يمكن أن يستخدم للحد من الأعداد القياسية من اللاجئين التي تهرب إلى أوروبا، وتخفيف المعاناة عنهم، ومساعدة اوروبا في منع تدفق ملايين المهاجرين والنازحين إليها بسبب الأزمة السورية ومعارك الشرق الأوسط.

شارك