تصاعد الجدل حول الضربات الروسية.. والمعارضة السورية ترفض خطة المبعوث الأممي
السبت 03/أكتوبر/2015 - 08:07 م
طباعة

تداعيات الغارات الروسية ضد معاقل إرهابية في سوريا محل اهتمام المجتمع الدولي، في ظل مخاوف من تنامى العمليات العسكرية لتشمل معاقل للمعارضة السورية التي حصلت على تدريبات من الولايات المتحدة وتركيا، وتأثير هذه الضربات على المحاولات الأممية التي يقوم بها المبعوث الأممي للأزمة السورية ستيفان دي ميستورا، في ظل توقعات بتعرض المعارضة السورية والحركات المسلحة لضغوط إقليمية ودولية لرفض مقترحات ميستورا لزيادة الضغط على نظام بشار الأسد وروسيا.

من جانبه قال رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف أن موسكو لا تملك مصالح عالمية اقتصادية في سوريا، وأن موارد الميزانية الروسية تغطي العملية الجوية هناك تماما، موضحا أن النفقات الميزانية تكفي لتنفيذ المهام العسكرية، إلا أن القوات الروسية مجهزة بشكل جيد، الأمر الذي يسمح بدفع رواتب العسكريين وإعادة تسليح الجيش بشكل عادي.
شدد على أن بلاده تورد الأسلحة إلى سوريا، لكن ذلك لا يتطلب مبالغ هائلة، ويمكن أن تبلغ مئات ملايين دولارات، موضحا أن العملية الجوية الروسية في سوريا هدفها حماية الشعب الروسي من خطر الإرهاب، مضيفا بقوله" نقوم بحماية الشعب الروسي من التهديد الإرهابي لأنه من الأفضل فعل ذلك خارج حدود بلادنا، وروسيا تملك خبرة صعبة جدا في محاربة الإرهاب".
شدد على ضرورة إيجاد حل سلمي للنزاع السوري، قائلا: "من المهم أن تتم تسوية الأزمة عن طريق المفاوضات وأن نتمكن من إجلاس المعارضة والسلطات السورية على طاولة واحدة للتفاوض من أجل وضع مقترحات حول مستقبل سوريا".

على الجانب الآخر قال أندريه كارتابولوف برئاسة الأركان بالجيش الروسي إن سلاح الجو لبلاده نفذ أكثر من 60 طلعة جوية في سوريا خلال 72 ساعة الماضية أضعفت بدرجة كبيرة القدرة العسكرية للإرهابيين هناك وسوف تكثف روسيا غاراتها.
شدد على أن الغارات نفذت على مدار الساعة من قاعدة الحميميم في عمق الأراضي السورية، والإشارة إلى أن روسيا حذرت الولايات المتحدة قبل شن غاراتها ونصحت الأمريكيين بوقف طلعاتهم الجوية في المناطق التي يعمل فيها سلاح الجو الروسي.
أضاف: قال لنا الأمريكيون خلال المناقشات إنه لا يوجد أحد في تلك المنطقة باستثناء الإرهابيين.

بينما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن غارات روسية دمرت مركزاً للقيادة وتحصينات تحت الأرض تابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية"، المعروف بـ"داعش"، بالقرب من معقله في الرقة شرق سوريا، وانه في الأربع والعشرين ساعة الماضية قامت مقاتلات اس يو-34 واس يو-24 ام ضمن التشكيل الروسي الجوي في سوريا بأكثر من عشرين طلعة فوق تسع منشآت للبنى التحتية تابعة لتنظيم داعش وتدمير مركز للقيادة في الرقة بالإضافة إلى تحصينات تحت الأرض تستخدم لتخزين المتفجرات والذخيرة.
وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع أيجور كوناشنكوف إن الغارات استهدفت مركز قيادة محصن لإحدى التشكيلات الإرهابية بقنبلة خارقة للخرسانة أطلقت من طائرة "سو34-"، على مقربة من مدينة الرقة شمال وسط سوريا، مضيفاً أن الغارات أسفرت كذلك عن تدمير مخزن تحت الأرض يحتوي على ذخائر ومتفجرات، كما استهدفت المقاتلات الروسية قاعدة للإرهابيين ودمرت مخازن أسلحة لـ"داعش" في معرة النعمان، مؤكداً أنه حسب المعطيات تم تدمير تحصينات للإرهابيين وكذلك مخازن ذخيرة و7 آليات.
شدد على انه لم يتم تسجيل استخدام الأسلحة المضادة للطائرات ضد الطائرات الحربية الروسية في سوريا وأنه تم إصابة الأهداف بصرف النظر عن حالة الطقس أو التوقيت.

وعلى صعيد الخطوات الدبلوماسية ، وبعد موافقة الحكومة على الخطة الأممية، قالت المعارضة السورية المدعومة من الغرب وجماعات مسلحة إن خطة وضعتها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا لن تنجح بصيغتها الحالية
وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم أعلن إن حكومة الرئيس بشار الأسد مستعدة للمشاركة في مبادرة دي ميستورا لكنه قال إن أي نتيجة ستخرج بها المبادرة لن تكون ملزمة، بينما قال الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أن مجموعات العمل بصيغتها الحالية والآليات غير الواضحة التي تم طرحها توفر البيئة المثالية لإعادة إنتاج النظام، والاشارة إلى أن الخطة تجاهلت معظم قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بشأن سوريا بما في ذلك القرارات التي تنص على التخلص من الأسلحة الكيماوية السورية والسماح بدخول المساعدات الإنسانية.
وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا ستيفان دي ميستورا كشف عن فكرة دعوة الأطراف المتحاربة إلى تشكيل أربع مجموعات عمل بقيادة الأمم المتحدة لبحث كيفية تنفيذ خارطة طريق من أجل السلام في ضوء عدم استعداد الجماعات لإجراء محادثات سلام رسمية.
من ناحية اخري استنكر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مساندة روسيا للرئيس السوري بشار الأسد ، معتبرا أن هذه الغارات الجوية لا تستهدف فقط مسلحي تنظيم داعش.
شدد كاميرون بقوله "من الواضح تماما أن روسيا لا تميز بين تنظيم داعش وجماعات المعارضة السورية المشروعة ونتيجة لذلك، فإنهم يدعمون فعليا الجزار بشار الأسد، ويساعدونه ويجعلون الموقف أكثر صعوبًا حقيقة."