معركة "النفير" بين شيوخ الجهاد السعودي وداعش

الأحد 04/أكتوبر/2015 - 04:55 م
طباعة معركة النفير بين
 
تعانى المملكة العربية السعودية من حالة من الاستنفار الجهادى من دعاة الجهاد او ما يسمى بالنفير للجهاد وهو ما جعل  المقاتلين السعوديين هم الأكثر عددًا داخل تنظيم داعش .
معركة النفير بين
 السعودية تعتبر ذلك تضخيمًا غير حقيقي الهدف منه "تشويه صورة المملكة وإلحاق صفة الإرهاب بمواطنيها"، ولكن الدراسات أثبتت على حسب دراسة لمجلة «long war» عن الجنسيات التي يحتويها تنظيم «داعش» أن جنسيات داعش تغطي إفريقيا وآسيا وأوروبا وصولًا إلى أمريكا، وأن نسبة السعودية تمثل 65% والباقي من جنسيات مختلفة، كما أن 44% من قتلى داعش من السعوديين، وهو الأمر الذي يدفع للتساؤل حول أسباب ذلك.
 السر وراء ذلك يعود إلى أن بعض الدعاة من السعوديين يتبنون الفكر الجهادي ويدعون الشباب إلى النفير للجهاد في سوريا وهو ما تجدد مؤخرًا على شكل دعوة من  52 محرضاً، هم أكاديميون ودعاة سعوديون دعوا إلى "النفير" في سوريا لقتال القوات الروسية بعضهم أعضاء في "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في بيان موقع بأسمائهم نشر عبر أحد المواقع الإلكترونية، والقادرين جميعاً من خارج السعودية إلى تلبية نداء الجهاد في سوريا والقتال إلى جانب الفصائل المتطرفة في سوريا لمواجهة القوات الروسية"، وقالوا نصًّا: "ندعو القادرين منكم إلى الالتحاق بركب الجهاد فهذا يومكم، فما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا أقبلوا على جهاد عدو الله وعدوكم فالله معكم والمسلمون خلفكم بكل ما يستطيعون وإن فجر النصر قريب".
معركة النفير بين
وتابعوا في بيانهم أن ما يجري في سوريا من "الحروب الدينية المقدسة"، وأنها والله حرب على الإسلام الذي ارتضاه الله للعباد، فأعلنوا هذه الحقيقة للناس واشحذوا الهمم وعلى قادة الفصائل في سوريا "الوحدة وجمع الكلمة"، وعلى الكوادر وذوي القدرات والخبرات بالبقاء وعدم مغادرة سوريا.
الدعوة كشفت بشكل واضح عن محاولة لإعادة توريط الشباب السعودي وغيرهم من الدول الخليجية والإسلامية في قتال القوات الروسية في سوريا على غرار انضمام الشباب إلى صفوف تنظيم القاعدة وطالبان وغيرها من الفصائل الأفغانية إبان الحرب السوفيتية في أفغانستان، بالتزامن مع الضربات الأمنية السعودية لعناصر "داعش" في سوريا وآخرها إعلان الداخلية السعودية ضبط مخبأ لتجهيز المتفجرات بأحد أحياء العاصمة السعودية الرياض، يديره سوري بمساعدة فلبينية تقوم بخياطة وتجهيز الأحزمة الناسفة، وبعد أيام على ضبط خلايا لداعش بالسعودية بينهم متسللون عائدون من مناطق الصراع.
معركة النفير بين
بالإضافة إلى أن الدعوة للانضمام لتلك المنظمات تأتي خلافاً للقرار السعودي الذي أعلن في مارس 2014 قائمة الجماعات الإرهابية والتي ضمت كلاً من "داعش وجبهة النصرة، والإخوان المسلمين، وحزب الله السعودي (الحجاز) وجماعة الحوثي، وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، واليمن، والعراق". والذي قضي بتجريم "المشاركة في أعمال قتالية خارج السعودية، أو الانتماء للتيارات أو الجماعات وما في حكمها، سواء أكانت دينية أو فكرية متطرفة أو المصنفة كمنظمات إرهابية داخلياً أو إقليمياً أو دولياً أو تأييدها أو تبني فكرها أو منهجها بأي صورة كانت".
 ومما يؤكد على أن هذه الدعوات هدفها جر الشباب السعودي إلى الإرهاب أنه بمتابعة عدد من أسماء الدعاة الموقعين على البيان، تبين مشاركتهم المباشرة بالإفتاء في مجريات الأحداث في سوريا، وإمداد من يقاتلون من الجماعات المتطرفة في سوريا بالتوجيه والمشورة وشرح "وجهة النظر الشرعية"، وفق منظورهم الخاص، بل وسبق لأحد هؤلاء الدعاة أن علق على تفجير طوارئ عسير حينها قائلاً: "للأسف أننا كلما ابتلينا ببلية أو فتنة سارعنا بإسقاطها على الآخرين كداعش والقاعدة أو الخوارج ولا أحد يجرؤ فيذكر السبب بصراحة، لا من الخطباء ومن الوعاظ ولا من أهل العلم فضلاً عن المسئولين".
معركة النفير بين
ومن بين الموقعين أيضًا الدكتور سعود الفنيسان، أستاذ في جامعة الإمام سعود الإسلامية وعميد كلية الشريعة بالرياض سابقاً، والذي كان ضمن أحدث تغريداته عبر حسابه على تويتر: "إلى متى يبقى السجناء ممن لم يحكم عليهم أو انتهت أحكامهم يعيشون بين الجدران"، في إشارة إلى السجناء الأمنيين من تنظيم القاعدة بالإضافة إلى العلاقة المباشرة التي تربط عدداً من الموقعين على البيان مع حذيفة عبد الله عزام، المقيم حالياً في الأردن، وهو ابن الفلسطيني عبد الله عزام، وهو ممن لا يترددون في إظهار علاقاته المباشرة مع الفصائل المقاتلة في سوريا والتدخل في المصالحة فيما بينها، حتى إنه تدخل للإفراج عن والدة إحدى المذيعات في قناة عربية بريف دمشق بعد اعتقالها من قبل جيش الإسلام.
بعض الدعاة السعوديين أيضًا يلعبون دورًا في إذكاء التطرف ودفع الشباب السعودي نحو داعش من خلال أفكار طائفية؛ حيث يروج بعضهم لأفكار تشجع على التشدد ومنهم الشيخ صالح اللحيدان، والذي أعفي من منصبه كرئيس المجلس الأعلى للقضاء السعودي عام 2008 لرده عن سؤال بشأن أصحاب القنوات الفضائية بالقول: "إن من يدعو إلى الفتن إذا قُدر على منعه ولم يمتنع قد يحل قتله" مفتيًا بذلك بجواز قتلهم ووصفهم بأنهم "مفسدون". وهو ما يجعل الغرب ينظر إليهم على أنهم المنبع الأيديولوجي لتنظيم القاعدة الذي نفذ هجمات في أماكن متفرقة من العالم وداعش التي قطعت رءوسا في سوريا والعراق.
معركة النفير بين
 المؤسسة الرسمية السعودية تنفي هذا الرأي بشدة، وتعتبر أن فكر المتشددين "لا يتطابق ولو حتى بشكل بسيط" مع مبادئ الفكر الوهابي، وأن جنوح بعض السعوديين إلى الجهاد والتطرف يعود إلى تأثير الجناح المتشدد من جماعة الإخوان المسلمين في تطوير الفكر الجهادي الحديث، وأن الجماعات الجهادية محظورة في السعودية وفرضت أحكامًا طويلة بالسجن على كل من يقدم لهما الدعم أو المال، وأكدت أن الصراع في سوريا هو "جهاد ولكن للشعب السوري وليس للسعوديين"، وحثت المواطنين تكرارًا على عدم التوجه للقتال هناك.
وقال توماس هيجهامر الباحث في مؤسسة الأبحاث الدفاعية النرويجية ومؤلف كتاب "الجهاد في السعودية": إن "الجهاديين توقفوا عن الاستشهاد بالمشايخ السعوديين البارزين في الدولة منذ سنوات طويلة"، وأن جماعة الدولة الإسلامية تبتعد بدورها عن الاستشهاد بالمشايخ السعوديين القلائل الذين كانوا يدعمون يومًا القاعدة وهم اليوم في سجون المملكة؛ بسبب الشقاق بينها وبين القاعدة.

شارك